تجارب ومواقف غريبة

رعب ودفء : Horror Warmth

بقلم : زمن الطيبين – سلطنة عُمان
يرى ذلك الجسم الواضح على ضوء القمر خلفه والذي يحدق لداخل غرفتهم المظلمة ثم يلتفت ويرجع للتحديق لداخل الغرفة مرة أخرى
جلسنا في ليلة شتاء وباردة جداً قرب النافذة ، واستفزني زميلي بطلب قصص مرعبة ، فأنكرت في البداية ثم وافقت بعدها على مضض بعد أن استحلفني لعلمه بالرصيد الذي لدي من قصص تهز الأبدان الخائفة ، لكن قبلها طلبت منه أن نعد كأسين من الحليب الساخن ، وأنا أروى له هذه الحكايات .

قمنا بإعداد الحليب الساخن وبدأت الجلسة وبدأت ليلة لا تنسى من الرعب والدفء ، رعب الحكايات ذات الأحداث المخيفة ، ودفء الكؤوس على الأيدي اللطيفة
وإليكم ما دار في تلك الجلسة الثنائية :-

أنا : حسنا يا صديقي إليك القصة الأولى ..

يخبرني صديقي أنه كان نائما في الوادي قرب منزله القروي ومشعلا ناره التي كانت في لحظات احتضارها الأخيرة ، و كان هو بين النوم واليقظة وأثناء ذلك أحس بأنفاس حارة على وجهه و بثقل كبير على جسده ، أثناء مقاومته لدفع تلك الأنفاس عن وجهه حتى أستطاع بعد جهد كبير أن يخرج من حالة النوم ، وإذ به لا يجد بقربه شيئا ، ولكنه لمح بعيدا عنه حمارا واقفا ينظر إليه، فجالت بخاطره عديد من التفسيرات :

هل اقترب الحمار مني وتنفس زفيره بوجهي ؟

لا لا ، لا أعتقد خصوصا أن الحمير ونحوها لا تقترب من البشر لهذه الدرجة وخصوصا مع إضاءة كافية كإضاءة النار ، ثم جال بخاطره أنه قد يكون جنا متشكلا في شكل حمار جاء ليزعجه ، ثم هرب بمجرد خروجه من النوم ، وقد أصر صديقي على اعتقاده بتشكل الجن في هيئة الحمار .

من يدري ؟ فقد يكون مصيبا خصوصا عندما تنام بالليل لوحدك خارجا و بقرية موحشة كقريته .

هو : جيد ، وحسنا إلي بالقصة التالية

أنا : حسنا يا رفيقي القصة الثانية تقول ..

أن رجلاً و ابنه دخلا بيتهم القروي أيضا أثناء الليل و لوحدهما ، و كان البيت حينها مظلما و خاليا ولا توجد به كهرباء ، وكانت وسيلتهم للإضاءة يومها قنديلا يعمل بالغاز .

المهم أن الأب قد دخل المطبخ لإعداد طعام العشاء له و لابنه ، بينما وقف الابن خارج باب المطبخ يقلب ناظريه في أرجاء المنزل ، و في لحظة مرت أمامه امرأة في ساحة المنزل وتابعت المسير حتى اقتربت من خزان الماء واختفت بعدها في الهواء ، ففزع الولد واخبره أباه وبسرعة كبيرة أكملا إعداد العشاء وخرجا من المنزل

هو : هممممم ، جميل جميل ! وماذا لديك أيضا ؟!
أنا : القصة الثالثة تقول ..

أن هناك بيتا في المدينة من أول ما بني وأصحابه يعانون من أشخاص غرباء ( جن ) يزاحموهم في بيتهم ويخرجون لهم ويفزعونهم ويعلون صراخهم بالبيت حتى إن الجيران يسمعونهم ، وعندما يحل النهار ويسألهم الجيران عن سبب الصراخ يخبروهم بالأحداث وأسبابها ، قد استمر هذا الوضع لسنوات وان كان قد خفت حدته بالسنوات الأخيرة ، و أصحاب البيت أعرفهم و أعرف أسماء عدد من أفراد الأسرة و موقع البيت وغيرها من الأمور ..

هو : أوووه مرعب ، ولا أتمنى مكاني في مكانهم ، ولا أحسدهم على الوضع المخيف الذي يكابدونه
وهيا أكمل لي ما لديك ، فإني أرى في عينيك بريقاً متشوقاً لتحكي لي المزيد ..

أنا : نعم هذا صحيح ، يا لفراستك !
وإليك يا صاحبي القصة الآتية ..

قال لي أحدهم أنه عندما كان صغيرا في المرحلة الإعدادية وفي ليلة مقمرة كانت فيها البدر تاما تمام الحقيقة في قصته .

إذ قال أن الحاجة للذهاب للحمام ( أجلكم الله ) أيقظته في الساعة الثالثة فجرا ، و بمجرد فتحه لعينيه و قد كان نائما على ظهره و وجهه باتجاه النافذة الخشبية الكبيرة ( ذات الثقوب المثلثة ) ، وإذ به يرى ذلك الجسم الواضح على ضوء القمر خلفه والذي يحدق لداخل غرفتهم المظلمة ثم يلتفت ويرجع للتحديق لداخل الغرفة مرة أخرى ، وكانت أثناء التفاته ، يبدو وجهه مثل وجه الحصان تماما فتجمد الدم في عروق صاحبنا و لم يبرح مكانه أو يغير هيئة نومه رعبا و خوفا أن يلمحه ذلك المخلوق الغريب ، انتظر الدقائق و انتظرها حتى ذهب ذلك الشيء وبدأ يحبو على أرضية تلك الغرفة المظلمة و أيقظ والدته لترافقه إلى دورة المياه و كان قرب دورة المياه ينظر لمزرعة منزلهم المنخفضة الجدار خوفا أن يقفز منه ذلك المخلوق المخيف ويؤذيهم ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ورجع مع أمه بعد أن أخبرها وأكملا ليلتهما بهدوء .

هو : أرعبتني هذه بصراحة . يا ترى ماذا كان ذلك الشيء الزائر في الساعة الثالثة فجرا ؟!

لا أعتقد انه بشر عاقلا أو حتى من البشر

والآن هل لديك المزيد لتمتعني رعبا في هذه الليلة ؟ ! فالأدرينالين وصل ارتفاع مستوياته لدي !!

أنا : حسنا خذ مني هذه القصة الرابعة والتي تقول ..

أن مجموعة من الشباب كانوا يتمشون ليلا بشاطئ قرية نائية موحشة ، وأثناء المسير لمحوا من بعيد وعلى ضوء القمر رجلا غريبا يصطاد الأسماك من فوق صخور الشاطئ ، و صاحوا به على أمل أن يتعرفوا عليه أو أن يستفسروا عن سبب صيده وحيدا بالليل من على هذا الشاطئ الموحش .
وبمجرد صياحهم التفت لهم الرجل ورمى ما بيده و أطلق ساقيه للعنان واختفى بسرعة في الهواء ، فكان الخوف والرعب الذي تملكهم والقشعريرة التي هزت أبدانهم
يا للهول !! لم يكن الصياد إنسيا بل كان جنيا خلاف توقعاتهم

وهنا تنتهي حكاياتي لهذا اليوم يا صديقي

هو : شكرا يا صديقي على هذه الحكايات ، و الآن قد حان موعد نومنا ( وذهبنا للنوم على أمل أن لا تغزوه الكوابيس )

تاريخ النشر : 2016-03-18

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى