قتلة و مجرمون

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !

بقلم : اياد العطار

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
سفاح غريب الأطوار والنزعات

– "لماذا قتلتها ؟" .. قال المحقق وهو يحدق مباشرة إلى عيني الرجل الجالس قبالته . فأشاح الرجل بوجهه بعيدا وصمت لبرهة كأنه يستعيد ذكرى بعيدة ثم قال بهدوء : "كان حذائها جميلا.. من النوع الذي يروقني" .

– "قتلتها لأجل حذائها ؟ .. هذا هو ذنبها الوحيد ؟ , هل تخبرني بأنها خسرت حياتها لأن حذائها كان جميلا!! " .. قال المحقق محتدا وهو يضرب بقوة على الطاولة . فتململ الرجل الآخر فوق كرسيه ولطم بيده على رأسه كالمعتوه من دون أن ينظر إلى المحقق وقال متأوها : كم مرة يجب أن أخبرك! .. الأمر ليس بيدي , لا أستطيع مقاومة منظر حذاء جميل في قدم امرأة جميلة" .

– "وكيف استدرجتها إلى منزلك؟" .. قال المحقق وهو يستعيد هدوءه ويشعل سيجارة جديدة نافثا دخانها في فضاء تلك الحجرة الرمادية الكئيبة التي تكاد تخلو من أي شيء باستثناء طاولة صغيرة وكرسيان جلس على أحدهما المحقق وعلى الآخر ذاك الرجل ذو الوجه الطفولي .

– " لم استدرجها , هي من أتت إلى منزلي" .. أجاب الرجل وهو يختلس النظر إلى وجه المحقق ثم ما لبث أن أشاح بوجهه بعيدا وتابع قائلا : " كنت يومها أسقي العشب في حديقة المنزل , سمعت طرقا على باب المنزل , فتحت الباب لأجد أمامي شابة جميلة , أول ما لفت نظري حذائها , كان أحمرا براقا ذو كعب , ألقت التحية وعلى فمها ابتسامة ودودة ثم عرضت علي شراء بعض الكتب بسعر مخفض , فتظاهرت بالاهتمام , وطلبت منها أن تدخل لكي نتباحث بالأمر , فلم تتردد , أظنها شعرت بالطمأنينة وهي ترى طفلاي يلعبان في الباحة" .

– " وكيف قتلتها بوجود عائلتك ؟ " .. تساءل المحقق , فرد الرجل قائلا : " استدرجتها إلى المرآب , هو مكاني الخاص .. صومعتي .. لا يدخله أفراد أسرتي إلا بإذني , أخذتها إلى هناك وقتلتها خنقا , كانت تواقة لأن تبيع كتبها , ظنت حقا بأني سأشتري!" .. قال الرجل بشيء من السخرية , فصرخ المحقق محتدا : "أتسخر أيها السافل المنحط ؟! .. لقد كانت طالبة جامعية مسكينة , تدور من باب إلى باب لعلها تبيع بعض الكتب مقابل نسبة ربح بسيطة , كانت تعمل بجد من أجل دفع أقساط كليتها ". فضرب الرجل على رأسه مجددا وعصر عينيه وقال : "أخبرتك! .. أخبرتك للتو .. الأمر ليس بيدي .. لا أستطيع المقاومة" .

***

جيري برودوس
جيري برودوس

كان هذا جانبا من حديث طويل دار بين المحقق جيم ستوفال والسفاح جيري برودوس عقب إلقاء القبض على الأخير واعترافه بجرائمه , ولو قيض لك عزيزي القارئ أن تتواجد معهما داخل تلك الحجرة الكئيبة حيث يجري التحقيق لواجهت حتما صعوبة جمة في تحديد أي منهما هو المحقق وأيهما هو السفاح , فالسيد برودوس كان رجلا ممتلئ الجسد , ذو وجه طفولي يعلوه بعض النمش , ولا يوجد في هيئته ما يدل على أنه سفاح خطير , كان يشع براءة , رجل عصامي بنى نفسه بعرق جبينه , محبوب من قبل الجميع , لا يدخن ولا يشرب , ولم يسمعه جيرانه يوما يشتم أو يتلفظ بكلمة بذيئة , كان رب عائلة محترم وأب لطفلان جميلان .. هل يعقل بأنه سفاح ؟ .. "لا مستحيل!! " .. صاح جاره وهو يحدق إلى صورة برودوس وهي تتصدر الصفحة الأولى لإحدى الجرائد المحلية .

في الواقع نحن تطرقنا في مقالات سابقة إلى حياة وسيرة العديد من السفاحين , وقلنا بأنهم بارعين جدا بالتمويه وفي تضليل الآخرين وإخفاء مشاعرهم الحقيقية , وجيري برودوس لم يشذ عن تلك القاعدة , كان جيرانه يظنون بأنه رجل مؤدب محترم , ولم يتخيل أحد منهم بأن هذا الجار المهذب يتسلل ليلا ليسرق أحذية زوجاتهم وملابسهن الداخلية! . ولم يتخيل أحد منهم أن هذا الرجل اللطيف قد يهاجم امرأة في منتصف الطريق بمنتهى القسوة فيضربها ويركلها ويطرحها أرضا لا لشيء إلا ليسرق حذائها ثم يركض هاربا ! .

كان الرجل مهووس , عشق أحذية النساء كما لم يعشق شيئا في حياته , كان يضم الحذاء إلى صدره , يقبله , يشمه , ويغازله . في السجن كان بقية النزلاء يقتنون ويتبادلون المجلات الإباحية , أما برودوس فكان يقتني منشورات مصورة عن الأحذية النسائية (كتالوجات) , كان زملاءه يسخرون منه ويسألونه ماذا يفعل بهذه المنشورات فيرد قائلا : "هي بالنسبة لي بمثابة المجلات الإباحية بالنسبة لكم" .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
اصبح يطارد احذية النساء

أن هذا الهوس لم يكن وليد الساعة , بل تدرج في نشأته وصيرورته , في البداية كان الأمر مقتصرا على سرقة الأحذية من منازل الجيران , ثم أستفحل بالتدريج وأتخذ أطورا عنيفة , فكان برودوس يجوب المدينة وهو يبصبص لأقدام النساء , وأيما حذاء أعجبه كان يلاحق صاحبته حتى يجد فرصة مناسبة فيهاجمها ضربا وركلا وسحلا حتى ينتزع حذائها من قدمها ويفر طائرا . بالنسبة لخيال برودوس المريض فأن أروع منظر يمكن أن يشاهده هو منظر امرأة عارية تماما وهي تنتعل حذاءا ذو كعب عالي , وفي بداية زواجه كان يصر على زوجته أن تقوم بالأعمال المنزلية وهي عارية إلا من حذاء ذو كعب عالي ! ..

كانت الأحذية بلا شك هي هوس برودوس الرئيسي , لكنه لم يعدم أنواعا أخرى من الهوس , فكان شغوفا جدا بملابس النساء الداخلية , ولا أخفيكم سرا في أن قسما كبيرا منا معشر الرجال يشاركه هذا الشغف , لكن لا يصل الأمر إلى تسور جدران الجيران وسرقة ملابس نسائهم الداخلية من على حبل الغسيل , ولا يصل الأمر إلى التسلل لبعض المنازل واغتصاب نساء نائمات بأمان في أسرتهن لأن ثيابهن الداخلية براقة ومغرية , أو تهديد فتيات بالشارع بحد السكين لكي يخلعن ثيابهن من اجل التقاط صور لملابسهن الداخلية ! . ليس هذا فحسب , بل كان يحلو لبرودوس أيضا أن يرتدي الملابس النسائية في خلواته , وقد ضبطته زوجته مرة مرتديا ملابس نومها فتشاجرت معه وساءت العلاقة بينهما , خصوصا فيما يتعلق بعلاقتهما الجنسية .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
ليندا سلاوسن .. طرقت الباب الخطأ ..

في مرحلة ما وصل هوس برودوس حدا لم يستطع معه كبحه أو لجمه , لم يعد قادرا على المقاومة أكثر , كان تواقا لامتلاك جسد امرأة يفرغ فيه كل شهواته وخيالاته المريضة , يفعل فيه ما يشاء , يجرب عليه الأحذية والملابس الداخلية المسروقة التي اتخم بها دواليبه السرية في المرآب . وجاءته الفرصة الذهبية لعند بابه في 26 يناير / كانون الثاني 1968 , في ذلك اليوم المشئوم كانت ليندا سلاوسن – 19 عاما – تقوم بجولة في الحي الذي يقطنه برودوس , كانت تبيع موسوعات لصالح شركة كتب مقابل نسبة من الربح , وكانت تأمل بأن تجمع مالا كافيا لدفع إيجار شقتها وأقساط الجامعة , وقد قادها حظها العاثر إلى باب منزل برودوس الذي لفت نظره فورا حذاءها الأحمر البراق فأوهمها بأنه سيشترى منها وأستدرجها للدخول إلى مرآبه حيث قتلها هناك خنقا . ولأنه كان يريد وقتا كافيا وجوا صافيا ليفرغ خيالاته المجنونة على جسد الفتاة المسكينة لذا أقترح على زوجته أن تأخذ أمه والأطفال بالسيارة ليتناولوا العشاء في الخارج . وحين خلا له الجو عاد لجثة الفتاة وقلبه يخفق , جردها من ملابسها وشعر بنشوة عارمة وهو يتحسس ملابسها الداخلية حمراء اللون , لم يتمالك نفسه , فأغتصب الجثة .. ثم أخرج كومة من الأحذية والملابس الداخلية التي كان قد سرقها على مر السنين وأخفاها في المرأب وراح يجربها على جسد الفتاة وهو يلتقط الصور بالكاميرا في كل مرة يغير فيها الحذاء واللباس .

بعد ساعات من التصوير واغتصاب الجسد الميت أدرك برودوس بأن عليه التخلص من الجثة , حز ذلك في نفسه كثيرا , لذلك قرر أن يبقى على جزء صغير منها كذكرى , فقام بقطع الساق بالمنشار , من الركبة إلى القدم , وحفظها في المجمدة , أما بقية الجسد فقد أخذه إلى ضفاف نهر قريب وربط إليه جزء من محرك قديم ثم ألقاه في المياه .

ولعدة أسابيع كانت ساق الفتاة المقطوعة هي متعة بروردوس الرئيسية , كان يخرجها ليجرب عليها الأحذية النسائية المسروقة , وكان يلتقط لها الصور في كل مرة , لكن حينما بدأ العفن يتسلل إليها وظهرت عليها بوادر التفسخ لم يجد برودوس بدا من أن يتخلص منها هي الأخرى , فرماها في النهر لتنضم إلى بقية الجسد المسجى في الأعماق.

ما يزرعه الآباء يحصده الأبناء

في العديد من دول العالم يكون لزاما على من يروم الزواج إجراء فحص طبي من اجل التأكد من خلوه من العيوب والعلل الجسدية والوراثية التي قد تؤثر مستقبلا على الوضع الصحي لأطفاله , هذا الفحص ينحصر غالبا في تحليل الدم , لكنه قد يشمل أيضا فحص السائل المنوي والهرمون والتأكد من وظائف الأعضاء الخ .. هذه الفحوص ضرورية ولا يجب التضايق منها , لكن المؤسف حقا هو عدم وجود فحوص لاختبار عقول ونفوس العرسان ! .. برأيي يجب فحص كل من يروم الزواج نفسيا وعقليا لمعرفة ما إذا كان صالحا أساسا لتشكيل عائلة , لائقا لتربية أطفال والعناية بهم , جديرا بكلمة "بابا" و "ماما" .. ويقيني بأن معظم المشاكل التي تعاني منها العديد من دول العالم لا تتعلق بالفقر والتعليم والدين والتغير المناخي الخ .. نعم هذه العوامل مؤثرة , لكن اللبنة الأولى في بناء أي إنسان وجيل ومجتمع هي الأسرة , والأسرة المتزنة نفسيا وعقليا هي الأصلح لتنشئة طفل وتربيته ليشب إنسانا سليما في تعاملاته وعلاقاته مع الآخرين , أما الأسرة "المريضة" نفسيا والمضطربة فكريا – وما أكثرها – فتنتج إنسانا مليئا بالعقد والعاهات النفسية والأفكار السلبية والانحرافات الأخلاقية , لا مندوحة عن ذلك.

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
جيري برودوس في صغره

وبطل قصتنا خير مصداق للأثر المدمر الذي يمكن للتصرفات غير العقلانية من قبل الآباء أن تتركه على أطفالهم , فقد أنجبته أمه عام 1939 بعد ولدين , وكانت تتوق لإنجاب بنت , فشعرت بخيبة أمل حين أتاها ولد آخر , أصبحت مشاعرها نحوه مشوبة بالبرود , كأنما مجيئه لهذا العالم البائس هو ذنبه ! , فكانت تقسو عليه وتعامله دوما على أنه شيء غير مرغوب فيه , وتقول له بين الفينة والأخرى بأنها تتمنى لو أنه كان بنتا , وتجبره أحيانا على ارتداء ملابس الفتيات . وهكذا وجدت العقد والانحرافات النفسية طريقا سريعا ومرتعا ملائما في عقل هذا الطفل البريء , وأول تلك الانحرافات هي ولعه الغريب بالأحذية النسائية , نشأ ذلك الولع منذ سن الخامسة حينما عثر على زوج من الأحذية النسائية ذات الكعب العالي في ساحة للخردة قرب منزله فحملهما معه , ولاحقا وجدته أمه يلعب بالحذاءين ويسير بهما داخل المنزل , فأخذتهما منه وعنفته بشدة قائلة بأن الأولاد يجب أن لا يلعبوا بأغراض النساء , ومن هنا أنطلق ولعه بذلك الشيء المحرم , ولا أعلم هل كان سبب الولع هو الرغبة في الممنوع أم شعور اللذة الذي راوده لأنه أستطاع إزعاج أمه , وسريعا تطور ذلك الولع ليشمل ملابس النساء الداخلية , وتعلم بطلنا منذ سن مبكرة كيف يشبع ولعه الغريب هذا عن طريق التسلل إلى منازل الجيران وسرقة الأحذية من أمام الأبواب والملابس الداخلية من على حبل الغسيل . أصبح عشقه للنساء مرتبط بالحذاء , مرة حين كان صغيرا في المدرسة شعر بالحب تجاه معلمته , فأراد التعبير عن حبه من خلال سرقة حذائها ذو الكعب العالي الذي تحتفظ به في دولابها , لكنهم أمسكوا به واستدعوا أمه.

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
دارسي .. زوجة برودوس

هذه السرقات البريئة والبسيطة بدأت تأخذ طابعا عنيفا في سن المراهقة , أصبح جيري يطارد النساء في الطرقات ويهاجمهن ليسرق أحذيتهن , وفي سن السابعة عشرة ألقت الشرطة القبض عليه لتهديده فتاتين بالسكين وإجبارهما على خلع ثيابهما أمامه لرؤية ملابسهما الداخلية.

هذه المشاكل مع المدرسة والشرطة أوصلت جيري إلى المصحة العقلية , هناك تم تشخيص حالته على أنها فصام (شيزوفرينيا) , لكن لم يتم احتجازه لاعتقاد الأطباء بأنه لا يشكل خطورة على الآخرين .

في عام 1957 تخرج جيري من الثانوية والتحق بالخدمة العسكرية , لكنهم سرحوه بعد أشهر قليلة بسبب مشاكله وتصرفاته الغريبة . أخيرا وجد لنفسه عملا في شركة ككهربائي . وفي عام 1961 تزوج من فتاة تدعى رافلين , وكان هو يدعوها دارسي , واستقرا في منزل بضواحي مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون وأنجبا طفلين , ولد وبنت.

في البداية نجح جيري في جعل زوجته الشابة تنصاع لرغباته المجنونة , لكنها بالتدريج بدأت تنفر من طلباته , وأصبح هناك نوع من الجفاء الجنسي بينهما خصوصا بعد أن أمسكت به متلبسا بارتداء ملابسها الداخلية . ظن هو بأنها ستتقبل وضعه وتتفهمه , لكنه تفاجأ بردة فعلها القاسية نحوه , وكانت تلك نهاية علاقة الفراش بينهما تقريبا . أصبح يقضي جل وقته في المرأب , ومنع أطفاله من الاقتراب من ذلك المرأب , أما زوجته فكان عليها أن تستأذن بواسطة جرس قبل أن يحق لها الدخول.

كان المرأب هو مملكته الخيالية التي يحتفظ فيها بكنوزه .. أحذية النساء وملابسهن الداخلية المسروقة , وكان المرأب هو المكان الوحيد الذي يستطيع فيه ارتداء الملابس النسائية من دون خجل أو وجل . ولعل ابتعاده عن زوجته هو ما جعله ينطلق كالوحش إلى الطرقات للبحث عن نساء أخريات يفرغ على أجسادهن رغباته الجنسية المكبوتة , لكنه أدرك مثل معظم سفاحي النساء , بأنه من الصعوبة بمكان العثور على امرأة تنصاع طوعا لرغباته المريضة , كان مراده العثور على امرأة لا تقاوم ولا تصرخ و ترضخ لكل ما يطلب منها دون أن تنبس بكلمة , ولعمري فأن المرأة الوحيدة التي تنطبق عليها هذه الصفات .. هي حتما امرأة ميتة! .

عشق الأقدام

عشق الاقدام
يجب التفريق بين تقبيل القدم من باب المداعبة وبين عدم الوصول للنشوة الجنسية إلا بتقبيل القدم ..

 أن الولع الجنسي بالأقدام والأحذية هو نوع معروف من أنواع الانحرافات الجنسية , ويعرف بأسم فتشية (شهوة) القدم (Foot fetishism ) , حيث تتركز الاستثارة الجنسية لدى المصاب عند القدم , فيتلذذ بشمها أو تقبيلها أو لعقها أو مص أصابعها الخ .. وقد تمتد تلك الشهوة إلى كل ما يتعلق بالقدم كالجوارب والأحذية , كما هو الحال مع بطل قصتنا , وهذه الشهوة تتخذ أشكالا متعددة , فمثلا ينجذب الرجل الطبيعي إلى صفات معينة في جسد المرأة والعكس صحيح , أما عاشق الأقدام فينجذب إلى صفات معينة في القدم , كحجمها ورائحتها ولونها ونظافتها وطول أصابعها وأظافرها , وقد ينجذب إلى زينتها كالخلاخل وخواتم الأصابع ونقوش الحناء وكذلك إلى نوع الأحذية التي تنتعلها سواء كانت صندل أو نعال بلاستك أو كعب عالي أو حذاء رياضي الخ .

طبعا هذا النوع من الشذوذ موجود على مستوى العالم ولا علاقة لها بثقافة معينة , وبالرغم من استهجان الناس له وتسببه بمشاكل للشخص المصاب إلا أنه لا يستطيع فكاكا منه , وقد تصدم الزوجة بزوجها وهو يطلب تقبيل قدمها ويستلذ بلحسها أو يطلب منها أن تقبل قدمه , ويمكن أن تكون الزوجة هي المصابة بهذا الشذوذ , وقد تحدث مشاكل كبيرة بين الزوجين بسبب هذه الطلبات والرغبات الغير طبيعية .

في الأغلب الأعم تعود جذور هذا النوع من الشذوذ – مثل أغلب حالات الشذوذ – إلى الطفولة , وبحسب رائد التحليل النفسي سيجموند فرويد فأن هذا الشذوذ يرتبط بسوء تطبع جنسي مبكر وكذلك بعقدة الخصاء , حيث ينظر للقدم كرمز أو بديل للعضو الذكري خصوصا عند تلصص الأطفال بدافع الفضول على جسد أنثوي من الأسفل. وعقدة الخصاء (Castration anxiety ) هي خوف وقلق يشوب الطفل من فقدان عضوه الذكري , وتنشأ هذه الحالة عند الطفل (الذكر) عندما يدرك أول مرة الفرق بينه وبين الإناث من ناحية التكوين التناسلي , كأن يرى عورة فتاة أثناء اللعب أو الاغتسال , فيقوده تفكيره الساذج إلى التساؤل عن سبب افتقادها للعضو ذكري , هو طبعا لا يدرك حتى الآن الفرق بين الذكر والأنثى , فيفسر الأمر ببساطة : "أكيد كان عندها واحد لكن قطعوه لها!" , ومن هنا ينشأ خوف عميق في داخله من أن يتعرض لنفس المصير , وقد يعزز كلام الأهل أحيانا هذا الخوف من دون قصد , كأن يزجر الأب أبنه قائلا : "لا تمسك عضوك الذكري كثيرا بيدك ولا تخرجه أمام الآخرين وإلا قطعته لك" , أو تهدده أمه قائلة : "نم باكرا ولا تشاغب وإلا أتت القطة وسرقته منك" … فتصبح لديه خشية رهيبة من أن يفقد عضوه الذكري , أي يصبح خصي كالبنات ويفقد تفوقه الذكوري .

اوديب
بحسب الاساطير الاغريقية اوديب كان ملكا قتل ابيه وتزوج امه وانجب منها من دون أن يعلم .. وحين علم بذلك شنقت امه نفسها اما هو فقد فقأ عينيه بيده ..

أما عقدة الإخصاء لدى النساء فمختلفة لكنها تتعلق أيضا بالفوارق الجسدية , وتحدث عندما تكتشف الطفلة بالصدفة بأن لدى الرجال شيء في أجسادهم لا تمتلكه هي فتشعر بالإجحاف , خصوصا عندما يعمق الأهل هذا الشعور بتفضيل أشقائها الصبيان عليها .

عقدة الخصاء مرتبطة أيضا بعقدة أوديب الشهيرة لدى الرجال (تقابلها عقدة إليكترا لدى النساء) أي رغبات الطفل المكبوتة تجاه أمه وغيرته من أبيه و خوفه من تعرضه للاخصاء على يد الأب الذي يرى فيه منافسا على حب أمه , وهنا يكون لدينا صراع ما بين الشعور بالذنب تجاه الرغبة في التخلص من الأب , والشعور بالكبت من ناحية الرغبات تجاه الأم خوفا من غضب الأب , هذا الصراع ينتهي عادة بتسليم الطفل بعدم قدرته على منافسة أبيه فيحاول عوضا عن ذلك أن يتماهى معه ويقلده , فينقل رغباته الجنسية من الداخل إلى الخارج , من البيت إلى المجتمع , ويبحث لنفسه عن نساء أخريات من خارج العائلة. هذه المرحلة مهمة لجميع الأطفال – بحسب فرويد – من اجل بناء الشخصية وترسيخ المفاهيم الأسرية في المجتمعات البشرية ومنع زنا المحارم. وأنا هنا لا أنوي التوسع كثيرا في مجال العامل النفسي لكي لا يتسرب الملل إلى نفسك عزيزي القارئ , لكن أحيانا هذا الصراع النفسي والرغبات المكبوتة لدى الطفل لا يتم تنفيسها والتعامل معها بشكل سليم مما يقود إلى شعور بالنقص وعدوانية وانحرافات جنسية.

جدير بالذكر هو أنه بعيدا عن العامل النفسي أكتشف العلماء بأن مناطق الإحساس الخاصة بالقدم والأعضاء الجنسية تكون متقاربة في الدماغ , لذا يفسر البعض عشق الأقدام بأنه حالة من التداخل بين المنطقتين لدى بعض الأشخاص مما يتسبب في اختلاط مشاعر الجنس بالأقدام .

صيد الأحذية !

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
جان وتني

ضحية برودوس الثانية كان أسمها جان وتني – 23 عاما – , ومن جديد لعبت الصدفة دورا في سقوطها بين براثنه , فقد تعطلت سيارتها في الطريق , وكان من سوء حظها أن مر برودوس بها بسيارته وعرض عليها إيصالها إلى حيث تشاء , فصعدت معه , وفي الطريق أقنعها بأن بإمكانه إصلاح سيارتها لكنه بحاجة لجلب بعض المعدات من منزله , فوافقت على مرافقته إلى هناك , وأخذها إلى المنزل , أدخل السيارة إلى المرأب وطلب منها أن تنتظره ريثما يخبر زوجته بأنه سيذهب معها لإصلاح سيارتها , ونزل من السيارة , لكنه لم يذهب إلى زوجته بل تسلل إلى المقعد الخلفي ثم أطبق يديه بقوة على عنق الفتاة المسكينة فخنقها حتى فارقت الحياة , وحالما لفظت أنفاسها مارس الجنس مع جثتها.

وكان قد خطط جيدا لجريمته هذه المرة , إذ أشترى مجمدة كبيرة (فريزر) لحفظ الجثة لأطول مدة ممكنة , كما أن التجميد سيتيح له تشكيل الجثة بأي وضع يشاء لممارسة الجنس معها! . ومن جديد أخرج برودوس مخزونه من الأحذية والألبسة وراح يجربها على جثة وتني ويلتقط الصور, وكان لديه في المرأب خطاف معلق إلى السقف بسلسلة من النوع المستعمل لرفع محركات السيارات , فربط إليه الجثة وصار يصورها وهي معلقة في الهواء , وعلى هذه الحالة تركها ومضى مع عائلته في رحلة استغرقت عدة أيام .

ومن غريب الصدف أن سائقا ثملا صدم بسيارته جدار منزل برودوس أثناء غيابه مع عائلته , وتسبب الاصطدام بحدوث ثغرة كبيرة في جدار المرأب الذي كانت جثة ويتني معلقة داخله , لكن أحدا لم يكلف نفسه عناء إلقاء نظرة عبر تلك الثغرة , حتى ضباط الشرطة الذين حضروا لمعاينة الحادثة لم ينظروا إلى الداخل.

حين عاد برودوس للمنزل كانت جثة ويتني قد بدأت بالتحلل , فقرر التخلص منها , لكنه أراد أن يحتفظ بجزء منها كذكرى , فقام بقطع ثديها الأيمن , ثم وضعه في قالب من البلاستك وأستعمله كثقاله للورق . أما بقية الجسد فقد أخذه وتخلص منه برميه في النهر بعد أن ربط إليه جزءا من بدن سيارة قديمة .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
صورة لكارين التقطها برودوس في مرأبه قبل أن يقتلها

الضحية الثالثة كانت تدعى كارين سبرنكر – 19 عاما – كانت في طريقها للقاء أمها في مطعم من اجل تناول الطعام معا . كارين ركنت سيارتها في مرآب المطعم حيث كانت أمها تنتظرها , لكن عندما ترجلت من السيارة فوجئت برجل ضخم يرتدي ملابس نسائية يشهر عليها مسدسا ويهددها بأن تتبعه لسيارته بلا مقاومة , وهو ما فعلته الفتاة الخائفة بالضبط .

في الحقيقة برودوس لم يكن ينوي قتل كارين تلك الليلة , كان يلاحق امرأة أخرى لكنها نجحت في التملص منه , فأخذ كارين عوضا عنها مع أن حذاءها لم يعجبه كثيرا حسبما قال .

كالعادة اخذ برودوس ضحيته إلى المرآب , لكنه لم يقتلها على الفور هذه المرة , بل أغتصبها مرارا وتكرارا وهي حية , وأجبرها على ارتداء ملابس وأحذية النساء والتقط لها الصور , وأخيرا قام بقتلها عن طريق شنقها بواسطة الخطاف , لكنه لم يتخلص من الجثة فورا , بل أخضعها لنزواته وخيالاته المجنونة لعدة أيام , وأخيرا بعد أن ضجر منها قرر أن يتخلص من الجثة , لكنه بالطبع أراد الإبقاء على ذكرى منها , فقام بقطع كلا ثدييها ووضعهما في قالب من البلاستك , أما بقية الجثة فقد هوت إلى قاع النهر وهي مربوطة إلى قطعة حديدية من سيارة قديمة .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
ليندا سالي

الضحية الرابعة ليندا سالي – 22 عاما – كانت قد خرجت للتو من متجر للهدايا , كانت سعيدة بشرائها هدية جميلة لخطيبها , لكن فجأة وجدت أمامها رجلا يخبرها بأنه شرطي سري وبأنه سيلقي القبض عليها بتهمة السرقة من المتجر . طبعا هذا الشرطي المزيف لم يكن سوى بطل قصتنا جيري برودوس , وكان يحمل بيده شارة مزيفة للشرطة أشتراها من متجر للخردوات , ولقد انطلت الحيلة بسهولة على ليندا حيث تبعته دون مقاومة إلى سيارته , ومن ثم إلى منزله , هناك تركها مربوطة في المرأب ثم ذهب ليتناول العشاء مع زوجته وأطفاله , والعجيب أنها لم تحاول الهرب , وحين عاد قرر أن يقتلها , لكنها قاومته , وبعد صراع مرير أستطاع أن يطوق عنقها بحزام من الجلد ثم راح يخنقها بكل ما أؤتي من قوة , وشرع في اغتصابها بينما كانت تحتضر , ولا داعي لأن أعيد على مسامعكم ما جرى للجثة على يد برودوس , لكن العبث بلغ به حدا هذه المرة جعله يدخل أسلاك كهربائية إلى قفصها الصدري ثم راح يصعقها بالكهرباء مرة تلو الأخرى وهي معلقة بالخطاف على أمل أن ترقص الجثة في الهواء ! .

ليندا سالي أنتهت إلى نفس مصير الضحايا الأخريات , أي في أعماق النهر.

صيد غريب

كان العجوز جون يهوى الذهاب نهاية كل أسبوع لصيد السمك على ضفاف نهر لونغ توم , ولسنوات طويلة التقطت صنارته مختلف أنواع الأسماك , لكنه لم يتخيل يوما أن يصطاد جثة بشرية ! .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
اصطاد العجوز جثة فتاة

في يوم 12 مايو / أيار 1969 تعلقت صنارة العجوز بما بدأ وكأنه جسد بشري قابع تحت المياه , ولم يستطع سحبه , بدا وكأنه معلق إلى شيء ثقيل يبقيه غاطسا , فهرع العجوز إلى الشرطة وسرعان ما حضر الغواصون ونزلوا إلى مياه النهر وسحبوا الجثة التي كانت مربوطة إلى صندوق مبدل سرعات (gearbox ) لسيارة قديمة . وبفحص الجثة , ومن خلال مطابقة سجل الأسنان , تبين بأنها تعود لـ ليندا سالي , وبأنها سبب موتها هو تعرضها للخنق , كما لاحظ المحققون بأن يداها كانت مربوطة بنوع معين من حبل نايلون يستعمله الكهربائيين . وأن هناك ثقبان على جانبي قفصها الصدري .

العثور على جثة ليندا دفع الشرطة لتفتيش النهر بحثا عن جثث أخرى , ولم يطل الوقت حتى عثروا على واحدة , وكانت على نفس هيئة الجثة السابقة , حيث قيدت يداها بحبل نايلون فيما ربطت قدماها إلى رأس محرك سيارة قديم , وكان ثدياها مقطوعان , وترتدي ملابس نوم سوداء طويلة من النوع الشفاف . ومن خلال أوصاف الفتيات اللواتي تم التبليغ عن فقدانهن مؤخرا تم التعرف على صاحبة الجثة , إذ تبين أنها تعود لـ كارين سبرنكر التي اختفت من مرأب للسيارات في 27 آذار 1969.

طريقة القتل وأسلوب التخلص من الجثث أنبأتا الشرطة بأنها أمام نفس القاتل , كل القرائن أشارت لوجود سفاح متسلسل طليق في المدينة , فإضافة للجثث التي تم العثور عليها كانت الشرطة قد تلقت عدة بلاغات عن محاولة اختطاف تعرضت لها نسوة من قبل رجل غريب يحمل مواصفات متشابهة .. ممتلئ , ذو شعر فاتح , ويرتدي أحيانا ملابس النساء .

جدير بالذكر أن محاولات برودوس لاختطاف النساء لم تكن جميعها ناجحة , فقد فشل عدة مرات وتراجع أمام المقاومة الشديدة التي أبدتها بعض النساء , مثلما حدث مع شارون وود – 24 عاما – التي حاول خطفها ليلا من مرأب سيارات , لكنها قاومت , ركلته بحذائها ذو الكعب العالي وأطبقت بأسنانها على ذراعه وبالكاد أستطاع هو التخلص والفرار منها .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
رجل ممتلئ ذو وجه طفولي

من خلال خلفية الضحايا والشهادات أدركت الشرطة بأن السفاح يفضل الفتيات الشابات , خصوصا الجامعيات , لذا قرر المحققون أن يذهبوا إلى أقسام البنات الداخلية في جامعة اوريغون لسؤال الطالبات حول ما إذا صادفن أي شخص مثير للشبهات في الآونة الأخيرة. وسرعان ما توصلت الشرطة إلى نتائج مثيرة , فقد تبين بأن عدد من الطالبات تلقين مؤخرا مكالمات من رجل مجهول الهوية يحاول أقناعهن بمواعدته . لا بل أن إحدى الفتيات وتدعى آن رول ذهبت وقابلت هذا الشخص فعلا , أخبرت الشرطة بأنه ممتلئ ذو وجه طفولي يعلوه القليل من النمش , وهي أوصاف مطابقة لتلك التي أعطتها شارون وود وغيرها من الفتيات اللواتي حاول برودوس خطفهن وفشل , آن قالت بأن الرجل زعم بأنه مقاتل سابق في فيتنام وبأنه وحيد ويبحث عن الرفقة . ولم تكن آن راغبة في مقابلة الرجل مرة أخرى , قالت بأن حديثه وتصرفاته بدأت مخيفة وغريبة , وكان يود الحديث عن الفتيات المقتولات التي عثر عليهن مؤخرا في النهر . لكن المحققون طلبوا من آن أن توافق على رؤية الرجل إذا ما أتصل بها مرة ثانية وأن تبلغهم بذلك على الفور  . وبالفعل بعد عدة أيام تلقت الشرطة اتصال من آن بأن الرجل الغريب أتصل بها وأنها ستقابله الليلة في مطعم .

في تلك الليلة كان المحققون بانتظار جيري برودوس حين أتى لمقابلة الفتاة , سألوه عن أسمه ومهنته وعنوانه ثم تركوه يرحل لأنهم لا يملكون أي دليل ضده , بيد أنهم وضعوه تحت مراقبة مشددة . وبالذهاب إلى مقر عمله عثروا على نفس نوع حبل النايلون المستعمل في تقييد الضحايا . وبتفتيش سيارته عثروا على مسدس غير مرخص , وبالبحث في ماضيه اكتشفوا تاريخا طويلا من المرض العقلي والجنح الصغيرة . كانت كل الأدلة تشير إلى أن برودوس هو السفاح , ولأن المحققين كانوا يخشون من هروبه , لذا ألقوا القبض عليه بعد خمسة أيام حينما كان يقود السيارة بصحبة زوجته . وبتفتيش منزله والمرأب عثروا على أقوى الأدلة لأدانته , كانت هناك مئات الصور الملتقطة لضحاياه وهن عاريات ومعلقات بالخطاف ويتعرضن للاغتصاب .. وكانت إحدى تلك الصور هي الدليل الحاسم في القضية , فحين التقطها برودوس لم يدرك بأن انعكاس وجهه وهو يحدق إلى جثة ضحيته المعلقة بالخطاف كان ظاهرا في مرآة معلقة على الجدار.. وكانت تلك الصورة هي التي أوقعت به .

بعد يومين على ألقاء القبض عليه أعترف برودوس بجرائمه وقدم للمحاكمة . الأطباء النفسيون الذين فحصوه قالوا بأنه يعاني من عدة أنواع من العقد والمشاكل النفسية , لكنهم قالوا أيضا بأنه كان واعيا ومدركا لما يفعله حينما أرتكب جرائمه .

جيري برودوس : سفاح يعشق الأحذية !
برودوس وقد تقدم به السن في السجن

جيري برودوس نال ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد عام 1969 من دون أي فرصة لإطلاق سراحه , وعلى مر 37 سنة تم رفض جميع طلبات العفو التي تقدم بها حتى موته في السجن عام 2006 بمرض سرطان الرئة .

إحدى جارات برودوس تقدمت بشكوى ضد زوجته دارسي , زعمت في شكواها بأن دارسي كانت على علم بجرائم زوجها وانحرافه الجنسي والعقلي وأنها ساعدته في تنفيذ الجرائم , بعض المحققون ارتابوا في دارسي أيضا , قالوا بأنه لا يعقل أن يأتي زوجها بأربع نساء إلى مرأب منزلها ويعذبهن ويغتصبهن هناك لأسابيع من دون أن تعلم أو تشك بشيء . لكن المحكمة لم تعثر على أي دليل ملموس يدين الزوجة , لذا تم إخلاء سبيلها , وفي العام التالي , أي عام 1970 , رفعت دعوى طلاق ضد برودوس وكسبتها ثم أخذت أطفالها ورحلت إلى مدينة أخرى بعد أن غيرت أسمها وأسماء أطفالها.

ختاما ..

من المؤلم والمثير للسخرية في آن واحد , أن يفقد الإنسان حياته أو يتعرض للمشاكل بسبب نوع حذاءه أو ملابسه .. لكن دعوني أحدثكم عن شيء رأيته بأم عيني في غرة شبابي في أحد الأيام قبل سنوات بعيدة , في ذلك اليوم تعرض أحد الشباب إمامي للضرب المبرح ولتمزيق ثيابه لأنه كان يرتدي نوع من الملابس التي رأى بعض مسئولو الدولة آنذاك بأنها خارجة عن ثقافتنا وعاداتنا . ولقد سمعت ممن هم أكبر سنا مني بأن بعض الطالبات الجامعيات في مطلع السبعينات كان يجري صبغ سيقانهن بالطلاء في الشارع لأنهن يرتدين تنورة قصيرة "ميني جوب" . وقبل سنوات قليلة فقط , في هذه المدينة المسكينة التي أعيش فيها , كان أسمك سببا كافيا لأن يودي بحياتك قتلا – ولا أريد الخوض في التفاصيل – وأنا هنا أتساءل , يا ترى ما هو الفرق بين هؤلاء الذين يهينون الإنسان ويمسحون بكرامته الأرض وقد يسلبونه حياته بسبب ملابسه وهيئته وأسمه وبين جيري برودوس ؟ .. الفرق الوحيد هو أن جيري برودوس تمت محاكمته وإدانته وسجنه لسنوات طويلة , بينما سفاحون معتوهون مثله , في بعض بقاع الأرض , يتم تكريمهم! , وقد يغدون من كبار المسئولين , وقد يتحكمون بمصائر الناس , ويتاح لهم تعذيب وقتل من يشاءون .. تلك واحدة من مفارقات الحياة العجيبة التي لا املك أمامها سوى أن أرثى لحال جيري برودوس .. مسكين حقا .. لقد ولد في المكان الخطأ!.

المصادر :

Jerry Brudos:The Fetish Killer
Jerry Brudos – Wikipedia
Oedipus complex
Castration anxiety – Wikipedia
Foot fetishism – Wikipedia
Why Do People Have Foot Fetishes?

تاريخ النشر 12 /04 /2016

guest
106 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى