في بيتي شبح
هل ترضين بوجود |
الزوج مسافر إلي الخارج للعمل ، الأم ترعي الأولاد في غيابه .
يأتي ” الأب ” كل عام مرة ويمكث مع أهله شهرا تقريبا .
لهم من الأولاد ثلاثة صغار لا يتعدي كبيرهم الثانية عشرة .
يقطنون في شقة صغيرة بالإيجار في آخر طابق بعمارة السكنية .
ذات ليلة من ليالي الشتاء كانت الأم تنظف الأواني بالمطبخ ،
وفجأة :
إنقطعت الكهرباء عن كامل المنطقة !
تضايقت الأم كثيرا وتسائلت : هل هذا وقته !
ثم أغلقت صنبور المياه .
فبدأت بالتحسس وفتح أدراج المطبخ الواحد تلو الآخر لتبحث عن ” شمعة ” لتضئ طريقها حتي لاتصطدم بشئ ولكي تذهب إلي غرفة الأطفال لتطمأن عليهم ، ولكن لم تجد شمع .
بدأ الشعور بالخوف ينتابها من الظلام الحالك داخل الشقة ، فتوقفت مكانها لاتدري ماذا تفعل .
فجأة :
أحست بأنها ليست لوحدها بالمطبخ ووقع علي سمعها صوت أنفاس شخص ما بجوارها وسمعت صوت أقدامه ،
فزاد إحساسها بالخوف والهلع ، ولكن لم تري شيئا في الظلام الدامس ،
ثم سمعت صوت أحد الأدراج يفتح بهدوء ثم عبث بداخله ثم إغلق مرة أخري !
تصبب العرق من جبينها خوفا وحاولت أن تنطق أو تتحدث أو تنادي علي أبنائها ولكن إنعقد لسانها خوفا .
فجأه عاد التيار الكهربائي ببطء ،
أفاقت الأم وتنفست الصعداء ، ونظرت فوجدت شمعة قد وضعت فوق الأدراج !
إحتارت الأم مماحدث فظنت أنه أحد أطفالها فأسرعت علي غرفتهم فوجدتهم نائمون .
إزداد خوفها عادت إلي المطبخ مسرعة فوجدت باقي الأواني قد تم تنظيفها ،
ووجدت الشمعة كماهي .
إضطربت الأم وبدأت تقرأ ” الأدعية “حتي تهدأ أعصابها .
ثم تناولت ” الشمعة ” وأحضرت ” الكبريت ” ثم وضعتهم في مكان واضح تحسبا لإنقطاع التيار مرة أخري .
وفجأه :
إنقطع التيار مرة أخري ، فزعت الأم ،
فمسكت بالكبريت وهمت لتشعل ” الشمعة ” فسمعت صراخ صغيرها ذو ” العام ونصف ” قلقت علي الطفل وخشت أن يصيبه مكروه وبدأ صراخه يعلوا .
أشعلت ” الأم ” الشمعة وهي تغمغم بالأدعية خوفا علي طفلها ،
وإتجهت إلي غرفة الأطفال وفي يدها ” الشمعة ” تضئ أمامها ، وكادت أن تصل الغرفة ،
ولكن فجأة :
توقف الطفل عن الصراخ ، ثم سمعت الأم صوت جميل منخفض قادم من غرفة الطفل لسيدة تغني .
إزداد الهلع عند ” الأم ” فتوقفت أمام الغرفة تنصت وتتسائل عما يحدث في تلك الليلة المريبة ، ثم نظرت من فتحة صغيرة بالباب فوجدت إمرأة تشبهها كثيرا وبنفس ملابسها وبيدها ” شمعة ” تغني للطفل حتي يهدأ ويكف عن الصراخ وينام .
صعقت الأم مما رأت وأحست ببرودة تسري في أطرافها وأصابتها رعشة شديدة ، ولم تقوي علي الوقوف ،
وتأكدت أن بيتها تسكنه ” الجن ” ، وجلست علي الأرض وسندت ظهرها إلي الحائط ، وضاق صدرها وأصبحت تتنفس بصعوبة كبيرة ،
ولكنها مازالت تمسك بالشمعة بيدها .
إنقطع ” الغناء ” ،
أفاقت الأم وأصرت أن تنهض وتحارب لتحافظ علي أبنائها من ” الجن ” ومنحتها أمومتها وحنانها وخوفها علي أطفالها الشجاعة لتقف وتدافع عن أبنائها .
وقفت وفتحت الباب فلم تجد أحدا سوي الأطفال نائمون في سلام ، فوضعت الشمعة علي المنضدة
ثم حمدت الله وإطمأنت عليهم ، وقامت بتغطيتهم جيدا وتقبيلهم ، تم نامت بجوارهم دون أن تشعر
وفي الصباح ذهب بعض أبنائها إلي المدرسة ،
فإتصلت بإحدي الصديقات وحكت لها ماحدث ، فقالت لها الصديقة : سأبحث لكي عن ” شيخ ” ليرقي الشقة ونعرف سبب ماحدث ..
جلست الأم مع الصغير ، وعاد الكبار من المدرسة ، فجهزت لهم الغداء ، وجلسوا جميعا ع المائدة ، قال الولد الأكبر : يا أمي ما هو الديك الرومي ؟
ردت الأم ضاحكة : الديك الرومي ” دجاجة ” ولكن كبيرة جدا وشكلها مختلف .
سألها الإبن الثاني : هل يأكلها الناس يا أمي ؟
أجابت الأم : نعم ياحبيبي .
فقالوا لها : نريد أن نأكله يا أمي ؟
أجابت الأم : أنا أيضا أشتهيه ولكننا إذا إشتريناه سننفق كثيرا من الأموال نحن نحتاجها ،
إن شاء الله عندما يرسل لنا أبيكم ” المال ” سأشتريه وأطبخه لكم .
غضب الأولاد ولكن رضوا بجواب إمهم .
مرت الليلة بسلام ..
أشرقت شمس اليوم التالي ، دخلت الأم لتجهز الإفطار لأبنائها ولكنها تفاجأت بشئ كبير مغطي بالمطبخ ، فاقتربت منه بحذر وكشفت الغطاء فإذا به ” ديك رومي ” مطبوخ ومعد للتناول .
وقفت الأم لثوان تفكر فيما يحدث ،
حتي وصل بها التفكير إلا أن مايحدث خير ،
الطعام الذي تمنوه وتهدئة الطفل كلها علامات خير ..
فجهزت ” السفرة ” وأكلوا جميعا ورسمت البسمة علي وجوه الصغار ، وعندما سألوها عن تغيير رأيها قالت لهم : إنها إحدي الجارات من أحضرته لهم بسعر رخيص ..
وتكرر تحقيق بعض أمنياتهم كثيرا ..
حتي حدث شئ غريب .
كان هناك ” كرسي ” صغير موجود بالصالة وقد وضع فوقه كتاب مدرسي لأحد ابنائها ،
فوجدت ” الأم ” هذا الكتاب قد قطع ،
خافت الأم مماحدث وكل من إقترب من هذا الكرسي شعر بالخوف والرهبة ..
عاودت الأم الإتصال بصديقتها وسردت عليها ماحدث وطلبت منها أن تحضر ” شيخا ” في أقرب وقت ..
حضر ” الشيخ ” وبدأ بالقراءة ، ثم قام بتحضير ” الجنية ” الساكنة بالشقة ، وتحدث معها أمام الأم ،
دون ظهورها ، وقد سمعت الأم المحادثة .
وعند سؤال ” الجنية ” لماذا تفعل ذلك قالت : أنها لا تنجب الأطفال وإعتبرتهم أبنائها وأحبتهم ،
ولكن هدا “الكرسي” مخصص لها ولاتريد أحد أن يجلس عليه سواها أو يقترب منه .
خافت “الأم ” من ذلك الحديث والتهديد والوعويد وشعرت بالقلق علي أبنائها.
فقام الشيخ بسؤال الأم : هل ترضين بوجود ” الجنية ” معك ام تترك الشقة بسلام ؟
بدأت الأم في التفكير للحظات ،
ولكن بالنهاية قررت أن تضحي بتحقيق أمنياتها مقابل الإطمئنان علي أبنائها والعيش في سلام ..
قرأ عليها ” الشيخ ” ثم أبعدها وتركتهم بلا عودة ..
وعاد السلام والأمن إلي الشقة الصغيرة ..
ومرت الأيام وذات ليلة ،
طرق الباب فخرجت الأم لتفتح الباب ،
فجأة :
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
وجدته
زوجها عاد من السفر …
تاريخ النشر : 2016-01-24