تجارب ومواقف غريبة

الجن … تجربة عشتها بنفسي

بقلم : وحدة – اليمن

الجن ... تجربة عشتها بنفسي
والله انا لست نهى ، انا صالح ..

كان عمري في تلك الأيام 12 سنة حينما اتضح أن أمي مصابة بمس بسبب السحر .

لا أرغب بالخوض في التفاصيل والحالة التي كانت عليها والدتي بسبب ذلك (رحمها الله) عانت بما فيه الكفاية ، لكني سأروي لكم تجربة لاتنسى .

كان أبي يحضر الشيخ ليقرأ على أمي في مجلس الضيوف ، بينما يغلق علينا نحن الصغار باب مجلس الحريم لحين انتهاء الجلسة . وكانت الغرفتان متباعدتان بشكل كبير ، لذا لم نكن نسمع مايحدث .

كنت فضولية جدا، وأمر كهذا لا يمكن أن اتركه يمر مرور الكرام من أمامي . لذا، ذات مرة، وجدت نسخة لمفتاح للمجلس الذي كان أبي يحبسنا فيه . وفي تلك الليلة ، كالعادة احضر ابي لنا الحلوى وطلب منا الهدوء وأغلق الباب وتركنا .

قمت أخرجت المفتاح ، ولن انسى نظرات اختياي السعيدة تلك . اتفقنا ان تذهب اثنتان للتنصت على ما يجري بينما تبقى الثالثه لحراسة اخوينا الصغيرين .

ذهبت انا وشقيقتي الكبيرة ، كنا نسمع صوت تلاوة الراقي وصوت امي وهي تصرخ من الألم وتطلب منه أن يتوقف . نظرنا من تحت الباب .. لم يكن هناك ضرب أو شجار ، مرة نسمع قراءة الآيات ومرة صوت الراقي وهو يطلب زاجرا من شخص ما بالخروج أو أنه سيحرقه .

ثم مرة .. احضر ابي الراقي في ساعة مبكرة من الصباح ، ربما ظن بأننا نيام . لذا فقد ذهبوا إلى مجلس الحريم لأننا كنا نملك جهاز استريو ، وكانت من النوع القديم السماعات بحجم الثلاجة الصغيرة الموجودة في الفنادق .. ربما عرفتموها .

كنا فقط انا وشقيقتي الكبرى المستيقظات ، وكانت غرفة نومنا قريبة من المجلس ، لذا أخذنا نستمع من أسفل الباب مايجري ، كنا نسمع صوت القرآن وكان صوت المسجل عالياً . وخلال ذلك حدثت المفاجأة .

قامت اختي ونظرت الي ، وكانت نظراتها غريبة لايمكنني وصفها وتبتسم ،

ـ سألتها : نهى ما بك ؟

ـ قالت : انا لست نهى .

ـ ضحكت : انتي من إذن . الجني ؟

ـ قالت : نعم . واسمي صالح .

ـ نهى .. توقفي عن المزاح !

ـ والله انا لست نهى ، انا صالح .

لطالما اثار الجن وقصصهم فضولي ، ولطالما تمنيت مقابلة أحدهم ، لكن .. تلك اللحظة لا أدري ، سعادة وخوف تملكني ، والسبب ما صدقته . النظرات وأسلوب الكلام بالفعل ،، ذاك الذي ينظر إلي الآن ويتحدث معي ليست اختي ..

لم أظهر خوفي، حافظت على هدوئي وابتسامتي وسألته : وأين تعيش ؟

اجاب : في بطنها.

لم أستطع فعل شيء، لقد زادت نظراته من خوفي ، وخشيت أن أقوم بحركة اندم عليها كطلب النجدة .

لذا قمت وانا امثل دور اللامبالية وقلت بأنها كاذبة وادعيت بأني نائمة . لم أخبر أحدا بما جرى ، لأني كنت في حالة نكران ، لكن في نفس اليوم، وبينما أنهت شقيقتي صلاة العشاء . رباه.. دوا صراخها، كانت تصرخ بشدة ، صرخة مؤلمة ، ركضت إلى الغرفة فوجدت والدتي تحضنها وهي تبكي ليأتي ابي بعدها ويحكي لي سر عائلتنا الدفين .

قال إن امي ممسوسة بجني اسمه ابراهيم، وكذلك اخي الكبير لكنها كانت أنثى واسمها هدى،(لا أدري إن كانت أسمائهم الحقيقية فالشي الوحيد الذي تعلمته من هذه التجربة أن الجن كذابين وعليك أن تكون فطناً ولا تصدق أقوالهم ببساطة) .

صدقوني، لما عرفت الحقيقة لم أخف ، ولأن اختي اتضح بعد أنها أيضاً ممسوسة ، كنت انا التي تليها في القيادة، وتحملت مسؤولية الاعتناء بأخوتي أثناء حضور الراقي ، بل وإحضار بعض الأدوات لهم ، بعدها بأسابيع ، قال أبي وهو مسرور بأن الجني صالح (وكم ارتعشت عندما سمعت اسمه) قد غادر جسد اختي ففرحت يومها فرحاً عظيماً ، وقلت هناك أمل إذن بأن يخرج الاخران من امي وأخي .

إلى أن جاء ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه إلى راقي يسكن في منطقة بعيدة ، وكان يقسم مرضاه في غرف، أصحاب المس القوي في غرف خاصة ، والباقين في غرف مختلفة ، كان يقرأ بالمايك ، والسماعات تهتز لعلو الصوت .

وفجأة.. صرخت اختي الكبرى صرخة الممسوس التي اعرفها ، ظلت تصرخ طوال فترة القراءة ، وعندما انتهى كانت تلهث ، ثم أمسكت يدي وضغطتها وهي تقول : اياكي أن تخبري ابي أو امي. اياكي أن تخبري أحداً .

كانت نبرة تهديد .. اثلجت الدم في عروقي ، حتى الشيخ مر بجوارانا فأخذت امرأة تنكزني لأخبره بما حدث لاختي ، لكني التزمت الصمت .. كنت خائفة ، ولم ابح بالسر لأحد حتى يومنا هذا.

اليوم انا أبلغ 33 عاماً ، ولازلت في حيرة ان كان المدعو صالح يسكن اختي حتى الآن ام لا .

ملاحظة : امي تعافت وكذلك اخي ، لكن امي اظطرت للاستعانة بطبيب نفسي لعلاجها من آثار ما أصابها ، فالسحر لازمها على مدى أكثر من عشرين عاماً .

تاريخ النشر : 2015-08-18

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى