تجارب من واقع الحياة

رحلتي مع العذاب .. هل أخونه ؟!

بقلم : زوجة تعيسة

كان يضربني بلا رحمة .. وبلا سبب !! ..

منذ زمن بعيد تمنيت أن أتكلم ، أن أخبر شخص ما عن ما عانيته من دون أن ينظر لي بعين الشفقه ، أريد ﻷحد أن يسمعني فقط ،أريد من يفهمني ،من يتعمق بداخلي ويقول لي من أنا ولماذا قبلت بكل ما جرى لي ، هل مازلت من صنف البشر أم أني تحولت الى دابه في النهايه .

أنا في الواحد وأربعين عام من العمر ، بدأت القصه كلها في أثناء الدوام الرسمي في الدائره ، كنت موظفه مجدة وخلوقة برأي الكثير من الزملاء والزميلات ،في تلك الفترة كان مديري يساعدني في أن أستحصل شهادة الدبلوم بعدما ساعدني في أستحصال الثانويه وذلك بالدراسه الخارجيه ، نحله نشطه أطير من زهره الى زهره حياتي تكاد تكون أقرب الى المثاليه ، مستقله ماديا ومسئوله عن نفسي في كل شيء ، أعتماد أهلي في أغلب اﻷمور كان يقع على عاتقي .. لم يكن هنالك شيء أفضل من هذه الحياة .

في قمة أنشغالي بعملي ودراستي كنت أشعر أن هنالك عينان تراقبني وتتابعني دائما ، ركزت فوجدت أنه أحد زملائنا من أحد اﻷقسام اﻷخرى ، شاب وسيم جدا حلمت فيه أجمل فتيات الدائرة ، كثيرات رغبن فيه وفي كلمة منه ، كانوا يطلقون عليه لقب اﻷمريكي ﻷنك حين تراه تشعر أنه أمريكي فعلا ، فهو أشقر وذو عيون زرقاء وشخصيه ساحره ، ظلت عيناه تتابعني اينما حللت وارتحلت على مدى سبعة أشهر ، وبالرغم من كل صفاته وبالرغم من أنه حاول ان يتقرب مني عدة مرات وبطريقة ملاحقته لي بالنظرات اﻷ أني كنت اشعر بنوع من النفور منه ، ﻻ أعلم سبب لذلك في حين أرى ان الجميع حولي من الزميلات يهمن فيه عشقا وطربا .

عرفت من زميلتي المقربه أن هذا الشخص هو خطيب لإحدى زميلاتنا . أقسم بالله أني تفاجئت من هذا الخبر وتسآلت أذا لو كان خطيب فلانه فلماذا يحاصرني بتلك الطريقه الغريبه ؟ .. وبعد أن كنت أتجنبه بنسبة 75% أصبحت أتجنبه بنسبة مئه في المئه وﻻ ادع لطريق واحد أو صدفه واحده أن تجمعنا . إلى ان وجدني في إحدى المرات ورأيت أن هنالك نظرة غضب بادية على وجهه .. وسألني أين كنتي مختفيه ؟ .. تفاجئت حقا ﻷسلوبه وكأنه ولي أمري أو شيء من هذا القبيل ، قلت له وما شأنك أنت ؟ ، فأجابني شأني هو أنكِ سوف تصبحين زوجتي . شعرت بالغباء من كلماته ، أنه يتكلم كمجنون ، كيف ﻻ أعرف ، أنا لم أتكلم معه سابقا ﻷتفاجئ أنه ينذرني ان ﻻ أغيب عن عينيه ﻷني سأكون زوجته …

أنا أعمل بوظيفتين واعود الى المنزل متأخرة جدا ﻷجد أغلب أهلي نائمين . في تلك الليله وجدت الجميع جالس ينتظرني ، تفاجئت حين علمت أن هنالك شاب زميلي في العمل جاء هو وأخته لطلب يدي من أهلي .. طبعا أهله والدته ووالده يسكنون في محافظه أخرى .. وبدأ أهلي يلوموني على هذا الموقف ، من هو ؟ وكيف أرسلتيه للمنزل دون أحاطتنا علما ؟ .. ووالدتي تتهمني بأني على علاقة معه وتصرخ أنها ﻻ تقبل وليست مرتاحه للموضوع ابدا ..

أقسمت لهم أغلظ  اﻷيمان بأني اليوم فقط سمعت صوته ، أعلم أنه زميلي ولكن ليس لي معه علاقة ، وهو خاطب زميله لنا ، فقال لي أهلي أنه أبلغهم بأنه فسخ الخطوبه منذ زمن وهو يجد فيَ مواصفات الزوجه الرائعه .. أصبحت أنا كمن وقع تحت المطرقه والسندان ، زميلي لم يترك أهلي وشأنهم ، جلب والده ووالدته وأخوانه من محافظه بعيده يتوسلون ويأتون بمن يستطيع ان يقنع والدتي ، وانا كأني مسحوره ﻻ اقول شيء كأن هنالك حبال ألتفت علي .

جلس معي أخي وسألني عن رأيي لأن الحياة حياتي فطلبت منهم مدة لكي افكر ، جلست مع زميلي وتكلمنا كثيرا أخبرته حيثيات حياتنا بمجملها وأني ﻻ أستطيع أن أعيش بصوره غير التي رسمها لنا والدي ، حيثياتي كانت أني لن أترك عملي ودراستي، ولن أتخلى عن أهلي وأقاربي ، وإن كان هنالك شيء في الدنيا يشعرني بالسعادة فهو أن أخرج في فسحات لتغيير روتين الحياة .. قال لي أن ما تطلبيه هو أبسط شيء ممكن أن يقدمه لكي ، ومسك يدي وعيناه تترقرق بالدموع وقال فقط أرحمي حالتي فأنا متيم فيكِ عشقا ..

أتصلت بأخي وأخبرته بأني مقتنعه بزميلي وأنا موافقه ، فكان أخي هو خير عون لي بالرغم من كل الصعاب خاض معركة عمره مع والدتي وجعلها توافق (وليته لم يفعل) .

طلب خطيبي من أخي بان يكون كتب الكتاب والزفاف خلال أسبوع واحد لأنه وبحكم خطوبته السابقه كان كل شيء جاهز لديه ، كتبنا الكتاب وأصبحت زوجته على الورق الرسمي ليأتي حدث لم يكن في الخاطر وهو وفاة أحد اﻷقارب المقربين وكان علينا أن ننتظر لمدة أربعون يوما . وحتى ﻻ أطيل أكثر .. أقول بأني في اﻷربعين يوم تلك أكتشفت الكثير من كذبه ، واول طلقه في رأسي أطلقها أني كنت مصابه بالحمى فقال انه سوف يأخذ لي أجازة لفترة لكي أرتاح ، وقال انه أخذ لي أجازه لمدة اربعين يوم حتى يسهل إجراءات نقلي الى مكان قريب من منزل أخته ، وهو المكان الذي سنعيش فيه ، شعرت خلال اﻷربعين يوم أن هذا الرجل غير مناسب لي تماما وحدث شجار بيني وبينه على سبب تافه ، كنت متيقنة أني أشعر بأني ﻻ استطيع اﻷستمرار معه ،، تحدثت مع أخي بما يجول في خاطري .. فقال لي أن الطلاق ﻻيوجد أسهل منه ولكن لماذا تتعجلين لربما يكون لديه مشاكل من نوع ما وأخرج همه على شكل شجار بينكم . فترددت عن هذا الخيار وتم الزفاف وأصبحت متزوجة رسميا .

وبعد أسبوع سألته عما فعل بمسألة نقلي التي كنت حين أسأله عنها يقول ان الأوامر الوزاريه لم تظهر بعد .. فقال : اي نقل اي بطيخ ! عن ماذا تتحدثين بالضبط ؟ ،، شعرت ان قلبي قد أنقبض بين ضلوعي ، سألته لماذا يقول لي ذلك ، فقال أنه لم يقدم لي أجازه وانا كنت مريضه وإنما قدم استقالتي . سقطت أرضا من هول الصدمه صرخت فيه وبكيت بصوت هستيري تركني وخرج وكأن ما قاله كان نكته .. أتصلت بأختي وأخبرتها بأن تذهب لتسأل أن كان اﻷمر صحيح ومن دون أن تخبر أحد .. وهذا ما حدث بالفعل .. لقد قدم أستقالة بأسمي وهم يحتاجون لي ﻷن بعض المعاملات ﻻ يفقهون منها شيء ويجب أن أساعدهم بكيفية إنجازها .. طبعا ومع أنهياري وبكائي وصراخي وهو غير مهتم .. بل كان دائم الابتسامة .

لم أستطع أخبار أهلي ﻷني أعلم أن والدتي سوف تموت ﻷن شعارها هو وظيفة الفتاة وشهادتها هو سلاحها الوحيد .. وبعد ان هدأت أخبرته بضرورة أخذي إلى الدائرة ﻷن الموضوع كذا وكذا وهم بحاجه لي ..آه ثم آه ثم آه .. بعد أسبوع واحد فقط كنت ما أزال عروسة ، وكنت جالسه تحته أتلقى من الصفعات والركلات والشتائم ما ﻻيستطيع بشر أن يتخيلها .. كنت أنادي على أخته مستنجدة ولكن ﻻ حياة لمن تنادي ، أخذ عصا تلك المروحة اليدوية وبدأ يضرب على أصابعي إلى أن أنكسرت خواتمي الذهب ودخلت في لحم يدي وبدأت الدماء تسيل من يدي .. تركني في الغرفة وخرج وأنا ﻻ أعي ما الذي حصل لي بالضبط ، ضربني ضرب مبرح وحطم لي أصابعي فقط ﻷني رفعت الهاتف وأتصلت بأختي . وقعت طريحة الفراش ﻻأستطيع التحامل على أﻵم جسدي ، حاولت أخراج الذهب من أصابعي وتألمت وصرخت إلى أن وقعت تحت الإغماء .. خفت .. خفت أن أقول شيء ﻷهلي .. خفت من نظرات التشفي في عيني والدتي .. والآن أعلم أني كرغيف خبز أقتلع من التنور صعب أعادته له مره أخرى ، لقد أصبحت متزوجة ولو عدت سأكون مطلقه ، لذلك فضلت السكوت ..

كان زوجي عبارة عن وحش كاسر يرتدي ثوب الحملان .. مر شهران فدخل المنزل وقال لي أنه قدم أستقالته ويجب أن أهيئ نفسي للسفر ، سوف نذهب للعيش قرب أهله في محافظته البعيدة ، سألته وماذا عني ، كيف أفارق أهلي ، هنا أمسكني وضربني بكل ما آتاه الله من قوه في الجدار ، شعرت أن الدنيا تدور وتدور وبدأ الضرب ثم الضرب ثم الضرب الذي ﻻ ينتهي ، سلاحي هو أن أبكي وأصرخ وأستنجد من دون فائدة . وبدأ السباب والشتائم بحق أهلي ووالدي وكل ما يمت لي بصله الى أن شعرت أني أفقد الوعي شيئا فشيئا .. غبت عن الوعي ، واستيقظت وأنا بين أحظان أخته وهي تلطم على وجهها وهم يحاولون حملي لم أكن أفقه شيء سوى أني شعرت أن شيء حار ينساب من تحتي نظرت من دون وعي فرأيت أني أسبح بدمائي ، ﻷعرف فيما بعد حين وصلنا إلى الطبيبة بأني أسقطت أول جنين لي .. طبعا أخبر أهلي أني سقطت من فوق السلم ولسلامة عقلي أو لتفاهتي أيدته .

بعد فترة النقاهة طلبت من أخي أن يتحدث معه ﻷني لن أعود ﻷعيش مع أخته وﻻ أريد السفر لأهله .. وبعد جدال وأخذ وعطاء قالوا لي أنهم توصلوا لحل وهو السفر معه لمحافظته على شرط أن أعيش لوحدي في سكن مستقل وسيكون محتم عليه أن يأتي بي كل شهران لرؤية أهلي ، وإضافة إلى ذلك فأن لدي منزل عمي هناك في تلك المحافظة وهم قريبين مني .. وفعلا أتخذ القرار وأنا نفذت ..

سافرنا .. مر وقت ﻻ بأس به وبدأت أتعود على الحياة هناك ، كنت أعيش في مجمع سكني فارغ ﻻيوجد معي سوى صاحب المجمع وعائلته وهم يسكنون في مكان بعيد عنا نسبيا ، كانت حياتي رتيبه جدا لا جيران وﻻ أهل ، ممنوع علي أستخدام الهاتف ، ممنوع علي ان أخرج أو أقيم علاقات أجتماعيه ،هكذا وجدت نفسي أسيرة ، سجينه بين أربع جدران .. وفي صباح أحد الايام سمعت صوت طرق على باب شقتي وعندما فتحت وجدت فتاة تلقي علي التحيه ،أخبرتني أنهم ينزلون في الشقه المجاوره لنا وأرادت أن تسأل عن أتجاه القبله ، أعطيتها اﻷتجاه ووقفنا نتحدث أنا وهي لسؤالها عن أحوال العاصمة وما إلى ذلك ، ﻷجد أن زوجي قد حضر في تلك اللحظة ليأخذ بعض متعلقاته ويذهب ، طبعا انقلبت عينيه لتصل إلى وسط رأسه وكان الغضب باديا عليه ، دخل الشقة غاضب ، شعرت الفتاة بأن هنالك شيء غير طبيعي فاستأذنت وذهبت ، طبعا سألني من هذه فأخبرته عنها ، لم يضف كلمة أخرى وخرج من المنزل ، طبعا شعرت أن تلك الليلة لن تمر على خير ، فذهبت وأجريت كل ما أستطيع أجراءه على نفسي من ماكياج وعطور وتسريحة شعر وارتديت قميص نوم فضي اللون ، نظرت إلى نفسي في المرآة فوجدت أن هنالك فتاة جميله يتمنى كل شاب أن تكون له وفي أحضانه تلك الليلة، ولكن زوجي ليس ككل الشباب .

عند الساعه الحاديه عشر مساءا عاد من عمله ، أستقبلته بأجمل التحيات وأرق العبارات ، فلم يرد علي وبدأ يعطيني أغراضه بعصبيه بالغه ، كنت صامته وخائفة بنفس الوقت ، وهو يهم أن يعطيني أحد أغراضه سألني بإستهزاء واضح : هل بلع الشيطان لسانك لماذا ﻻتتكلمين ؟ ، قلت له أني حييته ولم يرد ، كانت أربع كلمات كافيه ﻷن ينزل علي أربع أطنان من الضرب  وأربع اطنان من الركلات وأربع أطنان من الكلام البذيء بحق والدتي وأخواتي وأزواج أخواتي ، كان فمي ينزف وأنفي ينزف ، أمتلئ ذلك القميص الفضي ليتحول الى لون أحمر قاني ، ﻻ شعوريا قلت له منك لله ، كان هذا كافيا لينزل على عيني ضرب بالـ “بوكس” ،رأيت تلك اﻷضواء تنطلق كأنها ألعاب ناريه والدنيا مظلمة ، ﻻ أعلم إن كنت قد أصبت بالعمى أو أني قد مت أو أين أنا تحديدا ، ما جعلني أشعر بأني مازلت في هذا الرعب هو أني أسمع الكلمات النابية التي ﻻتنقطع من فمه ، كلامات من البذاءة بحيث أني لا أعرف معناها حتى . حاولت فتح عيني بصعوبة جاهدت الى أن فتحت العين اليمنى ولم أستطع فتح العين اليسرى بتاتا إلا بعد أيام من الحادث هذا ، أشرت إليه بيدي بصعوبة بأشارة لماذا ؟ ، فأتى ووضع أذنه قرب فمي بأستهزاء وهو يقول لي ضاحكا : ماذا ؟ ، قلت له : لماذا فعلت بي كل هذا ؟ ، قال لي : اﻻ تعرفين ايتها الكذا (شتيمة) ؟ ، قلت له بجراءة : لأنك رأيتني أتحدث مع الفتاة صباحا . فقام والشرر يتطاير من كل أنحاء جسده وأقامني من على اﻷرض بصعوبه وسحبني وانا أتخبط هنا وهناك ثم فتح باب الشقة ورماني خارجها وقال لي بصوت عالي اذهبي إلى (الساقطة الأخرى) وباتي بين أحضانها الليلة.

كنت مذهولة من الموقف ، أنا أقف عارية بقميص نوم والدماء تسيل مني ، كنت أتخيل خروج أحد أفراد جيراننا الجدد لينظر الى جسدي ودمائي ، طرقت الباب على مهل خوفا من أن يسمعني أحد ودموعي تسيل مع دمائي بمسيره واحده، قلت له أتوسل لك أن تدخلني حرام عليك ما تفعله ،أخرج رأسه من النافذة المجاورة لباب الشقة وأمرني بأن أذهب بعيدا .

بقيت حائرة ماذا أفعل ، ولكن لو كان البشر يفضح فأن الله حليم ستار ، ذهبت الى الساحه المقابله لمجمعنا لأنها كانت مظلمه ونظرت من بعيد الى السوق وأنا ارى شباب يسيرون وصوت ضحكاتهم ينساب الى مسامعي ، وقفت حائرة ﻻ اعرف ماذا أفعل ، هل أخفي جسدي تحت أحدى السيارات الواقفة أم اذهب بحالي هذا الى منزل عمي ، وأنا اعلم أني لو ذهبت لحدثت مذبحة ﻷن جميع أوﻻد عمي هم في هيئات عسكرية . وأنا أسير ببطء شعرت بتلك الشدة القوية من شعري ألتفت مرعوبة فوجدته يجرني عائدا بي إلى الشقة .. ﻻ بل أني كنت محمولة .. طبعا مع بعض الشتائم والكلمات عن اهلي واخواتي .

أدخلني الى الشقه ورماني على اﻷرض وهو يطلق ما شاء من السباب والشتائم ويسألني أين كنتِ تنوين الذهاب ؟ الى عشيقك ؟ .. كنت مرمية على وجهي فشعرت بأنه يجلس فوق ظهري وأحدى يديه على فمي والأخرى على أنفي وراح يسحب رقبتي بعكس اتجاه ظهري لم أكن أعرف أي ألم أتحمل عيناي أم ظهري ام رقبتي أم جميع جسدي ، أم كان علي أن اتحمل اﻷلم النفسي لما أرى واسمع بحق اهلي واخواتي ، لم أكن أعلم ماذا اراد فعله تحديدا ،هل أراد كسر عمودي الفقري أم كسر رقبتي ام خنقي ، شعرت أني أتلفظ أنفاسي الأخيرة ، كان هناك ضغط يريد ان يخرج من وجهي ، كانت عيناي سوف تنفجر وأذناي ، كان ألم شديد ، ورحت أضرب اﻷرض بيدي أطلب الرحمة ، لكن أي رحمه! ، لقد شعرت أن الضغط مستمر وتحول الظلام بعيني الى نوع من الدخان اﻷبيض ، شعرت بالسكون للحظات وجيزة (من قال ان الموت عذاب ) وصوت سبابه لم ينقطع من أذني ، هذا ما جعلني أعرف أني مازلت حيه ، رأيته يقف فوقي وهو يسألني أين كنتِ ستذهبين ، ورأيته يحمل بيده شيء وينزل به علي ضرب ، كان ذلك حزام بنطلونه ، أستسلمت للضرب فلم يعد جسدي يشعر بشيء ، ﻻأسمع سوى صوت : موتي .. موتي .. الله يلعنك . هنا أستسلمت للشيء الوحيد الذي أنقذني من هذا الواقع اﻻ وهو أني فقدت الوعي ….

بعد أن مر أسبوع وتعافى جزء بسيط من جسدي أتصلت بأهلي وحدث أن أتوا إلي وحدثت المشاجرات والمناطحات وأخذوني معهم للمنزل ،، من يفعل ما فعله زوجي يعلم أنه يكرهني ﻻأعلم السبب ، فكل هذا حدث خلال أربعة أشهر من بداية الزواج، قلت إنها النهاية وسوف أطلب الطلاق لنفاجأ بعد مرور يومان بأنه يقف بحقيبة ملابسه على باب منزل أهلي وأخذ يتوسل ويتعهد بأني سأكون اميرته وان يفعلوا ما يشائون معه لو أعاد الكره ، تحدث معي أهلي طالبين ان اصفح عنه ، وكلمات والدتي هي : يوووه .. ياما أكلنا ضرب من أزواجنا .. هذه هي المرأة يجب عليها أحتمال كل شيء .

ﻻ أخفيكم القول شعرت أن ذلك المنزل الذي كان في يوم من الأيام جزء من مسئولياتي ليس على أستعداد لأن يستقبلني مرة أخرى ، ليس أستثقالا وأنما لعدم قدرتهم على مواجهة مجتمعهم التعيس وهم لديهم مطلقه في المنزل ..

عدت معه وانا مجبره ، أنا الآن أعيش معه منذ أحد عشر عام ، مرت علي سنين وأيام كانت شكواي لله وحده من آلام الضرب ، كنت أعد الايام ﻷجد أنه يقوم بضربي كل خمسه وثلاثين يوم أو كل اربعين يوم ، كانت الأيام التي تبشر بأني حامل كان الضرب يكون على بطني وظهري ﻷفقد بعدها الجنين ، حياتي كانت عباره عن ضرب وسب وشتائم وبعد ذلك يأتي دوري ﻷكون زوجه صالحه وأقيم معه العلاقة الشرعيه لكي يرتاح ويشبع شهوته ، كانت يديه تنزل على جسدي كنار مشتعله كأشواك سامه ، كانت أنفاسه وأستمتاعه بجسدي أكثر ما يجعلني اشعر بأني حقيرة دنيئه ﻻ شخصيه لي ، كنت كجثه هامدة ، كان يطلب مني أن المسه وأتفاعل معه ولكن كل ما كنت أستطيع فعله هو التقزز من وجوده فوقي، كانت ألذ ساعة في حياته تتحول الى أشنع وابغض لحظات حياتي ، الطريف في اﻷمر أني سمعت الكثير من النساء من أقاربي وأقاربه يشكون أن أزواجهن يعتبرونهن كوعاء ﻻ أكثر فما أن ينتهي منها يتركها وينهض وكأنها حيوانه من دون مشاعر ، أما أنا فكنت كل ما أرجوه هو أن ينتهي مني سريعا وينهض مبتعدا عني ، ولكنه كان حين ينتهي يحاول أن يشعرني بمودته ﻻطول فتره ممكنه وﻻ يرفع يده عني اﻻ بعد أن اصرخ أن كفى .

كنت أختلي بنفسي في الحمام وأفتح الدش على رأسي وأبكي ، أبكي بقدر ما أستطيع ، لم أكن أشعر بأني إنسانة ، أنا أيضا بحاجه للحنان ، أنا أيضا لدي رغبة ، بحاجه ﻷن أفرغها وأشعر بمتعتها ، ولكني ﻻ أستطيع فعل ذلك مع أنسان أهانني بهذه الصورة الحيوانية ، أنا ﻻ أكرهه ﻷني ﻻ أعرف ظروفه ولكني أكره نفسي ، كم من أنسان جيد من أقاربي ومن جيراني وزملائي طلب يدي للزواج فرفضتهم وانا العنهم ، وها أنا اراهم يعيشون ولو بنسبة من السعاده ، وها أنا أنسانه محتقره جالسه أبكي بصوت خافت حتى ﻻيسمعني ويتهمني اني أبكي على عشيقي.

بمرور الزمن جعلت الآية الكريمة هي شعاري ، “وجعل بينكم مودة ورحمة” ، لم تكن المودة موجودة ولكن الرحمة هي ما جعلتني أستمر معه ، كنت على يقين أن زوجي مريض أو مصاب بنوع من الفصام ، أخذت على عاتقي أني سوف أجعله مصدر فخر لي ولو على حساب جسدي ونفسي ، لم اتخلى عنه ، ساعدته في الكثير من اﻷمور الدنيوية وكنت خير سند له ، كان يشهد للجميع أني حزام ظهره الذي جعله يصل لما وصل له ، كان يشكر والدتي على حسن تربيتها لي ويترحم على والدي ، طبعا كانت هنالك فتره حوالي أربع سنوات أصبحت المشاكل متباعدة في التوقيت لإننا كنا ﻻ نرى بعض اﻻ ساعات قليله في اليوم ، وﻷني كنت أدر عليه مبالغ ﻻ بأس بها من عملي ، ولكن مشاكلنا المتباعدة كانت تكون على نفس الروتين من الضرب والسب والشتائم . وﻻ تظنون بأني نسيت ، فأنا أذكر كل كلمة جارحه وكل ضربة مؤلمة وطردي عارية تكرر مرتان ، ولكن الله يلطف بي وﻻ يراني أحد ، طبعا مع أستمرار حبسي وسجني في المنزل (عملي كان في المنزل وليس خارجه) إلى أن قال لي إلى هنا وكفى لقد كفيتي ووفيتي ، ومنعني من العمل ، قام بتصفية عملي ومع النقود التي جمعتها أشتريت دكانين في العاصمة وأجرتهما بمبلغ ﻻبأس به ومع ما يأتيني ومن بعض النقود من ميراث والدي على شكل بدل أيجار ، جميع المبالغ الواردة لي تذهب إلى حسابه المصرفي ، ﻷن زوجي العتيد ليس عنده ثقة بأن يفتح لي حساب مصرفي خاص بي ، ولن يفتح ، منذ ثلاث سنوات وأنا بلا عمل ، كل ما يشغلني هو التلفاز.

طبعا جلوسي في المنزل لم يمنع من عودة المشاكل والضرب ، فهو مستمر منذ أعوام طويله .. وفي النهايه جاء ما لم يكن في حسباني ان يحصل .. في يوم ما .. جاء عيد اﻷضحى المبارك ، أتتني أخته هي وزوجها وأطفالها ضيوف ، كنا سعيدين بقدومهم كثيرا ، ولكن وكأي عائله لديها الكثير من الأطفال كانوا أطفالهم مصدر ازعاج كبير لنا فهم أشقياء جدا ، فأنزعج زوجي كثيرا ولكن لم يكن لديه الشجاعة الكافية ليقول لأخته ذلك . اول ايام العيد كنت احضر الطعام واقف في خدمة ضيوفي أتصل زوجي بي ، طبعا عمل زوجي يتحتم عليه الدوام كل أيام اﻷسبوع ، وما أن قلت كلمة الو حتى سمعت من صوته أفضع الألقاب النابيه بحقي ، كنت أسمع كلمات أسمعها ﻻول مره ، بقيت متسمرة في مكاني ﻻ اعلم ماذا أفعل ، الجميع شعر أن هنالك شيء غير طبيعي في هذا الهاتف . ولكني تداركت الموقف وتكلمت معه بلطف وانا حتى ﻻ اعلم سبب ما فعلت ، وجعلت اﻷمر يبدو طبيعي وكأنه كان يتغزل في ، ما أثار حنقي هو عند قدومه للمنزل حياني بأجمل التحيات أمام الضيوف وحين اختلينا لوحدنا سألته عما يحدث فلم يرد علي سوى بقول : “شششششش” .. فخرست خوفا على ضياع ماء وجهي امام زوج اخته .

أستمر هذا الموقف طوال ايام العيد يتصل بي ويسبني ويلعنني ويهينني وعند المساء كأن شيء لم يكن ،، بدأت اشعر ان هذا الجنون يفوق اي جنون واعصابي لم تعد تحتمل المزيد ومع مغادرة ضيوفي وحضوره للمنزل دخلنا في مشكله كبيره مع ملحقاتها .. وعندما انتهى من ضربي بدأت اتكلم ولم أخشى شيء ، سألني ماذا قدمتي لي .. لم ارى منك سوى الهم والغم ، ضحكت باستهزاء وقلت له لندع اﻻموال التي تأخذها مني من دون وجه حق ولكن اﻷ يكفيك أني وبالرغم مما تفعله معي اﻻ أني محافظه على شرفك وأسمك بين اﻷهل والجيران ، أليس الجميع يمدح بأخلاق زوجتك ، هنا سمعته قال كلمة واحده جعلت حتى الرحمة في قلبي تجاهه تختفي ، لقد رفع يده للسماء وقال : “اسأل الله أن يأتي عليكِ أحد أبن كذا وكذا ليغتصبكِ حتى يرتاح قلبي” ،، قلت له هل دعوت أن يغتصبني شخص ما ، فأعاد الكلام وقال لي ﻻ يغتصبك مره واحده وانما يبقى يغتصبك الى ان يمزق جسدك العفن

التزمت انا السكوت ، أدركت ان الكلام لم يعد له معنى ، انفصلنا لمدة ايام كنت اشعر بأﻷشمئزاز من كل حياتي ولكني لم أعد مثلما كنت سابقا أتألم وأبكي . أصبحت من دون كرامه ، أصبحت بليدة جدا.. كلماته ترن في أذني مع كل ثانيه . في السابق كان جل همي في حياتي هو أن أثبت انه ليست كل امرأة لديها لحم رخيص ، وقد أثبتت هذا الشيء لنفسي مرارا حين كان هنالك من يسبل لي عينيه ، كنت دائما أقول الشريفة هي من تكون قدوة لغيرها ، من تحافظ على زوجها وتصبر ، وهي من ستنال الجنة ، وكنت أنتقد بقية النساء على عواطفهن وأحاسيسهن . لكن في تلك اللحظة التي سمعت كلماته المسمومة حلفت على نفسي بأني لن ألفض أنفاسي اﻷخيره قبل أن أكون قد جعلت رأس زوجي مرمي في الوحل .. تعبت من اﻷتهامات لي بأني غير طاهرة .. أصبح قلبي كالحجر ، لم يعد يهمني شيء ، هو ايضا شعر بتغير طرأ علي فأخبرته بأن يتكيف مع هذا الوضع .

وجاء ذلك اليوم الذي أتمكن فيه من الانتقام .. بعد اسبوع فقط من سماعي لدعائه .. فلزوجي شريك في العمل ، وكنت حين اجلس مع زوجي يقص علي كل شيء يحدث معه ، وكان أغلب الكلام عن ذلك الصديق ، ورقمه محفوظ عندي في الجهاز تحسبا ﻷي طارئ ، فكنت حين أفتح الفيس اجد صفحته فأتصفحها واغلقها شيء عادي ، بل أني كنت أراه بشع الشكل إضافة إلى أنه يحتسي الكحول ، وكان زوجي يخبرني أن تعالي أنظري لصورة فلان ، وهو يقصد صديقه , فرأيت الصورة في هاتف زوجي وكان صديقه فيها ملفوف الرأس بشاش ابيض ، فقلت له هل أصيب في حرب ؟ ، فقال لي ﻻ وإنما دخل الغبي بمشكله مع زوجته واحتد الموقف فضرب نفسه بالزجاجة وأذى رأسه ، وحين سألناه لماذا ضربت نفسك بدل زوجتك ؟ .. فأجابنا كيف يضرب رجل يحترم نفسه امرأة .. كان زوجي يبتسم لشدة غباء صديقه ، أما أنا فذهبت بعالم أخر ، نظرت مره ثانيه وثالثه للرجل وأغلقت الهاتف .. ﻻأعلم سبب دخولي على صفحة الرجل الشخصية في صباح اليوم التالي ، بقيت جالسه أتأمل صوره الشخصية ، شعرت بأغرب شعور في حياتي ، لقد سرت الى جسدي قشعريرة ﻻ أعلم سببها ، أغلقت صفحته ولكن صورته لم تذهب من عقلي .

ومرت أيام وصورة ذلك الشخص تداعب خيالي كثيرا ، لم أكن أستطيع أن أبدأ يومي إن لم انظر الى صوره ، بدأت يدي تلمس شاشة الهاتف ﻻ إراديا ، بدأت أتلمس صورته ، بدأت أشك أن هذا الشخص قد أحتل مكانا في قلبي إن لم يكن أحتل قلبي كله ، كنت أنتظر بفارغ الصبر ان يأتي زوجي على سيرته ، أصبحت أقفز لو رن جوال زوجي لأرى من المتصل ، وحين أقرأ أسمه أشعر بأن قلبي يكاد يخترق ضلوعي .

بدأ السكون والسكوت يحتل مكان كبير في المنزل ، كان زوجي يسألني عن ما يشغلني فأجيب لا شيء ، بدأت أرى نظرات الحيرة ﻷول مره في عيني زوجي ، أنه يعلم أن هنالك شيء في داخلي ولكن ﻻيستطيع فك شفراته وهدوئي ﻻ يعطيه اي مبرر ﻷن يفتعل اي مشكله .

بدأ أحساسي الغريب بعشق ذلك الرجل يتحول الى نوع من الأحتياج ، أنا أحتاج ﻷكون قربه ومن ضمن عالمه ، أحتاج للمسة منه أو نظرة ، بدأت افقد نفسي ، بدأت أدخل الجانب المظلم . في الليل وعند نوم الناس أكون أنا تحت رحمة خيالات غريبة ، خيالات لذيذة ، أنا التي ضد الخيانة أصبح خيالي يفيض بالخيانة مع رجل لم يراني ولم أره اﻻ من خلال الصور.

بدأ هذا اﻷحساس وهذه المشاعر تضيق بي ، تجعلني أتألم .. ألم أنسان محتاج ﻷنسان ومن المستحيل أن يصل إليه . أعد الساعات والثواني حتى يأتي الوقت وأراه ،ﻻ أريد شيء من دنياي وحياتي الآن سوى أن أراه ، أن أنظر في عينيه ، ﻻ اعلم في الحقيقة ما الذي سأفعله حينها أو أقوله ، ولكن هذا الشيء الوحيد الذي يشعرني أني إنسانة ، لهفتي له وأحتياجي لنظرات عينيه .

أنا أشعر أني خسرت نفسي وأعلم أن ما أقوله صعب جدا وسيلومني الكثير عليه ، ولكن واقعي لن يتبدل أبدا سوف أبقى أتلقى الضرب الى أخر يوم في حياتي من دون أن يشعر زوجي باﻷسف حيالي ، واتهامه لي بأني لست شريفة يدفعني دفعا ﻷصدق أني لست شريفة ، لم يعد شيء يجدي الآن ، قبل ايام دعى هذا الرجل زوجي لحضورنا على الغداء في منزله وحلف يمين ثلاث أن لم نأتي فلن يكلم زوجي بعد الآن . زوجي قال لي حضري نفسك لنذهب لهم ، منذ سنين الرجل يدعونا هو ووالدته وزوجته ولم يقبل نلبي دعوتهم ، والآن فقط قرر أن يفعل ! ..

هل هي الصدفة التي اوقعتني بحب هذا الرجل في هذا الوقت ، أنا خائفة من نفسي وليس من شيء آخر ، أنا خائفة أن يكون مرض وجنون زوجي وأضطهاده لي طوال هذه اﻷعوام قد ذهب بعقلي ،أنا اسير نحو الجنون وبحاجه ماسة ﻷي كلمه أو نصيحة قبل أن أكون واقفة أمام ذلك الرجل وعيني بعينه ..

فقط بقيت لي أضافه صغيره أتمنى عليكم أن تتمعنوا فيها قبل أن تطرحوا رأيكم ، أنا لست بحاجه للشفقة وﻻ يوجد حل في الدنيا سيحل ما أنا فيه ،كل ما أبغيه كلمة منطقيه تساعدني على ما أنا فيه ..

ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر .

تاريخ النشر : 2016-02-07

guest
126 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى