تجارب ومواقف غريبة

جيران من الجن!!

بقلم : أسيرة الألم – اليمن

وفهمت أمي انه ثمة شيء في هذا المنزل

عندما تنتقل عائلة إلى منزل جديد فأنها تبدأ بالتعرف على الجيران … ولكن ماذا إذا كان هؤلاء الجيران من الجن؟! .. كيف ستعقد صدقات معهم وكيف ستتعامل معهم ؟ .. خصوصا إذا كانوا يعيشون في الطابق الذي فوقك . قد تظن ذلك مستحيلا ولكنه ممكن ولقد تعايشت عائلتي معه طوال 6 سنوات , وفي النهاية لم نخرج من ذلك المنزل بسببهم , بل لأن صاحب المنزل طلب منا ذلك .

نحن عائله من 3 فتيات و4 فتيان وأم .. اكبر أخواني يبلغ الـ 13 من العمر.

القصة تبدأ عندما استأجرنا طابقا في أحد المنازل , كانت تحصل معنا الكثير من المواقف مثل سماع أصوات من الطابق الذي فوقنا , وكان ثمة طرق شديد لجميع النوافذ والأبواب في المنزل طوال الليل , بالإضافة إلى إننا كنا نرى أشياء غريبة تتحرك في المنزل وأصوات أناس يتحدثون في الصالة .. كل هذه الأمور حدثت في الأسبوع الأول .

كنا صغارا حينها ولا نعرف شيء سوى اللعب , وفهمت أمي انه ثمة شيء في هذا المنزل ولكنها لم تستطع إخراجنا منه وفقا للعقد الذي يوجب علينا البقاء لمدة عام , وقد كانت أمي وحدها من تعتني بـ 7 أولاد ولم يكن معها من يسندها فلم تقدر على الاستمرار في محاولة إقناع صاحب المنزل بالخروج منه والذي كان يهددها بإدخالها السجن إذا ما خرجت من المنزل , فلم يكن بيد أمي العزيزة إلا أن تقوم بتشغيل قناة مجد القرآنية طوال الليل كي نستطيع النوم . ولكننا لم نسلم منهم , فقد كانت القناة تنقلب إلى قناة أخرى من دون أن يقوم أي احد بفعل ذلك , يعني كانت القناة تتغير إلى القناة المجاورة لقناة المجد , وكانت تلك قناة فيها أناشيد وتدخل الموسيقى في جميع أناشيدها , وعندما كنا نستيقظ نجد الريموت مرميا في الأرض رغم انه كان فوق التلفاز , وعندما أخفيناه كانت القنوات تنقلب عن طريق الريسيفر , ولم يتوقف تغير القنوات إلا بعد أن قامت أمي بحذف جميع القنوات .

لكن لم يتوقف الأمر تماما , فقد زادت مضايقاتهم , وكادت النوافذ تتحطم من شدة الطرق , وزادت رؤيتنا لأشياء وأجسام غريبة صباحا ومساء على حد سواء , لكننا بدأنا نعتاد الأمر , فبعد كل تلك الأيام من الصراخ والبكاء وعدم القدرة على النوم أصبح كل شيء اعتياديا حتى أننا أصبحنا ننام في الغرف الأخرى .

وفي أحد الأيام سمعنا صوت شيء يتحطم , إنه التلفاز ! .. ولكن كيف ؟ .. ” آه صحيح لقد نسينا أنهم جيراننا ” : هكذا كنا نقول عندما يحصل شيء مريب أو نرى شيء لا نستطيع تفسيره .

لم نعد نخاف كثيرا , لقد تعايشنا معهم , ويبدوا أنهم هم أيضا اعتادوا علينا حتى أنهم خففوا من إزعاجهم في الليل فلم نكن نسمع الطرق إلا نادرا حتى إننا كنا ندخل الطابق الذي فوقنا – الطابق المسكون – من دون خوف . وأذكر أنا في إحدى المرات دخلنا إلى ذلك الطابق مع أولاد خالتي وقمنا بتجميع الحجارة كي نصنع موقدا نشعل فيه النار , ولسوء حظ أولاد خالتي فقد باتوا تلك الليلة عندنا ولم يحتملوا سماع الطرق , صراخهم لم يكن يتوقف , كنا نقول لهم لا داعي للخوف هذا أمر طبيعي , وزاد الطين بله إننا سمعنا صوت الحجارة وهي تتزحزح , وعندما ذهبنا في الصباح رأينا أن الحجارة التي جمعناها قد تناثرث في أرجاء المكان .

وفي السنة السادسة لنا في ذلك المنزل طردنا صاحب المنزل ظنا منه بأننا كنا السبب في سقوط الشرفة الموجودة في الطابق الذي يقع فوق طابقنا , ولم يكن يعلم أن من فعل ذلك هم جيراننا الغير أعزاء .

وعندما خرجنا وعشنا في منزل آخر جاءت بعد شهر امرأة تبكي بشده وتقول لامي كيف كنتم متحملين العيش هناك، وتبين لنا إنها المستأجرة الجديدة لذلك المنزل ، ويبدو أنها لم تتكيف مع جيرانها الجدد .

نحن الآن نعيش في مكان بعيد جدا عن ذلك المنزل ولكننا لم نسى ذكريات ذلك المنزل فعلى الرغم من كونها مغامرة مخيفة استمرت ست سنوات إلا أننا قضينا فيه أجمل الذكريات! .

تاريخ النشر : 2015-11-01

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى