تجارب من واقع الحياة

موهبتي نعمة سببت نقمة

بقلم : لا اريد ذكره – الجزائر

أنا أكره الدراسة بشكل كبير

السلام عليكم و رحمة الله ، أنا ولد عمري 16 سنة ، في ظاهري ولد كباقي الناس لا يعيبني شيء ولكني أتميز عن البقية بموهبة خاصة ، أظن أن الكل يتمناها ، ألا و هي الذكاء الشديد – ليس عادي – ، فأنا الأول على مستوى ولايتي و احتليت المراكز الأولى في امتحان شهادة التعليم المتوسط ، ولكن ليس كما يتوقع أي شخص ..

مثلما يقولون المذاكرة و المراجعة ، لا بل العكس تماما فأنا أغلب وقتي نائم في القسم أو متغيب ، و حتى أن بعض المواد لا أملك دفاترها ، فلا أكلف نفسي حتى عناء كتابة الدروس ؛ في دفتر الرياضيات كتبت أول درسين ، و درسين في الوسط ، و في الأخير فقط ، و لا يوجد حتى دفتر الأدب العربي و الفرنسية و الفيزياء ..

 رغم هذا آخذ العلامة الكاملة في هذه المواد دائما ، حتى في شهادة المتوسط ، و قد يقول البعض " يراجع في المنزل أو شيء من هذا القبيل " و لكن مثل المدرسة ، نفس الشيء في المنزل ، أمضي وقتي على الحاسوب أو الخروج للعب كرة القدم ، و هذه قصتي منذ أن دخلت للدراسة ..

موهبتي جعلت لي الكثير من الأصدقاء و الصديقات ، و احترام في مجتمعنا ، و أغلب سكان مدينتنا يعرفونني و يعرفون اسمي ، و حتى عندما أسير في الشارع و يراني أي احد ، يأتي مستغربا يسألني ليتأكد من اسمي ، إذ كنت نفس الشخص الذي سمع عنه.

 وكما تعلمون الاهتمام الزائد من مجتمعي سبب لي ضغط كبير جدا لا يمكن أن يتصوره أحد ، فالكل ينتظر نتائجي بل حتى و قبل نتائجه في الدراسة ، و زاد هذا الضغط علي خصوصا منذ دخلت الثانوية ؛ فالكل يذكرني بشاهدة الباكالوريا حتى أني أحس أن الجميع شكل علي سلسلة تخنقني من أجل شهادة الباكالوريا ..
كما يقولون شهادة الحياة و المستقبل ، و حتى عندما يزورنا الأقارب أول سؤال لهم عند الباب " كم كانت نتائجك الدراسية " و بعدها يأتي السؤال عن حالي ثم بقية أفراد الأسرة ..

الكل يتباهى بي ، بل حتى أن أسرتي تعتبرني رمز فخرها ،  أخوالي ، أعمامي ، بل و حتى جيراني يمارسون علي نوع من الضغط من أجل الدراسة ، حتى أني أحس أن بعضهم من شدة مناداتي بالعبقري نسي اسمي ..

و كملاحظة أنا أكره الدراسة بشكل كبير ، فلا أهتم بأي مادة لدرجة أن بعض المواد الدراسية لا أملك حتى أدواتها ، فإما أكون مزقتها أو نسيتها في مكان ما ، أو لم يكن عندي حتى أدواتها من الأساس ..

أنا أحمد ربي على هذه النعمة ، و لكنها جعلتني مراقب و كأنني مسجون في وسط مجتمعي ، و أنا لا أتمنى إلا أن يعاملوني كانسان عادي بينهم ، بل حتى أني نسيت آخر مرة سألتني أمي عن أحوالي ، فكلامها كله " كيف أحوال دراستك ، ما هي نتائجك ، أدرس للعام القادم "

 

تاريخ النشر : 2016-06-19

guest
36 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى