تجارب من واقع الحياة

نفسي أكون سعيد!!

بقلم : Muhamed – مصر

انا اعيش فقط من اجل العيش وليس شيء اخر

أنا فتي ابلغ من العمر 17 عاما , لا اعرف لماذا اكتب قصتي , ربما لأني اريد نصيحة وفي نفس الوقت لا ارغب ان يعرف احد من انا …

لقد ولدت سنة 1999 ليلة العيد , ولكنه لم يكن عيد بالنسبة لعائلتي , فبالرغم من سعادتهم لأني أول مولود لهم إلا أن السعادة لم تكتمل لأني ولدت مشوه القدمين , ومنذ ان بدأت افهم الحياة وانا في معاناة من جراحات مختلفة وبأشكال مختلفة وأنا مجرد طفل لم أتجاوز االسادسة .

لم اكن افهم لماذا يحدث ذلك ؟ .. لماذا كل هذا الالم والمعاناة التي امر بها , كنت اجد جميع الاطفال من حولي يلعبون ويلهون وانا جالس طوال الوقت بدون سبب ولم يقتصر الامر على ذلك لقد كنت اجري عملية جراحية كل شهر تقريبا . في الحقيقة في هذه الفترة بالرغم من المعاملة الجيدة من حولي الا انني فقدت كل ما يتعلق بالآدمية ، في الحقيقة انا لست شخص يكره الحياة ويتمنى تركها ولكني من شدة الألم كنت انام يوميا واتمنى ان لا استيقظ .. كنت ابحث عن الخلاص بأي طريقة .

مرت الايام ودخلت المدرسة واستمرت معاناتي بل زادت , لم اكن العب مع اصدقائي فلم اكون اصدقاء واصبحت شخص انطوائي وعندما كنت اسير في الشارع كان الجميع ينظر لي بسبب مشيتي المختلفة فكرهت الخروج واصبحت اكثر انطوائية ورهبة من الحياة والاختلاط مع الناس .

حياتي اصبحت عبارة عن انترنت والعاب الكترونية ومشاهدة افلام واصدقاء خيالين اتحدث معهم واخذ ارائهم، انا لست مجنون ، انا اتحدث معهم واعلم انهم ليسوا موجودين ، لقد صنعتهم في خيالي كما اردتهم ، لقد صنعت عالم موازي للعالم الخارجي ، اصبحت في عزلة تامة.

مرت علي 4 سنوات لم اخرج من البيت سوى للامتحانات فقط … لا اعلم كيف سأكمل حياتي بهذا الشكل، اعلم بانني لست الحالة الاسوأ في العالم وانني افضل من غيري وانني يجب ان احمد الله في كل لحظة على ما انا عليه مهما كان ، اعلم هذا الكلام جيدا فقد كنت اسمعه من عائلتي والاطباء النفسيين على مدار 8 سنوات ، فبسبب العزلة ارسلتني والدتي لطبيبة نفسية في الحقيقة كانت رائعة وطيبة للغاية لطالما عاملتني بلطف ولكني كنت اعلم انها تفعل ذلك بدافع الشفقة كما يعاملني الجميع طوال الوقت . اتذكر هذه النظرة علي وجه من يراني ، لو كانت النظرات قاتلة لقتلتني هذه النظرات منذ سنوات عديدة .

والآن انا اعيش في عزلة ولا اعلم ماذا افعل والى متى سوف اظل هكذا ، دائما افكر في المستقبل واراه مظلم ، دائما ابحث عن السعادة .. عن الصداقة .. عن الحب .. عن المغامرة .. عن كل شيء لم استطع فعله .

اسأل نفسي دائما الى متى سأظل وحيدا وهل ساتزوج ؟ .. ولكني لن اقبل ان اكون اقل من زوجتي او ان اتزوج بدافع الشفقة ، اذا فليذهب الزواج للجحيم وليذهب العالم معه لم اعد اكترث لشيء ولا اهتم بشيء .. انا انتظر .. لن اقول بانني انتظر الموت وهذا الكلام الثقيل ولكن انا بكل بساطة انتظر غدا ماذا سيحدث ؟ هل سأكون افضل ام اسوأ ؟ ليس لدي شيء افعله سوى انتظار الاقدار .

لا اعلم هل سوف اصمد كثيرا في انتظار ما سيحدث لي وهل ساجد السعادة ام لا ؟ واذا لم اجدها هل يجب علي ان انهي هذه الحياة البائسة بنفسي دون انتظار المزيد من الالم .. لا اعلم .. في الحقيقة انا لم اعد اعلم اي شيء .. هل يستطيع احدكم ان يخبرني ماذا افعل وكيف اتخلص من معاناتي .. ولكن ارجوا كلامكم يكون جديد وليس مثل هذا الكلام الذي جلست استمع له على مدار حياتي بأكملها .. كالصبر وغدا افضل وغيره من الكلام .. اعلم بأن كلامي صادم ولكن المعاناة التي رأيتها جعلتني لا اكترث لأي شيء .. لقد اصبحت اعيش ولا اعلم لماذا وما الهدف .. انا اعيش فقط من اجل العيش وليس شيء اخر….

وبعد ان عرفتم قصتي هل يستطيع احدكم ان يفيدني ماذا افعل؟؟

تاريخ النشر : 2016-06-12

guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى