تجارب ومواقف غريبة

أين أنت ؟

بقلم : خالد – الكويت

و فجأة ظهر من ذلك الضوء البسيط مخلوق غريب بجماله وهدوءه

اكتب هذه القصة لموقع كابوس العزيز على قلبي و اعترف بأنها مشاركتي الأولى و أتمنى أن تحوز على إعجابكم فهي اقل ما أقدمه لهذا الموقع الجميل الذي يحمل في أغواره الغموض و الأسرار التي تتعطش إليها ملكة أفكارنا.

بدأت قصتي مع العالم الآخر منذ الصغر بسبب موقف حصل معي وأنا في سن السابعة وانطلقت بعدها إلى التعامل مع السحرة و المشعوذين عن طريق صديق لي من جنسية عربية يعرف الطريق إلى من يطلقون عليهم الناس (شيوخ البركة) و ما هم إلا شيوخ الدجل و التضليل و الله يعلم بأني نادم على ما صنعته بنفسي.

كنت طفلا صغيرا في منطقة القرين التي كانت مقبرة لأهل الكويت قديما و كنت مشغول دائما باللعب مع أصدقائي و مع أخي الذي يكبرني بسنتين و لم يكن يمر علينا أسبوع إلا و تحصل بيننا المشاجرات , ففي ليلة من الليالي أردت أن العب معه لعبة أو بالأحرى كمسرحية صغيرة أقوم أنا بدور راعي الغنم البسيط الغاضب .. وأخي بدور صاحب الأرض المتعجرف .. فلعبنا اللعبة و ضحكنا و انتهت بالضرب كعادتنا , فسقط أخي على الأرض , و أخذت أنا ردائي و الشماغ الأحمر (غطاء الرأس) و أسرعت بالهرب إلى الطابق الأرضي فكان مظلما ! نعم الدور الأرضي مظلم , و جميعا نعلم عن كمية الأفكار المرعبة التي تأتي إليك و أنت في هذا المكان في فترة ما قبل منتصف الليل , لكن لا مجال للرجوع , فالأخ الغاضب وراءنا و الظلام أمامنا , وطبعا بعدما كنت الضارب كرهت أن أكون المضروب , فهربت إلى مكان أظلم و اشد رهبة .. إلى المجلس .. و هو بالعادة مكان لا يأتي إليه احد إلا بالمناسبات , فجلست تحت مغسلة كبيرة بجانبها حمام صغير , فرشت الرداء و توسدت بالشماغ و أنا في هذا المكان المظلم أرى من زاويتي كل المجلس و الباب المطل على الشارع , لكني لا أرى من خلال الباب سوى الضوء الأبيض للبيت الذي يكاد نوره يكون كنور القمر , فكان الضوء بصيص و ينير جانب بسيط من الغرفة , و خلف زجاج الباب أرى ضل أغصان الشجرة تتحرك ببطء مع خفة ريح الشتاء التي تحركها يمينا و شمالا .. منظر مرعبا تجف له الدماء في العروق ! .

جلست أحدق إلى المكان وأنا أفكر بعقابي إن اكتشف أخي مخبأي الجديد , ولكن مع مضي الوقت نسيت كل شي و جلست أحدق بصمت فكنت كالجثة الهامدة .. و فجأة و برمشة عين ظهر من ذلك الضوء البسيط مخلوق غريب ! بجماله و هدوء كلامه و ابتسامته الهادئة , كان رجلا لونه رمادي بالكامل عدا العلامة الغريبة على صدره التي تكاد تشبه علامة النيشان التي تكونت من اللون الأسود و الرمادي , و كان يلبس رداء شبيه بجلباب أخواننا أهل الصعيد , و كان شعره طويل وحليق الخدين , وكان باسط ذراعيه وهو يقترب ببطء والابتسامة اللطيفة لا تفارق وجهه وهو يقول بصوت حنون : (لا تخاف تعال ، تعال) !!! .

وطبعا كانت دقات قلبي تزداد وأصبح جسدي كالحجر و فمي مفتوحا من هول هذه اللحظة التي وجدت نفسي فيها , صار قلبي يرتجف وبدء الدم يضخ كمحرك سيارة ار تي ايت #/ .. عندها وبحركة سريعة .. أسرع من الضوء .. لملمت أغراضي و فتحت باب المجلس وأنا اصرخ : ” يمااااااه ” .. فوجدت ضوء الغرفة أمامي و هناك أخي عادل ووالدتي جالسين في الحجرة الصغيرة في الطابق الأرضي , فجلست بجانبها و بجانب أخي ولسان حالي في هذا الموقف يقول بأنني لن أترككم أبدا وسأجلس دوما معكم يا أسرتي الحبيبة ^^  وقد كانت الساعة وقتها 12 مساء , أي أني جلست تحت المغسلة تقريبا 5 ساعات.

ولكن الأغرب والأعجب في قصتي هو أن ذلك الشخص الذي رأيته وأنا في السابعة من عمري .. هو أنا في سن الرشد !!! ..

فعندما كبرت أصبحت أشبهه تماما , نفس الوجه و الصوت , المفارقة هو أن الذي تمنيت أن أشاهده وان التقي به مرة أخرى لكي اعرف ما الذي كان يريده مني ولماذا أتاني في تلك الساعة ومن يكون .. هو من أصبحت أرى نفسي فيه كلما نظرت إلى المرأة .

حاولت أن ارجع إلى نفس المكان بعد أربع سنين لكن لم يحصل شي ووصل بي الأمر إلى استخدام خاتم سحر و شعوذة , والسبب الرئيسي له هو أن التقي بذلك الشخص .. و لكن لم اصب شيء من هذا , و أقربائي و أصدقائي تعرضوا للأذى من قبل هذا الخاتم فحصلت أمور سوداء كثيرة على المقربين مني يصعب ذكرها إلى أن رميت بالخاتم و بداخله (عطوش) خادم الخاتم إلى أعماق البحر المالح لكي يتحلل واستغفرت ربي عما فعلته على الرغم بأني قد كسبت الكثير و لكن الثمن كان حياة و سعادة المقربين مني وهذا ما أحزنني اشد الحزن وهو أن أؤذي أغلى الناس على قلبي ومن سأل عني في ضعفي و قوتي..

والآن بعد كل هذه السنين ما زلت اسأل نفسي هذا السؤال : من هو ذلك الشبيه ؟ .. و كيف ظهر بصورة تشبهني في سن الرشد ؟ .. هل كان قريني أم شيطان أراد أن يؤذيني , أم مجرد خيال و أوهام طفل خائف …

تاريخ النشر : 2015-11-01

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى