تجارب من واقع الحياة

ماذا أفعل لحياتي

بقلم : عجوز صغيرة – العراق

ماذا أفعل لحياتي
لا أعرف شيئا أنا حقا تائهة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ترددت كثيراً في كتابة قصتي ولكن ليس لي أحد لأشكو له همي .. أنا فتاة عمري 16 عاماً ، لدي أخ أكبر مني وأخت أصغر مني ، كلاهما معاق ولديهما تشوه في خلايا الدماغ .. أمي تحب أخي كثيراً ، و أبي يحب أختي الصغرى ، بينما أنا مهمشة .. أعاني من السمنة منذ طفولتي وهذا عامل وراثي ، والدي قاسي جداً ، دائما أحس بأنه يكرهني ، بل أنا متأكدة من ذلك ، من تصرفاته وطريقة كلامه وإهانتة لي دائما بسبب أو بدون سبب ..

ليس لي صديقات ، فأمي لا ترغب في أن أصادق فتاة من زميلاتي في المدرسة ، حتى أن الأغلبية من الزميلات يقلن عني أني غريبة ، لي عالمي الخاص الذي كله جد والتزام ومسؤولية ليس كله مرح واستمتاع مثل البقية ، باختصار شديد لقد حبست في صندوق وأقفل علي هذا الصندوق .. عندما سافرنا خارج البلد ، لايوجد أحد لأتحدث إليه سوى الجدار ، لقد اتبعته بثرثرتي ، فكلها ألم ولم آتي إليه بخبر سار يفرح به لأجلي ..

واليوم تفاجأت بأنه لدي مرض ” السكري المزمن ” وأنا في ال 16 من عمري ، هل مكتوب علي أن أعاني في كل لحظة من عمري ؟ إذاً لماذا خلقت من الأساس ؟ لماذا خلقت وأنا حياتي قصيرة ومليئة بالهموم .. لقد حرمت من كل شيء في الحياة إلا شيئان لم أحرم منهما هما الماء والهواء .. حقا هل أنا أعيش لأتنفس فقط ؟!! إذا كانت بدايتي في الحياة هكذا ، فنهايتي كيف ستكون ؟!! بالإضافة إلى ذلك ، المقربين مني جداً الذين هم عائلتي وأقاربي يفرحون إذا سقطت .. إذاً لمَ أعيش أصلاً ؟ هل أنهي حياتي بإرادتي ؟ ..

بدأت لا أعرف شيئا انا حقاً تائهة ، لا أعرف لمَ أعيش ولا أعرف لماذا المجتمع كله ضد الانتحار .. لا أعرف من هو الصحيح ولا أعرف من هو المخطئ .. هل استمر في الحياة أم أوقفها عند هذا الحد ؟ فأنا أعلم أن مستقبلي مسدود … ماذا أفعل ؟ لعل أحداً في هذا الموقع يقول لي .. أتعلمون بأنه ليس لدي هاتف أو حاسوب وغيرها من هذه الأمور .. كتبت لكم قصتي خلسةً ، تخيلوا بأني محرومة حتى من هذه الأمور البسيطة .. أرجوكم ساعدوني .. لم أنا بالذات مكتوب علي ألا أرى يوماً سعيداً بحياتي .. ؟!!

تاريخ النشر : 2016-06-23

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى