تجارب ومواقف غريبة

أصحابي والجــن (2)

بقلم : محمد أبو العز – سوريا
للتواصل : [email protected]

كان الطريق مظلما ولا اعلم ما الذي يخبئه لي ..

مرحبا أعضاء وزوار ومشرفي موقع كابوس ….

سأروي لكم ( كما وعدتكم سابقا ) مجموعة ثانية من القصص والتجارب الحقيقية التي اخبرني بها اصحابي سابقا ولن اروي لكم الا من اثق بصدق كلامهم وذلك حفاظا على مصداقية الموضوع قدر الامكان ، ولن اطيل المقدمة سأدخل بالروايات الثلاثة على التوالي ….

 

1 ـ يقول صاحبي عادل بما معناه :

كنت امشي انا وابن جيراني ( هاني ) مساء احد اليالي في اطراف القرية ، جلسنا نتسامر في مكان هادئ بعيد عن الحي ومنعزل تماما عن البيوت ، كنا نسهر على ضوء البدر إذ كان مكتملا حينها ، وجلسنا نسمع الاغاني الشعبية المحزنة في هواتفنا ونشرب السجائر و نتبادل اطراف الحديث …

وما هي لحظات حتى رُميت بقربنا حجرة صغيرة وكأن احدا ما قام برمينا بها ، تجاهلنا الامر .

ثواني ورُميت حجرة اخرى وهذه المرة اصابت قدم صاحبي هاني ، نهضنا من مكاننا وصحنا : ما الأمر .. هل يوجد احداً هنا ؟

قال هاني : اعتقد انه مقلب من أخي فهو ذهب الى تلك القرية ( وأشار بيده لقرية بعيدة ) لكي يوصل أختي الى بيت زوجها وربما عاد الآن ، ثم استدار نحو المكان الذي يأتي منه حجارة وصاح : اخرج يا اخي فالأمر مكشوف يا غبي ههههه …..

ولكن لم تكن هناك اي استجابة ثم بدأت تنهال علينا الحجارة واحدة تلو الأخرى حتى غادرنا المكان نحو القرية وعرفنا ان هناك أكثر من شخصا وراء هذا الأمر او المقلب إذ ان الحجارة كانت تأتي من معظم الاتجاهات .

اثناء وصولنا مقدمة القرية سمعنا صوت ضحك وهمهمة قادم من المكان الذي كنا نجلس عنده , التفتنا الى المكان ورأينا على ما يبدو مجموعة من الاشخاص يجلسون عند مكاننا وقد لاحظناهم من خلال ضوء القمر …

انا : هاني ما رأيك ان نذهب ونرى من هؤلاء ولما يرموننا بالحجارة

هاني : حسنا هيا بنا …

سرنا نحوهم , كان قلبي يرتجف بعض الشيء ونبضات قلبي ارتفعت , حملت عصا كانت بجواري وما ان اقتربنا منهم حتى لاحظوا وجودنا ولكن حدثت المفاجأة … هربوا من امامنا بسرعة البرق وباتجاهات مختلفة وكانت طريقة ركضهم تختلف عن البشر أشبه بركضة الكنغر اذ انهم يركضون خطوة خطوة وكل خطوة تبعد عن الاخرى ما يقارب الخمسة امتار …

عندها علمنا ان الامر له علاقة بالعالم الآخر وتعوذنا من الشيطان فغادرنا المكان نحو الحي واكملنا السهرة في منزل هاني ….

***

2 ـ يقول صاحبي ابو الكرم / طبعا هوي بخيل بس ما بعرف ليش ينادونو ابو الكرم 🙂 / يقول :

في احد ليالي الشتاء الباردة كنا نسهر مع زوج اختي في بيتنا حتى منتصف الليل ثم عزم على المغادرة ولسوء الحظ لم نجد أي سيارة أجرة تلك الليلة لذا طلب مني ان أوصله بدراجتي النارية ( الميتور ) .

كان منزله يقع في قرية بعيدة عن قريتنا وبين القريتين كانت هناك منطقة خالية مظلمة لا يوجد فيها اي منزل ….

اثناء مرورنا بالمنطقة الخالية قال صهري مازحاً : ابو الكرم دووس دووس هاي المنطقة كلها عفاريت …

اوصلته لمنزله وطلب مني المبيت عندهم ولكني اصريت على العودة ..

اثناء عودتي وصلت للمنطقة الخالية ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان اذ اختفى صوت الميتور وكأنه توقف عن العمل .. دست على الفريم حتى توقف عن السير تماما ثم قمت بضرب المحرك ولكن الميتور يأبى ان يعمل ترى ما السبب قمت بفحص البنزين والكهرباء وكلها كانت على ما يرام . حاولت من جديد ان اشغل الميتور ولكن دون جدوى فسرت الامر انه بسبب برودة الجو ….

نزلت عن الميتور وقمت بتحريكه سيرا على اقدامي لاصل منزلي حيث فقدت الامل من تشغيله ….

اثناء سيري في وسط المنطقة الخالية سمعت صوتاً ما . وتكرر الصوت مراراً

توقفت وكتمت انفاسي لأسمع الصوت جيدا …

نعم كان الصوت كأنه صرخة او بكاء ولكن لم يتضح لي ان كان صوت قطة او كلب او انسان حيث كان مشوش وخافت ….

ثم نظرت امامي واذا بي ارى شخص بالقرب مني لا يبعد عني سوى عشرة امتار يتوسد الطريق او هذا ما اراه ولا استطيع ان اجزم عن ماهيته بسبب الظلام القوي ….

يا الهي من هذا ولما هو منبطح بوسط الطريق بهذا الشكل الغريب ….

لم اجرؤ على الاقتراب خطوة واحدة بل لم اجرؤ على مجرد التفكير بانني الآن اتعرض لموقف غريب وتمنيت لو كان الامر مجرد حلم ….

تجمدت في مكاني وكانت جثة الشخص مازالت طريحة الشارع ويبدو لي انه ينظر الي ….

إن كان انسان لما يتوسد الشارع في منتصف الليل وفي هذا البرد الشديد …..

ثم جلس القرفصاء بشكل مفاجئ وبدأ يبكي بكاء مرعب ويشهق ثم يضحك لقد ارعبني كثيرا وانا انظر إليه ولم استطع رؤية ملامحه جيدا واخيرا نهض وبدأ يصرخ كصراخ النساء وانا بالكاد وقف شعر رأسي كله ولكنني لم استطع ان اخطو اي خطوة لا الى الامام ولا الى الوراء خشيت ان ينقض علي او يبادر بحركات غريبة ان قمت بالتحرك …

مازال يصرخ ويدور في نفس المكان ولم يخطو بأتجاهي اي خطوة …

عندها مسكت موبايلي ويدي ترتعش وقلبي ينفض ثم اتصلت بأخي وقلت له ان يأتي لي حالا مع ابناء عمومتي في المكان الفلاني … حتى انه سألني عن هذا الصراخ المخيف الذي يسمعه ، و لم اجبه بل طلبت منه القدوم حالا ….

ثم وصل الجميع بعد عشرة دقائق من اتصالي وعلى متن ثلاثة دراجات ويحملون عصي ويسألونني ما الامر ما بك ، شرحت لهم كل ما حدث معي بالتفصيل حتى سادهم الرعب والصمت …

ولكن الغريب ان الشارع فاضي تماما لحظة وصول الشباب ترى اين اختفى هذا الرجل الباكي وما سره ..

بحثنا عنه قليلا ولم نجده رغم انه كان بقربي للتو ….

عدت للمنزل وانا لم اصدق كل ما حدث معي بل حتى العطل الذي تعرضت له دراجتي اعتقد ان لها علاقة بالعالم الآخر والله اعلم ….

***

3 ـ يقول صاحبي اكثم :

ذات يوم كنت اسير بدراجتي في القرية كنت عائدا من دكاني الذي يقع في المدينة نحو قريتي …

وفي منتصف الطريق استوقفني جاري ( أبو مهدي ) قائلا : اخي اكثم هل تستطيع ان توصلني نحو المدرسة الابتدائية ….

انا : خير اللهم اجعله خير . ما الذي تريده من المدرسة في الليل او ما الذي ستجده هناك ، اذهب في الصباح افضل لك و لي …

ابو مهدي : يا اخي الامر ضروري ويستوجب السرعة اليوم ابنتي الصغيرة كانت تجلس قرب مغسلة المدرسة ثم نزعت خاتمها الذهبي لتغسل يدها ونست الخاتم هناك فوق المغسلة ولم تجرؤ على اخباري طيلة اليوم الا في هذه اللحظة الحرجة فأرجوك اخشى ان يأتي الصباح ويلتقطه احد الطلاب او الطالبات وهذا الخاتم ذهبي وله مبلغ وقدره وانت تعرف وضعنا المادي السيئ …

انا : حسناً لا بئس هيا اصعد معي ولكن لا تتأخر فانا مرهق وجائع ….

ابو مهدي : لا لا لن اتأخر نأخذ الخاتم ونمشي

وصلنا باب المدرسة الخارجي ووجدناه مغلق بالقفل … طلب مني ابو مهدي ان انتظره عند الباب وقام هو بالصعود الى جدار المدرسة والقفز نحو ساحة المدرسة ….

انتظرته قليلا ولكن لم يأتي بعد …

ووو مضت الآن ربع ساعة ولم يأتي .. ترى لم تأخر ؟ هل ما زال يبحث عن الخاتم ؟ تساءلت مع نفسي ….

نزلت عن الميتور وركبت فوق جدار المدرسة وناديته بأعلى صوتي : ابو مهدي ابو مهدي

ولم يكن هناك اي رد بل بدأت بشتمه : خلصني يا …. شصار معك يا ….

ولكن لم يبادرني بأي حرف حتى انني شعرت بشعور مرعب احسست ان ابو مهدي حدث له مكروه او انه اغمي عليه او شيء من هذا القبيل ووجب علي التصرف ….

ولكنني سمعت صوت طاولة تحتك بالارض والصوت قادم من الادارة …

نزلت من الجدار بسرعة وركبت دراجتي وقبل الانطلاق اتصلت بابو مهدي وأنا مازلت أمام باب المدرسة فكانت الصدمة والرعب والكارثة : الووو ابو مهدي الزفت وين غطيت خلصني تعال ؟

فأخبرني أبو مهدي انه في بيته ولم يخرج من بيته منذ المغرب ولا يعلم عن حديثي أي شيء وسألته عن خاتم ابنته فاخبرني ان ابنته الصغيرة لم تضع الخاتم بل ليس لديها لا خاتم ولا هم يحزنون …..

اصابني الذعر مما سمعت وركبت دراجتي وبسرعة البرق وصلت لمنزلي وانا مرعوب حتى زوجتي وابنائي يسألونني ما الذي اصابني وانا اشير لهم بالسكوت اذ لم اقوى على النطق الا بعد ساعتين من شدة الصدمة

في اليوم التالي قابلت ابو مهدي وقابلت احد شيوخ الدين في القرية وقال انه يجب علي الاكثار من قراءة القرآن والتسلح بالادعية والمعوذات وان الامر لا يدعو للقلق اذا ضليت ابادر بقراءة المعوذات والادعية ….

 

ختاما : هذه المواقف على ذمة أصحابي فأنا لم أرى شيء بعيني ولا استطيع أن اجزم تماما بكذبها أو بصحتها ….. أرجو من الجميع إبداء رأيه بما قرأ ولكم حرية التصديق أو التكذيب ….

تاريخ النشر : 2016-02-28

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى