تجارب من واقع الحياة

أخ لم تلده أمي

بقلم : عل عام مشغول – الجزائر
للتواصل : [email protected]

الصديق كنز الدنيا فالدنيا بلا صديق كقبر بلا كفن

الصديق كنز الدنيا فالدنيا بلا صديق كقبر بلا كفن ، هذه قصتي مع شخص أصبح أخي وليس صديقي وأنا اكتب أسطر قصتي معه والشوق يعتري قلبي لأني لا أراه كثيرا بسبب فارق المسافة بيننا ، ففي الطفولة تعرفت على أناس كثر لكن لم تكن مجالستي للأصدقاء تدوم أكثر من أسبوع حتى في أحد السنوات أتعرف إلى شخص لا يبالي بما حوله ، المهم أن يكون على طبيعته ، شخص يعيش حياته بجنون .
تعرفت عليه معرفة سطحية ومع الأيام أصبحت علاقتنا قوية ، وكان خير سند لي فكما يقول بشار بن برد ..

 لا شيء في الدنيا أحب لناظري … من منظر الخلان و الأصحاب *
شر البلاد بلاد لا صديق بها … و شر ما يكسب الإنسان ما يصم  *
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا … وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ *
إذا كنت في كل الأمور معاتباً … صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه *

يوم تظلم الدنيا من حولي أجده أمامي قبل أن أشتكي ، فكما تعلمون أن القلب لا يرى أمامه إذا وقع في الحب ولا يعلم العاشق أين يضع أقدامه خصوصا في سن المراهقة ، ففي العشرينيات كانت له حبيبة ، كانت لهما ذكريات وسنوات مع بعض ولكنها في الأخير بدأت تتغير ؛ لأنها أحست أنها في المرتبة الثانية بعدي في قلب محبوبها ، أعدت العدة وبدأت في تقليبه علي ، لكنه لم يعرها اهتماما فكانت ترمي له كلاما غير اعتيادي .

مثلا عندما يقول أن عنده موعد معي أو شيء من هدا القبيل ، تخبره بأنه لا يحبها و يفضل صديقه عليها وأن عليه أن يتزوج صديقه بدلا منها ، وكان يرد عليها أن الدنيا معركة و أن وطيس المعارك صعب ولا تجد فيه لا أبا ولا أما ، وأول الهاربين هي الحبيبة وهذا ما كان يزيد حقدها ، وعندما تعبت من هذه الأمور السخيفة  قررت أن تلعب لعب الكبار .

في أحد الأيام كنت مع صديقي في المنزل و إذا بهاتفي يرن و تفاجأت بأنها هي ، فأخبرت صديقي بأن حبيبته هي من تتصل بي فطلب مني الرد فرددت عليها ، فقالت بأنها تحتاجني بأمر مهم بخصوص صديقي وأن الأمر مهم لا يتحمل الانتظار ويجب أن نتقابل الآن .

 أخبرت صديقي بما قالته هو شك بأن هناك أمر مريب في اتصالها وقال لي اذهب لنعلم ماذا في الأمر و بينما نحن نتكل إذ بهاتف صديقي يرن فأجاب وبعد هذا الاتصال انقلبت ملامح وجهه ، سألته ما سبب انزعاجه فقال بأنه سيخبرني بعد لقائي مع حبيبته فأسرعت إلى المكان الذي اتفقنا أن نلتقي فيه وتكلمنا قليلا و إذا بي أرى صديقي آت من بعيد و فجأة دفعتني وبدأت تشتمني ، فوقفت متسمرا في مكاني لا أعلم ماذا يجري .

أتى صديقي مسرعا فسألها ما الأمر ؟؟ فأخبرته بأنني طلبتُ منها أن تكون حبيبتي و أن صديقي لا يستحق فتاة مثلها وأنه يخدعها ، فلم يترك لي فرصة للكلام وكان جواب صديقي بأن كانت يده مطبوعة في خدها وقال لها لا أنت ولا ألف منك يستطيع أن يفرقني عن أخي ثم ذهبت معه ، وأنا لا أعلم إن كنت في حلم أو علم .

شرح لي الوضع فيما بعد بأنها هي من اتصلت به وأنها كانت تغار من صداقتنا وضحكنا كثيرا على تلك الحادثة وسجلت في تاريخ صداقتنا أو بالأحرى أخوتنا ، وهنا أتذكر ما قاله حسان بن ثابت ..

أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ .. وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي .. فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ .. وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ .. فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـول

أحسن اختيار الصديق فهو عون في أسود الأيام وان خانك صديق فاعلم أنك أنت من اخترته ..

تاريخ النشر : 2016-03-24

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى