نساء مخيفات

جدات قاتلات : الجدة التي احتفلت بقتل زوج ابنتها!

بقلم : زهرة الامل – ليبيا

سينثيا لم تكن تشعر بأي ذرة ندم علي ما فعلت
سينثيا لم تكن تشعر بأي ذرة ندم علي ما فعلت

يوم 11 فبراير 2014 كان هناك صوت اطلاق نار في احدى المنازل الواقعة في ارقى احياء كاليفورنيا بأمريكا .. فيا ترى ما هي القصة وراء صوت اطلاق النار ؟ وكيف تم اكتشاف القاتل و ما هي تفاصيل القضية ؟

ولدت سينثيا كيدباكا في 11 فبراير 1951 وعندما كبرت تزوجت وانجبت بنتا اسمتها لورا التي تزوجت بدورها رجلا يدعى جيوارد في سنة 2001 … كانت لورا و زوجها يعملان في تجارة العقارات ، وكان الزوج جنديا احتياطيا بالجيش الأمريكي وقد عرف عنه انه شخص ناجح و مثابر ، وقد رزِق جيوارد بثلاثة ابناء ، أثنان من زوجته لورا ، وأبن آخر من زوجته السابقة ويبلغ من العمر 18 عاما.

قبل سنة من وقوع الجريمة ، اي في عام 2013، أصيبت سينثيا بجلطة فقررت ابنتها وزوجها السماح لها بالبقاء معهم في منزلهم كي تكون تحت رقابتهم ورعايتهم.

blank
الزوجين جيوارد ولورا

الجدة سينثيا فرحت بمسكنها الجديد مع ابنتها واحفادها ، كانت الامور جميلة من الخارج حيث تبدو اسرة جيوارد اسرة سعيدة و مثالية ، فالأسرة حالتها المادية جيدة جدا و تعيش بمنزل كبير في واحدة من ارقى مناطق كاليفورنيا … لكن اسرة جيوارد كانت كأي اسرة اخرى لديها بعض المشاكل والخلافات نظرا لاختلاف وجهات النظر والشخصيات ، بالعادة يكون الخلاف بين الزوج و زوجته لكن الخلاف هذه المرة كان بين سينثيا و زوج ابنتها المسكين الذي جنى علي نفسه باليوم الذي قرر فيه ان يسمح لوالدة زوجته بالبقاء لتعيش معه في بيته !

بالنسبة لجيوارد فقد كان اب حنون و يخاف علي ابناءه كأي اب آخر لكنه كان يميل الي الصرامة الشديدة في تربيته لابناءه الامر الذي لم ينل اعجاب الجدة سينثيا التي كانت عكسه تماما لكونها مرحة و تدلل احفادها … لذلك لم يكن بينهم اتفاق بل كان هناك شجار و خلافات كثيرة ، و من امثلة خلافاتهم تلك :

الجدة سينثيا كانت تحب ان تدخن اما جيوارد كان يكره التدخين ولا يريدها أن تدخن في المنزل امام اعيُن ابناءه فطلب منها عندما تريد التدخين ان تخرج خارج المنزل في الساحة المحيطة.
واحيانا كان يتواجد في الحديقة الخلفية لسقاية الزرع فيراها تدخن فيرش عليها الماء بالخرطوم فتغضب منه.

في يوم الثلاثاء المشؤوم الموافق 11 فبراير 2014 والذي صادف يوم عيد ميلاد سينثيا كان المسكين جيوارد يستعد لبدأ يومه و كان يخطط للذهاب الي مدرسة ابنته لحضور مسابقة الاملاء التي تشارك بها غير مدرك ان هذا اليوم سيكون اخر يوم بحياته!

كانت سينثيا تود حضور المسابقة ايضا و عندما خرجت من المنزل شاهدها جيوارد و علق علي ملابسها قائلا انها تبدو بشكل غير جيد و هي ترتديها ، فأشتعلت غضبا و بدون اي سابق انذار ذهبت الي غرفتها و اخذت مسدسها ثم عادت ووقفت وراء جيوارد الذي لم ينتبه لوجودها خلفه و بكل ثقة و لا مبالاة افرغت مسدها في جسده كأنها تفرغ قارورة من الماء ، لكن الخمس رصاصات التي زرعتها في جسده لم تكن كافية لتطفئ نار غضبها و حقدها عليه فذهبت الي سيارتها مجددا وملأت المسدس الملعون ذاك بخمس رصاصات اخرى و عادت اليه وافرغتها مجددا بجسده المضرج بالدماء … و الآن لاشك انك تتوقع انها اكتفت بعشرة رصاصات..
حسنا دعني اقول لك أن توقعك للاسف خاطئ! حيث ان سينثيا توجهت الي سيارتها مجددا و ملأت المسدس بخمس رصاصات اخيرة وفي ذلك الوقت كان جيوارد قد زحف و دخل المطبخ بجسده المتهالك ثم عادت اليه و افرغت المسدس به للمرة الثالثة حينها توقف قلبه بعدما اصيب جسده بأثنى عشر رصاصة من اصل خمس عشرة رصاصة ليفارق الحياة!

blank
منزل العائلة الفخم حيث وقعت الجريمة

مما لاشك فيه انه بعد إطلاق هذا العدد من الرصاصات فأن الجيران تنبهوا الى حدوث شيء غير طبيعي وقاموا بالاتصال بالشرطة قائلين انهم يسمعون صوت اطلاق نار من المنزل المجاور ، فأتت الشرطة الي المنزل وعندما دخلوا المطبخ وجدوا جيوارد ميتا.

في بداية الامر اشتبهت الشرطة بأبنه الاكبر ذو الثمانية عشر عاما لانه كان يتعافي من الادمان و قد توقعوا انه اراد العودة الي التعاطي مرة أخرى فطلب من والده ان يعيره بعض المال ونظرا لطبيعة جيرورد الصارمة فقد رفض فتشاجر معه ثم قتله ، لكن هذا الاحتمال كان بعيد كل البعد عن الصحة …

وعندما علموا بوجود الجدة سينثيا سألوا عنها ابنتها لانها كانت قد اختفت كما تختفي الاشباح! و لم يكن لها اي اثر فاخبرتهم بالاماكن التي تفضل الذهاب اليها …

حسنا لنتوقف هنا عزيزي القارئ برأيك اين ذهبت الجدة بعد ارتكابها لجربمتها البشعة ؟

لاشك انك تعتقد انها هربت كي لا تجدها الشرطة و تقبض عليها ؟ او انها ندمت علي ما فعلت و جلست تبكي ندما ! .. كلا يؤسفني ان اقول لك ان اعتقادك خاطئ ، فهي تتمتع ببرود و لا مبالاة تجعلها تذهب بسيارتها تلك التي كانت تحضر منها الرصاصات كي تحتفل بعيد ميلادِها ثم ذهبت للعب القمار لمدة ساعتين ثم توجهت الي المقهى المفضل لديها حيث عثرت عليها الشرطة هناك ثم اخذوها معهم للقسم و عندما بدأ ضباط الشرطة بطرح الاسئلة عليها كانت الصدمة ! حيث انها عند دخولها القسم كانت سعيدة و سألتهم : لماذا اتيتم بي الي هنا ؟

فقالوا لها هناك جريمة حدثت في بيتكم و قد تسببت بمقتل زوج ابنتك ، ثم صرخت صرخة لا ادري في الحقيقة هل هي صرخة بكاء ام ضحك ؟ بعد ذلك سألتها المحققة ما رايك في زوج ابنتك؟ فردت عليها قائلة انه يعاملها و يعامل ابنتها و احفادها بشكل سيء … فقالت لها المحققة هل هناك احد حاول ايقافه ؟ فقالت نعم هناك .. انها انا .. نعم انا المذنبة !! . .أخبروني هل مات؟

فقالوا لها نعم ، فشكرتهم ! …

blank
صورة نشرتها الشرطة للجدة خلال التحقيق وتظهر خلالها وهي تحتفل وتشكر الله لموت زوج ابنتها

اعرف انكم في حالة صدمة اعزائي القراء وانا اعتذر لانني جعلت الصدمات تتوالى عليكم ! لكن هذه هي قصص الجرائم و افعال المجرمين دائما ما تكون مثيرة للدهشة وصادمة للغاية ! … و بالطبع بعد اعترافها الصريح لارتكابها الجريمة وجهَت لها تهمة القتل من الدرجة الاولي

وبعد ثلاث سنوات اي في عام 2017 بدأت المحاكمة لتكشف معها شيئا جديدا فقد اكتشف المحققون من خلال اجراء بعض التحريات ان سينثيا اشترت المسدس قبل 21 يوم من ارتكابها للجريمة و خلال تلك الفترة كانت ايضا تتدرب في نادي الرماية علي كيفية استخدام المسدس و اطلاق الرصاص بمعني انها كانت تخطط لارتكاب الجريمة قبل حدوث الشجار…

بتعبير اخر الجريمة قد نفذت مع سبق الاصرار و الترصد وليس في لحظة غضب! و هذا ما كانت مقتنعة به هيئة المحلفين … ورغم ذلك اخذت المحكمة في عين الاعتبار انه من الممكن ان تكون لديها حالة نفسية او ان الجلطة التي اصيبت بها قد اثرت عليها لكن فصوحات الاطباء قد نفت هذا الاحتمال حيث انها اظهرت ان سينثيا كانت بكامل وعيها عندما ارتكبت الجريمة …

وفي المحكمة تم استدعاء ابنتها لورا و سالوها ما اذا كان زوجها كان يسيء معاملتها وابنائها ، فأجابت : نعم كان احيانا يسيء المعاملة.. لكن لم يكن هناك اي دليل ملموس يؤكد هذا الكلام وكانت لورا تشعر بالحزن بسبب ما فعلته والدتها بزوجها كما ان ما حصل جعلها تخسر زوجها و والدتها
اما ابنائها فهم ايضا المساكين حيث ان جدتهم قد حرمتهم من والدهم للابد ! ….
اما سينثيا فلم تكن تشعر بأي ذرة ندم علي ما فعلت !

وفي 23 مارس 2017 حكم علي سينثيا بالسجن المؤبد مع امكانية الافراج المشروط بعد خمسين سنة و بما انها تبلغ من العمر 66 عاما فهذا يعني انها لن تخرج من السجن ابدا حتي وفاتها

ختامآ

و الآن عزيزي القارئ اتمني ان يكون مقالي المتواضع قد نال اعجابك كما اتمني منك ان تطلعني علي رايك بالقصة ؟ و اخيرا وليس آخرا اذا كنت رجلا فمن واجبي تحذيرك من الاساءة الى والدة زوجتك و الا قامت بقتلك !

تاريخ النشر : 2021-09-02

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى