تجارب ومواقف غريبة

حوادث سيئة وأخرى جيدة

بقلم : السمراء –  السودان

حوادث سيئة وأخرى جيدة
تيقن لي بأن خيالى قد يجلب المصائب ..

أن تكون والدتى خارج المنزل وأنا لا أعلم وقت عودتها ، وما أن أسأل أخوتى متى تعود أمى ؟ وفور إنتهائى من جملتى تدخل ، و أن تحضر معها شيئا تمنيته ! هذا دائما ما يحدث .

ربما لست الوحيدة التى ترى شيئا في السوق فيعجبها ولكن لا تشتريه ﻷي سبب من الأسباب ، لكن بالنسبة لي ما أن يمضى أسبوع أو أكثر بقليل وأحيانا ولو بعد عام حتى أحصل عليه هدية من أحد الأصدقاء أو الأقارب .. ومنذ حوالى شهر تقريبا أرتنى صديقتى صورة لكعكة حجزتها ﻷخيها بمناسبة توديعه ، كانت الكعكة مستطيلة ومغلفة بالكريما البيضاء وعليها بعض النقوش وكم تمنيت أن أحصل على واحدة مثلها .. وبعد يومين أتى شاب لخطبتي مع أخته وأحضر معه شيئا مستطيلا مغلفا ، وبعد مغادرتهم فتحته ﻷتفاجأ بأنها نفس الكعكة التي رأيتها في هاتف صديقتي ، والفرق بينها وبين تلك أنها كانت مقطعة في شكل مثلثات .

أما الأغرب فهو عندما أنظر إلى ذلك الكوب الذى تغسله أختى ويدور فى خيالى بأنه مكسر ، وما هى إلا دقائق حتى ينكسر .. أنا لا أقول بأن ذلك الأمر يحدث دائما ولكن فقط أحيانا . ذات يوم كنت فى المطبخ وتخيلت فقط أن حنفية المطبخ كسرت وغمرت المياه المطبخ حتى وصلت إلى غرفتى وهذا ما حدث فى اليوم التالى عندما فتحت باب غرفتى ﻷجد المياه على الباب وتوشك أن تدخل الى الغرفة !

وبعد يومين وأنا فى طريقى إلى الجامعة دون أن أشعر تبادر إلى ذهنى بأن ذلك الكشك الذى يقع فى ناصية الشارع قد نشب فيه حريق ولم يتبقى منه شيء ! وبعد يوم أو يومين وانا فى طريق عودتى من الجامعة أجد ذلك الكشك وقد أصبح أسودا من آثار الحريق ولم يتبقى منه أى شيء ، إندهشت كثيرا وأغرقت عيناى بالدموع وتسارعت دقات قلبى فواصلت طريقى إلى المنزل وأنا فى حالة صدمة وحيرة .. أكانت هذه أمنية ؟! ولكن مستحيل أن تكون هذه أمنية فأنا دائما أتمنى الخير للجميع فحتى لو رأيت شخصا لا أعرفه وهو فى حالة يرثى لها أدعو له من كل قلبى .

روت لى والدتى ذات مرة بأنها عندما كانت طفلة رأت الحافلة التى تستقلها والدتها قد تدحرجت ومالت بهم على جرف ماء ، وبعد عودة والدتها قالت لها أمى هل الحافلة التى سافرتم بها تدحرجت ومالت بكم على جرف ماء ؟ ، فإستغربت جدتى وقالت لها انتِ ساحرة من أخبرك بهذا ؟ فقالت لها كنت مسترخية على السرير ورأيت الحافلة تدحرجت بالقرب من الماء !

وحتى لحظة كتابتى هذا المقال سألت أمى مجددا كى تؤكد لى هذا الأمر فقالت لى بأنها تذكر حتى رؤيتها للماء وحافلة الركاب مائلة بإتجاهه وهذا ما أكدته جدتى بأنه حدث فى نفس التوقيت مع رؤية أمى ، وتكرر الأمر مجددا مع أمى عندما رأت بأن العربة كادت أن تصدمنى وعند عودتى فى المساء سألتنى هل كادت العربة تصدمك ؟ قلت لها نعم ونجوت بإعجوبة ولكن كيف علمت ! .. قالت بأنها رأت العربة وهى تصدمنى وقد سقط الدفتر ذا اللون الأزرق الذى دائما ما أحمله معى بعيدا ولكن الحادث لم يحدث ونجوت ، المفارقة بعد عدة أشهر صدمتنى دراجة نارية وسقط دفترى الأزرق بعيدا ..

حوادث أمى وجدت لها تفسيرا ﻷنها كانت تراها فى لحظة حدوثها وذلك إستشعار عن بعد ، ولكن أنا رأيتها قبل حدوثها وأكرر لكم مجددا بأننى لم أتمنى حدوث ذلك فقط أتخيل الأمر . وبعد أن تيقن لي بأن خيالى قد يجلب المصائب حاولت جاهدة أن أبعد كل شيء من ذهنى حتى توقفت عن التدقيق فى الأشياء من حولى وتوقف الأمر عند ذلك الحريق من الناحية السيئة ولكن الأشياء الرائعة لم تتوقف فآخر شيء كانت تلك الكعكة الرائعة منذ شهر وكمان معها عريس ^_~

لو كانت كل الخيالات تتحقق لجلبت العديد من الخيالات السيئة لبعض الأسخاص على هذا الكوكب .

تاريخ النشر : 2015-10-22

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى