أدب الرعب والعام

امير الظلام ج3

بقلم : الامير الحزين – مصر
للتواصل : [email protected]

هناك قصر كبير شاهق كأنه قلعة مخبأة في الغابة

نجح " تينب " في أول درس وهو التضليل ، وحصل على تهنئه من معلمه ، لكن هل انتهى الأمر إلى هذا الحد ؟ بالطبع لا ، لقد بدأ الأمر ، سوف يبدأ "  تينب " دروس جديدة ، ربما التضليل من أول مبادئ الشيطان ولكن ما سيأتي بعد ذلك سيكون أكبر ، إن " تينب " في مرحلة التعلم ، وهناك ما هو أكثر شراً ودماراً ..

*********
بعد مرور عامين

–  أين أنا ؟ ما هذا المكان ؟ ما هذا الظلام الذي قد أحاط بي ؟ ما هذا الثقل ؟ لا أستطيع الحركة !!
كان " تينب "  في هذه الأثناء يمر بوقت حرج جدا ، وجد نفسه بعد يوم مرير في مكان لا يعلم ما هو ، يملؤه الظلام من كل ناحية
–  صوت موحش يخترق الظلام –  ماذا سوف نفعل به الآن ؟
–  لا أعلم سوف ننتظر أوامر القائد ..
–  أنا سمعت أنهم يريدون قتله !
–  و أنا أيضا ، قد علموا شياطين " الاجينس " أن وريث العرش موجود في هذا العالم ، لذلك بعث الملك  " أركوس " بعضاً من القادة وجنود الاجنيس ليأسروه ويقوموا بقتلة ..

في هذه الساعة كان " تينب"  بين الوعي و الاوعي ، وكان يستمع إلى صوت هذان الاثنين اللذان لا يعلم من هما ، و لا يعلم أين هو ، لكن ما جاء في خاطره قبل ساعة نهايته ، أنه تذكر ما حدث له في الوقت الفائت من حياته وما مر به إلى هذه الساعة ..
 
*********
قبل هذا الوقت بعامين
 
–  تينب هيا أسرع و أحضر الأضحية بسرعة ..
–  حسنا يا معلمي أنا قادم ..
 كان تينب في ذلك الوقت يحمل على كتفيه شخصاً مكبلاً ، قام بوضعه على طاولة في كوخ " هيدوس " .. بعدما وضعوه بدأ " هيدوس "  يتلو عليه الترانيم ويرش عليه دماء كبش أسود ، إلى أن بدأ الفتى  – و كان في سن المراهقة – يستيقظ ليجد نفسه على هذا الحال ، ظل يذرف دموعا و يحاول أن يتوسل لهم ..

لكن ما قام به هذا الساحر كان أمرا متوقع ، وبعدما تم إنهاء التعويذة بدأ الظلام يشتد و أصوات الصراخ تعلو ، وبدأ يخرج من فم هذا الفتى دخان حتى ملأ المكان كأنه ضباب ، ثم اشتعلت النيران فيه إلى أن أحرقته تماماً ، ثم وقف على قدميه وبدأ يتحدث وهو مشتعل ، ويخبر الرسالة إلى " تينب " ..

" لقد اقتربت النهاية أنت تقترب من العرش ، و لك أن تختار ، والاختيار بين يديك " ، ثم وقع الفتى وقد أكلته النيران التي اشتعلت في جسده ، لم يفهم تينب الرسالة و ما المقصود منها ، لكن ما علمه أن مهمته ليست بالسهلة و أنه يحتاج إلى  القوة حتى يتمكن من تحقيق هدفه ..

 بعدما أنهى درسه الأول وهو التضليل ، بدأ في الدرس القادم ، ذهب معلمه و أخرج صندوق شكله غريب جدا ، مقفل ولا يفتح سوى بتعويذة ، أخبر تينب أن هذا الصندوق به كتاب ، و هذا الكتاب ليس من هذا العالم ، أخذه هيدوس من ساحر شيطاني من العالم السفلي ، كان هذا الساحر يمتلك قوى تمكنه من أن يقضى على جيوش من الأعداء ..

 كان هذا الشيطان ساحر الملك " اركوس "  ، كان يلبي له أوامره وقد سرقه منه " هيدوس" وجاء إلى هذا العالم وهو لا يفتح إلا على يد الملك أو أبنائه ، لكن أنت يا تينب تستطيع فتحه ، فأعطاه التعويذة حتى يفتحه بها ، بعد أن تلا " تينب " التعويذة على الصندوق فتح و وجد بداخلها كتاب له شكل غريب و غلافه كأنه نوع من أنواع الجلود ..

أخذ الكتاب و أعطاه لمعلمه ، لكن صفحاته فارغة لا تظهر إلا عند اكتمال القمر ، و إلى هذا الوقت سينتظرون اكتمال القمر ، ليأخذ من الكتاب قوى أكثر شرا  و إيذاء من ذي قبل ..

ذهبوا إلى صحراء قاحلة ليمكثوا في الكهف المظلم، وهو كهف تابع للشياطين ولا يدخله البشر، ليتعلم تينب الأساليب الجديدة ، وهى على ثلاثة مراحل في الكتاب ، كل مرحلة بها قوى مختلفة ، كل قوى من هذه القوى أشد من سابقتها ، وكل مرحلة تزداد صعوبة وخطورة ..

المرحلة الأولى

بعد اكتمال القمر ظهر في الكتاب التعاويذ والترانيم السحرية ، و في هذه الأثناء يجب عليه أن يستخدم قوى الشيطان التي يمتلكها  للتصدي لمجموعة شياطين يريدون أن يهتكوا به ،  قام هيدوس بتلاوة تعويذة من الكتاب جعلت جدران الكهف مظلمة و لزجة كأنها من الطين ،  بدأ من هذا الطين اللزج يخرج كائن غريب أسود اللون ، طويل القامة و له قرنان مثل قرون الثور .. بمعنى أنه نوع من الشياطين ..

 ظل يقترب من تينب بسرعة فائقة ليفتك به ، ولكنه  تمكن من الإفلات منه ، لم يتوقف الشيطان بل ظل يهاجمه بمخالبه التي يمكنها أن تقسمه لنصفين ، و ظل تينب يتفادى ضرباته ، صرخ لمعلمه و سأله كيف يهزم هذا الشيطان ، فهو لم يقاتل شياطين من قبل ..

أخبرة أن يستخدم قواه الشيطانية و ليستخدم هذه القوة يجب أن يظهر على حقيقته ، بدأ تينب يدرك معنى ذلك و لكن كيف لم يستعمل هذه القوى من قبل حتى على البشر ؟ ، المهم ظل يتفادى الضربات إلى أن تمكن هذا الشيطان من جرح تينب و من هنا ثار غضبه ، قام بدون وعي منه بإخراج جناحية اللذان يشبهان الغراب و طار إلى أعلى ناحية في الكهف ، ثم بدأ يتخذ شكله الشيطاني ..

 هبط على هذا الكائن وأمسك به من رقبته ثم قام بفصلها عن جسده ، لكنه لم يكن الوحيد ، بعد ذلك توالت ناحيته الشياطين يهجمون عليه ، لكنه لم يتوقف بل قاتلهم بكل السبل ، كان يحارب بشجاعة و تناغم إلى أن قضى على أكثر من ثلاثين شيطانا في مرحلته الأولى ، فرح به  هيدوس و قال له :
 
تهاني لك يا تينب ، لقد نجحت في مرحلتك الأولى ، ثم تقدم إليه و أمسك برأسه و تلا عليه تعويذة من الكتاب ، ظل تينب يصرخ من شدة التعويذة وقوتها إلى أن سقط على الأرض ، و قال لهيدوس : أحس أن رأسي يحترق ، ما هذا ؟؟ أكاد أموت من شدة الألم !!

 قال له "  كلما تجتاز مرحلة من هذه المراحل ستكون قوة التعويذة أشد ألماً وقوة ..

عندما ذهب الألم وقف و نظر من حوله و قرأ ترانيم لم يكن يعلمها من قبل ، تجمع هذا الطين اللزج من جديد ، وخرج منه نفس الشياطين ،  لكن هذه المرة هم خدم له ، فكانوا يحيونه تحية الملك وينتظرون أوامره ، قال له هيدوس " من الآن أنت تمتلك هذه القوة ، قوة الاستدعاء ، وهؤلاء خدامك ..

طبعا عادت تينب و كما يعلمها البعض أنه يحب أن يجرب كل ما يتعلمه فبدأ بنشر خدمه في المدينة بشكل غير متوقع ، قاموا بإحراق بعض المنازل ، و أيضا بقتل بعض الناس ،  و بخطفهم  ليجدوهم في اليوم التالي مقتولين بأبشع الأشكال ، و بتلبس البعض وجعلهم يعانون قبل أن يجعلوهم ينتحرون ، بمعنى أصح كل ما هو شر قد حصل  ..

لكن كل ما يحدث بالنسبة إلى الناس ليس منطقي أبداً ، أمور غريبة تحدث ولكن ليس هناك مسبب أو سبب معين ، وفي كل مرة من المرات التي يحدث فيها هذا كانت تسجل ضد مجهول ، و يعتقدوا أنهم عصابة أو جماعة سرية ، بدأ الناس يرتابهم الخوف مما يحدث ، كانت الأمور الفظيعة تحدث كأنها كوابيس وقعت على الجميع ، عانت هذه البلدة الصغيرة التي كان يعيش فيها هؤلاء الشياطين من أسى و رعب دام لأشهر ، كان هذا في المرحلة الأولى فقط و يا لها من مصائب ..

المرحلة الثانية

بعد مرور ستة أشهر على المرحلة الأولى ( و هي المدة الفاصلة بين كل مرحلة )  أخذه هيدوس إلى مكان مختلف هذه المرة ، إلى غابة تبعد عن القرى والمدن مئات الأميال ، و داخل هذه الغابة التي تعلوها الأشجار و يحيط بها الظلام من كل جانب  هناك قصر كبير شاهق كأنه قلعة مخبأة في الغابة لا يمكن أن تطأه قدم بشرية إلا و هلكت ..

 أخبره هيدوس أن هذا المكان الذي كان يقيم فيه السحرة حتى يتعلموا أصول السحر الشيطاني  ، وقفوا عند بوابة القصر ثم تلا هيدوس تعويذة  فتحت الباب فدخلوا إلى القصر ، و هنا قال له : في هذا المكان سوف تتم المرحلة الثانية ..   قال له تينب  :   و ما هي هذه الرحلة يا معلمي ؟ ..  لم يتحدث هيدوس و مشى نحو القصر ثم توغلوا به إلى الداخل ، لم يكن هناك شيء ، كان المكان فسيحاً جدا و خالٍ من أي شيء ..

 أخذوا يسيرون في ممر حتى وصلوا إلى مكان يشبه المسرح ، طلب هيدوس من تينب أن يذهب ويقف في المنتصف ، كان على جدار هذا المكان غطاء أحمر اللون عليه نقش النجمة الخماسية ، شدوا هذا الغطاء و إذ بمرآة لكنها مظلمة ، ذهب هيدوس إلى أعلى هذا المكان الشبيه بالمسرح وظل يقول كلمات من هذا الكتاب  حتى بدأت أركان القصر تهتز بشدة و كأن هناك زلزالاً مدمراً ..

 بعد ذلك بدأت هذه المرآة  تنشق و يخرج منها صوت غليظ كأنه وحش بالداخل ، و إذ بالنيران تمسك بها حتى اشتعلت ،  وفى ظل اشتعالها خرج منها كائن ضخم يبلغ طوله ستة أمتار  ، أسود و كثير الشعر ، مغلغل بأصفاد مكسورة في يده ، وشكله أبشع من أن يوصف ، قال ل  تينب : من هذا  ؟

هيدوس : هذا يسمى الغول يا تينب ، حاول أن يستدعى أحد خدامه ولكنه لم يستطع ؛ لأن هذه القوة قد بطلت في هذه المرحلة ..
 
و في حركة غير متوقعة هجم الغول على تينب ، ولكنه قد تحول إلى شكله الشيطاني ، و  حاول أن يهاجم هذا الغول ،  لكن كان الغول أقوى منه بكثير ، فكانت ضربات تينب غير مجدية ، كان الغول يهاجمه بشراسة حتى كاد أن يحطمه من هول ضرباته ، لكن كلما سقط وقف مرة ثانية ، فهو لا يريد أن يستسلم ، و ظل يتلقى الضربات مرات ومرات  إلى أن ضعفت قوته ، يبدوا أن نهايته قد أوشكت ..

********

في الوقت الحالي

–  ولكن كيف علموا بمكان هذا الفتى ؟
–  لا أعلم ولكني قد سمعت من أحد جنود الاجينس أن من اخبرهم هو ..
–  أنتما الاثنين توقفوا عن التحدث وراقبوا هذا السجين جيدا
–  حسنا يا سيدي القائد ، هيا اصمت و إلا سوف نعاقب بشدة

كان تينب في هذه الأثناء مكبلاً بالأصفاد من قدميه حتى رأسه ، لا يستطيع الحراك و هو يستمع إلى هؤلاء و قد علم من حديثهم أنهم حراس سجنه ،  ثم عاد مرة أخرى إلى تذكر ما حدث في ذلك اليوم
 
**********
وقت قتاله مع الغول

يبدوا أن نهايته قد أوشكت  .. و في هذه الأثناء قال له هيدوس :
–  يبدوا أن هذه نهايتك ، الآن أنت في عداد الموتى ..

و ما إن أنهى هذه الجملة حتى أيقظ الغضب في داخل تينب و جعله يطلق صرخة قد هزت أركان القصر ، وقف تينب وقال  بصوت غاضب :  لاااااااا ، ليست نهايتي بل نهايته هو ، أنا أمير الظلام ، أنا وريث عرش مملكة العالم السفلي .. و في هذه الأثناء ازداد غضبة وهجم على الغول بضربة جعلته يسقط ، ثم انهال علية بالضرب والركل والتمزيق وكلما يضربه ضربة تزداد قوته وغضبه حتى انعكس الأمر ، أصبح هو مثل الغول بل أقوى و أشرس منه ، و في نهاية الأمر أمسك الغول من رقبته ثم مزقها وخلع فكه السفلى بيده ..

ظل هيدوس يضحك بصوت عالٍ على ما فعله بهذا الغول وقال له : أحسنت ، غضبك وحقدك  هما اللذان جعلاك تنتصر على هذا الغول .. و نزل حيث دارت المعركة ثم اقترب من تينب و وضع يده على رأسه و تلا عليه الترانيم الثانية ، وكانت أشد من سابقتها فظل يصرخ ويضرب بيده على الأرض ويحطم كل ما هو أمامه إلى أن سقط على الأرض ، ظل يتشنج من شدة الألم حتى أغشي عليه ..

عندما أفاق وجد نفسه شخصاً غير الشخص الذي كان عليه ، فأصبح أشد قوة وضخامة بل و أكثر من ذلك ، أصبح يعلم كل أنواع السحر الموجودة وكيف يستخدمها وكيف تكون له الإمرة على الشياطين والغيلان والمردة و أن يستدعيهم بقوته  و أن يتحكم بأشياء أخرى كالحيوانات ،  و أيضا البشر و أن ينتقل من جسد إلى جسد ومن شكل إلى شكل ، حتى أنه أصبح يدخل في أحلام الآخرين ويأمرهم بما يريده ، أصبح قوي بشكل لا يصدق ..

 

لكن هذا لم يكفه ، فبطبعه يحب أذية البشر أكثر من أي شيء ، و هذه المرة سيكثر الأذى بعدما امتلك تلك القوى ، ولكن ماذا سيفعل هل سيقتل ؟ ، أم هل سيجعل خدمه ينفذوا له أوامره  ؟  أم ماذا ؟

بدأ هذه المرة بجعل البشر ليس مجرد أضاحي أو حتى دمى ، بل أكثر من ذلك ، سيجعلهم عبيدا له بمعنى الكلمة ، سينشر شره في مجتمعات عدة و أماكن عدة وفي أشكال و جنسيات عدة ، بدأ بأصغر طبقة وهى الطبقة الفقيرة ، و بضعاف القلوب ، أراهم أنه يستطيع فعل الكثير بقواه ، يريهم أشياء عدة من سحره ، أدهشهم بكل شيء حتى أنهم تقربوا منه و أصبحوا كالعبيد له و صدقوا أنه المختار ..

 أصبح يمتلك الآن الشياطين والبشر في آن واحد ، يمتلك الآن النفوذ والقوة و كل صغير وكبير ، كل ذو جاه ومال و كل إنسان غني أو فقير ، أصبح يمتلك أعداد كبيرة من القوم سادة أو فقراء، كون جماعة من البشر أسماهم جماعة أمير الظلام ، لا يعلم بها أحد و لم يسمع بها أحد ، لكنها قد تكون السبب في فعل بعض الأمور الشريرة التي تحدث في العالم ، ككثير من الجماعات الخفية والمخربة ..

ولكن هل هذا يهم ؟ ، كل هذا ليس له معنى قبل عرش أبيه ، لو أراد حتى أن يمتلك هذا العالم ليس له قيمة أكثر من أن يمتلك عرش أبيه ويحكم العالم السفلي ، هذا هو هدفه الأسمى الذي يريد أن يحققه ، يزيد " تينب " من قوته ، ويزداد حقد معلمه  ، كان  يندم على أنه أخبره بأمر الكتاب  ، ولكن هل سيقف عند هذا الحد ؟ ، ذهب إليه وهو في أشد حالاته ، و قال له :
–  تينب يكفيك لهوا ، الآن  مر عام ونصف على هذا ، يجب أن تترك كل هذه الأمور وتستعد لعرش أبيك .

–  ماذا تقول يا هيدوس ؟ هل تعتقد أننى قد نسيت العرش والمملكة ؟ لا ولكني أنتظر اكتمال القمر في نهاية العام حتى أنهي المرحلة الثالثة و الأخيرة ، لماذا يشعرك هذا بالغضب ؟ هل لأني امتلكت قوى تفوقك أم لأني امتلكت خدم من البشر والشياطين ؟

–  ما هذه اللهجة يا فتى ؟ هل نسيت مع من تتحدث ؟ ، لو لم أكن أنا لما وجدت نفسك الآن ، كنت أحمقاً تلهوا في قتل البشر وذبحهم و ما كنت سوف تصل لولاي أنا وكتاب سحر الشيطان
 
–  كيف تتحدث إلي بهذه اللهجة ؟ ، أنسيت مع من تتحدث ؟ أنا أمير الظلام و وريث العرش ..
 
غضب هيدوس وبدأت ملامحه تتبدل إلى أن هاجم أمير الظلام ، و لكن بالطبع لم يتمكن هيدوس منه فقد أمسكه و ألقاه على الأرض وكاد أن يقتله ، و قال له  بصوت غليظ : لولا انك من سيقرء  التعويذة الأخيرة لكنت اقتلعت رأسك من مكانة ، ارحل من هنا ..

و أمسك به و ألقاه بعيدا ، هيدوس في حالة يرثى لها ، وقف ونظر إليه و قال :  حسنا يا مولاي ، أنا في خدمتك دائما ..
 تركه و ذهب وهو في أشد حالاته ، يريد أن ينتقم منه وهذا ما يفكر فيه ، ترك قصر أمير الظلام ، وذهب إلى كوخه و أحضر بعض أدوات السحر ، ورسم رمز الشيطان على الأرض وبدأ بتلاوة الكلمات الشيطانية حتى فتح له باب من أبوب العالم السفلي ، دخل إلى هذا الباب ثم سار في ممر طويل جدا حتى وجد بابا في آخر الممر ..

 فتح الباب  فوجد عاصفة من الرمال السوداء قامت بابتلاعه ثم ألقته على عارضة تملأها الأشواك ولهيب النار منبعث من أسفلها ، والغيلان والمردة من الشياطين المتعددة في الأشكال و الأحجام وكل ما هو مرعب ومخيف ، بدأ يسير في هذا العالم الموحش حتى وصل إلى القصر و وجد عند بوابة القصر حراس البوابة وهم من أقوى الشياطين  و أكبرهم و أكثرهم فتكا ..

يحملون الأصفاد والمطارق ، وقف عندهم ليخبرهم أنه في مهمة إلى الملك " اركوس " ملك قوم الاجينس ، فتحوا له بوابة الدخول فذهب في هذا العالم ليصل إلى قصر الملك الذي لا يوصف لضخامته ، ذهب إلى الملك و إذ به يجلس على عرشه ، كان هذا الملك لا يوصف ، قال له  بصوت أجش : ماذا تريد ، بعدما خنتني وهربت ومعك الكتاب أيها الخائن ، هذه هي ساعتك ستموت في الحال ..
 
–  قال وهو في أشد حالات الرعب ، أيها الملك العظيم لقد جئت لأخبرك عن مكان الشيء الذي طالما بحثت عنه ، ألا وهو ابن " فيليوس " ..
– هل تريد خداعي ؟ هذه المرة لن أرحمك ..
 
–  لا يا سيدي لن أخدعك هذه المرة وسوف ترى ، كل ما أريده مهلة ، ستة أشهر فقط ، وبعدها سيكون في يدك تفعل به ما تشاء ..  
 – إذا فعلت هذا حقا سوف أعطيك قوة كتاب السحر الشيطان ، و أنت تعلم ما به من قوة ..

و من هنا أخذ العهد من الملك على أن يسلم له ابن فيليوس ، ويمتلك قوى الكتاب التي لا توصف بالنسبة للشياطين ، و الخطوة القادمة ستكون خيانة هيدوس لتينب ..
 
يتبع في الجزء الرابع و الأخير

 

تاريخ النشر : 2016-06-20

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى