أدب الرعب والعام

يوميات زوج سعيد

بقلم : بائع النرجس – جمهورية مصر العربية
للتواصل : [email protected]

زوجتي الكونتيسة المصونة والجوهرة المكنونة وتوأم ( مارلين مونرو ) !!

اليوم أسعد يوم في حياتي ، ستسألون عن ا لسبب ؟ حسناً سأخبركم ..

السبب ببساطة أني اليوم منذ عشر أعوام ولأول مرة سأستمتع بحياتي منفرداً داخل منزلي الغالي ، حيث أن زوجتي الغالية لم تفارقني ولا للحظة واحدة أبداً مهما كان الثمن ، حتى العمل فهي شريكتي في المكتب و تجثم على صدري ، و كأنها صخرة أستراليا العظيمة ، لا أستطيع أن افعل أي شيء خارج عن قوانينها ، و إلا ّ نلت مالا يحمد عقباه ، لست سلبياً  و لكني رأيت غضبها في من حولي ففضلت جانب الاستسلام ، وعملت بالمثل الذي يقول ( أصبر على جارك السوء إما ينزاح أو تجيله من عند ربنا و يخده و يرحنا من شره )

على العموم سأحكي لكم اليوم بعض مواقف من حياتنا معاً وسأترك لكم الحكم في النهاية .

كان لدينا الشهر الفائت حفل زفاف لإحدى الأقارب ، وهنا زوجتي الكونتيسة المصونة والجوهرة المكنونة وتوأم ( مارلين مونرو ) قررت كعادتها أن تظهر جمالها الفتان لجمهور النسوة في الفرح ، و أني أخذت نجمة من السماء أو اختطفت حورية من حوريات البحر وأنها صابرة على حظها العاثر الذي أوقعها معي ..

 ولأن الشيء لزوم الشيء قررت أن تذهب إلى ” المزين الحريمي ” و لكي تتفاخر على مشجعيها في جمعية ( المرأة المتوحشة ) قررت أن تذهب إلى أحد المحلات المشهورة  ، وطبعا لابد أن أكون مرافقاً لها، وكأني ظل تابع ، المهم وصلنا إلى المحل و لكن حدث شيء لم تكن تتوقعه ، كان باب المحل ضيق ، و طبعاً لأنها تحافظ على قوامها السمهري لم يمر من الباب مع أن كل الزبائن لم يشتكوا منه ، وحاولت أن أغير فكرة دخولها ، ولكنها أصرت ..

وتراجعت للخلف بضع خطوات ثم انطلقت لتعبر الباب  فحُشرت وصرخ صاحب المحل ، وأخذ بعض الزبائن يصرخون ، حاولنا أن نجذبها للخلف و لم ننجح ، وفشلت كل محاولات إخراجها ، صرخ فينا صاحب المحل قائلاً :

–  كيف فكرتم ؟ كيف واحدة بوزنك الزائد وحجمك الكبير تدخل هنا ؟

هنا احمرت عيناها غضباً و لم يعلم أنه بذلك قد كتب نهايته ، وصرخت صرخة عظيمة تشبه صرخة ( هولاكوا  )   فوجدت الباب قد انتزع من مكانه ، و انطلقت الصرخات  فسمعت أشياء تتحطم و تتكسر و كأن هناك حرب ضروس تدور داخل المحل ، و بعد كر و فر و بعد عويل و صراخ رأيتها تخرج و هي كالطاووس ولم تصب بخدش واحد ..

غيرت بعدها فكرة المزين و رأت أن أفضل حل هو أناملها ، فقررت أن تعود إلى المنزل لتزين نفسها بنفسها ، وفي الطريق و في أحد الشوارع المظلمة أوقفنا مجموعة من ” البلطجية ” و هنا أشفقت عليهم ، فطوال الطريق لم تتكلم زوجتي وأحسست أنها تزفر ناراً من أنفها و كأنها تنين بجواري ..

هبطت من السيارة أتفاهم معهم ولكنهم أرادوا أن ينزلوها من السيارة ، وطبعا هذا كان خطأ عمرهم فقد ترجلت من السيارة و وقفت تنظر إليهم في صمت و هم يسخرون منها ، أحسست ساعتها أنها ستشعل النار فيهم بنفثه من فمها و لكنها انطلقت إليهم كالثور الهائج ، و في اليوم التالي قرأنا في إحدى الجرائد : العثور على مجموعة من البلطجية في حالة خطرة ، و لم يتم معرفة السبب ، و كأن حافلة هي من فعلت ذلك .

طبعاً الفرح له حكاية أخرى سأحكيها في معبد ، و لكني سأحكي قصة أخرى ..

في يوم من الأيام أحضر جارنا العزيز السيد ” فاضل ” كلباً من نوع  ” الدوبر ” ، هذه الكلاب التي تشبه الوحوش و طويلة  بحجم الحمار ، لا ترحم متطفلاً غريباً على المكان التي تحرسه ، و لأن زوجتي العزيزة صاحبة رأي قررت أن تثبت قوتها لجارتها ” زوجة السيد فاضل ” و أنها قوية بما في فيه الكفاية لتدريب أقوى الجبابرة و ترويضهم ..

طبعاً عرفت من تريدهم زوجتي بهذا الحديث ، و بالفعل بعد ساعة من النقاش في الشرفات استشاطت زوجتي وقررت أن تقضي على أسطور هذا التنين ” الدوبر “

أحم — أقصد الكلب الدوبر ، و دخلت إلى دولابها وأرادت أن ترتدي شيئاً لتصارع به ، و بعد ساعات طويلة ظننت خلالها أنها فارقت الحياة ظهرت وكأنها ارتدت كل الملابس التي لدى البيت بأكمله ، حتى ملابس طفلتي الصغيرة لم تسلم بل وضعتها على رأسها وعينيها وكأنها ” سلاحف النينجا ” ، و أخذت تهمهم بكلمات لم أفهم مغزاها من كثرة الملابس التي على وجهها ..

ظننت أنها تصب باللعنات علينا إذا حدث لها مكروه ، و أخذت تسير في المنزل وكأنها كرة ضخمة من الملابس التي تكورت مثل كرة القدم ، ثم أمسكت بقضيب من الخشب و أخذته ثم انطلقت إلى ساحة الحرب ، لم أجرؤ أن أسير خلفها فأنا أخشى كل الحيوانات ، و كنت أتمنى في قرارة نفسي أن يفترسها الكلب و حينها سأحضر خروفا مذبوحا كهدية على المعروف الذي فعله بي ..

لكن ليت كل ما يتمناه الإنسان يدركه ، و انطلقت إلى الشرفة لأتابع المعركة بين كلب الدوبر و المدعوة زوجتي المصونة و الجوهرة المكنونة ، و في غضون دقائق شاهدتها تقف أمام الكلب وأخذ يتابعها في استغراب ، فقد تمدد باسترخاء ، نظر إليها في بلاهة ولكنها فعلت شيئاً غريباً جعلني أصدق أن الإنسان أصله حيوان فعلاً ، فوجدتها تنحني لـتأخذ وضعية ذات الأربع ثم أخذت تنبح لتستفز هذا الكلب الذي فضل الاستسلام مثلي وفتح فمه ليتثاءب في كسل ..

 أخذت هي تنبح أكثر وتضربه بالحجارة  و لكن الكلب لم يحرك ساكناً و فضل الصمت ، بقيت زوجتي تحاول أن تستفزه لمدة أربع ساعات حتى أخذت تعض أذنه و تعض ذيله ، لكنه كان بالذكاء الذي جعله يقدر حجم قوة خصمه فاستسلم ببساطة لها ، و أخذت زوجتي تحمله وتضرب به الأرض حتى استشاطت غضباً و وصل الدم إلى رأسها  فكادت تنفجر ..

قد أصبحت كأنها بركان ثائر ، و وسط وطيس هذه المعركة المحتدمة سمعنا صوت ضحكة زوجة السيد فاضل ، ضحكة ساخرة وكان ذلك بمثابة القشة التي قسمة ظهر البعير ، هنا انطلقت زوجتي وكأنها أصيبت بصاعقة ، فانطلقت أنا كالبرق لأغلق الباب ولكن كل المتاريس لم تقف أمام غضبها فحطمت الباب بعنف وكأنها فيل أفريقي ونظرت إلي في غضب و وجدت الشرر ينطلق من عينيها ، فهمت ما سيحدث و يومها نمت في مشفى القصر العينى إثر شرخ في الجمجمة وكسر في الذراع ولا أعرف ما هو ذنبي أنا ؟

***

” رررررررررررررررررررررررن “

جرس الباب يرن ، أكيد أصدقائي وصلوا فقد وعدتهم بسهرة جيده خصوصا أني وحدي و بالفعل وصلوا جميعا و جلسنا نشاهد مباراة كرة القدم بين الأهلي والزمالك و أخذتنا الحماسة و أخذنا نصرخ ونضرب الأرض ونضحك ونلقي النكات ، ثم فجأة وجدتها تقف أمامي !! لم أصدق نفسي ، و هنا سمعتها تقول بصوتها الذي يشبه صوت الشاويش عطية

– لقد فاتني القطار فقررت أن أعود أفضل

ثم صرخت فطار كل من حولي حتى أصدقائي اختفوا ولم يبقى غيري

–  ماذا تفعلون في بيتي ؟

وهنا لم أرى شيء غير زهرية الورد وهي تقبل رأسي وكل شيء في البيت ، حتى الأواني لم تتركها بحالها ، هذا ما حدث معي ..
أما ما حدث لأصدقائي فسأدخره للمرة القادمة
( إلى اللقاء في يوميات أخرى )

تاريخ النشر : 2016-05-01

guest
101 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى