بير السلم

فى البدايه انا اسكن فى منزل قيل انه مسكون وان امرأه ماتت محروقه به ، فى الواقع لم اهتم لذلك الامر كثيرا ولم اضعه فى رأسى او افكر به مع العلم انني اسكن هناك منذ سنوات طوال ونادرا ما كان يحدث شئ غريب او خارج عن المألوف .

لدينا بير سلم (مكان اسفل الدرج يشبه المخبأ) كان مفتوحا و كنا نخزن فيه بعض الاشياء و ليس به اية اضاءه ، عموما قرر والدى اغلاقه وبالفعل اغلقه ومنذ وقتها بدأت الامور الغريبه تحدث .. بدأ الامر برؤيه ظل اسود لامرأه تمشى بسرعه تخرج من الجدار لتدخل بير السلم ، امى كانت اول من رآها وفزعت للغايه ، ومن ثم انا واخى كنا جالسين والباب مفتوح ومطل على بير السلم ورأيناها كلانا معا .

فى الواقع انا الاكثر حساسيه اتجاه الاحلام فى المنزل ، بدأت برؤيه امرأه غريبه فى حلمى كل مره تأتينى بشكل مختلف ولكنى اعرف دائما انها هى نفسها ودائما ما يكون بجانبها اشخاص سود تماما وفى الغالب يمسكون بى ويقربونى منها غصبا عنى ، وهكذا توالت الاحلام وانا من النوع الذى يحب السهر كثيرا فأصبحت لدي عاده دائما عند الساعه الواحده في منتصف الليل اسمع صوتا وكأنه حديد يجر على السطح .

وفى احدى المرات استجمعت شجاعتى وامسكت بهاتفى لاضيء به وذهبت الى السطح ، وللعلم سطحنا به حمام مفتوح ليس له باب ، وفى ذلك اليوم كان والدى قد ذبح دجاجتين فى ذلك الحمام ولم ينظف دمائهما لانه كان مستعجلا وبالطبع لم نكن نعلم ذلك لانه اراد ان ينظفه فى الصباح .. عموما صعدت الى الاعلى فرايت ظلا اسودا طويلا ولكنه يقف بعيدا عنى كثيرا ويبدو انه لم يكن يشعر بى فقد اختبأت خلف الجدار و يكاد قلبى يقع على قدمى من الخوف ولا استطيع الحراك من الصدمه ، وخرج ذلك الظل ببطئ عندها سمعت صوت الحديد وهو يجر على الارض وعلمت انها منه ..

بصراحه لم اشعر والا وانا على السلم اركض وشعرت كأن احدهم خلفى تماما وكنت مرتعبه واقرأ القرأن ودخلت الشقه واغلقتها علي ولم استطع النوم ذلك اليوم الا بجانب والدتى ، وفى ذلك اليوم حلمت بشخص ميت مربوط فى الكفن لا يظهر منه شئ وحفره كبيره فى الارض وهو فيها وعندما اقتربت منه لأكشف الكفن عن وجهه واعرف من هو فجأه امسك يدى واستيقظت من النوم .

وذلك الحلم الاخير الذى لن انساه ، حلمت بأنى فى مدرستى الثانويه اقف فى الساحه والتلاميذ منتشرون هنا وهناك ثم يأتى شيء ضخم كأنه حرباء تدخل المدرسه من فوق السور وتبدأ بالهيجان واكل التلاميذ ، كل من كان فى عقلى حينها امى اذ كانت بخير فركضت بسرعه خارج المدرسه وحينها رأيت منظرا بشعا وهو المزيد من هذه المخلوقات تلتهم الناس بشكل جنونى وتدوس عليهم وناس تدهس تحت اقدامهم كالطماطم والدماء فى كل مكان فأركض واحاول تفادى كل هذا وانا فى قمه الرعب والخوف فوصلت الى البيت واخذت امى فى يدى وركضنا ولكن امى كانت بطيئه وهم يقتربون بسرعه فدخلنا احدى البنايات واختبأنا وحاولوا العثور علينا ولكن لم يستطيعوا وكنت انظر من مكان صغير فأرى الناس تقتل وتؤكل وتدهس وتصرخ وتجرى فى كل مكان ..

وعندما استيقظت كان قلبى يخفق بسرعه شديده والخوف ينتابنى بجنون وكنت ممسكه فى الغطاء بقوه ولم اكن مصدقه انه حلم وظللت التفت حولى ولا استطيع ان اصف لكم شعورى وقتها ولم استطع النوم ليس فقط تلك الليله بل لاكثر من اسبوع ، كنت كلما احاول النوم او عندما استيقظ اظل التفت حولى لاتأكد ان تلك الاشياء ليست حقيقيه حقا .. و الحلم الاكثر رعبا هو انه كان هناك وحش يقتل الناس .. و الاسوء هو حصول امور مثل اختفاء اشياء من المنزل ولكنها لا تظهر ابدا مجددا وايضا شعورى انا وعائلتى بأكملها اننا لسنا وحدنا فى المنزل ، فمثلا اذا كنا بغرفه وهناك غرفه اخرى فارغه نستطيع سماع اصوات اشخاص وتحركات فيها وعندما نذهب لتفقدها لا نجد اي شيء.

هناك موقف تكرر مع امى وحدث معى مرتين ولكن مع امى اكثر ، كانت تسمع طرقا على باب غرفتها فتظن انه انا او اخى الكبير فليس هناك غيرنا فى المنزل وترى ظل احد خلف الباب وعندما تذهب لتفتح لا تجد احدا ، كانت تغضب ظنا منها انه انا او اخى نمازحها ولكن مرة كان اخى مع اصدقائه خارج المنزل وكنت مع ابى عند جدتى ومنزل جدتى قريب لمنزلنا فخافت امى بشده واصابها الفزع فأغلقت الباب على نفسها بسرعه بالمفتاح واتصلت على ابى واخبرته ان يأتى حالا ، ظنت فى البدايه انه لص وعندما عدنا بسرعه لم نجد شيئا وليس هناك شيء متحرك من مكانه حتى ولا مكان ليدخل او يخرج اللص منه .