ألغاز تاريخية

أحاجي الفراعنة :جرائم غامضة وألغاز مظلمة

بقلم : كرمل – فلسطين

سوف نتعرف على جانب مختلف من تلك الحضارة المثيرة
سوف نتعرف على جانب مختلف من تلك الحضارة المثيرة

حديثنا اليوم لن يكون عن تعريف الحضارة الفرعونية أو الآثار القديمة والإكتشافات الحديثة أو عن إختراعاتهم وتواصلهم مع الفضائيين الخ..هذا الأشياء سبق وعرفناها جميعاً بل اليوم سوف نتعرف على جانب مختلف من تلك الحضارة المثيرة.. جانب يحتوي على ألغاز مظلمة وجرائم غامضة

أرسنوي.. الأميرة المنسية

نبدأ بأميرة صغيرة نسيها التاريخ ..
لربما أول مرة تسمعون عنها فهي لم تنل نصيبها من الذكر على الرغم من أنها كانت شقيقة أشهر حاكمة في مصر القديمة.. كليوباترا.. الكثيرين لا يعرفون أن كليوباترا تمتلك شقيقة من الأساس ، وسنسلط الضوء عليها وعلى لغز إختفائها ونهايتها البشعة

blank
قبر الاميرة ارسنوي في معبد آرتيمس الروماني بتركيا

قصتنا بدأت في القرن العشرين بتركيا حيث إكتشف علماء من النمسا عظام تعود لفتاة مجهولة في معبد آرتيمس الروماني.. هذا الأمر حير العلماء لفترة طويلة حيث أن العادات الرومانية القديمة تقتضي دفن الموتى خارج أسوار المدينة فمن تكون هذه الفتاة الذي دفنت داخل المعبد المقدس ؟

لغز هذه الفتاة أظهر جانباً مخفياً كنا نجهله
تقول الأسطورة بأن تلك الجثة هي الأميرة أرسنوي
يقال بأنها ضحية جريمة قتل مروعة عمرها الالاف نُفذت بحقها بدم بارد من قبل شقيقتها كليوباترا وعشيقها.

الأسطورة بإختصار تعود لعام 51 قبل الميلاد عندما ترك بطليموس الثاني عشر الحكم لإبنته كليوباترا وشقيقها بطليموس الصغير.. تزوج الإخوان بحسب الأعراف الملكية القديمة وتوليا معا الحكم لفترة من الزمن ، بعدها أرادت كليوباترا بشدة التحالف مع الرومان ولكن شقيقها رفض مما أثار غضبها فخططت للإنتقام منه عن الطريق التقرب من حاكم الرومان الشهير يوليوس قيصر.

blank
يقال ان كليوباترا اغوت قيصر بحيلة ذكية وفتنته بجمالها الاخاذ

وبحسب ما قيل فإن كليوباترا كانت تتمتع بجمال آخاذ إستخدمته للإيقاع بالقيصر عندما تسللت لغرفته وبالطبع قضت الليلة في سريره ، لاحقاً عندما علم شقيقها بالأمر غضب بشدة وإعتبر فعلتها خيانة له ولإشقائها ولمصر كاملة فشن عليهما هجمات قوية لإمساكهما
أما شقيقتها الأميرة أرسنوي فقد تم تنصيبها قائدة الثوار الذين يريدون القبض على كليوباترا والقيصر.

إستطاع القيصر أن يلوذ بالفرار ليحتمي بمنارة فاروس (منارة الاسكندرية)

عندما إنتهى الهجوم كان الفوز من نصيب الثوار وأصبحت منارة فاروس رمز إنتصار الأميرة أرسنوي ، لم يتقبل القيصر هذه الهزيمة المهينة من أرسنوي خاصة أنها مراهقة فأرسل قوات عسكرية لمهاجمتهم وقد نجحت نجاحاً باهراً وأسفر عن هذا النجاح ثلاثة أشياء :

– قتل شقيق كليوباترا الصغير “زوجها”
– أسر الأميرة أرسنوي
– إعادة العرش لكليوباترا التي كان معروف عنها حب السلطة

إذاً ماذا حدث للأميرة الصغيرة بعدها؟

أقام القيصر مهرجان بإنتصاره وأمر بأن يتم إذلال الأميرة خلال الإحتفالات
أخذوها وكبلوها ووضعوها بقفص حديدي وساروا بها أمام الناس الذي كانوا بحالة صدمة مما يرون وهذا بسبب صغر سنها الواضح مما جلب لها التعاطف وكان هذا لصالحها
ضغط الناس على القيصر لكي يبقي على حياتها حتى وافق أخيراً

وهكذا نجت الأميرة لكن قام القيصر بنفيها إلى مدينة أفسيس – تركيا حالياً – ومنعها من دخول مسقط رأسها مصر للأبد

blank
ارنسوي .. الاميرة المنسية التي وقفت الى جانب اخيها في قتاله لقيصر وعشيقته كليوباترا لكن الجيش المصري هزم في معركة النيل الشهيرة وكانت نهاية بطليموس الثالث عشر والاميرة ارسنوي

لاحقاً عندما اغتيل القيصر بعد سنتين أتخذت كليوباترا عشيقاً أخر لها هو مارك أنتوني وقد أمرته كليوباترا أن يقتل شقيقتها على أرض المعبد المقدس بتركيا لكي تتخلص من أخر تهديد قد يسلب عرشها منها ، ويقال أيضاً بأن كليوبترا كانت حامل بإبن مارك فخاف الأخر من أرسنوي من أن تسلب عرش إبنه المستقبلي فأمر بقتلها.. وهكذا نفذت الجريمة التي صدمت الرومان لفترة طويلة

هناك أناس لم يصدقو تلك الرواية وربما
لا تصدقون ما سردته فما الدليل على كل الذي ذكرته؟
إنقسم الناس بين مؤيد ورافض لهذه الرواية وبالنسبة للعلماء الذين يؤكدون صحتها فهم يستندون على عدة أشياء منها:

– لو ذهبتم لمعبد آرتيمس اليوم ستشاهدون قبر الفتاة محطم لأشلاء.. لكن إستطاع العلماء إعادة تشكيل القبر حاسوبياً وقد تطابق شكله النهائي بمنارة فاروس التي كانت رمز إنتصار أرسنوي مع الثوار

– هناك قطعة تم أخذها من القبر لإجراء الدراسات عليها وقد أثبت فيما بعد أن شكل القطعة مطابق للثقافة الفرعونية القديمة.

– جمجمة الفتاة المدفونة كانت مفقودة ولكن قام العلماء بإنتاج جمجمة مشابهة لها لحد ما وقد تبين بأنها تعود لفتاة من أصول مصرية .

برأيكم أعزائي القراء ما الذي حدث للأميرة أرسنوي وهل تعتقدون بأن شقيقتها كليوباترا وعشيقها تخلصو منها للإنفراد بالحكم؟

لربما تختلف الأراء حول نهاية تلك الأميرة ولكن تبقى الحقيقة واحدة وهي أنها فتاة منسية لم تجلس على العرش يوماً ولم تنصفها كتب التاريخ.

سنموت.. المهندس العاشق

blank
تمثال حتشبسوت .. لاحظ انها ترتدي اللحية المزيفة كما يفعل الفراعنة الرجال

الحب كان جزء مقدس في حياة الفراعنة ..
فقد سجلو قصص حب عمرها الالاف السنين على جدران معابدهم وقبورهم ، كقصة الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري و إيزيس و أوزوريس وغيرهم
وكما هو الواقع هناك قصص حب لا تكون نهايتها سعيدة دوماً.. بعضها قد ينتهي بطريقة صادمة ومفجعة كقصة حب المهندس سنموت للملكة حتشبسوت وهو أحد أشهر المهندسين في مصر القديمة الذين برزو خلال فترة حكمها .. قام بتصميم أجمل المباني لها وبالمقابل أهدته الملكة 80 لقباً وهو أمر غير مسبوق في الأعراف الفرعونية كما وضعت صورته وإسمه على معبدها الشهير

كان سنموت يتميز بمكانة رفيعة لدى الملكة وأعوانها ، لكن هذا الأمر لم يدم طويلاً ففجأة إختفى من الوجود و إختفى ذكره و هدمت آثاره!

ولد سنموت والذي يعني “أخو الآلهة موت” لوالدين من عامة الشعب ، قبل لقائه بالملكة كان يعمل رئيس للكهنة في المعبد كما عمل مشرفاً على المخازن والمواشي
على الجانب الأخر كان حتشبسوت أرملة ولديها إبنتان وصبي وقد أوكلت لسنموت ذات مرة مهمة الإعتناء بإحدى بناتها.

بعدها عمل سنموت في الهندسة وقد نال إعجاب الجميع وكان هو من صمم التحفة الفنية معبد حتشبسوت الجميل

وقد لوحظ فيما بعد حب سنموت لملكته وتعلقه بها لدرجة أنه بنى ممر بين مقبرته ومقبرتها كي يظلا على تواصل في العالم الأخر ويقال بأن الملكة وقعت في حبه أيضاً ..كان سنموت ذكي تميز بقوة العقل التي أوصلته لأن يكون رجل يتردد صداه في القصور مما أكسبه مكانة سياسية كبيرة.

في الماضي كان تولي إمرأة للحكم عند الفراعنة أمر غير مقبول وصادف ذلك زمن تولي حتشبسوت للحكم فقد تلقت معارضة من كبار الكهنة ولكن وبمساعدة من المهندس سنموت إستطاعت التغلب عليهم جميعاً فهو لم يكن يصمم لها وحسب بل كان يقرر لها أيضاً
فكان بينهما ثقة كبيرة ويؤكد مؤرخون أن إعطاء الملكة حتشبسوت هذه المكانة لسنموت دليل على مكانته لديها.

نهايتهم الغامضة

blank
تمثال المهندس سنموت .. هل كان عشيقا لحتشبسوت فعلا؟

هناك نصوص تقول أن الملكة حتشبسوت كانت تريد التخلص من إبنها وترسله للعمل بعيداً لكي لا يصبح فرعون مصر وبالتأكيد كان التخطيط بمساعدة سنموت

مرت السنوات وكبر إبن حتشبسوت تحتمس الثالث ويقال بأنه قام بعزل والدته حتى ماتت وهناك من يقول بأنها توفيت من المرض.. تعددت النهايات لكن المؤكد بأنه إنتقم منها عن طريق محاولة محو جميع آثارها وإنجازاتها لكن التاريخ أبى بأن يمحو تلك الملكة.

بالنسبة للمهندس العاشق فهناك عدة أقوال فمثلاً بأنه تم عزله من قبل تحتمس الثالث
وهناك من يقول بأن تحتمس قتله لأن قصة حبه مع أمه الملكة كانت تشكل إحراجاً وإزعاج أمام كبار الكهنة والشعب فقام بالتخلص منه ومن جميع أثاره

وهناك نظرية أخرى تقول بأن الملكة نفسها تخلصت منه بعدما إستغلته من أجل حاجاتها

ما زال إختفاء سنموت وحقيقة قتله لغزاً كبيراً.. تعددت النهايات ولكن الحقيقة واحدة وهو أنه دفع ثمن حبه غالياً.

امن رع .. المومياء القاتلة

blank
التابوت الفارغ لاميرة امن رع

مومياء سيدة نائمة تخطت شهرتها حدودنا العربية لتصل للعالم بأسره.. لم تشتهر بسبب جمالها أو نفوذها بل بسبب لعنتها والنحس الذي تجلبه ، قصتها تخيف كل من سمع بها ويقال بأنها تتسبب بمقتل كل من تحدث عنها
مكان دفنها لا زال مجهول وكل ما تبقى منها هو قطعة أثرية إرتبطت بالعديد من المآسي التي حدثت.

لعنة الفراعنة.. أسطورة ليست جديدة ولكنها لا تخلو من بعض الأمور المثيرة ، تطرقنا كثيراً لقصص لعنات ملوك وأمراء مثل توت عنخ أمون وكليوباترا وغيرهم ولكن جميع تلك اللعنات ليست بشيء أمام قصة امن رع
يموت كل من لمس تابوتها أو أتى على ذكرها أو حتى إلتقط لها صورة!..

على مر العصور إنقسم الناس لقسمين فيما يتعلق باللعنات.. الطرف الأول ينطلقون بفكرة أن الفراعنة وبالأخص كهنتهم كانوا يتفننون بالسحر بأنواعه فقد كانوا يحصنون قبور الملوك وثرواتهم بالتعاويذ لضمان الراحة الأبدية لهم ولمنع الأشخاص وبالأخص اللصوص من أن ينغصوا سباتهم، كانو ينقشون تعويذاتهم القاتلة على جدران المقابر لتكون على مرأى الجميع.

أما الطرف الثاني فيؤمنون بأن كل ما يحدث من حالات وفيات مفآجأة لأشخاص لمسوا القبور وأخرجوها هي بسبب مواد كيميائية ومشعة كان الفراعنة يستخدمونها لتحنيط أمواتهم كما إنتشرت إكتشافات علمية تؤكد وجود بكتيريا سامة تقتل كل ما يدخل القبور.

سواء أكانت لعنة الفراعنة خرافة أم لا فهي ترتبط بشكل وثيق بالسيدة امن رع.

من المفارقات أن امن رع تلقب بالمومياء المنحوسة على الرغم من أنها ليست مومياء!.. فلعنتها مرتبطة بتابوت خشبي أما موميائها فلم يتم العثور عليه أبداً حتى يومنا

تحليل القطعة الخشبية لخص أن السيدة عاشت ما بين عام 900 – 1500 قبل الميلاد ، على الرغم من أن فخامة المقابر وتصميمها دوماً تعود للملوك إلا أن امن رع إستطاعت أن تحجز مكاناً لها بين النخبة فعلى ما يبدو بأنها كانت شخصية ذات شأن رفيع في المجتمع الفرعوني من شكل تابوتها.

تم نحت تابوتها بدقة ويمكنكم ملاحظة ذلك عند النظر لشكله وللألوان الموجودة عليه و نوعية الخشب المستخدم لعمله.. العجيب أن هوية امن رع مجهولة فعلى الرغم من تلك المكانة الواضحة إلا أنه لا توجد وثائق تاريخية تتحدث عنها
فقط بعض نصوص هيروغليفية قالت بأنها كانت كاهنة بارزة في معبد امن رع الشهير لذلك تم تسميتها بـ السيدة امن رع.

” المومياء ستسبب بالنحس لكل من يزعجها”
هذا ما كتب على الجدران التي تتحدث عنها وهذا ما حدث فعلاً

تبدأ قصة اللعنة عام 1910 عندما إشترى العالم الإنجليزي دوغلاس موراي تابوت امن رع من رجل قام بتهريبه خارج مصر بسعر بخس للغاية.. إشتراه بـ 4000 فقط وهذا مبلغ رخيص لقاء مومياء فرعونية أصيلة و من هنا بدأت اللعنة القاتلة بالظهور.

البائع الذي وقع ورقة تسليم التابوت لدوغلاس توفي في نفس الليلة في ظروف غامضة كما توفي العاملان اللذان حملا التابوت لدوغلاس والسؤال هنا هل سلم دوغلاس من اللعنة ؟

لا لم يسلم.. في نفس الليلة التي أخذ بها التابوت خرج للصيد وفجأة إنفجرت البندقية دون سبب وتسببت في بتر ذراعه فقرر التخلص منها بأسرع وقت فأعطاها لصديقته و هنا بدأت مآسأتها

أولاً توفيت والدتها.. ثانياً خطيبها تركها دون سبب.. ثالثاً توفيت هي الأخرى فجأة

بعد هذه الحوادث عزم دوغلاس على التخلص من التابوت بشكل نهائي لأنه تشائم منه بشدة عن طريق تسليمه للمتحف البريطاني.. كان يعتقد المتحف أن التابوت مجرد قطعة قديمة لا أكثر لكن الحوادث الغريبة بدأت بالظهور

الكثير من الأشخاص ماتوا بنفس الليلة التي وصل فيها التابوت للمتحف ، إبتداء ممن حملوه للأشخاص للذين إلتقطو صوراً له وحتى اللذين مسحو الغبار عنه.

مرت الأيام والشهور حتى وصلنا لعام 1912.. عام مأسآوي خسر الالاف فيه حياتهم بشكل حزين عند غرق السفينة الشهيرة التايتنك، يقال بأن المتحف أرسل التابوت على متن السفينة وكان هذا سبب غرقها.

blank
المتحف أرسل التابوت على متن السفينة وكان هذا سبب غرقها

بالتأكيد إنقسم الناس بين مؤيد ومعارض لهذه القصة.. على سبيل المثال قال الكاتب اللبناني ميشال كرم في كتابه “لبنانيون في تايتنك” أن تلك المومياء النحس هي كاهنة إشتهرت بحكم أخناتون وكانت موجودة بالسفينة بسرية تامة مع لعنتها وتعاويذها القاتلة مشيراً لإحدى تلك التعاويذ التي تقول :
” أفيقي من هذه الغيبوبة التي ترقدين فيها فنظرة من عينيكي كفيلة بالإنتصار على كل ما إرتكب ضدك “..

يستند كرم في كتابه على تصرفات قبطان التايتنك الغامضة أنذاك فقد إختار خط غريب لسير السفينة كما كان يسرع بشدة في القيادة وطريقته بطلب النجدة كانت غريبة أيضاً

ليس هذا وحسب بل قال الكاتب أن التابوت في الليل يصدر أصواتاً مخيفة وهمهمات غير مفهومة ، في إحدى المرات قام مصور بتصوير التابوت وحينما إستخرج الصورة شاهد منظراً مرعباً فيها وظل هذا المنظر يلاحقه كثيراً حتى أنهى حياته بطلقة في الرأس.

هناك ناجي من التايتنك يدعى فريدريك كيمبر أكد وجود التابوت فعلاً بالسفينة كما قال بعض الناجين الأخرين بأن هناك شخص يدعى وليام ستيد كان يتحدث عن التابوت كثيراً وعن لعنتها بليلة غرق التايتنك

ربما ستتسائلون وما علاقة هذا بغرقها؟.. دعونا لا ننسى بأن اللعنة تصيب كل من يأتي على ذكرها والبعض يرون بأن هذا ما جلب النحس للسفينة.

فما رأيكم هل ترون بأن لعنة امن رع حقيقية أم من نسج الخيال ؟
وهل تعتقدون بأنها هي ما تسبب بغرق التايتنك فعلاً؟

لعنة أم مجرد صدفة؟

blank
تم نقل الموميائات في موكب مهيب

في حدث تاريخي مهيب تم نقل المومياوات الملكية قبل أشهر البالغ عددهم 22 لمتحف الحضارة في القاهرة ومن هنا توالت المصائب في مصر

من حادثة قطار طوخ لجنوح سفينة في قناة السويس وإصطدام القطارين في سوهاج وصولاً للحرائق المؤسفة ، شريحة كبيرة من الناس فسرت ما حدث بأنها لعنة المومياوات مما فتح جدلاً واسعاً ما بين مؤيدين وأخرون مستهزئين بالفكرة بوصفها بأنه مجرد صدفة لا أكثر.

وزير الأثار السابق زاهي حواس كان من بين الرافضين لفكرة أن ما حدث هو بسبب لعنة الفراعنة ومما عرفته مسبقاً عن زاهي فإنه ليس من المؤمنين كثيراً بموضوع اللعنات
لكن هناك مواقف غريبة يرويها على لسانه حدثت معه شخصياً ومنها:

كارثة 11 سبتمبر، في إحدى زيارات حواس لمدينة نيويورك تقابل مع بعض الأصدقاء وعالمة مصريات تعمل في متحف المتروبوليتان
بدأت العالمة تحكي له قصة غريبة وعجيبة عن كارثة 11 سبتمبر مختلفة تماماً عن ما سمعناه
حيث قالت بأن لعنة توت عنخ أمون هي من تسببت بالأحداث المآسأوية!

في يوم 11 سبتمبر كان متحف المتروبوليتان يعرض تسجيلات قديمة من عام 1922 عائدة للمستكشف هاورد كارتر وهو يصور الكنوز والآثار التي عثر عليها بقبر توت عنخ أمون وبنفس يوم العرض تعرضت المدينة لهجمات مما أسفر عن إنهيار برجي التجارة العالمية..
بينما الجميع يحدق بصمت في العالمة تحدثت سيدة أخرى وقالت بأنها تؤمن بشدة في اللعنة فهي الأخرى لها تجربة مؤلمة حينما زارت قبر توت عنخ أمون
وبنفس يوم زيارتها شخصها الأطباء بمرض نادر لم يستطيعو معالجتها منه.

موقف أخر كان حواس من بين الأشخاص اللذين دخلو قبر كليوباترا وبينما كان يمشي سقطت صخرة على رأسه سببت له المعاناة لفترة من الزمن وقد تحدث فيما بعد بأن لعنة كليوباترا حاولت منعه من إستكشاف مقبرتها.

اللعنات في التاريخ

blank
على مدى عقود كانت لعنة الفراعنة موضوعا شيقا للعديد من الافلام

لطالما جذب موضوع لعنة الفراعنة علماء الآثار وكتاب الرعب وصانعي الأفلام التاريخية
لربما تعتقدون بأن موضوع اللعنات الفرعونية بدأ عام 1922 عند إكتشاف قبر توت عنخ أمون ولكن هذا غير صحيح

مصطلح اللعنة بدأ في القرن التاسع عشر في مسرحية كان الممثلين فيها يقومون بفك كفن مومياء أمام الجمهور وفكرة المسرحية تتحدث عن الأهوال التي سيلاقيها أي شخص يزعج سبات الموتى وبالطبع أثارت الفكرة خيال الكثير من الكتاب وأشهرهم أرثر كونان دويل مؤلف سلسلة روايات شارلوك هولمز حيث قال ذات مرة
” المصريين القدماء سخّروا قوى غامضة كي تحمي مقابرهم”

ولو عدنا بالزمن سنجد حوادت تاريخية مخيفة إرتبطت باللعنات وفيما يلي سأذكر بعضاً منها:

– عام 1699 كتب لويس بينشير قصة عن تاجر بولندي قام بشراء مومياوتين من الإسكندرية ثم إستقل سفينة مع طاقمه وأبحر عائداً لمدينته ، كان الجو صافي وهادئ لكن سرعان ما هبت عاصفة قوية ثم رأى شبحين في عرض البحر لاحقاً إزدادت العاصفة سوءاً فألقى الطاقم بالمومياوات بالبحر فهدأت العاصفة شيئاً فشيئاً وإختفى الشبحين..لا يصدق أليس كذلك؟

– ماذا عن قصة أكثر جنوناً يخبرنا بها سكان منطقة سقارة حيث يتناقل السكان قصة مرعبة تدور حول مومياء عمرها 2500 عام تخرج من قبرها وتحلق في السماء 8 ساعات! قبل أن تعود لتابوتها مرة أخرى وتنام 16 ساعة من ثم تكرر نفس الأمر كل يوم..

أيضاً توجد مواقف غريبة حدثت بسبب إكتشاف قبر توت عنخ امون منها:

blank
المنقب هوارد كارتر اثناء فتح تابوت الملك توت

– موت العديد من الأشخاص بعد فتح المقبرة.. بعضهم في ظروف غامضة والأخرى بطرق وحشية ، لعل اشهرهم اللورد كرنافون ممول حملة التنقيب والذي مات بصورة غريبة جدا حيث قرصته بعوضة اثناء حلاقته للحيته فتلوث الجرح وسرعان ما مات اللورد بسبب تسمم الدم في احد فنادق القاهرة.

– إلتهام أفعى كوبرا لطائر المستكشف هاورد كارتر في مكان إقامته

– رؤية المستكشف هاورد حيوان ابن أوى ينظر له من بعيد وهو نفس الحيوان الذي كان يعبده الفراعنة بإسم أنوبيس

– المليونير جورج جاي لم يشارك في فتح أو إستكشاف القبر ولكنه أصيب بالعمى فجأة ومات مباشرة بعدما نظر لتابوت توت عنخ أمون.

– عالم الإنسانيات هنري فيلد حيث يقول : ذهبت لمشاهدة حدث إكتشاف القبر وهناك رأيت المكتشف هاورد كارتر يهدي صديقه إنغرام يد محنطة عليها سوار منقوش عليه عبارة تقول
” اللعنة ستلاحق من ينقل جسدي وستصيبه النار والماء والوباء”

والصادم بأن منزل إنغرام لاحقاً إحترق ثم دمرته الطوفان عند إعادة بنائه.

blank
لورد كارنافون ممول حملة التنقيب اشهر ضحايا اللعنة .. قتلته بعوضة!

– بعد عامين من إكتشاف المقبرة إنتحر العالم هيوغ إيفلين وايت تاركاً ورائه رسالة بدمائه عليها جملة واحدة فقط تقول ” اللعنة قد حلت ”

– الطبيب الذي فحص مومياء توت عنخ أمون توفي بمرض غامض

– الكاتب فيليب فاندنبرج توفي فجأة بسكتة قلبية بعدما كتب مقالة عن عدم إقتناعه بشيء يسمى لعنة الفراعنة وكان يوم وفاته يصادف المحاولة الثانية لنزع القناع من على وجه توت عنخ أمون.

وأخيراً أختم معكم بقصة صغيرة تحكيها لنا السيدة جوديث بيكل عن رحلتها لمقبرة توت عنخ أمون المأسآوية حيث تقول :

حدثت معي القصة قبل أربعين سنة عندما نزلت الدرج المظلم الذي يأخذنا للقبر مع صديقتين فجأة أتاني شعور غريب وكأنني قمت بإنتهاك حرمة القبر أو أنني فعلت شيئاً لم يكن علي فعله وبأننا أزعجنا المومياء هناك
قلت لصديقاتي بأنه علينا الخروج فقد كنت خائفة كثيراً لكن شعرت بأن يد خفية تجذبني للبقاء، بعد ثواني وجدتني واقفة أمام توت عنخ أمون
أخذت أتأمل تفاصيل وجهه وجسده
وقناعه الذهبي المرصع بالجواهر.

وقفت برفقة صديقاتي ونحن متجمدات في أماكننا وكأن هناك قوى ترغمنا على البقاء.. لم ألبث كثيراً حتى سمعت صراخ صديقاتي بعدما إحتك خفاش بهن
ثم هربتا مسرعتين لفوق ولكنني لم أهرب بل وقفت محدقة في وجه توت وكأنني منومة.

عدت بعد أسبوع من القاهرة لبلدي ومن هنا بدأ النحس يلازمني طوال حياتي
حيث مرض والدي فجأة بمرض خطير على الرغم من أنه لم يكن يعاني أي مرض وتوفي كما توفي كلب العائلة الوفي ثم دخل لصوص للمنزل وسرقوا مجوهراتي وسيارتي

كل هذا حدث خلال اسبوع واحد فقط حينها تذكرت قصة لعنة توت عنخ أمون كما أنني أخذت بعضاً من القطع الأثرية من قبره و تذكرت بأن سكرتير المكتشف هاورد كارتر الذي توفي بطريقة غامضة كانت غرفته ممتلئة بالأثار الفرعونية لذلك ألقيت بكل ما أخدته بالنهر ومن هنا أصبحت حياتي طبيعية مجدداً.

لكن بعد خمس سنوات وفي نفس اليوم الذي ألقيت فيه الأثار بالنهر توفيت والدتي وقمت بحادث خطير في سيارتي وإحترق منزلي ولم ينجو من الحريق سوى صورة قبر توت عنخ أمون التي أرسلتها شركة بترول لزوجي.

بعدها بخمس سنوات أخرى أتت لي مجلة بالبريد عندما لمستها شعرت بألم ووخز في يدي وصداع رهيب في رأسي وعندما فتحتها وجدت صورة توت عنخ أمون تنظر لي بطريقة مخيفة كأنها تحدق بي!

قمت بحرق المجلة لكن هذا لم يكن كافياً
فبعدها مات إثنين من أقاربي بشكل غير متوقع وخسرت أموالي وبدأت صحتي بالتدهور فجأة كما أشكو من ألم لا أعلم سببه.. فهل هذا عقاب على إقتحامي القبر؟

مصادر :

Arsinoe IV – Wikipedia
Was Senenmut Queen Hatshepsut’s Secret Lover?
Unlucky Mummy – Wikipedia
Curse of the Mummy
فتاة بطليموس الأخرى..أخت كليوباترا الصغرى التي نساها التاريخ
تعرف على لغز اختفاء ونهاية أعظم مهندسي مصر القديمة
حكاية مومياء الأميرة «آمن رع» المرعبة
لعنة الفراعنة وكارثة 11 سبتمبر! – بقلم زاهي حواس
استخدمتها روايات الرعب والسينما.. كيف ظهر مصطلح لعنة الفراعنة في التاريخ؟
قصة ملاحقة لعنة الفراعنة للسيدة جوديث بيكل

تاريخ النشر : 2021-09-17

كرمل

فلسطين
guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى