أدب الرعب والعام

نار الانتقام –1-

بقلم : الأمير الحزين – مصر
للتواصل : [email protected]

نار الانتقام –1-
انهلت عليها بالضرب بالمطرقة

الانتقام , انه احساس بالغضب , بالكره , وبالثأر , نعم لقد انتقمت , لقد قتلتهم , قتلت الاثنان , لأنهم خانوني , اعز اصدقائي و زوجتي .. نعم اولئك الذين كانوا اقرب الي من اي احد اخر , قاموا هم الاثنان بخيانتي , الجميع خائن حتى والدتي كانت خائنه , خانت ابي في فراشه …

تبدأ القصة منذ عشرين عاما , كان عمري حينها ثماني سنوات حيث كان ابي مسافر من اجل العمل وطلبت إلي والدتي أن أبيت عند جارتنا وهى احدى صديقاتها المقربات , وكان البرد في هذه الليله المشئومة قارصا وكانت تمطر بغزارة وكنت خائف من صوت البرق فقلت لجارتنا اريد ان اذهب الى المنزل وقد أصررت على ذلك حتى تركتني اذهب الى منزلنا وكان معي مفتاح شقتنا ففتحت الباب ودخلت دون ان اصدر اي صوت وذهبت الى غرفة امي حتى انام في حضنها فوجدتها ….. في احضان رجل آخر , ياله من منظر مقزز , امي تخون ابي , لقد وقفت مندهشا حينها , لا اتحرك , لا اتكلم , وفجأة وجدت باب المنزل يفتح .. انه ابي لقد عاد باكرا فنظر الي فوجدني ارتعش ولا اتكلم ثم سمع صوت امي مع عشيقها ودخل الغرفة فوجدها على السرير بين احضان هذا الرجل فوقف ابي لوهله لا يصدر اي صوت ثم انقض عليهم كالوحش ولكن هذا المجرم قد تمكن من الهرب منه ولكن ابي امسك بأمي وظل يقوم بخنقها الى ان ماتت فى يده , وبعد ذلك سجن أبي لعدم وجود دليل على كلامه ولم يمكث في السجن مدة حتى مات من مرض الحمى الذي اصابه فى السجن اما انا فقد ذهبت الى العيش عند عمتى وزوجها لأنهما كانا الوصيين علي .

كانت عمتي قاسية هي وزوجها , متلبدين المشاعر, كانوا يقوموا بضربي بقسوة , قاموا في بعض الأحيان بحرق جسدي , وكانوا لا يطعموني الا بقايا الطعام , كنت اعيش حياة قاسية الى ان بلغت ثمانية عشر عاما حينها تركت المنزل وذهبت الى الجامعة وهناك تعرفت على اول صديق لي , كنا مثل الاخوة نبيت في غرفة واحدة في بيت الطلبة ونأكل سويا ونخرج سويا حتى تخرجنا من الجامعة وبدأنا حياتنا.

بالنسبة لي فلقد وجدت عملا مناسبا , ومنزلا جميلا , وحياة كما تمنيتها الى ان ذات مرة كنت اسير متعجلا وارتطمت بفتاة .. يا لجمالها الساحر , لقد احببتها من اول نظرة وهي ايضا أعجبت بي , بعد ذلك تعرفنا على بعضنا وتطورت العلاقة واصبحنا اكثر من حبيبين , اصبحنا كالروح الواحده لا تستطيع ان تترك الاخر , وتزوجنا وعشنا اوقاتا سعيدة , كانت حياتي الى هذا الوقت مستقرة , كنت اعيش في حلم جميل مغمور بالسعادة لا اشعر بأي حزن , الى ان جاء يوما كنت عائد من العمل وكانت الساعة تقارب الثامنة مساء وأنا أمر من الطريق وجدت شخصا جالسا في منتصف الطريق لا يتحرك فخرجت من السيارة لأرى ما به , فنظرة اليه ووجدت رجلا هرما , فقال لي انها تخونك , فقلت من ؟ , فتركني وذهب , قلت له انتظر فأذى به يتبخر في الهواء.

وعدت الى المنزل وقلت في خاطري من هذا ولماذا قال لى ذلك , فذهبت لانام جاء هذا الرجل في الحلم وكرر نفس الكلام مجددا وأشار الى صديقي وزوجتي , فأستيقظت من النوم مفزوعا واذا زوجتي تقول لى ما بك ؟ , فقلت لها لا شيء ، ومنذ هذه اللحظة بدأ الشك يراودني حول شخصية هذا الرجل وماذا يقصد من كلامه هذا ولماذا اشار الى زوجتي وصديقي .

وظل هذا الحلم يتكرر الى أن بدأت اشك فيهم , ومنذ هذه اللحظة اصبحت شارد الذهن لا اكل ولا انام وبدأت زوجتى تلاحظ هذا وتتحدث الي وانا لا اعيرها اي اهتمام ولا اريد ان انظر الى وجهها ، وصديقى يتصل بي دائما وانا لا اريد التحدث معه ماذا يريد مني , يجب ان ابتعد عنه , ولكنها دائما تتحدث عنه وتقول انه انسان جيد , ماذا يحدث ان الشك يقتلني , لا اعرف ماذا يجب ان افعل , ولكن سوف اراقبها حتى تتأكد شكوكي .

وفى يوم وانا عائد من العمل وجدتها تتحدث بالهاتف وتضحك , وسمعتها تقول لا ليس اليوم فزوجي سوف يأتي مبكرا , انها تخونني ولكن كيف اثبت ذلك ؟ .. لن اواجهها الآن .. حتما ستنكر هذا الكلام واصبح انا المخطئ . لقد سمعت صوتي وأنا أدخل الى الغرفة فقالت : هل حضرت يا حبيبى ؟ .. فنظرت لها نظرة غضب وقلت نعم , فقالت هل احضر لك الطعام ؟ , فقلت بصوت عالي لا اريد سوف انام , فنظرت لي نظرة تعجب من موقفي وتركتها وذهبت الى غرفتي ووضعت وجهي على السرير والشك يقتلني , اريد ان اواجهها , اريد ان اقتل شكي , اريد ان ابرحها ضربا عما فعلته بي هي و أعز صديق , ولكن لو واجهتها سوف تنكر , لا لن افعل ذلك يجب أن اتأكد اولا من شكوكي …

اصبحت اجلس لوحدي كثيرا افكر هل هي تخونني حقا أم هذه مجرد هلاوس , وهى تجلس بجانبي وتحدثني وانا لا اتحدث اليها ولا انظر في وجهها , لا اعلم ان الشك يقتلني ,  لا اعرف ماذا افعل .

الى ان جاء يوم كنت عائد الى المنزل مبكرا ودخلت وجدته موجود عندي في المنزل وهى تجلس معه , لقد اشتعلت غضبا في هذه اللحظة , ماذا يفعل هنا في منزلي مع زوجتي ؟ , فقالت لي انه كان سيرحل لكنى اصررت على بقائه لأنك قلت سوف تعود مبكرا , يا له من مبرر واهي وليس له قيمه , لكنى تماسكت حتى اقوم بإثبات الجريمة عليهم , حتى امسكها هي وهو بالجرم المشهود , حتى اقتلهم وانتقم لشرفي الذي لوثته هي وصديقي .

بعد فتره وجدت صديقي يتصل بي وقال لي اريد ان احضر الى منزلك لأتحدث اليك قليلا , انظروا الى هذا الشيطان يريد ان يأتي الى منزلي حتى يغازل زوجتي امام عيني , فقلت له بنبرة حادة ليس عندي وقت فأنا مشغول واغلقت الهاتف ووجدتها تقف امامي فتقول لي لماذا اغلقت الهاتف فى وجهه هكذا الآن لقد غضب منك على سوء تصرفك هذا ، فصرخت في وجهها وقلت لها ليس لك شأن فى هذا وتركتها وذهبت خارج المنزل اسير بين الشوارع بسيارتي وانا افكر ، انها تدافع عنه هذه الخائنة اللعينة , اريد ان اقتلهم .. اريد ان احرقهم .. اريد ان اطفأ نار الشك .. لأني لو بقيت هكذا فسوف اجن .

وعند منتصف الليل فتحت باب المنزل ودخلت فوجدتها تتحدث بالهاتف وتبكي وتقول لقد جن تماما لا يتحدث الي ويعاملني معاملة جافة جدا ، ذهبت اليها وقلت الى من تتحدثين ؟ ارتبكت وقالت لي انها احدى صديقاتي , فغضبت بشدة لإنكارها وقمت بصفعها على وجهها , فصرخت في وجهي وقالت لي انك قد جننت تماما وتركتني وذهبت الى الغرفة وانا جلست حتى الصباح يراودني الشك لا بل يقتلني .

وذهبت الى العمل ورجعت الى البيت باكرا , لم اجدها في المنزل , اين ذهبت ؟ ووجدت الهاتف فأخذت الهاتف لأبحث عن اي دليل الى ان وجدت رسالة نصيه مكتوب فيها : ( انا انتظرك بفارغ الصبر يا حبيب قلبي واتشوق الى لقائك عما قريب) ولم اجد بها اي اسم سوى رقم مجهول , وانا واثق ان هذا رقمه ، الآن لقد تأكدت انها تخونني معه .. هذه الخائنة يجب ان تموت .. لا بل يجب ان يموتوا هما الاثنان معا .

وفى الصباح الباكر بدأت بتنفيذ خطتي , استيقظت وانا مبتسم لها واعتذرت اليها بسبب ما فعلته امس وقلت لها سوف أدعو صديقي الى العشاء الليلة واعتذر اليه , واخبرتها ان ضغط العمل هو ما جعلني غاضب ومتوتر , فوجدت الفرحة في عينيها , وذهبت كما اخبرتها الى العمل .

وحل المساء وقد حضر صديقي … مرحبا بك يا صديقي تفضل , لقد تأخرت هيا تعال فأنا اتضور جوعا … وجلسنا على المائدة ورأيت نظراتهما لبعض .. فقلت لنفسي لا .. اهدأ، لا تتهور الآن ، حتى لا تفشل الخطة .

وبعد ان انتهينا من الطعام جلسنا في غرفة المعيشة نتحدث فقلت لهم سوف احضر لكم مشروبا بنفسي , فقالت زوجتى انا سوف اقوم بتحضيره , فقلت لها وانا مبتسم لا استريحي وانا سوف احضره , فذهبت الى المطبخ واعدت العصير ووضعت فيه مخدرا وبعد ان شربوه فقدوا الوعي فقمت بتكبيل الاثنان بالحبل . ولما عاد وعيهما وجدا انفسهم مكبلين فظلوا يتوسلون الي حتى احل قيودهم فواجهتهم بخيانتهم لي .. اعز صديق وزوجتي الحبيبة .. يا له من أمر مثير للاشمئزاز .. وبالطبع كما توقعت انكروا كل هذا , ولكنى قد ادركت كل شيء فى الوقت المحدد , وظلت تتوسل لي وتقول انا حامل منك سوف نرزق بطفل ، وانا اقول : اصمتى ايتها الخائنه .. الآن لقد تأكدت انك خائنة , انه بالتأكيد من عشيقك هذا , لن تموتوا موتا سريعا بل يجب ان تذوقوا العذاب . وقمت بإحضار سكين من المطبخ واوقدت عليه النار حتى اصبح لونه احمر كالدم ثمة كويت اجسادهما وهما يصرخان امامي وانا تغمرني سعادة لا توصف لأني انتقم لشرفي , وظللت اكوي اجسادهم بالنار لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات وهما مكبلان اليدين والقدمين وحتى لا يسمعهم احد الصقت افواههما بشريط لاصق ، وبعد ذلك انهلت عليها بالضرب المبرح وظللت اضربها فى جميع انحاء جسدها وضربتها بالأكثر على بطنها إلى أن نزفت وفقدت الوعي من كثرة الضرب فحملتها الى غرفت النوم وتركته مقيد في غرفة المعيشة ، فوضعتها على السرير ، وبعد ذلك تركتها وخرجت الى الخائن الآخر فوجدته يبكي كألاطفال فأحضرت مطرقة وذهبت اليه وأنهلت بالضرب على رأسه الى ان كسرت جمجمته واخرجت مخه الى الخارج من كثرة الضرب ففارق الحياه هذا الوغد .

بعد عدة دقائق عدت اليها وهى مازالت فاقدة الوعي فجلست قربها الى أن افاقت فنظرة اليها نظرة تنم عن الكراهية والغضب ، وهى تحاول ان تتحدث , فنزعت اللاصق من على شفتيها فقالت لى لماذا ؟ .. فوجدت هذا الرجل الهرم امامي ينظر الي ويقول في صوت حاد : اقتل الخائنة ..

ومن غير وعي انهلت عليها بالضرب بالمطرقة الى ان فارقت الحياة ، فقلت لها بصوت هادئ : كلكم خونه .. كلكم ملعونين وتستحقوا الموت سواء انتي او والدتي او عمتي …

وقد قارب الوقت منتصف الليل وانا لا ادرى ماذا افعل بجثتيهم , الى ان واتتني فكرة أن اقوم بتقطيع اطرافهم , فأخذت جثتيهما الى المرحاض وقمت بتقطيعها ثم وضعت الأشلاء في حقائب سفر .

وحل الصباح فقمت بحمل الحقائب ووضعتها في السيارة واخذتها وذهبت بها الى مكان على مقربة من الصحراء ووضعت ما تبقى منهما في حفرة كنت قد صنعتها عندما أخبرتها في ذلك اليوم انني ذاهب الى العمل ، وعدت الى المنزل ونظفت هذه الفوضى التي صنعتها من الدماء الاشلاء ، وبعد ان انتهيت من ذلك ذهبت واستلقيت على الفراش وأنا ينتابني شعور بالمرارة .. هل اعيدت القصة من جديد ؟ .. هل كل النساء بهذا الشكل ؟ .. هل لعنة والدي قد اصابتني بعدما قتل والدتي ؟ .. هل هذا الشخص الذي ظهر لي كان روح والدي الذي مات في السجن ام كان روح الانتقام تريد ان تأثر من الخائنين ؟ لا أعلم …

يتبع

تاريخ النشر : 2015-11-27

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى