تجارب من واقع الحياة

هذه قصتي .. ما الحل ؟

بقلم : مجهول – الجزائر

منذ كنت صغيرا أحبس الدموع في عيني

مرحبا اسمي لن أذكره لكنني من الجزائر لدي هموم منذ كنت صغيرا أحيانا أحبس الدموع في عيني و أتظاهر أن كل شيء سيمر على ما يرام و لكن تحولت الأمور من أسوأ إلى أسوأ حيث أننا في الجزائر هناك لهجات مختلفة لكل ولاية , و أنا كنت أسكن في ولاية عنابة ثم انتقلنا إلى الجزائر العاصمة . عندما كنت صغيرا دخلت إلى المدرسة الفلانية في سن السادسة , لم أكن في ذلك الوقت أعرف أي شيء عن مصاعب الحياة , و كما قلت لكم لدينا في الجزائر لهجات مختلفة فقد بدأ الاطفال الآخرين في السخرية مني بسبب لهجتي و قولي لكلمات تختلف عن كلماتهم .

انتقلت الى السنة الثانية ابتدائي كنت مازلت في نفس المدرسة و لكنني كنت في تلك السن قادرا على مواجهة الأطفال الآخرين و مر كل شيء بخير والحمد لله .

السنة الثالثة ابتدائي في الجزائر بدأنا بتعلم الفرنسية كانت معلمتنا لطيفة و حنونة و لكن عندما قررت إدارة المدرسة تقسيم الأقسام لأننا كنا كثر جاءتنا معلمة عجوز كانت في الأول لا تتكلم كثيرا وفي حلول بضعة أسابيع أعطتنا فروضا منزليا و لم أكن أفهم الفرنسية في ذلك الوقت , و في اليوم الثاني طلبت من بعض التلاميذ النجباء أن يفحصوا التلاميذ الآخرين الذين لم ينجزوا التمارين فأدركت أنني في ورطة كبيرة فقالت لي : ” أنت تعال الى هنا ” .. و لسوء حظي أخرجت عصا كالتي تضرب بها الحيوانات أقسم بخالق السموات السبع أنني لا أكذب و ضربتني أربع ضربات متتالية دونما شفقة و كلما أقول لها أنني لا أفهم الفرنسية تبدأ بشرح الدرس لي بالفرنسية نفسها .

كنت يائسا و كنت حزينا و لصغر سني كنت أسمع بالعادة السرية ولكن لم أكن أريد أن أعرف ما هي و لجهلي بها كنت أمارسها من دون أن أعلم أنها هي نفسها , وعندما تشجعت و فتحت النت خفت و أغلقت النت فورا , ولكن بعد أيام كانت تنطلق مني رائحة كريهة و لم أكن أعرف من أين تأتي و أجلسني المعلم مع تلميذ معيد للسنة ولقد حرض كل التلاميذ ضدي إلا البعض و أقنعهم أنني شخص لا يهتم بنظافته .

وكان الجميع يلعبون في ساحة المدرسة الغميضة غيري أنا و في أحد الأيام تشجعت وذهبت لأحد التلاميذ و قلت له أريد أن العب معكم فقال لي انصرف فلا شيء لك هنا …

كل هدا حدث لي و أنا في سن 11 سنة ..

الآن انا شاب في 14 سنة لا زالت تلك الرائحة تصدر مني و أقسم لكم على ذلك , أعاني من الحرج الشديد أمام أصدقائي حتى أنني أشعر بالحرج عندما أصعد إلى الصبورة للأجابة عن الاسئلة بسبب أن القسم ضيق و عندما أمر أخاف من أن يشتم أحد رائحتي , و لكنني كنت أنتبه الى المعلم جيدا لكي لا يتراجع مستواي الدراسي .

لا زلت لا أعرف الفرنسية و لكنني اعرف الانجليزية و احاول تعلمها .

هذه كانت واحدة من بعض أسوأ اللحظات في حياتي حيت إنني أتعلم في مدرسة خصوصية و هنالك فتاة متحجبة من يراها يظن أنها إنسانة رائعة و لكنها كالثعبان اعذروني تسميتي لها هكذا و لكن هذه هي الحقيقة , كنت حتى أنا أحاول أن أتعامل معها بلطف و لكن لما أكلمها تقول لي اخرس – باللهجة العامية عندنا – و هنالك أحد أعز أصدقائي يسبني و لكنني أسكت ولا  أرد عليه و أقول ابتعد عني لا أريد التحدث معك و لكن الله قد منحني طيبة قلب و دائما أسامح ..

في النهاية أتمنى من كل أحد أن يدعو لي بزوال هده الرائحة الكريهة عني رغم أنني أستحم كثيرا و لكنها الحقيقة المرة .

هل ستكون السنوات التالية من عمري سيئة أم أسوأ لا أتمنى منكم إلا شيء واحد أن تدعو لي فقط و اللهم اشفع لكل شخص دعا لي بالشفاء و بدل سيئاته حسنات يا مجيب الدعاء .

تاريخ النشر : 2015-11-27

guest
71 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى