تجارب ومواقف غريبة

عفريت في الصعيد الجواني

 
بقلم : مجهولة – مصر

 

لمحت شبح لسيدة تجلس أمامي مباشرة …

حدثتني أمي – رحمها الله – وهي سيدة من الصعيد قائله :

إنها حين تزوجت من ابي وكانت حديثه عهد بالزواج ، ذهب أبى إلى عمله وتركها في البيت بمفردها .

استراحت امي من اعمال المنزل وقررت أن تأخذ قسط من النوم إلى حين عودة ابي ، وبالفعل – أغلقت الباب بإحكام – ثم استلقت على سريرها ونامت …

تقول امي : لا أدرى كم من الوقت مضى حتى استيقظت على ظلام دامس يغرق الحجرة ، ولم يكن هناك إلا ضوء خافت يأتي من إحدى النوافذ المطلة على الشارع .

في ذلك الوقت … لمحت شبح لسيدة تجلس أمامي مباشرة …

الوجه غير واضح المعالم ، لكنها سيدة ، يبدو ذلك جليا من شعرها الطويل الناعم الأشقر المتناثر على كتفيها . وكانت تجلس أمامي صامتة تماما .

تقول أمي لم أجد كلمات لها حروف انطق بها ، ولم أجد في نفسي المقدرة على الصراخ ، صوتي مبحوح كأني أصبت بالخرس ..

السيدة أمامي وأنا بمفردي … مرت فترة لا أدري طالت أم قصرت وهي تنظر إلي وأنا انظر إليها ولم أدري ماذا افعل .. فما كان مني إلا أن أغمضت عيني .. نعم أغمضت عيني فقط وظللت أتمتم بكل ما أحفظ من آيات قرآنية ..

لا أدري كم من الوقت مر وأنا على هذه الحالة ، ثم قررت أن افتح عيني واستجمع قوتي لأصرخ : ” الحقوني .. غيتونى يا ناس ” .. بلهجة أهل الصعيد .

ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ، فقد اختفت السيدة من أمامي ، تلاشت كأن لم تكن … وأسرعت بإضاءة الحجرة ..

بعد فترة جاء أبى فقصت أمي عليه ما رأت ، لكنه ضحك منها وظنها كانت تحلم وانتهى الأمر ونسيته مع الأيام ..

ولكن … بعد عدة سنوات زارنا قريب لنا وفى وسط كلماته المح قائلا : ” لعل السيدة لم تزركم ؟ .. إن هذه الشقة حدث بها جريمة قتل منذ سنوات .. فقد قتلت سيدة أجنبية فيها ” .

وساد الصمت .. لكنني تذكرت القصة برمتها وعرفت لماذا كانت السيدة التي رأتها أمي في الحجرة ذات شعر ناعم أشقر ..

وطبعا النهاية معروفة ، وهي الرحيل فورا وبلا نقاش .

 

تاريخ النشر : 2015-08-09

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى