تجارب ومواقف غريبة

أشباح في الإقامة الجامعية

 
بقلم : اناس شريف – الجزائر

 

حين كنت اغسل أسناني سمعت صوت امرأة , كان واضحا جدا

لا اعرف تماما من أين أبدا و لكن البعض إن لم يكن الكل منا قد حصلت معه أشياء غريبة .

سأبدأ من الأول , كنت مقيمة في الحرم الجامعي في العاصمة , و على الرغم من انه بني حديثا إلا أن بناياته تعرضت لشقوق بفعل الزلازل حيث أن المنطقة تكثر بها الزلازل من حين إلى آخر . وقد شهد هذا الحرم بعض الحوادث الغريبة , لكن لأنني كنت في السنة الأولى فلم يكن لي علم بهذه الحوادث أو ما الذي يمكن أن يحصل فعلا في الإقامة .. لذلك لم أكن مهتمة للأمر ولم يدر ببالي أن اسأل حتى جاء اليوم المشهود .

في بادئ الأمر كنت مقيمة في غرفة مع زميلتي في الطابق الرابع ثم جاءت فترة الامتحانات حيث وجدت نفسي بحاجة إلى غرفة اسكن فيها لوحدي من اجل المراجعة فقصدت رئيسة جناحنا بطلب غرفة ولبت ندائي ومنحتني غرفة في الطابق الأول .

كانت الغرفة جميلة و نظيفة أعجبتني , لكن بصراحة خالجتني بعض المخاوف في المبيت وحدي , فطلبت من رفيقتي أن تأتي و تنام عندي لأننا نذاكر معا , فجاءت و بقيت عندي يومين , وقد ذهبنا مساءا لغرفة صديقة لنا وبقينا ندردش و لم نحس على الوقت حتى دقت الواحدة بعد منتصف الليل .

رجعنا إلى غرفتي لننام , وطلبت من صديقتي مرافقتي إلى الحمام فلم تلبي . في السابق لم أكن أخاف الذهاب للحمام وحدي , لكن مخاوفي بدأت عندما سمعت ما حدث لصديقتي وسام , فقد تعرضت لحادث في الليل عندما جاءت للمبيت مع صديقتها .

أخبرتني وسام إنها كانت نائمة عندما شعرت بأحد يضغط عليها من فوق وكأنه يخنقها وآخر يسحبها من رجلها و لم تستطع التحرك و لا الكلام , وكانت نجاتها بسبب دموعها التي أخذت في السيلان إلى حد أنها سقطت على يد رفيقتها التي كانت متدينة جدا فنهضت و قرأت عليها القرآن و أشعلت النور و قامت بمساعدتها , وقد اتصلت بأهل وسام ليأتوا ويأخذوا ابنتهم لإمام أو راقي لتتحسن حالتها .

حين سمعت حادثة وسام بدأت مخاوفي , و حين لم تلبي صديقتي طلبي بمرافقتي إلى الحمام تلك الليلة تشجعت و ذهبت وحدي , حين كنت اغسل أسناني سمعت صوت امرأة , كان واضحا جدا و رقيقا و جميلا , كانت تردد اسمي و تقول : ” اناس .. اناس .. اناس” .. كانت تردد اسمي فقط , فذهلت لما سمعت , فمن الغريب أن يناديني أحد في ذلك الرواق لأنني جديدة والبنات لا يعرفنني أو يعرفن اسمي فقد مضى على وجودي ثلاثة أيام فقط .

ذهبت مسرعة إلى صديقتي و قلت لها : ” هل ناديتني ؟ ” .

قالت : ” لا ” . وكان صوتها مختلفا تماما لصوت تلك المرأة التي نادتني في الحمام لأن صديقتي تعاني من بحة في صوتها .

لم اعر اهتماما للقصة , لكن كأن الله لم يردني أن أبقى في تلك الغرفة حيث رجعت في الصباح إلى غرفتي السابقة ليس بسبب تلك الحادثة و إنما بسبب مشكلة مع الإدارة .

بعدها بأيام أصبحت اسمع البنات كل واحدة حدث لها شيء غريب , فهذه أيمان حدث معها نفس الشيء الذي حدث معي إلا أنها في هذه المرة كانت المرأة الغامضة تطلب منها مغادرة الغرفة . وفتاة أخرى حدث أنها رأت رجلا يدخل و يخرج بين جدران الغرف وكان قد ضربها في جبينها إلى أن أصبح أزرق اللون , و قامت هذه الفتاة بعدها مباشرة بضرب ثلاثة رجال فأسقطتهم أرضا ! .. و هناك فتاتين سمعوا في الليل الأسرة تتخبط فوقهم , و حين يذهبوا للغرفة التي فوقهم مباشرة وجدوا بأنها فارغة تماما ولا تحتوي على أي أثاث . و صديقة أخرى تقول أنه بعد ستة دقائق فقط من نومها قامت مفزوعة على ضربة قوية , كان سريرها يرتج من جانب إلى آخر ولم تستطع إشعال النور و لا فعل أي شيء سوى أن تقرأ بعض آيات الكتاب الكريم .

وهناك أحاديث لا تنتهي أبدا عما يحدث في الإقامة من غرائب ..

هذا ما حدث خلال تواجدي في الحرم الجامعي و الآن لا أخفيكم القول أنني أشك في العودة له .. فما هو رأيكم ؟ .

 

تاريخ النشر : 2015-07-11

guest
42 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى