الزميلان – قصة حزينة
مات صديقي ولم ياخذ الا كفنه |
حدثت واعتقد انها تحدث كثيرا و تتكرر في حياة الناس
الأحداث فعلية , لكن الأسماء مختلفة
و قد سميت قصتي : الصديقان
محمد و هشام صديقان حصلا على الشهادة الجامعية , وعملا في أحد المؤسسات الحكومية
كلاً منهما يتمتّع بقدرٍ من الوسامة و الرجولة و الأصل الكريم , و يعتبر كلٌ منهما حلماً لأيّ فتاة
كلاهما يربطهما تفكير واحد , فهما أرادا الحصول على مركزٍ اجتماعي مرموق ..و من ثم اختيار الزوجة التي تستحق شرف الحصول على شاب يملك كل هذه الأمكانيات
أتتهما الأثنان فرصة للعمل في أحد الدول العربية , فسافرا سوياً ..
تدرجا في الوظيفة , الى ان وصل كل منهما الى منصبٍ قيادي مميز , أغراهما على الأستمرار , خصوصاً مع الراتب المجزي الذي يحصلان عليه
فعزفا عن الكثير من الفتيات , فهما يتطلعان دائماً للأفضل
في كل مرة .. يعود محمد وهشام في الأجازة السنوية , تعرض عليهما الوالدات والأخوات والأقارب عدداً من الفتيات ليكملا نصف دينهما , و لكن دون فائدة .. فهما لم يجدا ما يرضيهما من فتيات , ذوات جمال وأصل ومركز ومال
لأنهما دائماً يتطلعا للأفضل
و تمرّ بهم السنين , وهما مغتربان و يجمعان في الأموال
وفي يومٍ ما , حدثت المفاجأة !
ذهب محمد ليمرّ على صديقه هشام , ليوقظه لصلاة الفجر
فوجده جثةً هامدة ملقاة على الأرض , فقد مات هشام لوحده ..و ربما مات وهو يبغي بعض الماء , أو يحتاج من يسعفه فلم يجد ..مات وترك كل ما جمعه من أموال للورثة من الأهل والأقارب , ترك مركزه ووظيفته المرموقة .. في لحظات ذهب المال والوسامة والمركز الاجتماعي , ولم يأخذ معه غير كفناً خالياً !
و كانت هذه أكبر صدمة مفجعة لمحمد ..
عاد محمد الى وطنه , ومعه صديقه هشام ملفوفاً بكفنه
صديقه الذي كان بمثابة توأمه , هاهو ممداً لا حول له ولا قوة ..لم يجني سوى سنوات فراق الأهل والأحباب , واكمله بالفراق الأبدي ! و كم كانت الفاجعة كبيرة لأهل هشام
أما محمد فقد عاد بعد ان قرر عدم الرجوع الى الغربة ثانيةً .. وتزوج من أول فتاة اختارها له الأهل , و استقر في بلده بين أهله , ومع أسرته الجديدة
تاريخ النشر : 2016-02-24