تجارب من واقع الحياة

معاناة الطفولة و الشذوذ الجنسي

بقلم : مهمل – السعودية
 

معاناة الطفولة و الشذوذ الجنسي
كان ذنبي الوحيد براءتي و إهمال والدي

هناك بعض الأمور الشخصية ، لا تستطيع مشاركتها مع أي شخص ، مهما كان قريب منك ، تُجبر نفسك على إخفائها ، حتى لو كنت تريد المساعدة ، تكتم هذه الأمور في صدرك خوفاً من نظرة الناس أو ردة الفعل ، و قد فكرت بأن هذا الموقع هو المكان المناسب ، فبإمكانك شرح مشكلتك و البحث عن حلول بدون أن ينظروا إلى عينيك .

لا أريد أن أبدأ قصتي بالشكل الدرامي ، طفولة بائسة ، أب بخيل و متسلط ، ضرب و شتم كل يوم ، بسبب أو بدون سبب ..
مرت طفولتي بهذا الشكل لا أقارب و الا أصدقاء .
لم تكن تلك المشكلة فحسب ، كنت أعاني منذ الصغر من شذوذ جنسي ، لا أعلم في أي مرحلة بدأت تلك الأفكار ، لكن كنت أفضل الرجال عن النساء ، ربما يتساءل البعض هل تعرف هذه الأمور و أنت صغير ؟! لا أنكر بأن والدي كان يتلفظ بألفاظ بذيئة في المنزل ، لم أكن أعرف معنى هذا الكلام ، فقط أعرف بأنه يعني شيئاً محرماً ، و لكن كنت فقط أحب الرجال بطريقة غريبة و شاذة حتى أنا لم أكن أفهمها في ذلك الوقت .

دخلت المرحله المتوسطة بالدراسة ، و بدأت أفهم معنى بعض الكلام ، كنت قد تعرفت على ذلك الصديق الذي يعرف كل الأمور الدنيئة في صغر سنه ، و قد شرح لي سابقاً كيف تتم الحياة الزوجية و أمور كثيرة لا أريد أن أذكرها ، و في ذات يوم ذهبت إلى المدرسة ، كان وقتها امتحانات نهائية و لم يكن بذلك اليوم الروتيني الذي توقعته ..

ذهبت معه بعد الامتحان الى منزله و قمنا بلعب البلاي ستيشن ، كانت الغرفة في فناء المنزل ، ثم أتى أخيه الأكبر كان عمره تقريباً ٢٣ سنة و قام باللعب معنا ، تفأجات بمغادرة صديقي من الغرفة ، شعرت بالإرتباك لتواجدي مع شخص لا أعرفة و أكبر مني ، وقفت على قدمي و قلت : الوقت تأخر سوف أذهب إلى المنزل ، و توجهت الى الباب لكنه سحبني سحبة قوية …
لا أريد إكمال ما حدث لأنه يصبني بالاكتئاب .

ذهبت إلى المنزل و أنا خائف و أتالم ، هل أخبر أبي ؟
إنه ليس من نوع الآباء المتفهمين ، بل دائماً يضع كل اللوم علي ، هو دائماً يضربني لأسباب سخيفة فما بالكم بهذه المصيبة !!

حاولت أن أكمل حياتي بشكل طبيعي ، بدأت يومي التالي متظاهراً بأن لم يحدث شيء ، لكن صديقي الخائن أخبر زملائي في الصف بتلك القصة ، بدأت أتعرض للسخرية و الإهانات ، و من حسن حظي أنها كانت أيام و انتهت الإمتحانات ، بدأت الأجازة الصيفية و شعرت بأني أفضل من السابق ، خرجت لأحضر بعض المستلزمات للمنزل ، و حصل الغير متوقع ..

رأيت الأخ الأكبر لصديقي الخائن يبحث عني ، أصبحت أتعرض للإبتزاز ، بعض المتعرضين للإبتزاز ينهون هذا الجحيم بالانتحار ، فما بالك بطفل بريء تفكيره طفولي ، أكبر همومه لعبة جديدة ، كيف سيتعامل مع هذا الموقف وحده .

قبل انتهاء الإجازة انتقلنا لمدينة أخرى لظروف عمل والدي ، أخيراً انتهى هذا الجحيم ، الآن في المدينة الجديدة ، لن أكون ساذجاً كالسابق ، تعلمت درساً لن أنساه طوال حياتي ، لن أثق بأي شخص .

أكملت حياتي تحت قواعد معينة لكل شخص حدود ، لا أتعمق مع الناس ، لأني أعيش مع وحوش على هيئة بشر ، عندما تتاح لهم الفرصة يفترسونك لآخر لحمة في جسمك ، و يرمونك ضعيفاً وحيداً و مكتئباً تجمع ما تبقى من شرفك و تمضي ..

كان ذنبي الوحيد براءتي و إهمال والدي ، لكني لم أغلط مرة أخرى و لله الحمد .

لا يزال الشذوذ الجنسي ملازمني ، يشغل كل تفكيري ، قد يقول البعض هذا بسبب الاغتصاب ، و لكن لماذا قبل أن يحدث كنت أميل للرجال ؟ و لو كانت مثلاً مشكلة بالهرمونات ، الحمد لله مظهري طبيعي ، و لا أحب تقليد الفتيات بالكلام أو اللباس ، و ليست لدي تلك الملامح الأنثوية ، ألف مرة و مرة كدت أقع في نفس الغلط برغبتي ، لكني أحاول قدر المستطاع تجنبه ، لأنه في أول الأمر حرام .

بحثت في كل المواقع في الإنترنت عن حلول ، أغلبهم يقول التزم بالصلاة ، مع العلم بأني و لله الحمد أصلي ، و أدعي أمام الكعبة بشفائي ، قراءة القرآن مفيدة ، لكن بعض الأمور تحتاج لعلاج أو لحلول و أخذ بالأسباب ، لو كنت أريد مثلاً مليون ريال هل إذا قرأت القرآن تأتيني المليون ، أم يجب علي العمل و جمع المال حتى يكتمل المبلغ !!

تاريخ النشر : 2016-10-18

guest
73 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى