جحيم حياتي
لا أعرف نسبي .. |
أمي قبل الحمل بي كانت تعرف رجلاً وثقت فيه و أحبته و لم تطق الابتعاد عنه ، لكن المظاهر خداعة ، كانت أمي التي لم أعرفها قط تتواعد معه كما كل العشاق لكن لم يجازف بقول هويته الحقيقة لها ، كل ما عرفته عنه هو اسمه المزيف “احمد” الشاب اللطيف الوسيم الذي أعماها بكلامه المعسول..
في ذلك اليوم المشؤوم .. اليوم الذي هو سبب عذابي ، تحدث “احمد” مع أمي و أخبرها بأنه يريدها أن تأتي إليه بحجة أنه اشتاق إليها .. شكّت حبيبته في كلامه لكن وجهه الملائكي لا يوحي بنوايا الشر ، لذلك ذهبت إليه و يا ليتها لم تذهب ..
أخذها إلى مكان مجهول و بعيد و منعزل ، استفسرت عن وجهته لكن تكتم عن الإفصاح ، و أنزلها من السيارة و سقط قناع المحبة ليظهر الذئب المفترس .. نعم اغتصبها بوحشية و هي تصرخ و تصرخ دون جدوى ، راح شرفها و اندثرت كرامة أهلها ، لم تطق الإفصاح خوفاً من قتلها .
رجعت لبيتها شاردة صامتة ، كل حين تتذكر الأيام الجميلة كأنها حلم استيقظت منه ، لكن الخطيئة لا تُستَر .. بطنها كل يوم تكبر ، بدأ أمرها يكشف ، أمها انتبهت لها و هددتها بفضح أمرها ، خصوصاً أن لا أحد تقدم لخطبتها و سترها .
شقت طريقها نحو الشارع ، تبرأت عائلتها منها بدون شفقة ، افترشت الطرق و من يدري أين كانت تبيت أو من أين تقتات ، حتى أحست بآلام الولادة ..
توجهت إلى المشفى ، و خرجتُ للدنيا ، لكن أمي ماتت ..
لما سمع المدعو “أبي” لم يطق الخبر ، أنكر أني ابنته و استطاع ذلك لمكانته الاجتماعية ، أُخِذتُ للمركز لخمسة ايام دون حنان حتى أخذتني عائلة حقاً وفرت لي ما أحب و أشتهي ، لا يرفضون لي طلباً .. و لما كبرت صارحوني بالحقيقة المرة ، لم أتقبل الأمر .. بكيت و بكيت حتى جفت دموعي و بدأت التساؤلات تلفني .. لماذا أمي فعلت هذا ؟ و لماذا أبي لم يحبني ؟ و هل يمكن أن التقي به ؟؟
حلمت أن أرى صورة لوالديَّ فقط ، و أبكي كلما رأيت طفلاً في حضن أمه تخاف عليه و تحميه ، أو أبا يعشق ابنته و يلاعبها ، و أنا التي حرمت من كل هذا ..
أنا اليوم كبرت لكن معزولة ، لا أحد يحبني ، حتى أن هناك شباب أرادوا التقرب مني ، لكن كلما نظرت للماضي الأسود اتجنبهم .. الحب كلمة كرهتها ..
رغم كل هذا أنا سامحت أبي و أحلم برؤيته ..
هذه قصتي ..
تاريخ النشر : 2016-07-23