تجارب ومواقف غريبة

طرقات الليالي الثلاث

بقلم : روان – سوريا

نحن اربعة شقيقات نعيش في غرفة واحدة

مرحباً…

بدايةً سوف أعرّف عن نفسي اسمي روان وأنا من سوريا أعيش مع أسرتي في منزل متواضع فيه غرفتا نوم واحدة لأمي وأبي والأخرى لنا أنا وأخواتي الثلاثة جيان ومايا ونغم، وسأترك لكم أعزائي تخيل الأشياء التي تحدث عند اجتماع أربع بنات مراهقات في غرفة واحدة.

كنا نقوم بالتدخين سرا في غرفتنا وفي بعض الأحيان نقوم بالرقص ساعات متواصلة على أنغام الأغاني وأحيانا أخرى نخطط للرحلات والمشواير مع الأصدقاء حتى أننا قمنا بتغطية حيطان الغرفة بصور الممثلين والمطربين والفنانين العرب والأجانب ، واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أدعو الله أن لايجعلنا نمر به مرة أخرى.

في ذلك اليوم المشئوم خلدنا إلى فراشنا تقريبا عند الساعة الواحدة والنصف وكنا معتادين على إطفاء جميع الأضواء والنوم في الظلام الحالك ، وبعد نصف ساعة أي عند الساعة الثانية تماما بدأنا بسماع صوت طرقات على سرير أختي مايا”مع العلم بأن أسرّتنا من الخشب ومكونة من طابقين” وكانت عبارة عن ثلاث طرقات متتالية ثم تتوقف لثانية لتعود مرة أخرى ثلاث طرقات ظننا بأن أختي تقوم بممازحتنا فطلبنا منها التوقف عن الطرق ولكنها أقسمت بأنها ليست من يطرق فطلبنا من نغم التوقف ولكنها لم تجبنا، نهضت من سريري وأشعلت الضوء فوجدتها تغط في نوم عميق وهنا توقفت الطرقات ، قمنا بالنظر إلى مايا وقلنا لها يكفي مزاحا نريد النوم ولكنها أصرت على براءتها ولكننا لم نصدقها ، قمت بإطفاء الضوء مرة أخرى وعدت إلى فراشي ،عم السكون المكان وغططنا في النوم .

في عصر اليوم التالي كنا نتناول الغداء في غرفة المعيشة انتهت مايا من الطعام وتوجهت إلى غرفتنا لتجلب هاتفها النقال وعندما دخلت كانت الغرفة تعبق برائحة كريهة جدا لدرجة أنها لم تستطع الاحتمال وركضت إلينا وطلبت مني ومن جيان أن نفتش الغرفة لعلنا نعرف سبب الرائحة ، دخلنا أنا وجيان الغرفة وفعلا كانت رائحة لا تحتمل لكراهتها فتشنا في كل ركن وزاوية ولكن عبثا لم نجد شيئا واستمرت هذه الرائحة طوال اليوم ونحن استسلمنا للأمر الواقع وخلدنا إلى فراشنا عند الساعة الواحدة مع وجود الرائحة

“ستسألون أعزائي لماذا لم ننم في مكان آخر ولكن كما أسلفت منزلنا متواضع ولا نستطيع تغيير مكان نومنا وكما أننا لا نريد أن ينتبه أبي وأمي إلى الموضوع لأنه كما ذكرت سابقا كنا ندخن سرا في الغرفة ولا نريد لأمرنا أن يفتضح “

بالعودة إلى القصة عندما دقت الساعة الثانية تماما سمعنا الطرقات مجددا وكانت أيضا مصدرها سرير مايا فقلت لها مايا كفي عن ذلك لا تعيدي الكرة نريد النوم ليس وقت مزاحك ولكنها هذه المرة نزلت من سريرها وقالت والآن من يقوم بالطرق ، هنا جفلنا وطلبنا منها أن تشعل الضوء فورا والطرق مستمر كالليلة السابقة ثلاث طرقات تتوقف لثانية لتعود مرة أخرى عندما أشعلت مايا الضوء توقفت الطرقات وكالعادة نغم تغط في نوم عميق اقشعرت أبداننا إن لم تكن مايا من يطرق فمن الطارق ، لم نستطع النوم في تلك الليلة وظل الضوء منارا للصباح ونحن نفكر في الموضوع ونتسائل عن الذي يحصل .

ولكن في خضم هذا كله انتبهنا إلى أمر بأن الرائحة الكريهة اختفت لم نكن متأكدين متى اختفت لأننا ركزنا كل اهتمامنا على هذه الطرقات اللعينة ومصدرها المجهول.

في عصر اليوم التالي أيضا انبعثت الرائحة الكريهة عينها واستمرت إلى أن خلدنا للفراش ، انتظرنا لتدق الساعة الثانية ولكن عجبا لم نسمع شيئا السكون يعم الغرفة لا شيء لا طرقات ولا رائحة لا شيء شعرنا بالارتياح وأطفئنا الضوء بعد قليل نهضت جيان لتشرب الماء وأنا أعزكم الله ذهبت للحمام عادت جيان إلى فراشها .

وأنا في الحمام سمعت جيان تتكلم استغربت جدا لأن مايا ونغم يغطان بالنوم خرجت من الحمام عدت للغرفة وشاهدت الصدمة على وجه جيان ناديتها ولكنها لم تجب أشعلت الضوء واقتربت منها سألتها ماذا هناك ولكنها في حالة ذهول وكأنها رأت شبحا فأمسكتها من كتفيها وهززتها بقوة وسألتها ماذا حصل فقالت بكلام مقطع ورعب حقيقي : ألم تكوني في الغرفة ؟ .. فقلت لها : لا .. سكتت للحظة ثم قالت : اذا من كان على سريرك تحت الغطاء ؟ .

توسعت عيناي من الصدمة والذهول وسألتها ماذا رأيتي ؟ .. قالت كان هناك احد تحت الغطاء أنا متأكدة لكنني لم أرى وجها اعتقدت بأنك تغطين وجهك وكنت أتحدث إليكِ عن الطرقات بأننا الحمد لله لم نسمع شيئا اليوم لكنك لم تجيبي وهنا دخلتي أنتي من باب الغرفة .

أنا لم أصدق وقلت لها أنتي تمزحين لتخيفيني ، ولكنها أقسمت بأنها تقول الحقيقة ، عقلي توقف للحظة نظرت إلى سريري وأنا أسأل نفسي ماذا أفعل كيف سأنام على هذا السرير مجددا ماذا أفعل ، لكنني سلمت أمري لله وقرأت آية الكرسي والمعوذات بين كفي ومسحت وجهي وجسدي وسريري أطفئنا الضوء ولكن النوم جافاني كنت خائفة كيف أنام ومنذ لحظات أحد ما كان هنا في هذا السرير ، في خضم هذا كله سمعت الطرقات مجددا صرخت ناديت جيان فهبت وأشعلت الضوء أيقظنا مايا ونغم ومازالت الطرقات مستمرة وانبعثت الرائحة الكريهة مرة أخرى وقفنا كلنا في منتصف الغرفة خائفين خصوصا أنا وجيان بسبب مرورنا بالموقف الذي ذكرته أخذت أردد آية الكرسي والمعوذات أنا وأخواتي فجأة عم السكون واختفت الرائحة .

في اليوم التالي سألنا شخصاً من الأقرباء وهو إمام جامع في المنطقة وحدثناه عن كل ما حصل معنا خلال الثلاثة أيام الماضية ، طلب منا وصف الغرفة وماذا يوجد فيها فقلنا لا شيء ولكن يوجد صور كثيرة على الحيطان قال أزيلوها لأن هذه الصور تمنع الملائكة من دخول الغرفة، وقال هل يا بنات تقرؤون القرآن في الغرفة أجبنا بالنفي فقال داوموا على قراءة القرآن في الغرفة وفي البيت كله لأن القرآن حصن يمنع عنا الأذى والشر فسألناه عن تفسير ما حصل فقال أنهم الجن وجدوا ملاذا في غرفة لا يوجد فيها ملائكة ولا يقرأ فيها القرآن وإنما فيها صور مطربين وممثلين وأغاني تشغل دائما هذا هو ما يريده الشيطان وهنا قررنا إزالة الصور كلها وأصبحنا نقرأ القرآن كل صباح ومن ذلك الوقت إلى الآن لم تتكرر هذه الأحداث والحمد لله أصبحنا نحس بالأمان والطمأنينة .

لذلك أعزائي أنصحكم بتحصين أنفسكم وأهلكم وبيوتكم بالقرآن الكريم وأسأل الله بأن يهدينا ويبعدنا عن طريق الشيطان اللعين .

تاريخ النشر : 2015-12-11

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى