تجارب ومواقف غريبة

زوار الفجر يطرقون باب غرفتك ، هل ستفتح ؟

بقلم : شيخة راشد – البحرين

زوار الفجر يطرقون باب غرفتك ، هل ستفتح ؟
بدأت بالاستدعاء وفتحت نافذة يجب ان تكون مغلقة ما بين الثقلين ، الانس والجان

السلام عليكم ورحمة الله ..

اربع فتيات مجتمعات في غرفة إحداهن ، كنتُ واحدة من المجموعة و صديقتي تحاول اقناعي بالتصديق بل بالإيمان مما تقوله لها هذه (العويجة) :

– صدقيني إن عويجة ستقول لك ما يخفى عليك حتى عن نوايا من تعرفيهم.

– و ما ادراكِ انها صادقة ؟ انت تعرفين أن بإمكانها أن تختلق الأحداث بناء على ما تسألينها عنه.

– لا .. لا ستقول لك بالاسم و حتى عن أرقام أشخاص معينة , صدقيني لقد أعطتني رقم هاتف من أحب و كان قد اخفى هذا الرقم عني ، تصوري الحقير الخائن ! لقد كشفت لي عويجة كل شيء عنه.

– نعم.. نعم انها صادقة لقد حدث هذا أمامنا جميعاً.

– هيا لنبدأ اللعبة و اسأليها بنفسك لتصدقي انها تعرف المخفي عنك.
__

هكذا بدأت حكايتي مع لوح الويجا التي يسميها الغرب اللويجي بورد ، او ما أسموها صديقاتي عويجة و هي كلها باب لدخول شياطين الجن تحت مسمى لعبة غامضة، بدأت معهن وانتهت بزيارات ليلية استفزازية في منزلنا و في غرفتي بالخصوص .. عرفت ان بالإمكان ان ارسم لوحة الويجا بالحروف والارقام مع كلمة نعم و لا و مع السلامة و كأس من زجاج عوضاً عن شرائها ، ففعلت و بدأت بالاستدعاء وفتحت نافذة يجب ان تكون مغلقة ما بين الثقلين ، الانس والجان ..

بدأت المحادثة او كما أسمتها شقيقتي مستهزئة ( شات بدائي ما قبل النت ) اول ليلة تعرفت على الاسم و تعاطفت معه و استمتعت بالسوالف والحكايات و انتهت المحادثة ب (مع السلامة). الليلة التالية أخذت المحادثة منحنى لم يعجبني و تلميحات لم ارتح لها ، مللت من المحادثة واللعبة وكل ما يتعلق بها ، فأفصحت له او لهم انني سأنسحب ب (مع السلامة) كما هي القاعدة المتعارفة لهذه اللعبة الشيطانية ..لا ادري هل علموا بنيتي بعدم الرجوع لهذه اللعبة المشبوهة ام لا ،لم يقبلوا الرحيل و دارت محادثة بدأت من ناحيتهم بالرجاء و كلمات الحب والعطف لكني أصررت من جهتي أني لم أعد ارغب بالاستمرار بعد الآن ، حاولوا إخافتي بالتهديد و الوعيد .. لماذا أنا مستمرة بالحديث معهم و ممسكة بالكأس ؟  أنا المسيطرة هنا لا هم ,أنا من استدعاهم و أنا من سيأمرهم بالانصراف ، هكذا قلت لنفسي ، هيا (مع السلامة) و قلبت الكأس و لكنهم لم ينصرفوا..

نمت تلك الليلة بعد صلاة الفجر و تحصين نفسي بالسور القرآنية و الصلاة على رسول الله.

 __

الليلة التالية بدأت لعبتهم معي بدون استدعاء ، عند الساعة الثالثة و الخمس دقائق فجراً وانا على سريري اشاهد التلفاز – بدأت اسمع طرق على بابي و احدهم يناديني بالاسم ، أخفضت صوت التلفاز فلم اسمع شيء,  رجحت الامر انه تداخل الأصوات في الفيلم فرفعت الصوت و رجع الطرق و مناداتي بالاسم من جديد كأن احدهم لصق وجهه في زاوية الباب ويناديني ، كان الطرق والنداء واضح هذه المرة , نعم من هناك ؟ .. لا رد !

قمت من مكاني وفتحت الباب ، بالطبع لم يكن هناك احد ، فجميع افراد اسرتي نائمين منذ العاشرة مساء, فقط أنا المعروف عني بالسهر بينهم, تمشيت بالطابق بأكمله و لا شيء غير سكون الليل و خطواتي.

 __

الليلة رقم 3 عند الساعة الثالثة و الخمس دقائق فجراً طُرق الباب و تكرر لفظ اسمي,  لم ينفع تجاهلي فاستمروا بالطرق والنداء و زاد عليه صوت من يصب الشاي و يحرك الملاعق بالأكواب , ايقنت انهم (هم) و يردون إكمال اللعبة ، لم أكن خائفة أبداً لعلمي لقاعدة مهمه انهم يتغذون من خوفنا ,هذه هي احد نقاط الضعف في بنى الانسان التي تمكنهم من السيطرة علينا ، استعنت بالله و آياته الكريمة و بثبات نفس فتحت الباب بانزعاج وليس غضب لأن الغضب والخوف يمكّنهم منا ، كانت امام غرفتي صالة للجلوس و طاولة طعام صغيرة لشرب الشاي وعليها بقايا صينية الشاي والقهوة والأكواب والتي كانت تهتز هزات متتالية كأن زلزال صغير قد خَص الطاولة فقط و باقي الصالة في حاله سكون ، أمسكت الطاولة بكلتا يدي فأخذت صينية الدِلال (الترامس) و الأكواب بالاهتزاز بشكل سريع ، داخلني الخوف فاستعنت بآية الكرسي وشرعت بالقراءة ولم أصل الى منتصف الآية حتى توقف الاهتزاز و شرعت كلبة الحراسة بالنباح الغاضب المفاجئ كمن رأى شخص غريب ، فتحت النافذة انادي الكلبة باسمها لتكف عن النباح المتواصل الذي استمرت به الى ان دخلت غرفتي .

كان سريري بالقرب من الباب فنقلته الى أقصى الغرفة بجانب الحمام بعد ازعاج دق الأبواب ليلاً..

 __

في الليلة رقم 4 غيروا خطتهم من مزح – في نظري- الى شيء تقرف و تخاف منه جميع البنات ، الصرصار او الصرصور او كما نسميه (الزهيوي) لم ارَ بحجمة و لونه اي صرصار قبله ، ففي الساعة الثالثة كنت على السرير اقرأ كتاب, احسست ان هناك شيء ينظر الي , التفت لأرى صرصار عظيم الحجم و لامع اللون على فراشي على بعد نص متر مني ، طبعاً اي فتاة تعلم ما هي الإجراءات و ردة فعلنا في هذا الموقف ، خوف و صراخ و قرف و ركض وقفز في أنحاء الغرفة ، ارمي عليه ما تطوله يدي ، في النهاية انتصرت و قتلت العدو ، للعلم سياسة والدتي حفظها الله النظافة النظافة النظافة يومياً و بكل وقت و بكل الوسائل ، فمن أين أتى هذا الصرصار الخبيث ؟!

في اليوم التالي قمنا بتنظيف الغرفة والحمام – اعزكم الله – بكل انواع المنظفات والمطهرات والمبيدات حتى الأسيد صببناه في البالوعة – اجلكم الله – ، زاد استغرابي ان فتحات البالوعة صغيرة جداً لدخول هذا الحجم من الحشرات.

 __

الليلة 5 و بنفس التوقيت جاء زائر لينتقم مني لقتل محبوبته ، صرصار يقترب حجمة من كف يدي, احمر و بني اللون لم ارَ مثل لونه في البلاد او ناشيونال جيوغرافيك , له قرنان بارزان أطول من جسده ,أرجله طويله يقف على رجلين كما الآدمي ! يقف على رجلين ؟!! ليس هناك صرصار يحترم نفسه و عشيرته يقف كما الانسان و ينظر مباشرة في عيني !! نعم ينظر بغضب و شراسة ، هذه ليست طبيعة الحشرات النظر مباشرة في العين حتى ملكة النحل لم تفعلها انت أيها الصرصار تنظر لي بغضب و تحدي ؟! استعنت بقواي من كتب و مخدات و احذية و زجاجات ماء وكل ما طالته يدي ، لم اصدق عيني عندما قذفت بكتاب على ذلك المخلوق و تفاداه بقفزة من رجليه النحيفة المشعرة البشعة !! لقد عرفوا كيف يخيفوني و يستفزوني لم اخف من جان خفت من حشرة !! طبعاً و أنا اقذف بالأغراض عليه كنت اقراء سُوَر القرآن الكريم و اكررها ، و قبل ان اقتله سميت باسم الله ، انهرت بعدها ارتجف و ابكي و أنا أردد المعوذات .

 __

قبل الليلة الرابعة بيومين حدثتني اختي عندما رجعت الى المنزل مع والدتي ، عن كيف سمعت كلبة الحراسة بالخارج تنبح بغضب بلا توقف وانا اضحك عليها وكلما ضحكت زادت بالنباح ، فعجبت اختي من ضحكي المستمر بصوت عالي و نباح الكلبة ، فقلت لها متى ذلك قالت من ساعة الا ربع قبل المغرب .. كيف ذلك والدتي وانا لم ندخل المنزل الا الآن منذ خروجنا بعد صلاة العصر ؟!

 __

الليلة 6 .. قد بدأت فترة الاختبارات بالجامعة و لكم ان تتخيلوا الصعوبة في التركيز بالمذاكرة مع كل هذه الاستفزازات الخبيثة ، درست ليلتها ولم يحدث الا بعض الطرق على النوافذ ولم اشغل بالي بها الا بذكر الله و آياته و المذاكرة , صليت الفجر وقررت ان أواصل الى الصباح حيث الاختبار في الثامنة صباحاً. اثناء جلوسي في الخامسة صباحاً على الكرسي أراجع الدروس و اشرب قهوتي اذ بانفجار يهز الغرفة وجسدي معاً ..لم يكن ذو صوت عظيم إنما ما خرج منه مخيف ، تجمدت في مكاني و تحجرت عيناي و لم استطع ان ابتلع ريقي من الخوف و الصدمة ، كان الانفجار من وحدة المكيف,  من شدته خرج منه لهيب نار كأنه يخرج من فوهة بركان من قوة اندفاعه اصطدم بالحائط المقابل له !! بعدها خرج منه غاز له لون ازرق بنفسجي ملأ غرفتي في دقيقتين و انا لازلت في مكاني كأنني اشاهد فيلم و ليس حقيقة من هول الصدمة,  نزعت نفسي من مكاني و بللت فوطة بالماء و كممت انفي و فمي بها و خرجت مسرعة خارج غرفتي لأرتمي في حضن والدتي و أحكي لها كل شيء, كيف بدأ و كيف انتهى بكلمات مبعثرة وجُمل متقطعة .. فهمت والدتي و وبختني توبيخ شديد ، و اخبرتني أن هذا ما يحدث لمن يطرق باب الجان لإدخالهم حياته بدعوة منه ، أخذت والدتي بتشغيل طابقية إذاعات القرآن الكريم بصوت عالي في كافة المنزل و جعلتني اشرب ماء زمزم و رشت البيت بالغرف به و بماء البحر.

 __

أعزائي كما يقولون عندنا ( كل طراق بتعلومه ) تعلمت انهم يظهروها لنا على انها لعبة و مغامرة بريئة ,الفضول يقودنا لنلعبها و لكنها مصيدة كمن يرمي نفسه بين المجرمين و القتلة ليعرف طريقة تفكيرهم و مسلكهم و يظن انه سيخرج سالماً ،تعلمت أن لهم عالمهم و لنا عالمنا ، هم معنا أينما كنّا و لكن بيننا و بينهم فاصل و باب لا يجب ان يفتح ولا يجب دعوتهم أبداً.

تاريخ النشر : 2016-09-17

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى