تجارب ومواقف غريبة

اشباح منزلي

بقلم : تفاحه – ليبيا

هيأته واضحة ، بيضاء شفافة ، لم يلبث إلا بضعة ثواني واختفى !!

مرحبا , أنا تفاحه و سميت نفسي هكذا ؛ لأني خجولة و دائما حمراء الوجه كالتفاحة , أنا أعاني من الأشباح منذ مده و لأني لست من النوع الذي يحب أن يتكلم عن نفسه فسأجد صعوبة في شرح ما رأيت ..

أولا أنا في العشرينات من عمري ، أسكن أنا و ابنتي في منزل كبير و جميل لكنه مخيف بكافة المقاييس , كل من يزورنا يبدي إعجابه بالمنزل لكنهم لا يعلمون أنه جحيم حقيقي بالنسبة لي ، أجلس أنا و ابنتي نشاهد التلفاز لنسمع أصوات حركة بالمطبخ , حركة شخص يعد شيئا ما للأكل , و لكن من هو ؟

ابنتي تسألني برعب , ماما من الذي بالمطبخ ؟ أجيبها كاذبة بأن لا احد في المطبخ , كرهت إعداد الطعام بالمطبخ فأنا عندما أكون بالمطبخ أشعر بظلال غامضة تراقبني , ظل اسود ضخم  يراقبني بشكل دائم و ما إن أنظر إليه حتى يختفي , أكره أن أعطيه ظهري , أحيانا عندما ادخل للمطبخ أجفل و أتراجع إلى الخلف و أنا أرتعش لسبب مجهول ..

 كيان ما أو طاقة ما تدفعني للوراء حتى يتسنى لها الوقت للاختفاء ، كي أتقدم أنا لأقوم بالطبخ ، استيقظ من النوم لأجد كدمات على جسمي لم أشعر بحدوثها , جروح في مقدمة رأسي ، جرح غائر بالحقيقة في نفس المكان دائما ، في مقدمة فروة رأسي فاضطر لإخفائه بشعري , خدش في شفتي السفلى و كدمات على ذراعي و فخدي ..

أريتها لصديقتي فلم يكن منها إلا أن أخضعتني لجلسه طارئة بالرقية الشرعية و لكن لم تنجح في خضم هذه الهجمات علي , تستيقظ ابنتي على رعاف في الأنف و دم يملأ وسادتها , تتخذ وضعيات غريبة في النوم , أنا وهي ننام في سرير واحد في غرفتي ، لديها غرفتها الخاصة و لكني أخاف لوحدي فأبقيها في غرفتي لتنام معي ..

دائما ما تتخذ وضعية السجود في النوم , أو النوم عكس وضعيتي بأن تضع رأسها بجانب قدمي ، هي التي كانت هادئة جدا في نومها وكانت تنام بوضعية الظهر أو الجنب فقط , تخبرني بأنها ترى كوابيس ,  ترى امرأة مقززه ذات لون بني تمسك بيدها لتنظر إلى كفها ، تفوح في المنزل أحيانا رائحة عطر أنثوي رائع ..

أتفقد خزانة عطوري فأكتشف أنني لا أملك هذا النوع من العطر الذي لم يسبق لي أن شممت مثله , و الغريب أنه في بعض الأحيان يحدث العكس ، بأن تفوح في المنزل رائحة قذرة ذات عفونة شديدة , منذ يومين كنت أجلس في صالة المنزل لأقرأ كتابا ، لأتفاجأ بظل أبيض شفاف ينظر لي من الممر المقابل لي , هيئة رجل كامل و طويل و يرتدي ثياباً رجالية ، كان واضح الملامح , هل تفهمون قصدي ؟؟

هيأته واضحة ، بيضاء شفافة ، لم يلبث إلا بضعة ثواني واختفى , أحاول كثيرا أن لا أعطي هذه الأمور أكبر من حجمها ولكن ما باليد حيله , تخذلنا شجاعتنا أحيانا و يخذلنا المنطق ، ليلة البارحة أعددت العشاء و وضعته على الطاولة وذهبت لأنادي على ابنتي التي كانت تشاهد التلفاز في غرفتها , أعود إلى طاولة الطعام لأجد شيئا شفاف يقفز هنا وهناك و يأكل من الأطباق ..

 الهيأة تدل أن هذا الشيء ما هو إلا طفله صغيره , أتعلمون ماذا فعلت ؟ جلست بهدوء و أحضرت ابنتي و تحليت بالشجاعة لأتناول العشاء كأن شيئا لم يكن , ماذا أفعل هل اترك لهم منزلي ؟؟  فليعودوا من حيث أتوا , فأنا صعبة المراس جدا و لن يجدوا لهم مكانا معي ..

 من كانت له تجربه مشابهه فليخبرني ما فعل لأصنع مثله , أنا لا أهتم كثيرا لما ستؤول إليه الأمور , لكنني خائفة على ابنتي فهي صغيره لم تبلغ الرابعة بعد , لا أريد لكيان حاقد أن يؤذيها لأنها ابنتي , هل تفهمونني ؟؟

ملاحظة : اعيش لوحدي لاني منفصله عن زوجي , أقيم في مصر ..

تاريخ النشر : 2016-04-07

guest
74 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى