ثعبان ظهر في الهواء من العدم !
هل هو جني متشكل |
كنت عائداً من صلاة الجمعة في أحد أيام الصيف، و لكي أصل لشقتنا في الطابق الثاني كان يجب أن انحرف من الشارع الرئيسي و أدخل في شارع قصير ضيق، و قبل نهايته بقليل يوجد الباب الموصل للطابق الثاني.
فتحت هذا الباب بعد ان دفعته بقوة و بسرعة .. و أعتقد أن الطريقة التي فتحت بها الباب , هي السبب الذي جعلني أرى ما رأيت. و ما شاهدته لحظتها كان مفاجئاً لي , لذلك لم أستطع لحظتها أن أعرف حقيقة شعوري حيال ما رأيت !
و لكن بعدما صعدت لبيتنا و أستجمعت شتات تفكيري و بدأت أفكر في ما رأيته لأول مرة في حياتي، أحسست بذلك الشعور الذي يسيطر على الإنسان عندما يمرّ بحادثٍ جديد غامض و مثير لم
يتعرض له من قبل. شعور أستطيع أن أصفه بأنه كان مزيج من الإندهاش و المفاجأة و الخوف و الذهول , و ربما بعض السرور بسبب مروري بتجربة غريبة.
أما الذي رأيته عندما دفعت الباب بقوة , فكان ثعبان ظهر فجأة في الهواء و سقط على السلم , ثم طار اتجاه صدري بقوة , و لكنه سقط قبل أن يصل إليّْ بحوالي 20 سنتيمتر.
أما من أين ظهر هذا الثعبان , و كيف ظهر ؟ و لماذا سقط و لم يصبني ؟ فهذا هو الشيء الغريب !
لقد ظهر على أرتفاع حوالي شبر فوق السلم , ربما كان جِنِّي فوجئ بي عندما دخلت بسرعة و مندفعاً . فتشكّل على هذه الهيئة ثم حاول مهاجمتي .
لكن صدقوني هو ظهر فجأة من العدم , اي لم يسقط من أعلى و لم يصعد من أسفل ، و لم يأتي من أي أتجاه على الإطلاق، فقط ظهر هكذا في الهواء.
و رغم أنني رأيت ثعابين مرات عدة في منطقتنا و أعرف شكلها جيداً , حتى اني قتلت أثنين منهم (لا أتذكر ان كان هذا قبل هذا الموقف أم بعده) إلا أن شكل هذا الثعبان كان غريباً تماماً، فقد
كان غليظ حالك السواد قاتم اللون , طوله حوالي 40 سم , و لا تبدو له أي ملامح كالفم أو العينين ! وكأن تَشَكُّلُ الجني في صورة الثعبان كان ناقصاً أو معيباً (ربما)
كما أن صوت أرتطامه بالأرض عندما سقط , لم يكن صوت السقوط المألوف للأذن ، بل كان صوت شيء ثقيل مكتوم يثير الإستغراب لصدوره من كائنٍ حيّ خفيف كثعبانٍ صغير !
و لكن لما قفز هذا الثعبان الجِني ناحيتي ؟ ولماذا سقط امامي و لم يصبني؟ و لماذا لم يهاجمني و هو على هيئته و خِلقته الأصلية؟ و لماذا اضطر الى التشكّل , رغم أنه يقال بأن التشكُل فيه خطر كبير على حياة الجن ؟
بصراحة ليس لدي إجابة على هذه الأسئلة.
لكن ذكّرتني حادثتي بقصة الغلام الإنصاري الذي قتل الحية (وكانَتْ مِن الْجِنّ) فوجد لاحقاً مقتولاً , و لم يُعرف أيهما قتل الآخر أولاً .. و هي قصة رواها الإمام مسلم في صحيحه.
لكن دعوني استطرد قليلا بعيداً عن الموضوع، فمن قراءتي وجدت أن الجن عندما يتشكل و يقع عليه نظر الإنسان , فإنه لا يستطيع أن ينسلخ عن هذه الصورة .. أي أن الأرواح للجن يقيدها
النظر , و لهذا يكون الجني شديد الخوف و الاضطراب عندما يتحوّل و يتشكّل , لأن الصورة التي يتحول لها تحكمه ! و بالتالي إذا قتل على هيئته الحيوانية فأن الجني يموت فعلاً .. و إذا
حُبس فلا يستطيع الفرار .. و إذا رُبط فلن يتمكّن من حلّ وثاقه .. و لذلك هم يخافون منا اكثر , و بسبب خوفهم هذا لا يستمرون في التشكل كثيرا , أي أن تشكّلهم يكون لحظي (و من يقرأ قصص أعضاء الموقع سيلاحظ هذا ايضاً)
و هذا في رأيّ هو سبب من أسباب كثيرة تحمينا نحن البشر من شرّورهم , لأنهم يتحسّبون بشدة أن يكون الشخص الذي يظهرون له يعرف هذه الحقيقة فيتمكّن منهم
و قد سمعت قصص كثيرة من بعض سكان الريف يقولون أنهم : رأوا بعض الدواب التي هي في حقيقتها جن متشكل , بل تمكن بعضهم من استخدام و استغلال هذه الدواب لخدمتهم لفترة معينة .
و لقد أثار هذا الحدث في ذهني سؤال معين , بل و أثبتّ إجابته في نفس الوقت.
أما السؤال : فهو هل يتفاجئ الجن مع كل ما يملكه من قدرات خارقة , بأن لا ينتبه للأشياء التي قد تحدث على مقربة منه , اي على بعد أمتار قليلة منه ؟
يبدو أن الإجابة : نعم ..فحوادث القاء الماء الساخن الذي يؤذي الجن , هو أبرز دليل على ذلك.
الحقيقة أن هناك الكثير و الكثير الذي أريد قوله , و لكن لا يتسع المقام هنا.
و أرجو ان كان لدى أحد إجابات على أسئلتي , ان يشارك بالرد لتعمّ الفائدة.
و شكراً لكم جميعاً.
تاريخ النشر : 2016-03-12