أدب الرعب والعام

عقوق … وخيانة

بقلم : عاشق موقعكم – الاردن

عقوق ... وخيانة
والديه قتلا على يد لص جاء لسرقة منزلهما ..
الام : الم اقل لك لا تقترب من هذا الشاب مرة اخرى .. الا تفهم .

موفق :لماذا يا امي .. انه شاب محترم وذو اخلاق ولا خوف منه .. لا تستمعي لكلام الناس فهو محض هراء .

الام : عدني الا تراه مرة اخرى .

(ويخرج موفق) وهو غاضب من كلام امه على صديقه المقرب مصطفى .. الذي اتهم من قبل اهل القرية بقتل والديه لانهما لا يعطيانه نقودا كافية لشراء الممنوعات .. رغم ان الشرطة توصلت الى انه بريء وان والديه قتلا على يد لص جاء لسرقة منزلهما وعندما حاول الاب الدفاع عن منزله ارداه اللص قتيلا ثم الحق زوجته به وفر هاربا .. هذا ما توصلت اليه الشرطة فالقاتل ترك الباب مخلوعا وقد اختفت جميع النقود والمجوهرات من المنزل ، ولكن هذا لم يمنع اهل القرية من اتهام مصطفى بهذه الجريمة .. فهو معروف عنه هو وصديقه موفق بتعاطي الممنوعات والترويج لها .

(يدق باب منزل مصطفى) مصطفى : حسنا قادم قادم دقيقة فقط ، (يفتح مصطفى باب منزله) ، موفق ! اهلا تفضل بالدخول .

موفق : متى سيترك الناس شكهم فينا .. لقد مللت من هذا الامر .. كل الحق عليك انت من اغويتني ودعوتني لقتل والديك معك .. ما كان يجب ان نفعلها .

مصطفى : اخفض صوتك .. سيسمعنا الجيران .. اصمت .

موفق : – يجب ان نفعل شيئا .. على الناس ان يثقوا بنا ويكفوا عن اتهامنا والشك فينا .. يا رجل حتى اصحاب المحال التجارية نصفهم لا يستقبلوننا ولا يبيعوننا شيئا !

مصطفى : – حسنا ماذا نفعل برأيك ؟

(يصمت موفق قليلا) ثم يقول : – وجدتها .. يجب ان نفعل خيرا لكي يحبنا الناس ويحترموننا .. ما رأيك ان نسلم القاتل للشرطة وهكذا تثبت برائتك اكثر حتى من قبل اهل القرية .

مصطفى : – امجنون انت ! نسلم انفسنا للشرطة !

موفق : لا لن نسلم انفسنا .. علينا ان نتهم شخصا اخر بالجريمة ونقدم دليلا للشرطة لكي تثبت عليه التهمة .

مصطفى : ومن هذا الشخص ؟ وكيف نحضر دليلا ؟

موفق : الاخرس فراس .. نحضره الى هنا لتنظيف المنزل فهو لا يعمل وتوعده ببعض النقود .. واثناء وجوده في المنزل ناخذ منه اما محفظته او اي شيء يخصه وفي اليوم التالي تذهب الى الشرطة وتتهمه بقتل والديك وتسلمهم المحفظة .. لكن عليك ان تحضره في الليل لكي لا يراه احد وهو داخل الى منزلك فتفشل الخطة .

مصطفى : رائع ! خطة ذكية وهكذا نخرس جميع اهل القرية الاغبياء كم انت ذكي يا صديقي .

(وفي اليوم التالي بدأ مصطفى وموفق بتنفيذ الخطة) .. فجاء فراس وبدأ بتنظيف المنزل .. واثناء عمله سرق مصطفى محفظته وخبأها .. وعندما انتهى فراس من عمله اخذ النقود وذهب وكان قد نسي المحفظة نهائيا . ومسح مصطفى البصمات من المنزل .

ثم ذهب مصطفى الى قسم الشرطة وسلمهم المحفظة واتهم فراس بسرقة منزله وقتل والديه وادعى انه وجد المحفظة في منزله اثناء تنظيفه للمنزل .. ثم القي القبض على فراس المسكين .

وقع الخبر على اهل القرية وقوع الصاعقة .. فكيف لشاب مسكين واخرس مثل فراس ان يرتكب هذه الجريمة وهو المحبوب من قبل الجميع … ولكن هيهات فالجريمة ثبتت على فراس .. فهو شاب فقير بحاجة للنقود وقد وجدت محفظته في مكان الحادثة .. ولم تصدق الشرطة قوله بأنه ذهب لتنظيف المنزل واضاع محفظته هناك ، فلا اثبات لديه على هذا الكلام ولا شهود معه .

عاد مصطفى الى حياته الطبيعية فلم يعد مجرما في نظر الناس هو وصديقه موفق واصبحوا يروحون ويغدون امام الناس ورؤوسهم مرفوعة فالمجرم اصبح في يدي العدالة وهم ابرياء وشرفاء .

دخل موفق منزله ذات يوم وكانت امه تنتظره في غرفته .. وعندما دخل .. تفاجأ : امي ما هذا !؟

الام غاضبة : انت اخبرني ما هذا .. مسدس ! ؛ ماذا يفعل عندك ولماذا هو عندك ، جاوبني ؟

(تردد موفق ماذا يقول وبدا عليه الخوف) .. امي هذا المسدس من اجل حمايتنا يجب ان يكون في المنزل سلاح خاصة وقت الضرورة…

الام : تكذب .. هذا المسدس الذي قتلتم فيه عائلة مصطفى . انت ومصطفى . اصحيح هذا الكلام ؟ واتهمتم فراس المسكين بالجريمة اصحيح ما اقول .. (وتصرخ) جاوبني ؟

موفق : لا يا امي هذا لم يحدث صدقيني .. اتصدقين انني اقتل .. انا اقتل ! لا يا امي نحن بريئان والمجرم قد القي القبض عليه وقد ثبتت التهمة عليه .

الام : فراس لا يسرق ولو رايته بام عيني لا اصدق .. (وتبكي)  لماذا يا ولدي لماذا ؟

موفق : امي .. اقسم بالله لم اسرق ولم اقتل احدا ولا حتى مصطفى .. اقسم اننا بريئان . صدقيني .

( تذهب الام الى غرفتها وهي تبكي ) .. وخرج موفق من منزله وهو لا يدري ما يفعل .. ولا يدري ما ستفعله امه .. هل ستذهب للشرطة وتخبرهم ام ستصدقه ام ماذا ستفعل .

(ذهب موفق الى منزل مصطفى) … موفق : مصيبة يا مصطفى مصيبة .

مصطفى : ماذا حدث ؟

موفق : لقد كشفتنا امي وهي تعلم بكل شيء .

مصطفى : ماذا تقول ؟ كيف عرفت ومن قال لها ؟ هل اخبرتها ايها الغبي ؟ اخبرني ماذا حصل ؟

موفق : لا لم اخبرها .. لقد عرفت لوحدها .. ماذا سنفعل ، لا اعرف ما ستفعله فهي غاضبة مني كثيرا .. يا الهي …

مصطفى : سوف نتخلص منها بالطبع .. نتركها الى ان تذهب للشرطة وتخبرهم .. لن ادخل السجن بسبب غبائك .. اتسمع .

(يغضب موفق ويصيح بوجه مصطفى) .. لا لن يحدث هذا ، لن اقتل امي بسبب شخص قذر مثلك اتفهم .

ونشب عراك بينهما وتبادلا الضرب والشتم الى ان وقع موفق مقتولا على يدي صديقه مصطفى .. وبعدها تخلص مصطفى من الجثة .. وقال لنفسه لا بد ان اقضي على امه قبل ان تفضحني .

بدأ مصطفى يفكر كيف سيتخلص من ام موفق فقال لنفسه لا بد ان ادق الحديد وهو ساخن … وفي الليل ذهب الى بيت موفق وصار يتربص بام موفق الى ان تحين الساعة المناسبة لينقض عليها ويقتلها .. ويرتاح من هذا الخوف الذي يطارده .

واثناء ذلك كانت ام موفق تترقب مجيء ولدها لتعرف ماذا ستفعل معه فلم تنم تلك الليلة .

وفجأة دق باب المنزل ، وذهبت ام موفق لفتح الباب … من انت وماذا تريد في هذه الساعة المتأخرة ؟

مصطفى : انا مصطفى صديق موفق جئت لأعطيه هاتفه فقد ذهب من عندي قبل ساعة ونسيه .

(وتفتح ام موفق الباب) وبدون مقدمات امسك مصطفى بها ولطمها على وجهها ففقدت وعيها لدقائق معدودة .. ثم شرع بجريمته فقام اولا باغتصابها بوحشية .. ولم تفد توسلاتها له ابدا .. فهيهات ان يكون لدى الوحوش البشرية مشاعر او ضمير … وبعدها قام بخنقها وهو يقول : موتي ايتها العاهرة … موتي .. لن ادخل السجن ابدا … وبعد ان تأكد من موتها شرع في الخطوة الثانية وهي نهب المنزل فلم يترك نقودا او مجوهرات الا واخذها .. واخيرا بدأ باخفاء الادلة فلم يترك اي اثر يدل عليه وخرج من المنزل .

لم يهدأ مصطفى بعد هذه الاحداث .. فما فعله لا يغتفر ابدا .. فقد قتل والديه وقتل صديقه واغتصب ام صديقه وقتلها وسرق منزل صديقه .. كل هذه الامور والجرائم ارتكبها في ظرف شهر فقط ! فهو بحق قد ارتقى من رتبة قاتل الى رتبة سفاح محترف لا يتوان عن قتل ضحاياه بدون ان تطرف له عين .. ولكن هيهات فقد ندم حين لا ينفع الندم !

(مصطفى يبكي ويحدث نفسه ) : يا الهي .. ماذا فعلت .. يا الهي ساعدني لقد قتلت صديقي .. ماذا افعل هل اسلم نفسي للشرطة ام انتحر ام ما ذا افعل .. انا نادم … ويبكي ويبكي ويبكي ……

قرر مصطفى اخيرا ان يسلم نفسه للشرطة .. فذهب الى مركز الشرطة وعندما اقترب من الوصول … دهسته سيارة ووقع صريعا يتخبط بدمائه ..

ولكن لحظة انه لم يمت .. تم نقله الى المستشفى .. جائه الشرطي ليسأله بضع اسألة ولكنه كان قد شل تماما .. نعم اصبح مشلولا لا يقوى على الحراك ولا يستطيع ان يتكلم .. فيا لها من نهاية .

تاريخ النشر : 2015-07-27

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى