عقدتي من الزواج!
مرض السكر سبب لي عقدة و أبعدني عن الأخرين |
فكانت أمي تقول : أن فتاة صغيرة من جيران أهلها، كنا نتعامل معها بعطف فكنا نفرق بينها وبين غيرها من الأطفال ، و عندما نقدم لها شيء من الحلوى أو أي شيء أخر نكون مشفقين عليها و كنا دائماً نعاملها معاملة خاصة دون غيرها (أنا شخصياً عندما كنت في مثل موقفها كنت أنزعج كثيراً كالأسئلة الساذجة الفضولية من غيري أمام الأطفال ، فكنت أُحرج منها جداً ، تشربين الحليب مر أو حلو ؟ كم تأخذين من الأنسولين في اليوم ، هل دخلتي للحمام اليوم ؟ أعز الله القارئ.
و هذا الموقف ليس معها فقط ، بل مع خاطبات كثيرات جداً ، و في السنة الأولى من الكلية جاء شاب جيد و محترم و من عائلة مرموقة ، كان معي في الكلية ، و لمجرد سماعي أنه معي في الكلية خطرت ببالي فكرة أنه من الممكن أن يرفض بسبب مرضي و من الأكيد أنه سيتحدث في هذا الموضوع في الكلية (من الصعب أن أتعود على شيء كنت أتكتم عليه و فجأة يكون في العلن ) مرت الأيام على وتيرتها المعتادة ، و في السنة الأخيرة من الكلية حدثت لي مشكلة مع إحدى مدرسات الكلية فذهبت إلى أخيها و كنت في ذلك الوقت غاضبة لما حدث وكنت أتحدث معه بصفة أنه أخيها و ليس مدرس !
و كان أغلب حديثي معه عن هده المشكلة و كان طوال الوقت يضحك على ما أقول (شخصيتي عفوية وحديثي عادة ما يكون صريح ومضحك وقريب من الفكاهة الخفيفة) بعد أيام ذهبت لها و اعتدرت من موقفي ثم قالت لي : أن أخاها يريد الزواج ، و كانت تتحدث بثقة و معتزة به و هي تكلمني عليه ، فأجبتها بأنني مخطوبة ، و فهمت من كلامي أنني لا أريده ( أقسم لكم في ذلك الوقت كنت سوف أنفجر من البكاء وكنت ألووم حظي التعيس) فقد كانت شخصيته أفضل و وسيم و به جميع ما يميزه ، المهم قررت تحضير الماجستير ، عموماً مواد الماجستير أصعب بكثير من مواد البكلوريوس ، كنت أكثر المواد أواجه صعوبات فيها كثيرة لاحظت أن أحد الشباب كان يقدم لي المساعدة دون طلب مني و كان كتير الابتسام مع أنه جدي و ذكي جداً و محترم ، شيء جدبني له ،
أنه غضيض البصر بشكل ملحوظ حتى أثناء تعامل زميلاتي له يذكرني بأبي يحمر وجههُ و ينزل عينيه للأسفل ، فكان في بعض الأحيان يتعامل معي بشيء من الغباء أو السذاجة ، قبل مده قال لي أنه سيتقدم لي بعد أخده للماجيستير لأن ظروفه الحالية لا تسمح ! و كنت في ذلك الوقت لا أستطيع تحريك وجهي أو حتى قدمي أو حتى عيني ، باختصار كنت كالبلهاء ، كنت مستغربة من جرأته التي لم أعهدها سابقاً، فقال لي : سأعطيك وقتك للتفكير! برأيكم هل أقول له عن مرضي أو أدعه يعرف بعد التقدم لي ، أو أقول له أنني لا أرغب بالزواج ؟ فأنا لا أريد أن أشعر بخيبة جديده لأني اكتفيت مما سبق و أشعر بكمية كبيرة من الإحباط لأن مرضي كان سبب في ابتعاد كثير من الخاطبين و لا أريد أن أصاب بخيبة تشعرني بمهانة الموقف ، أرجوكم أجيبوا برأيكم الشخصي و بواقعية ، و أريد منكم النصيحة ؟ و عذراً على الإطالة.
تاريخ النشر : 2021-08-26