تجارب من واقع الحياة

قدمت المساعدة فندمت

بقلم : يمينة – الجزائر

بصراحة الاساتذة يضغطون علينا كثيرا و يطلبون المستحيل

السلام عليكم اخوتي لن اطيل كثيرا لدي مشكلة و ارغب بحل ..

نجحت الصيف الماضي في امتحان البكالوريا و الحمد لله دخلت الجامعة و وعدت نفسي ان اساعد الطلاب لينجحوا قدر المستطاع على الرغم من انني لم اوفق في الشعبة التي كنت اريدها .

مشكلتي انني لما اصبحت اساعد فتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إحداهن اصبحت تسبب لي ضغطا رهيبا و بصراحة اشفق عليها لهذا لم ارفض لها اي طلب اصبحت تتواصل معي ليل نهار لا ننام حتى 5 صباحا و انا اجيب على كل اسئلتها رغم انني لاول مرة ادرس تلك المواد .

الناس اعجبوا بقدرتي على استيعاب التاريخ ، خاصة في الجزائر جميعهم يكرهون دراسته ، و بما انني ادرس الاسبانية وتاريخها طويل عظيم ومختلط قليلا ، المشكلة إني كنت افهم إلى ان نقلت لي تلك الفتاة ضغطها .. مثلا انا اقول كارلوس 1 هو ابن فليب الوسيم .. هي تقول فيليب شقيقه !!! اخبرها ان كارلوس كان له والده اسمه فيليب و لديه ابنه اسماه على ابيه فيليب 2 و حفيذ كارلوس فيليب 3 فتسألني من فيليب 1 و تحاول اقناعي بأن كارلوس لديه شقيق اسمه فيليب، كلا فشقيق كارلوس هو فرديناند ، لكنها تحاول بشدة تحفيظي ذك الغلط … و حرب نافارا بعد سقوط غرناطة كانت مع فرنسا و هي تقول مع المسلمين …

اختلطت اوراقي كلها و نقلت لي ضغطها المستمر، لم انم لأيام، أصبت بانهيار عصبي حاد وارتفع ضغط دمي و منعني الطبيب عن تناول الملح ونصحني بالهدوء ..

أغلقت كل وسائل التواصل وانعزلت و مارست الرسم ، ارتحت كثيرا ووجدت العون من الوالدين ليحفظهما الله ، وكنت قررت ان اوقف السنة و ابدأ العام المقبل بدراسة حلمي وهو الانجليزية لا الاسبانية ، عدلت عن رأيي الطائش و ابي قال انه يعرفني أنني لست فاشلة ماذا حدث الآن .. قال اصبري كل سنة اولى في الجامعة تبدو سيئة لكن ستتحسن الامور.

بصراحة الاساتذة يضغطون علينا كثيرا و يطلبون المستحيل كتلخيص كتب في مدة قصيرة و حفظ امور هائلة ..تدهورت صحتي كثيرا ، فقدت 5 كلغ في شهر ، اصبحت شاحبة و ضعف بصري و اهلوس كلما سهرت واصاب بنوبة فزع لما اتحدث لهذه الفتاة ، اصبحت لا اطيق نفسي لأنني اغضب لأتفه الاسباب .

امي قالت انني اصبحت ضعيفة الشخصية هكذا لمخالطتي الناس ، و بصراحة انا افضل بكثير عندما انعزل ..

دائما انا اسأل عنها .. و لا تفعل .. اشعر انها تستغل سذاجتي ، اخبرتها بمرضي لم تكترث وواصلت تعذيبي بأسئلتها التافهة ! قلت لها اريد الراحة ، فقالت انت محظوظة في كل شيء لديك الذكاء و الجمال و هاتف متطور ومنزل جميل ووالدين يحبانك و لا تتعبين للحصول على ما تريدين ..

انصدمت ، فلو كانت تعرف معاناتي كل حياتي لما نطقت .. لماذا دوما الناس يرون النعم التي انت فيها و لا يرون المساوئ؟؟؟

الآن لما انعزلت ارتحت كثيرا وانخفض ضغط دمي رغم ان هذا لا يبشر بالخير ، مازلت يافعة للتعرض لمثل هذه الأمراض ، ما أريده منكم أعزاءي هو نصيحة كيف انسحب دون أن أؤذي مشاعرها أو مشاعر الأخريات ، و الآن عطلتنا على وشك الإنتهاء وسوف ألتقي بها و تعاتبني على إختفائي المفاجئ و شكرا على التفهم .

تاريخ النشر : 2016-01-03

guest
53 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى