تجارب من واقع الحياة

هكذا أحبته

بقلم : منى آدم – السويد

هكذا أحبته
أحبته بصدق وما زالت لا تستوعب كيف أحبت هذا الشخص

أحبته بصدق وما زالت لا تستوعب كيف أحبت هذا الشخص تحديدا! مع أن موقعه في البداية كان تحت خانة الرجال الذين لا يصلحون لها ! ولكن بعد الارتياح المفاجئ له فيما بعد والتعود عليه مع الوقت , تعلقت به لا إراديا و أحبته تلقائيا , أصبحت لا ترى إلا محاسنه و صارت أفكارها مختلطة جدا بعد تشخيصها لحقيقة مشاعرها نحوه , ألا يقال بأن الحب مصابٌ ببعد النظر ولا يدرك الأخطاء الا عندما يبتعد!

تميزت في حبها له ” كعادتها في كل شي ” فأحبته بإيجابياته وسلبياته أحبت أسلوبه و شخصيته كما أحبت غطرسته و غروره !

ربما خسرت فرصة البوح بحقيقة ما في قلبها عندما إلتزمت الصمت و لكن هي شرقية حتى النخاع مازالت تؤمن بأن آدم هو صاحب الخطوة الأولى في كل زمان ومكان .

من الممكن جدا أن تكون بعض من حركاتها البريئة أو أسئلتها العفوية وأستعدادها الدائم والتام لرؤيته والحديث في أي وقت قد كشف سرها له.

أحبته بصدقٍ وصبرت عليه لأنّه احتل القلب ولم يعد فيه متسعٌ لغيره فصدت هي كل معجب و خاطب بلطف كعادتها وفي المقابل كان محبوبها منطلقاً في الحياة بعنفوان عجيب يوقع بهذه و يشتهي تلك و بعد أن يضجر منهن يهجرهن و يشكو لصديقته الوحيدة مشكلته مع معشر النساء وأنه رغم مغامراته الكثيرة الا انه لم يحب في حياته قط مع انه دون جوان زمانه .

و كانت هي تتضايق من صراحته بصمتٍ .. كالعادة .

مرت السنوات و في كل يوم كانت تنتظر مصارحته لها إلى أن اكتشفت بأنه جبان و غير قادر على اتخاذ هذه الخطوة معها هي بالذات ! لماذا ؟ هل لأنه لا يبادلها الشعور ؟ لا مستحيل معرفتها به و غيرته عليها بعض الأحيان يؤكدان أن لها مكانة خاصة, ربما هو لم يكتشف بعد ماذا تعني له !

مع مرور الوقت صارت تشعر بأنها تفقد ثقتها بنفسها ولاحظت انها أصبحت خجولة و متوترة جدا عندما تتحدث معه , لم يعد يعجبها الحال و أخيرا تساءلت هل أخسره أم أخسر نفسي ؟

قررت ان تضع حدا لمشكلتها العويصة و أن تستعيد مجدها , لكن كيف السبيل ؟ بعد التفكير مليا اتخذت قرارا جريئا و أخرجته من حياتها بهدوءٍ .. كالعادة

بعد منتصف كل ليلة تشتاق اليه بشدة فتنهمر دموعها معلنةً ساعة الضعف : يا ترى ماذا كان العالم سيخسر لو فزت بقلب محبوبي ؟؟

***

– هيه ! .. أنتِ انتظري قليلا أين كنتِ طول هذه المدة ؟

– في فترة نقاهة .

– بحثت عنكِ في كل مكان و خاصة في هذه الحديقة لقد أتيت إليها كثيرا , أنتي تحبينها كنت متأكدا بأني سأجدكِ هنا,هل أنتي بخير ؟

– نعم أنا بخير , كيف حالك ؟

– في الحقيقة لست بخير , كان حرياً بكِ أن تخبريني بقرارِ اختفاءك

– كان قرارا مفاجئا , آسفة

– هل نستطيع الجلوس قليلاً لدي ما أخبرك به

– حسنا

– في فترة اختفاءكِ أصبحت عصبياً جدا و مكتئباً وأنا لا اكتئب في العادة , الحقيقة أنك تعنين لي الكثير ولا أحتمل فقدانك لا أريد أن أضغط عليك .. ولكن أريد أن اعرف ماذا أعني أنا لك ؟

فكرت لبرهة و أجابت : لا شـــيء , لم تعد تعني لي شيئا !!!

وحملت حقيبتها و غادرت بهدوءٍ كالعادة .

تاريخ النشر : 2016-01-03

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى