تجارب ومواقف غريبة

طاحونة كيوان (2)

بقلم : خالد قبوض – سوريا
للتواصل : [email protected]

إلى اليمين صورة الطاحونة من الخارج .. إلى اليسار صورة النهر و الطاحونة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , نحن أسف على تأخير الجزء الثاني ولكن بسبب ظروف قاهرة اختفيت لفترة من على الانترنت
والآن نعود إلى قصتنا :

بعد خروجنا من الطاحونة طبعا لم نخرج من الباب الرئيسي خرجنا من الباب الخلفي و كان أمامنا بستان كبيير وبجانبه الأيمن يوجد نهر ، وكان الظلام دامس في المكان فلا يوجد أضواء إلا أضواء جبل ” قاسيون ” البعيدة و ضوء القمر ، و أما أضواء اليدوية التي نحملها تعطلت فجأة فتوقفنا للاستراحة و نحن نشعر بالرعب والذعر وكنا خائفون بأن يلحق بنا ذلك العجوز الذي يسمونه (ختيار الجن) ثم قال قريبي كرم ( الذي كان يتحدانا ) : أمامنا حلين ، إما أن نعبر النهر و إما نعود من خلف الطاحونة إلى المدخل الرئيسي , فقررنا أن نعبر النهر بالظلام الدامس ولكن ما رأيناه جعلنا نغير رأينا .

لقد رأينا امرأة كانت على حافة النهر من الطرف الثاني فقفزت في النهر مع أنني لم أكن أرى جيدا ؛ بسبب الظلمة ، و لكن أتذكر أنها كانت طويلة وشعرها تقريبا يصل إلى أسفل ظهرها وكان اسود اللون وكانت ترتدي عباءة بيضاء أو رمادي لا اعرف فلم أرها جيدا , فبدأت تسبح باتجاهنا وكنا نشعر بأنها تنظر إلينا بنظرات غريبة وكأنها تقول سوف أرسلكم إلى الجحيم ، فأجبرتنا على الفرار وابتعدنا عنها مسافة كبيرة وتوقفنا ونظرنا إلى الساعة فكانت الساعة 10:30 تأخرنا جدا فقال صديقي : يجب أن نذهب من المدخل الرئيسي فهو منفذنا الوحيد ، فاستجمعنا قوتنا وتحركنا باتجاه المدخل الرئيسي ، لكن ليس من داخل الطاحونة بل من خلف الطاحونة ، مشينا إلى أن وصلنا للمدخل الرئيسي فشعرت بشي غريب لكن لا أعرف ما هو ، الحمد لله اقتربنا من المخرج  .

فجأة سمعنا من داخل الطاحونة صوت لطفل رضيع يبكي ، فأرعبنا أكثر و ركضنا و لكن قبل أن نصل إلى المخرج ب10 أمتار ظهر شخص يقف أمام باب المخرج ، كان طويل ويرتدي لباسا اسود وملامحه غير واضحة ، فجأة توقفنا فبدأ قريبي كرم بالبكاء من شدة الخوف , وقال لنا ذلك الرجل : الآن ستنجون من هذه الورطة لكن سآتي لأؤذيكم , وفجأة اختفى تحت الأرض ، مع كل هذا الخوف استجمعنا قوتنا ومشينا باتجاه المخرج ، مع أننا كنا نخاف أن يمسك بنا ذلك الرجل الذي ظهر و اختفى ، لكن هذا المخرج الوحيد ، فبدأنا بتلاوة القرآن وركضنا انا و أصدقائي وابن عمتي وقريبي كرم , وأخيرا وصلنا إلى الخارج بسلامة وبدون أذى الحمد لله.

قررنا أن نتوقف لنستريح قليلا لأنا تعبنا جدا , توقفنا لمدة عشر دقائق ونحن نتحدث عن ما رأينا ، فجأة سمعنا نباح كلب وفعلا كان هناك كلب قادم من داخل الطاحونة المسكونة ، فشعرت بأن هذا الكلب ليس كلب عادي , ثم بدأ احد أصدقائي برمي الأحجار على الكلب , و الكلب يمشي ببطئ و ببرودة وهدوء وصديقي يرمي ويرمي إلى أن تحول من كلب إلى رجل اسود ملامحه غير واضحة ..
 كان قادما إلينا بهدوء ويضع يديه في جيبه فهربنا مسرعين ونحن نلهث من التعب و أنفاسي كادت تتقطع ، استمرينا بالركض و قرأنا بعضاً من آيات القرآن فاختفى ، و وصلنا إلى بيوتنا و نحن مرعوبين و حكينا لأهلنا ما حدث معنا و كل شخص تعاقب من قبل والديه بسبب دخولنا لهذه الطاحونة ، و لكن أنا حدثت معي أمور أسوأ ، فأصبحت اخرس لمدة ثلاثة أيام من الصدمة التي حدثت معي , وذلك الرجل الذي وعدنا بأن يؤذينا فلم يخالف بوعده ففعلا قال لي صديقي انه كان نائم فاستيقظ في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ورأى رجل يحوم بين أقدامه ، طويل وملامحه غير واضحة و معه عصا حديدية ، فضربه بالعصا على قدمه و صديقي قال لي أنه صرخ صرخة عالية من الألم و الغريب بأنه عاد إلى النوم بعد الضربة واستيقظ في اليوم التالي وذهب إلى المستشفى برفقة أبيه وتبين بوجود كسر في قدمه  .

حدث ما حدث ولن اذهب مرة أخرى إلى هناك مهما كان السبب , و طبعا قريبي كرم لم يأتي لزيارتي من وقت هذه الحادثة إلى يومنا هذا  .

انتهت القصة هنا ، أتمنى أن تنال إعجابكم .. و بالمناسبة طاحونة كيوان ليست هي المخيفة فقط فهناك في منطقة كيوان تحدث أمور غريبة وليس لها تفسير ، منها حدثت معي ومنها حُكيت لي وسوف أقصها عليكم في اقرب وقت إن شاء الله .

تاريخ النشر : 2016-04-03

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى