تجارب ومواقف غريبة

أكشن جن

بقلم : منتخب بلغاريا 1994 – سلطنة عمان

لدي في ذاكرتي قصص غريبة ..

مرحباً بكم ..
إليكم قصتان من التجارب الشخصية الجديدة لي :

** الشجرة الوهمية و الخطوات **

اعتدت في رمضان الفائت هذا العام أن أذهب للقرية كل أسبوع مرة أو مرتان ، و كنت معتاداً على الجلوس في العاشرة و ما بعدها أمام بيتنا القروي الخالي و المظلم ، بعد الانتهاء من أحاديثي مع العمال في البيت القروي الآخر المجاور و الذي يخصنا أيضا ..

المهم.. في هذه المرة كان الأمر مختلفاً ، فهذا اليوم لم يكن يتسم بالهدوء كالليالي السابقة ، كنت أتصفح الانترنت و كان الجو عاصفاً قليلاً ، و فجاة انطفأ ضوء الهاتف لسبب ما .. و بمجرد انقطاعه بدأت أسمع صوت حفيف شجرة قوي أمام و جهي مباشرة !! علماً أن الأشجار كانت على جانبي و تبعد 10 امتار ، و خلفي و تبعد 4 أمتار تقريباً .

فراعني الأمر و بدأت أسرع بالضغط على مصباح الهاتف ، و يا هول ما رأيت ، أو لنقل ما تصور أمامي ، فقد رأيت قطعة قماش بيضاء كبيرة تطير في الهواء ، ثابتة في مكانها على بعد حوالي 10 أمتار في وسط الظلام ، فحاولت سريعاً أن أوجه فلاش (ضوء) الهاتف نحوها ، و لكنها كانت قد اختفت من أمامي ، ترددت قليلاً و لكني أصررت على الجلوس لبعض الوقت ..

ماذا برأيكم كانت تلك ؟ هل كانت حقاً قطعة قماش تطير
بفعل فاعل أم أن إضاءة أو بؤرة الضوء في وجهي هي من جعلتني أتخيلها بذلك الشكل ؟

أكملت تصفحي للإنترنت وحان موعد مغادرتي للبيت القروي ، و قبل ركوبي للسيارة قمت بدورة على جانب البيت
حيث لا يحدُّه سوى بيوت مهجورة و سلاسل جبال موحشة وطويلة ، و أثناء عودتي للسيارة أحسست خلفي بخطوات مشابهة لخطوات النعل الذي أرتديه ، كانت مجرد خطوتان فخفت و التفتُّ للخلف مشعلاً ضوء هاتفي باتجاه مصدر الصوت و لكن لا شيء !!
لم أرتح حينها و علمت أن هذه الليلة ليست على ما يرام
و ليست كاأخواتها من الليالي السابقة ، و بسرعة أدرت محرك سيارتي و غادرت المكان عائداً للمدينة .

** العابث بمقبض الباب **

هذه الحركة تحدث تقريباً كل عيد حينما تغادر الأسرة للقرية لقضاء العيد و أقضي الليلة السابقة له لوحدي بالمنزل ، المهم في تلك الليلة و بمجرد مغادرتهم المنزل ، كنت بغرفتي أتصفح الإنترنت كعادتي في غرفتي المضاءة ، و في لحظة سمعت مقبض باب الغرفة المجاورة لي و كأن أحداً يريد أن يفتحه ، و حينها تحفزت و بدأت أكلم نفسي سراً :
هيا إفتح و لنرى من أنت فأنا مستعد لك ، بل أعرف من تكون ؟!

كانت تصل إلى سمعي مجرد نصف محاولة لفتح الباب ، و فجاة توقف ذلك الشيء عن الإمساك بمقبض الباب ، فانطلقت سريعاً باتجاه الغرفة ، و فتحت الباب و أنا أقرأ البسملة و الأذكار ، و فتحت المصباح و بدأت أفتش الغرفة ، و لكن لا أحد !!
ابتسمت حينها لأنها مرت على خير ..

أطفات النور و أغلقت الغرفة و عدت لأنام بعدها لساعات و كأنه لم يحدث شيء .

……………………………………..

و لدي في ذاكرتي قصصاً غريبة حكاها لي أصحابي فأحببت أن أقصها عليكم .. و أتمنى أن تخيفكم ..

** طفل الجن **

حكى لي أحدهم أنه في حوالي الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً في القرية أراد الذهاب لجيرانه ليتبادل معهم أطراف الحديث ، و بينما هو متجه لمنزلهم القروي ، و عند اقترابه منه ، لمح شخصان أحدهما خارج المنزل و هو ابن صاحب المنزل و كان متجهاً للمنزل المرتفع على تلة صخرية ، بينما الآخر و هو الأغرب الذي أثار ريبته فكان طفلاً صغيراً عارياً إلا من “شورت” غامق اللون يستر جسده ، و كان صاحب القصة يرى حركة الشخصين في ذات الوقت بينما هما لا يريانه .

وفجأة أحس الطفل الصغير الغريب بخطوات ابن صاحب المنزل و هو قادم فركض بسرعة باتجاه إحدى غرف المنزل و قفز إلى داخلها ، و قبل دخول ابن صاحب المنزل للبيت أوقفه صاحب القصة بمزمار السيارة وبدأ يخبره بالأمر حيث قال له : قبل قدومك للمنزل لمحت طفلاً صغيراً يتجول في أنحاء المنزل ، و شككت في أنه ابن قريبتكم فلانة أو ابن أحد غيرها ..
فقال له ابن صاحب المنزل : عن أي طفل تتحدث ؟! فلا يوجد أحد غيري بالمنزل ؟
وهنا بدأ شيء من الخوف يتسرب إليهما ، و بسرعة انطلقا إلى داخل المنزل ، واتجها لتلك الغرفة التي قفز بها الطفل وفتشاها ، ثم بقية الغرف و أرجاء المنزل ولكن لم يجدا أحد !!
يا إلهي طفل غريب يُرى في وضح النهار ، و يدخل في غرفة و يختفي فيها بلمح البصر ، علماً أن اصحاب المنزل لا يوجد لديهم أطفال فكلهم بالغين ..
أترك لكم الحكم .

** الطارق و الشخص المجهول **

نفس البيت القروي ، ذهب إليه رجل ليلاً ليجلس مع صديقه صاحب المنزل ، و كان البيت مظلماً يومها فاعتقد أنهم أوقفوا تشغيل مولد الكهرباء وخلدوا للنوم ، فقال في نفسه : لا بأس من إيقاظهم ..
واتجه للمنزل وقام بطرقه وبدأ ينادي :
هييييي ، هيييييي
فجاءه الرد من خلف الباب ومن رجل آخر :
هيييييي ، هيييييييي
وكرر الرجل نفس النداء و أتاه نفس الرد من الرجل المجهول ،
فاستغرب الرجل إن كان صاحب المنزل فلماذا لا يفتح الباب
و هو صديقي و يعرف أنني أزوره بهذه الأوقات !!
ولكن ما زاده حيرة أن الصوت لم يكن صوت صاحب المنزل
بل كان لشخص آخر ، و حينها آثر الرجل المغادرة ، و عندما التقى بصاحب المنزل بعد أيام قال له :
لقد قدمت إلى منزلك في اليوم الفلاني و الوقت الفلاني ،
و طرقت بابك و لم يجبني إلا رجل كان يردد نفس النداء الذي أقوله ..

حينها ضحك صاحب المنزل و قال له :
حتى أنت التقيت بهم ؟! يا صاحبي هؤلاء يكادون يحولون
بيتي القروي إلى جحيم ، فكثيراً ما يزعجوننا حتى في أحلامنا ، فأحلامنا تصبح كوابيس مخيفة ، و الوقت و اليوم الذي جئتنا بهما لم يكن ببيتنا أحد بل كنا كلنا هنا بالمدينة ..

أترك لكم الحكم مع ثقتي بذلك الشخص ، فلا تقولوا لي لص أو غيره ، فذلك البيت ليس فيه ما يسرق و لم تتم سرقته و لا مرة .

** جنية البئر **

هذه القصة الأقدم بين قصصي التي ذكرتها لكم ، حيث كنا في القرية و قال صديق لي عندما كنا صغاراً ، أنه بينما كان مع أصحابه بالمزرعة عصراً رأى امرأة غريبةً آتيةً من إحدى الجهات ، و مرت بقرب البئر ، و واصلت المسيرحتى اختفت عن الأنظار ، فاستغرب و سأل أصحابه الذين قربه : هل رأيتم
تلك المرأة التي مرت بقرب البئر ؟؟
فاستغرب أصحابه :
عن أي امرأة تتحدث ؟! لا شك أنك تهلوس أو توسوس ؟
هل حقاً هو كذلك أم رآها بالفعل ؟!
مع العلم أنني أعرفه و أعرف أخلاقه و صدقه ..

تاريخ النشر : 2016-07-30

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى