ماذا يوجد بحقيبتي
و من ترغب منكن بإفشاء سر الحقيبة فالتعلم بأن رأسها سيرقد بجوار هذا الكلب التافه ! |
أعدّت ميسم الكعك و الشاي ( لحظتي المفضلة ) ، و سرعان ما غلبت على الجلسة روح الدعابة و المرح والأكل و التباهي و المفاخرات ، لم أكن مندمجة معهن ، لكن كنت سعيدة ؛ لتناولي تلك الحلويات الفاخرة ، حتى قاطعت الحديث فجأة ” تالين ” و هي تقترح علينا أن تُطلعنا كل واحدة مننا على ما تحويه حقيبتها ، راقت الفكرة لهن جميعاً واستجبن لها ..
لم تكن الفكرة جيدة بالنسبة لي ، لم تكن أبداً جيدة ، فتحت تالين فم حقيبتها و أخرجت كل ممتلكاتها ، و هكذا فعلت نور و كذلك وجدان ، و أحضرت أيضا ميسم هي الأخرى حقيبتها و باشرت بتفريغ محتوياتها أمام مرأى أعيننا و نالت كل أغراضها إعجاب الجميع ، لكن قد حان دوري ، شعرت بالاضطراب فجأة و جف حلقي و ازددت عرقاً واضطراباً ، فقالت ميسم موجهه حديثها لي لأول مرة منذ أن جلسنا ..
– تبدو حقيبتك منتفخة ، لعلكي تحملين بها أغراضاً كثيرة ، هيا افتحيها و أرينا ما في جوفها ..
أخذت نفساً عميقاً وعقدت حاجباي وقلت بحزم ” لا ” و بحركة بهلوانيه سريعة خاطفه سحبت ميسم الحقيبة التي كنت أحتضنها بين أضلعي بيداي النحيفتان بروح الدعابة المرحة ، غير مدركه لما تخفيه الحقيبة ، فتحتها ميسم و فجأة أجهشّت بالبكاء والصراخ ” آه يا كلبي المسكين ، ماذا حدث لك ؟ “
صعقن جميعاً من منظر رأس الكلب الموضوع بالحقيبة و الدم يسيل منه ، خفن كثيراً وتصلبت عروقهن ثم أطلقن صرخة عاليه اهتزت لها أرجاء المنزل ، و ابتعدن خطوات عني ، فلم أجد أبداً سوى نزع القناع الذي سقط لتوه فباشرت بالاعتراف ” لست مجرمه أو سفاحه فقط !! أعاني من مشاكل نفسيه زادت من ميولي الإجرامية ، لم أٌقتل إنساناً قط ، فقط الحيوانات ، و هل يعاقَب أحد على قتله الحيوانات ؟ “
” إن لم أقتله لفقدت صوابي من ثرثرتكن و قتلت إحداكن ، كان يجب أن يُضحى بجروك خصوصاً ، من أجلك يا ميسم ؛ لطالما كنتِ سليطة اللسان و متكبرة و لا تهتمين لمشاعر من تحتقريهم ، احمدي الله أني تمالكت نفسي حتى الساعة و لم أقتلك ، هذه هي الحقيقة عزيزاتِ ، و من ترغب منكن بإفشاء سر الحقيبة فالتعلم بأن رأسها سيرقد بجوار هذا الكلب التافه ! “
فاختطفت الحقيبة و شكرت ميسم على الكعك والشاي كما الضيوف ، وهذا هو سبب وجودي بالمصحة الآن يا سيدي ، و سبب كل تلك التحقيقات و الاستجوابات أليس كذالك ؟
لاشك أنهن فشين بسري ، الفتيات لا يحفظن سراً أبداً !! كان يجب علي أن أقضي عليهن بالحال ..
تاريخ النشر : 2016-04-05