تجارب ومواقف غريبة

صلاتي أنقذتني

بقلم : ابو بتال – السعودية

رحت انظر حولي واتحسس جسمي هل انا حي ام مت ؟ ..

قبل حوالي أكثر من 15 سنه وعندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية وفي أيام ما قبل الاختبارات النهائية بأسبوع طلبت من ابن خالي أن يوصلني إلى زميل لي في القرية المجاورة لكي استعير منه بعض الملخصات لمساعدتي على المذاكرة ، وكان ذلك بعد صلاة المغرب ، فقال انه مشغول ، ولكن قال لي بان اخذ سيارته ولم اكن وقتها ملما بالقيادة كثيرا ، فقدت السيارة وانطلقت بها إلى زميلي وأخذت منه الملخصات .

عند عودتي قارب الوقت صلاة العشاء فأردت أن أسرع لكي لا اتأخر على الصلاة لأني كنت الأمام بالمسجد وايضا لأن ابن خالي يريد سيارته . وفي اثناء تجاوزي لإحدى السيارات تفاجئت بسيارة امامي كانت انوارها خافته ، فزدت السرعة لأتجاوزها ، لكني تفاجئت بجسر أمامي ، ولأن الطريق يضيق فوق الجسر ما كان مني إلا أن ضغطت على المكابح وانحرفت يمينا فاختل توازن السيارة وراحت تنحرف ناحية اليمين ، فأدرت المقود ناحية اليسار لكي اسيطر عليها ولكن لم استطع فانحرفت بقوه إلى الناحية الاخرى وهوت من فوق الجسر وارتطمت أسفل الجسر من جهة الراكب واستدارت 360 درجه وما اوقفها إلا حائط الجسر . وكنت احس واسمع بكل ذلك ولكني كنت مغمض العينين وممسك بكل قوة بالمقود .

واستقرت السيارة اخيرا  على جهة السائق مسندتا ظهرها على جدار الجسر ولولا عناية الله لكنت في عداد الموتى وعندما استفقت من الصدمة رحت انظر حولي واتحسس جسمي هل انا حي ام مت ؟ .. كان موقفا لا احسد عليه ، وعرفت من صوت السيارات المارة من فوق الجسر اني اقبع تحته ، فحاولت الخروج ولكن لا سبيل فقد كانت السيارة مطبقة علي ، ولم اكن استطيع إلا أن أتحرك في مكاني الضيق وكأنني طفل يتقلب في بطن أمه .

ورحت اصيح لعل احدا يسمعني ولكن ما من مجيب ، فقلت في نفسي عجبا لي أاصرخ للناس واترك رب الناس ؟ .. فتذكرت وقتها نبي الله يونس لما دعا الله وهو في بطن الحوت فأخذت اردد : (لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين) . وما هي الا دقائق معدودة وإذ بي أرى أضواء قادمة نحوي والناس يصرخون هل من احد حي ؟ .. لأنهم لم يتوقعوا بأن يكون من في السيارة قد نجا وذلك لمنظرها المخيف المتكور على بعضه ، فحمدت الله وناديت عليهم بأنني حي وكأنهم ينظرون الى قبر يجيب منه صاحبه فحاولوا فتح الباب ولم يستطيعوا فقلت لهم لا عليكم انا بخير ولكن هل اتصلتم بالدفاع المدني فأجابوا بنعم فقلت اذا انتظروا قدومهم وذلك لعلمي بالإمكانيات والمعدات التي لديهم . فانتظرنا اقل من خمسة دقائق فأتت فرقة الدفاع المدني وبأحد معداتهم قطعوا الباب وأزاحوه من تحتي حتى كان بامكاني الخروج فوالله الذي لا اله الا هو كما قلت سابقا كأنني اولد من جديد ، فاول ما اخرجت من السيارة رأسي والناس يهللون ويكبرون لما رأوني واقفا امامهم سليما من تلك الاكوام من الحديد . فجاء إلي احد افراد الاسعاف وسألني هل يوجد معك احد ، فقلت لا ، فكرر سؤاله وأجبته بقوة : انا بكامل قواي العقليه لايوجد معي احد وانا بخير ، وذلك لكي يصدقني ، وقبل ان اصعد لسيارة الاسعاف اردت ان انظر الى السيارة فقلت الحمد لله الذي نجاني منها فوالله انا نفسي ارتعبت منها فخررت ساجدا لله شكراً فلما رفعت رأسي رأيت مكتوبا على جدار الجسر : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) .

وما هي إلا دقائق حتى وصلت للمستشفى وبعد ان اخذت الفحوصات وعملت الاشعة أخبروني اني بكامل صحتي والحمد لله واني استطيع الذهاب للبيت ، وعند عودتي للبيت اراد ابن خالتي ان يبحث عن محفظته التي تركها بالسيارة من قبل فسألني عنها وقلت اني لم ارها وعندما وقف امام السيارة وبينما هو يبحث رحت انظر الى جدار الجسر فوالله لم أجد تلك الآية التي رأيت من قبل فحمدت الله ولم اذكرها لأحد .

وفي اليوم التالي اخبرتنا والدتي انها في نهار ذلك اليوم صحت من نومها على حلم افزعها ولكن لم تجد تفسير له الا عندما حدثت لي الحادثه ، تقول رأيت نفسي احمل شجرة على ظهري ومررت بها اسفل جسر وفجأة خرجت حيه خضراء من تلك الشجرة فخافت منها ، إذا برجل ابيض يشع نورا ثيابه بيضاء ولحيته بيضاء نظر اليها وقال لا تخافي وامسك رأس الحية واخرجها منها، فقامت مفزوعة وما كان ذلك الا عناية الله ولطفه بي وحفظه لي وذلك لمحافظتي على صلاتي التي انقذتني والحمدلله، هذا الموقف لن انساه في حياتي واني اليوم كل ما امر من فوق ذلك الجسر اتذكر واحمد الله الذي نجاني.

تاريخ النشر : 2016-03-06

guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى