أدب الرعب والعام

زوجة أبي

بقلم : أميرة الأحزان – مصر

إنها تنظر إلي نظرة مليئة بالشر .. أنا التالية ..

أنا ادعى مريم في الـ ١٨ , لدي أخ في نفس سني , نعم نحن توأم , و مقربان جدا.

أمي ماتت عندما كنا في السابعة من عمرنا من مرض قاتل , لقد عشنا مع أبي الذي يعمل طوال اليوم و يعود إلى المنزل وقت الغداء و يذهب ثانيا إلى العمل .

كنا نعيش في هدوء تام حتى هذا اليوم , لعنة الله على هذا اليوم ..

– أنا قررت أن أتزوج .

– أبي هل أنت تمزح ؟ .

– لماذا امزح في هذا الموضوع .

– وماذا عني أنا و أخي هل نسيت أمرنا.

– بالطبع لا عزيزتي , لكن الآن أنتي لست صغيرة , يجب أن تعرفي ذلك , لقد بقيت أعزب ١١ سنة لتربيتك أنتي و أخاكِ و الآن أنا يجب أن أتزوج , يجب أن تعذرينني في ذلك .

– حسنا يا أبي افعل ما تريد , أنا ليس لي شأن بهذا الموضوع .

أسرعت إلى غرفتي قبل أن يتفوه بكلمة أخرى .

وحان موعد الزفاف , ليست زفاف بمعنى الكلمة , لكنها حفلة للعائلات فقط , وكانت العروسة (زوجة أبي) رائعة الجمال , حقيقي لم أرى مثلها , الآن علمت لماذا أبي كان مصر أن يتزوجها , إنها تسحر الرجال والكل ينظر لها.

لكنني أشعر بعدم الراحة لها .

….

 ومر شهرين

….

– الغداء جاهز.

هكذا نادت زوجة أبي فتجمعنا أنا و أبي و أخي حول مائدة الطعام وتناولنا الغذاء .

لكني اشعر بغثيان .

– ما هذا! .. إنه مؤلم .

– ما بكِ يا مريم ؟ . قالت زوجة أبي.

– ماذا وضعتي في هذا العصير ؟ .. أتريدين أن تقتليني ؟ .

صرخ أبي في وجهي : ماذا تقولين أيتها البلهاء ؟ .

قال أخي بخوف : اهدأ يا أبي لم تقصد هذا.

– اذهبي إلي غرفتك لا أريد أن أرى وجهك.

لقد قالها أبي بعصبية بينما هي تنظر إلي بطريقة غريبة , نظرة غير مريحة.

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها أبي بهذه الحالة .. اللعنة ماذا فعلتي لأبي أيتها الحقيرة ؟ .

….

ومرت ٣ أشهر

….

لقد فات ٣ أشهر و أبي يثور علي حتى أنه ضربني . لقد عشت في جحيم حقا .

إنه يوم جديد , أتمنى أن يكون جيدا نوعا ما , أنا و أخي سنغادر غدا في رحلة مدرسة , أليس هذا جيدا أن ابقي بعيدة عن هذا الجحيم! .

هذا جميل جدا أخي سيذهب الآن إلى الرحلة .. حظا موفقا ..

تساءلون ربما لماذا لم ارحل معه .

لقد ثار أبي علي ورفض أن أذهب , لكن عجبا , لماذا لن يودعني أخي عند رحيله كالعادة ! .. لقد غادر من دون أن أراه .. هذا غريب !

….

– الغداء جاهز .

أف .. أنا اكره هذا النداء .

– تردين ماذا ؟ .

– أنا سأعتني بنفسي .

– حسنا.

غريب .. أبي يشتهي هذا اللحم كثيرا , لقد تناول الكثير من اللحم! .. هل هذا اللحم لذيذ لهذه الدرجة , حسنا سأتذوق قطعة منه ..

آه .. ما هذا! .. أسناني! .

إنها قطعة من الفضة كانت في اللحم ..

لكنها تشبهه! .. نعم تشبه خاتم أخي.

ما هذا خاتم أخي!!! .. هل هذا لحم أخي!! يا ربي لقد أكل أبي لحم ابنه بشراهة.

إنها تنظر إلي نظرة مليئة بالشر .. أنا التالية ..

يجب أن اركض خارج هذا المنزل الملعون و بسرعة .

لكن ماذا حدث ؟ .. لماذا الدنيا أصبحت مظلمة ..

آه آه أنا اشعر بألم .. هل هذا دم ؟ .. انه دم .. دم! ..

ماذا حدث ؟ .. أنا اشعر بالنعاس , أين أبي ليأخذني إلى غرفتي و يحتضنني حتى اغرق في النوم العميق , أين أخي الذي يوقظني .. أين؟ أين كل هذا؟.

تاريخ النشر : 2015-10-18

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى