تجارب من واقع الحياة

حياً أم ميتاً , لا أعرف من أكون ؟!

بقلم : علي – مصر الإسكندرية

لقد ولدت ميتاَ على أساس أنني حيّ !

شخصيتي لم تتكرر أبداً .. فقد ولدت بلا هدف أو معنى و لم تكتب لي أي قصة حياة أو مغامرات ، أعيش فى مكان محفوف بالمخاطر والألم والأحزان والفقر ، لم أخلق لكي أكون مندمجاً مع أحد ، لقد أحسست أنني مكروه شكلياَ ونفسياَ واجتماعياَ ، الشعور بالوحدة وعدم مشاركة أحزاني أو أفراحي مع أحد غير نفسي ..لقد ولدت ميتاَ على أساس أنني حي!

ولدت بلا روح ، دائما ما أسأل نفسي .. من أنا؟ ولماذا يحدث لي كل هذا العذاب؟ ولا أجد إجابة على أسئلتي المحيرة الغريبة ، قد أبدو للبعض أنني أهلوس ، أو أنني مجنون أو ما شابه ..ولكن هذه هى حياتي الحقيقية ..وكل سطر أكتبه هو من وحي واقعي ..وكل لحظة تحدث معي هي ما أقولها الآن ..

لم اجد أيضاً الحب من عائلتي , التي هي دائمة الإنشغال بالمشاجرات في ما بينها منذ أن كنت طفلاً .. وعندما كبرت , صرت أكره معنى الحب بكل أشكاله ..

أبي وأمي لم يتزوجوا بمعنى الحب أبداً ..لذا صرت أنا الخطأ الذي أنجباه ..وصارت حياتي تعيسة على مر السنين .. أنا لا أريد أن يحدث كل هذا لى , ولكن الله قدر لي هذا! دائماَ ما أشاهد قصص الحب والرومانسية فى الأفلام والمسلسلات , وكنت أضحك لأنني لم أعش هذا الإحساس من قبل .. أو لأنني لم آتي لهذه الحياة لأعيشه ابداً .. هو احساس جميل جداَ وملائكي , لكنه لم يخلق لي !

صرت أهوى الكره والعنف , كأنه طعامي وشرابي ..وأصبحت حياتي تقتصر عليهم فقط , في كل شيء فى حياتي التي ليس لها معنى من الأساس ..أعيش كل يوم كأنه حلقات دائرية متكررة أحداثها لا تتغير .. كل يوم مثل غيره ..

أنا محبوس فى عالم ظلامي ليس له مخرج ولا باب .. متاهة ليست لها نهاية .. لقد مررت بأحداث ومشكلات تركت اثرآ وجروحاً في قلبي .. أصبح قلبي مليء بالسواد .. صرت عصبياً .. لم أدرك هذا إلا عندما نضجت ، لم أكن هكذا عندما كنت صغيراً ..

ولكن الحياة متغيرة ، تنقلب عليك لحظة بلحظة وتفاجئك بكل ما هو مدهش من أحداث غامضة وخطيرة .. في كل ساعة تمرّ , شيء يحدث لم نعلم أنه سيأتي أبداً ..ولم نتوقعه ولم ندرك ما حجم الألم الذي به , إذا كان جميلاً : فهو لا يدوم ! وإن كان سيئاً : فهو يدوم إلى الأبد ! إلا إذا تغير بفعل الإنسان , يمكن أن يغير حياته أو يغير تفاصيل صغيرة منها .. إلا إذا تجرأ أن يغيرها , لا أن يظل واقفاً ليس بيده شيء ..أو هو خائف من مصير الاختلاف الذى سيحدث إذا فعل ..

مع التغير فى حياتي المستمر , صار أمامب هدف واحد : وهو المال , الذي يعتبر في تاريخنا هذا : هو أساس كل شيء ..صدق أو لا تصدق , فالمال يشتري البشر ..هذا ما درسته ورأيته على مر الزمان ..كان المال كذلك في التاريخ , وحتى وقتنا هذا ..سأضحي بكل شيء كي أبدأ حياة جديدة , غير التي سرقت مني منذ أن أتيت إلى الدنيا .. سأجعلها سعيدة واملأها بالحب ..كفى أحزان !! كفى وحدة !! كفى !! لا أريدهم , اكتفيت من كل هذا ..

يجب ان استفيق من هذا الكابوس المسيطر علي ، إن لم أتمكن من تحقيق أي من هذا وفشلت ، حتى وإن قتلت .. حينها سأرتاح من هذه الحياة البشعة حينما أموت ، سأترك لعنة الحياة للأبد ..وإذا نجحت فى حدوث هذا , قد اكون أصلحت من حياتي وغيّرت تفاصيلها بنفسي .. وسأخرج الى العالم ..وأحب وأصادق , وأكون انسان متغير ..وأزيل الكره والعنف من حياتي السابقة ..وأعيش كل يوم بنور الله المشرق الجميل فى حياتي ..

انا لا أعلم ما يخبئه لي القدر .. لكن في كلا الحالتين , أشعر أن الأمل يبتعد عني ! لكني سأناضل لتحقيقه مهما كلفني ذلك !! حياتي الخالية التى تبقت لي ..هذا ما يكون عليه شخص ولد بحياة ليست ملكه , ويريد تغييرها بكل معانيها التي لم يشعر بها فى حياته .. سأستمر فى عيشها بكل شيء فيها ..

لم يتمكن مني اليأس ولم استسلم , اذا انقضت على حالها كما هي .. لم أعد أهتم ما الذي سيأتي أو ما الذى سيضيع ، سأرحب بكل شيء .. فأنا لم أعد أفهم , هل أنا حي أم ميت؟

تاريخ النشر : 2016-01-13

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى