تجارب ومواقف غريبة

مطاردة في الغابة

بقلم : العميد-تركيا

مطاردة في الغابة
فكرت قليلا وقلت لهم: ماذا لو كانت مجموعة من الذئاب؟

أنا متابع للموقع منذ فترة
قررت أن لا أكتفي بالتعليقات فقط وأن أقوم بمشاركة تجربة حصلت معي
أنا أعيش مع ٣ من أصدقائي في منزل
وفي يوم من الأيام في عطلة نهاية الأسبوع , اجتمعنا كعادتنا للسهرة مع الأصدقاء الذين جاءوا لمنزلنا حيث أننا في نهاية الأسبوع نجتمع مع الأصدقاء في منزلنا ونشاهد الأفلام ومن ثم يبيتون عندنا وفي الصباح يذهب كل منهم في حال سبيله.

وفي إحدى هذه السهرات وبعد مشاهدة الفلم , كانت الساعة قرابة الواحدة بعد منتصف الليل , اقترح أحد الأصدقاء فكرة جنونية وهي ( ما رأيكم أن نخرج في مغامرة للغابة ؟ ) ترددنا في البداية نظرا لأن الوقت متأخر جدا ولكننا أردنا تجربة شيء يضخ الأدرينالين في الدم.

في البداية لم أوافق ,وافق أحد الأصدقاء وبعدها اثنين آخرين أيضا وافقوا , عندها تشجعت ووافقت على الذهاب معهم .
أصبح عددنا ٥ أشخاص ,بينما اثنين من الأصدقاء قرروا البقاء في المنزل ومشاهدة فيلم آخر ,
وبالفعل خرجنا من المنزل ومشينا قرابة النصف ساعة حتى وصلنا لمدخل الغابة ,
وجدنا بوابة الغابة مقفلة حيث هناك مكتب حرس الغابات وهناك بوابة للدخول للغابة ..

 

 أثناء النهار يقوم الناس بممارسة الرياضة في الغابة
عندما وجدنا أن الباب مغلق ومكتب حرس الغابات مغلق أيضا , فكرنا في العودة للمنزل , لكن صديقنا الذي اقترح الفكرة أصر على أن ندخل للغابة واقترح أن ندخل بطريقة غير نظامية , وبالفعل ذهبنا لمكان آخر وتمكنا من الدخول للغابة بطريقة غير نظامية.

 
مشينا قليلا حتى ابتعدنا عن أصوات المدينة , الظلام دامس حيث لا ضوء إلا ضوء القمر والنجوم , لم يكن بإمكاننا رؤية أي شيء أمامنا أبعد من بضعة أمتار , أشعلنا مصابيح الهواتف التي لا تضيء أمامنا ألا لعدة أمتار فقط,كان الجو باردا قليلا ,ولكن لم تكن مشكلة حيث كنا قد اتخذنا احتياطاتنا ,بعد مسافة من المشي , بدأت أسمع أصوات خافتة لشيء يتحرك على مسافة أمتار قليلة

لم اعره انتباها حيث تخيلت أنني أتوهم , تابعنا السير وصلنا إلى مفترق طرق , مشينا في أحد الاتجاهات , ثم فجأة , بدأنا نسمع أصوات بعيدة ,توقفنا مكاننا وبدأنا بالإنصات لما يجري ,بدأت الأصوات ترتفع وتقترب , عندما أصبحت الأصوات واضحة , كانت أصوات نباح , ومن الأصوات استنتجنا أنهم مجموعة كبيرة , توقفنا مكاننا وقال أحد الأصدقاء ,ربما هم كلاب حرس الغابات ,وإذا بقينا في مكاننا لن يفعلوا لنا شيئا ..

فكرت قليلا وقلت لهم: ماذا لو كانت مجموعة من الذئاب؟ حيث احتمالية أن تكون ذئاب هي أكبر حيث أن الذئاب تهاجم في مجموعات .
في هذا الوقت كانت الأصوات قد اقتربت أكثر .

لم أتحمل نفسي , استدرت وأطلقت ساقي للريح وصرخت بأصدقائي اركضوا , بدأنا الركض بسرعة جنونية , والأصوات تتبعنا , والظلام دامس ولا يمكننا رؤية الطريق ولكن استمرينا بالركض , أنا عن نفسي ركضت بسرعة لم أتخيل أنني سوف أركض بها في حياتي ..

وخلال الركض يبدو أنني مررت على بقعة طين , حيث أنها أمطرت قبل يومين ,ولم أجد نفسي إلا ممددا في الطين على وجهي , لم أرى بقعة الطين بسبب الظلام الحالك , أحد أصدقائي قفز من فوقي حيث أنه كان خلفي وبدأ يصرخ : لقد وقع أحدهم , ساعدوه !! وأكمل الركض .

رفعت رأسي لأرى ماذا حدث فرأيت أصدقائي يركضون مبتعدين !
أحدهم كان متأخرا عنهم قليلا وقف بجانبي وبدأ يناديني هيا انهض !! يجب أن نسرع ! 
من شدة الخوف نهضت خلال أجزاء من الثانية رغم صعوبة الحركة في الطين وأكملت الطريق والأصوات تقترب أكثر فأكثر ..

لوهلة تخيلت أن الطريق لن ينتهي , فقد ركضنا لمسافة طويلة , استغربت ,متى قطعنا هذه المسافة ونحن قادمون للغابة !! ؟
فجأة توقف صديقنا الذي اعتمدنا عليه في معرفة طرق الغابة حيث أنه زارها مرارا ويعرف المنطقة ,اصطدمنا به وقلنا لماذا توقفت ؟؟!!
قال وهو يلهث بشدة , لقد أضعنا الطريق !!
ماذااااا ؟

أضعت الطريق ؟ كيف حدث ذلك .؟ جد حلا بسرعة وإلا سنصبح وليمة للذئاب !
قال اتبعوني ..

بدأنا بالركض بين الأشجار والاتجاه يمينا ويسارا حتى وبالصدفة وجدنا أنوار المدينة من بعيد .
بدأنا الركض باتجاهها ,وخلال ركضنا بدت الأصوات كأنها أصبحت خلفنا تماما , من شدة الخوف لم نستطع الالتفات , وركضنا بأسرع ما يمكننا ,خلال ركضنا هناك أيضا أصوات نباح كانت تأتي فجأة عن يميننا أو يسارنا مما تتسبب لنا برعب أكثر ..
وصلنا وأخيرا إلى أحد شوارع المدينة ..

خرجنا من الغابة وبدأنا الركض في الشارع حتى عبرنا إلى شارع آخر ونحن نسمع أصوات النباح ,أقدامي لم تعد قادرة على حملي حيث أنني ركضت كما لم اركض في حياتي ,
جلست على أحد الكراسي في الشارع وبدأت بالتقاط أنفاسي و إبعاد الطين عن ملابسي ,عندما رآني أصدقائي على هذه الحالة انفجرو بالضحك على المشهد الذي رأوه حيث أن الطين كان يملؤني من رأسي لقدمي ,بدأوا بمساعدتي في تنظيف الطين في حين أن الأصوات عادت أدراجها باتجاه الغابة ,
عندها كانت الساعة قد اقتربت من ال٣ قبل الفجر ..

عدنا للمنزل وروينا ما حدث لأصدقائنا الذين لم يأتوا معنا .
والحمد لله أننا خرجنا سالمين.

تاريخ النشر : 2016-03-12

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى