تجارب ومواقف غريبة

وقائع غريبة (2)

بقلم : بروميثيوس – المغرب

عندما عدت وجدتها نائمة ,كنت احاول اقناع نفسي انه مجرد حلم

السلام عليكم انا كنت قد وضعت الجزء الاول من تجربتي بأسم وقائع غريبة و لم انهها لأن تجربتي الشخصية هذه كانت اطول من ان اضعها في مرة واحدة و بعد ان نشر الموقع الجزء الأول منها قررت ان اكمل خاصة اني رأيت تعليقات الاصدقاء تحثني على اكمالها و سأحاول ان اكملها كلها في هذا الجزء و ضمن التعليقات كذلك تواجدت عدة اسئلة بخصوص جوانب قصتي التي لم اقف عليها لتوضيحها اكثر لكنني سأحاول ان اجيب عليها كلها ان شاء الله .

ذكرت في تجربتي انه كانت قد حدثت لي حادثة في صغري و هي انني و انا برفقة ابي كنت العب في حقل به بئر ذهبت لأراه فتعثرت و سقطت فيه و الاصدقاء المعلقين تساءلوا عن سبب كرهي الشديد لأبي منذ تلك الحادثة سأحاول ان اوضح اكثر هنا يعني انا في وقت الحادثة كنت صغير بعمر 10 سنوات عندما كنت العب في الحقل وحدي ابي كان غير مهتم بمراقبتي حيث انه كان في السيارة برفقته سيدة، ولكم ان تتصورا معنى ان تقع في بئر و تكسر جسمك و انت صغير جدا و والدك مشغول و يتضاحك في السيارة مع سيدة ما .. لكم أن تتصورا طفلا صغيرا في غياهب الجب بذراع و 3 أصابع و جزء من الفك السفلي مكسورين و محطمين .. كنت مصدوما و اتألم بشدة في ظلمات البئر انادي ابي لمدة 20 دقيقة و دموع الالم و الخوف تملئني ليأتي بعد ذالك الاب البطل لينقذني و يحملني مليئا بالدماء الى المستشفى وأصر على أن لا اخبر امي اني وقعت في البئر و قال سنخبرها بأنني وقعت من التلة و هذا ما اخبرت به امي المسكينة لذا لا تلوموني على كره ابي الشديد لأنني و لحد الساعة عندما اتذكر الموقف اشعر بأن علي ان ابرحه ضربا خاصة وانا الآن اعلم اني خنت امي خيانتين لم اخبرها حقيقة حادثتي و لم اخبرها حقيقة والدي . و لكن رغم ذالك ابي تحسب له بعض الأشياء الجميلة فرغم انه ما زال صغيرا نسبيا و محب للهو إلا انه رجل اسرة بأمتياز و هو الى جانبنا في كل شيء و محب لأبناءه كثيرا و هذا ما اقوله للقراء الذين سألوني عن امكانية ان يكون ابي تزوج سرا من جارتنا التي تسكن اسفل شقتي و انجب معها فتاة انا اقول ان ابي ليس لهذه الدرجة من الاستهتار فهو لم يتركنا و لو مرة واحدة و هو محب لزوجته امي كثيرا.

حسنا كنت قد توقفت في جزئي الاول عندما طلبت مني جارتنا ان ابيت مع ابنتها لأنها تخاف لوحدها و لأن خالتها التي تبيت معها مسافرة و لسبب آخر كي اطمئن القراء و هو انني ذكرت لكم انني احسبهم اسرتي الثانية و الفتاة سارة هي بمثابة اختي .

ذكرت انني و بعد ان غلبني النعاس بقليل افقت على صوت سارة و هي تغني بصوت منخفض و كانت تلهو بشعري و تذكرتم تلك الجملة و تلك النظرة التي ردت بها علي عندما سألتها عن سبب بقاءها مستيقظة تغني قالت : (لا اعلم لماذا تكره والدك فقط لأنه نسيك في البئر الذي وقعت فيه و انت تلعب لم يكن عليه ان ينقذك كان عليك ان تموت هناك) .

كنت ملبدا في تلك اللحظة مصدوما و مندهشا اخبرتها و انا ابكي كيف علمت بهذا من اخبرك ؟ قلت لها انه لا احد يعلم بحادثتي و لا احد يعلم اني اكره ابي حتى هو نفسه لا يعلم , هي كانت تضحك علي و انا ابكي , كنت ابكي بحرقة فقد ذكرتني بأسوأ ذكرياتي .

بعد ذلك هدأتني و قالت انها فقط تمزح و انها لا تعرف عما تتحدث و لا تعلم أي شيء لكنني لم اسطتع التصديق لا مجال للصدفة هنا مستحيل ان تعلم هذا بالصدفة , اصريت على ان تخبرني لكنها كانت تترنح بفعل النوم , حقيقة اثر في كلامها كثيرا ذهبت لأغسل وجهي كي اهدأ عندما عدت وجدتها نائمة كنت احاول اقناع نفسي انه مجرد حلم بين النوم و اليقظة لكن للأسف كان حقيقيا كنت اتطلع للفتاة و نبض قلبي يكاد يخرج من صدري حاولت ان اهدأ و هدأت قليلا لكنني لم استطع النوم كنت افكر في امكانية ان يكون ابي اخبر السيدة لكن كيف عرفت اني اكره والدي جدا فحتى والدي لا يعلم.

بعد مرور حوالي نصف ساعة بدأت اسمع الفتاة تئن و ترتجف كانت تناديني قالت انها تشعر بالبرد الشديد و رأسها يؤلمها اضفت لها غطائين ساخنين و كان لدي في شقتي اقراص doliprane صعدت احضرت قرصين شربتهما و ارتاحت لكنها اخبرتني انها تشعر بالبرد في اطرافها خاصة قدميها احضرت لها زوجين من الجوارب من خزانتها كانت قد عادت للنوم لذا قررت ان البسها الجوارب بنفسي لأنني لا اريد ان يقع لها مكروه و هي في عهدتي و لكنني انصدمت فعندما كنت ادخل الجورب في احد رجليها وجدت ان لديها جروح كبيرة في منطقة الكعب حتى انها كانت تظهر في الظلام .

اشعلت النور على شكل خافت لأتأكد اكثر حقا كانت جروح كبيرة و كانت متراكمة بشكل عشوائي على الكعب و كانت منها الجروح القديمة و الجروح الأكثر حداثة , اردت التأكد من قدمها الاخرى نزعت الجورب بهدوء و كان كعبها صافيا و خاليا من الجروح لكن لاحظت ان الجروح في هذه القدم كانت على سطح القدم واعلى بقليل عن الاصابع و كانت هذه الجروح تتوزع بشكل عرضي على سطح القدم لكن المثير هنا هو ان هذه الجروح كانت بشكل منظم و تمثل شكلا كان مألوفا لي فكوني ملما بالتاريخ عرفت ان هذه الجروح كانت على شكل حروف تعود للأبجدية النوردية و هي احدى لغات شعوب الشمال اسكندنافيا و جرمانية و هي تشبه لحد كبير الكتابة المسمارية السومرية لكن مع بعد التغيرات .

لم اعد افهم اي شيء فيما يحدث هنا اختلطت علي الامور ما بها هذه الفتاة ؟ و ما الذي أحدث بها هذه الجروح ؟ أيعقل ان تكون بسبب تعنيف امها كنت اخاف من هذه الفكرة لكنني لم الحظ طيلة مكوثي مع الاسرة ما يثير مثل هذه الفكرة بل بالعكس الام و الابنة كانتا مثال يحتذى به في العلاقة الاسرية , ثم لماذا تكتب الام بلغة غريبة على قدم ابنتها ؟ ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم ؟ لم استوعب ما يحدث ..

ألبستها جواربها واطفئت النور , كانت نائمة بعمق لكنني لم استطع النوم نهائيا كان الخوف ينهش احشائي , كانت الساعة تشير الى الرابعة و النصف و اخبرتني الام انها تنهي مناوبتها بعد الخامسة، ضللت جالسا على الاريكة احاول استيعاب ما حدث كنت قد قررت ان اخبر الام بما حدث لكن بعد دخولها المنزل متعبة قررت ان اؤجل هذا , و بعد ان جائت اخبرتها انني سأصعد لأكمل نومي في شقتي , اعتذرت لي كثيرا عن ازعاجي هذه الليلة .

صعدت الى الشقة و الحيرة تأكلني و لم انم كنت احدد خياراتي حول اذا ما كان على ان اتحدث مع السيدة حياة حول ما حصل لأبنتها ام فقط اتناسى الموضوع و ان لا احشر نفسي بمشاكل غيري , لكن الامر اصبح يخصني لابد ان اعرف ما يحصل مع الفتاة و كيف علمت عن حادثتي و ما سبب الجروح و اين هو الاب ؟ ..

كان قد ارهقني التفكير و كانت الساعة الثامنة عندما غططت في نوم عميق جدااا و لم افق الا بعد الزوال .. حوالي الساعة الثانية ظهرا .. حضرت فطوري و بينما انا اتناول الوجبة دق جرس الباب كانت السيدة حياة ، استغربت كثيرا من شكلي المبعثر و مائدة افطار في العصر، كانت قلقة اخبرتني انها تعرف بأني لم انم الليلة و لم أحظى على قسط الراحة الكافي كانت تعتذر و تؤنب نفسها عن وضعي بهكذا موقف كانت تعتذر عن افساد نمط حياتي بمساعدتهم دائما , عاتبتها كثيرا على قولها هذا , اخبرتها انهم احسن ما حصل لي في حياتي , لكنها سألتني سؤال مفاجيء قالت لماذا لم تنم الليلة الماضية , ارتبكت و بدأت أراوغ ..

سألتني و قالت انها سارة من ازعجتك اليس كذالك؟؟؟

لم اجد بدا من اخبارها الحقيقة , اخبرتها كل شيء من البداية حتى النهاية , تفاجأت بقصة حادثتي المؤلمة التي ذكرتها سارة و تأسفت عن ما حدث لي مع ابي لكنها تفاجأت و اندهشت بمعرفة ابنتها لحادثتي , قالت انني الوحيد الذي تعرفه من عائلتي و انها لم تلتق أبي مطلقا سوى على الهاتف حيث تحدثا على شروط الكراء , و قالت ان اخي هو من سلمها المفتاح , اخبرتها ان هذا لا يمكن لأول مرة يقع لي موقف استثنائي كهذا , استفسرتها عن سارة و حالتها فحكت لي كل شيء.

قالت ان مشكل سارة بدأ قبل حوالي اربع سنوات بالتحديد بعد موت والدها في حادث سيارة قالت الام ان سارة كانت متعلقة جدا بوالدها و انه بعد وفاته دخلت في حالة انتكاسة نفسية حادة كان يسيطر عليها الحزن و الغضب و قالت انه عندما كانت تغضب كانت تشتم امها بأقبح الشتائم و العبارات و تكسر الاشياء لذا عرضتها امها على طبيب نفسي فسر حالتها على انها انتكاسة ما بعد الصدمة مصحوبة بنوبات اكتئاب.

و وصف لها ادوية قالت الام ان سارة ارتاحت كثيرا بعد استعمالها الادوية بل شفيت تماما لكنها قالت انه بداية العام الماضي بدات تأتيها الأعراض السابقة لكن اكثر غرابة و قالت ان هذه الاعراض تأتيها ليلا فقط تتصرف بغرابة تتكلم بأصوات غريبة قالت انها لعدة مرات كانت تستيقظ ليلا على اصوات ابنتها في الغرفة و هي تحدث نفسها و عندما تدخل كانت تهاجمها و تشتمها و تتحدث بأصوات غير مفهومة لكنها سرعان ما تعود لطبيعتها بعد قليل من احتضان الام و تهدأتها.

لم استطيع التصديق و تفاجأت كثيرا بالقصة و استفسرتها بشان الجروح قالت انه كانت قد اكتسبت هذه العادة بالمصاحبة مع الاعراض حيث تجرح نفسها عمدا بمقلم الاظافر , استغربت لماذ لم تعدها الى الطبيب , قالت انها تخاف ان يبقوا عليها في المستشفى و اخبرتني انه بدأت تتعايش مع وضع ابنتها خاصة ان النوبات تأتيها فقط لوقت قصير ليلا و تختفي لأسابيع و احيانا لشهور , لكنني لم استسغ تركها هكذا , اخبرت امها ان سارة ليست طبيعية و ان هذا ليس بالمرض النفسي , اخبرتها عن الجروح التي على شكل حروف , تفاجأت عندما قلت لها هذا , واستفسرت منها اذا ما كانت سارة ملمة بتاريخ الشعوب القديمة , اجابت بالنفي , بل اخبرتني ان سارة تمقت كتب التاريخ و انها مولعة بالموسيقى فقط ..

حقا شيء لا يدخل للبال و لا يصدقه العقل . كنت اركز على كيفية معرفتها بحادثتي , قالت الام انها المرة الاولى التي تأتيها النوبة في هذا المنزل و هي عندما كانت معي طلبت مني السيدة ان لا اتطرق بأي شكل من الاشكال للموضوع مع سارة و اتحدث معها بشأن حالتها لأنها تتوتر و تفقد تركيزها و لا تريد الحديث عن حالتها .

حسنا مرت الايام و الشهور و بدأت اتناسى الموضوع خاصة ان سارة كانت طبيعية في اغلب الاوقات و كانت تشع بالحيوية و النشاط وهي من المتفوقين في الدراسة لذا لم ارد لا انا و لا امها ازعاجها.

توطدت علاقتي بسارة كثيرا حتى صارحتني بحبها لي و كذالك احببتها انا , و قررت خطبتها اصدقائي حيث اننا سنقيم خطبتنا هذا الصيف ان شاء الله .

اما بخصوص حالتها الآن فهي لا زالت تعاني من الحالة ليلا و تجرح نفسها و تأتيها الحالة حسب الأم مرة في كل شهر و لي صديق يختص في الماورائيات و الروحانيات و انا ارى ان حالة سارة تتعلق بهذه الامور رغم عدم تصديقي شخصيا لهذه الامور و لكن فقط كي يرتاح بالي و اعتزم ان اتحدث مع سارة في الامر بعد خطبتها و احاول ان اقنعها بأن تتغلب على خوفها من مشكلتها و تحكي كل شيء لأعلم ما يجب علي فعله حيث انني في بعض الفترات احاول استمالتها كي تحكي لي عن كيفية معرفتها بحادثي الاليم و كنت استطلع جروحها دائما بغرض تضميدها و كنت اخط بيدي على الحروف واسئلها عن معناها الا انها دائما تتهرب لكنني بدوري مصر و سأحاول ان شاء الله إلى أن تشفى .

تاريخ النشر : 2015-12-23

guest
59 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى