أدب الرعب والعام

التقدم البشري..

بقلم : فارس الليل – السعودية
بدأت الحرب بين الجهتين, حرب عظيمة من الممكن ان تدمر الكوكب بأكمله

البشر ينتظرون تقدم عالمهم ، يتخيلون السيارات تطير في السماء والجنود يرتدون دروع متقدمة ، يتخيلون الكواكب كلها من حكم البشر و لكنهم نسوا… نسوا ان اختراعاتهم قد تقتلهم او اسوأ ، كوكبهم الذي ضيعوا سنيناً يعملون في بنائه ينهار أمامهم ، و هذا هو ما حصل…

______________________________

الفصل الاول (بداية الاختراع)

احتفل البشر في عام ٢٠٢٧ باختراع اول سيارة متقدمة تعمل بدون وقود او كهرباء من اختراع جون ماركس نيلسون, كانت السيارة شبيهة جداً بسيارات اللامبرغوني او الفيراري, كان فيها بعض العيوب مثل سرعتها البطيئة او عدم توفر ألوان منها فقد كانت تتوفر باللون الأبيض فقط او صعوبة التحكم, وبعد سنتين قامت شركة فولكر للسيارات بشراء المشروع من نيلسون وتطويره, كانت اولى التعديلات التي وضعوها هي تسهيل التحكم وتوفر ألوان منها ، ايضا زادوا السرعة من ٤٠ حصان الى ٣٠٠ ، وسموها “فولكر شالنجر”, مبيعات السيارة كانت اكثر من أسطورية ,اصبح الجميع يمتلكها وجنت شركة فولكر أرباح لا تحصى, ولم تمر أشهر حتى قامت شركة فيراري بالتعاون مع فولكر لصناعة “فولكر فيراري” سيارة تعمل بسرعة ٧٤٥ حصان وشكلها مزيج بين الفولكور شالنجر والفيراري لافيراري., ولم تمر أشهر حتى قامت “لامبورغيني” بإصدار نسختهم الخاصة والمحافظة على مبيعاتهم ولاحقتهم “فورد” و “جاغوار” في هذا وكذلك باقي شركات السيارات ,ومع بداية ٢٠٣٠ وإطلاق اول رحل بشرية الي المريخ.

تقدم العالم بشكل ملحوظ فقد أصدرت سيارة “فولكر فيراري ٢٠٣٠” و “لامبورغيني ساتالايت” أصبحت جميع السيارات متقدمة…ولكن عالم من أمريكا اعتقد بأن هذه بداية الدمار وطرح نظرية بسيطة وهي “ان العالم يتقدم ومعه الطبيعة تسقط… ان استمر العالم بالتقدم فأخشى ان مخاوفنا عن نهاية العالم أصبحت وشيكة” وأسماها نظرية الدمار او ( chaos theory ). لم يعره احد اهتماماً وظن الجميع بأنه مجنون, كان اسم العالم “جون فولدن”, كان لديه ولد يدعى “جيم” وزوجته ماتت منذ فترة.

بعدها ببضعة أشهر أعلنت ناسا عن وصول مركبتها الي المريخ ومعها ازداد تقدم العالم, ففي عام ٢٠٣٢ بدأ العمل على قطار بسرعة ٣٠٠ حصان في دبي وبدأ العمل عليه, كان كل شيء جيداً حتى أتى ذلك اليوم…

__________________________________

الفصل الثاني (المستقبل)

بعد الانتهاء من القطار في عام ٢٠٣٤ بدأت الارض بالتغير فالآن اصبح المريخ كوكب شبه ارضي بفضل رحلات ناسا, ليس هذا فقط بل تقدمت أشكال المباني من أشكال مصنوعة من الطوب الي الحديد والزجاج وتقدمت الحواسيب الالية في حجمها فأصبح هناك حواسب بحجم الجوال تشغل دقة 10k ,و الأهم من كل هذا أنهم بدؤوا بالعمل على رجال آليين, او بالأصح رجال آليين احياء, كانوا مصنوعين للمساعدة في اعمال البناء او صناعة السيارات والكثير غيرها ليس هذا فقط بل كانوا يتحدثون بأكثر من ١٠٠ لغة !! منها العربية والإنجليزية و حتى الاندونيسية…

اصبح العالم مكان افضل , او هكذا ظن الجميع. قام العالم “فولدن” بمحاولات عدة للحديث مع رؤساء وملوك البلدان وباءت جميعها بالفشل فلم يستطع ان ينجح في مسعاه واستسلم ومات بعدها بسنتين بسبب مرض السرطان, أعطى جميع أملاكه لأبنه جيم الذي بلغ من العمر ٢٣ سنة وقتها ، قام جيم بإكمال عمل ابيه حيث قام بنشر اكثر من كتاب يتحدث فيه عن مخاطر التقدم وأننا قد ندمر الكوكب ان استمرينا في التقدم ، لم تنل اي من الكتب على إعجاب الناس ولم تبع جيداً ، فقد جيم الأمل في إنقاذ البشرية استسلم وعاد لبيته حيث قضى باقي حياته ومات عن عمر يناهز ال٥٠ سنة…

في عام ٢٠٦٦ حصل خطأ في بعض الآليين جعلهم يهاجمون عامل بناء وكانت هذه الحادثة الصغيرة هي سبب حصول الانهيار والذي دمر الكوكب…

__________________________________

الفصل الثالث (chaos theory)

بعد تلك الحادثة ببضع سنين قامت مجموعة من الروبوتات بالهجوم على رجال الشرطة لتعتبر هذه الحادثة جزء من عدة حوادث اكبر واكبر حتى ان بعض رجال الأمن تعرضوا للقتل على يد بعض الروبوتات, لذا اتخذت الدول حركة كبيرة وقامت بإغلاق جميع أنظمة الآليين وجعلت بعض العلماء يبحثون عن سبب هذه الهجمات, لم يتمكن العلماء من معرفة السبب ولكنهم لم يعرفوا بأن السبب هو هجوم فضائي من كائنات متقدمة آتية من كوكب آخر…اسم الكوكب “زيوس” واعتقد العلماء انه كوكب غير قابل للعيش فيه بسبب جوه البارد وعدم وجود ماء, بالإضافة إلى الغازات السامة…

كانت هذه الكائنات تراقب البشر منذ فترة حتى انهم كانوا سبب تقدمهم, فهم من صنعوا مخططات تلك السيارة الطائرة وسبب انتهائها في معمل نيلسون, كانوا يعرفون ان البشر بطبيعتهم سيبحثون عن وسائل في التقدم, لم يهاجموا كوكب الارض لأن الكوكب كان مليء بغازات كالأوكسجين أو ثاني أكسيد الكربون التي من الممكن ان تقتلهم لذا احتاجوا الي الرجال الآليين منذ البداية لكي يقوموا بنشر غاز الكوزور الذي كانت أمريكا تطوره في معاملها النووية, يمكن لهذا الغاز تحويل البشر من بشر الى مخلوق بلا عقل, يصبح مختلاً وهمجياً, يتغير لون بشرته الي الأزرق ويختفي أنفه, تنمو له خياشيم ولكن مختلفة تماماً فهي تقوم بنشر الكوزور في كل مكان, تحتفي أعينه وتنمو له قرون استشعار, لم يوجد سوى تجربة واحدة فقط على بشري يدعى “مارك ووقر” والذي تم قتله لاحقاً ولكن لازالت أمريكا تحاول تحويل الكوزور الي سلاح يمكنهم استخدامه للدفاع, اما المخلوقات الفضائية فكانت تخطط للقيام بخطتهم الأكبر وهي التحكم بالرجال الآليين لتسميم الكوكب بالكوزور وهذا ما حصل بالضبط…ففي عام ٢٠٧٥ تحرر بعض الرجال الآليين من سجونهم وبدؤوا بالهجوم على حراس السجن, حرروا عشرات الآليين والذي بسبب صلابة دروعهم جعل من هزيمتهم أمرا مستحيلاً, وفي غضون أسابيع غزوا أكثر من عشرين ولاية في أمريكا…

قامت دول العالم بمحاولة ردعهم ولكن بلا جدوى فقد كانوا اقوياء, قامت أمريكا استخدام النووي ضدهم, تمكن النووي من القيام ببعض الضرر ولكن بلا فائدة فالآليين غير قابلين للتدمير…

في غضون سنين غزى الآليين قارة افريقيا كاملة وفي هذا الوقت استطاع الآليين سرقة الكثير من الكوزور وقاموا بأطلاقه في الهواء, قام الكوزور بتحويل البشر الي مخلوقات وحشية, اما النباتات فأصبحت حية تدمر العالم بأكمله, وأصبح بإمكان المخلوقات الفضائية مهاجمة الكوكب, وبالفعل هاجموا الكوكب بأكمله وتمكنوا من إنهاء الجنس البشري الى الأبد و بدؤوا بتشييد حضارتهم, فدمروا المباني البشرية وبنوا بدل منها مباني فضائية, جعلوا من الآليين سلاحهم وعبيدهم ولكن نسوا ان بأن اختراعك قد يدمرك فقد قامت الروبوتات بمهاجمة المخلوقات الفضائية, لم يفهم الفضائيون السبب حتى تذكروا ان الروبوتات حية, اي لديها إرادة حرة, وهكذا بدأت حرب بين الجهتين…

_______________________________

الفصل الرابع (الحرب العظمى)

بدأت الحرب بين الجهتين, حرب عظيمة من الممكن ان تدمر الكوكب بأكمله حيث بدأت الروبوتات بالتغيير في مكون الكوزور لجعله غاز سام يقتل الكائنات الحية, اما الفضائيين فاستدعوا جميع قواتهم وبدؤوا  بمهاجمة الروبوتات, تمكن الفضائيين من تحقيق بعض الانتصارات في البداية ولكن سرعان ما تمكنت الروبوتات من التحكم بالوضع, فاستخدمت الغاز الذي قتل آلاف الفضائيين لكن الفضائيين تمكنوا من صناعة “فيروس” يقضي على أنظمة الروبوتات ويقفلها للأبد…

استطاع الفيروس القضاء على بعض الروبوتات ولكن بلا جدوى فأنظمة الروبوتات قوية لدرجة ان أقوى أسلحة الفضائيين لا يمكنها اختراقها لذا خسر الفضائيين بعض من مملكاتهم واضطروا للانسحاب للفضاء الخارجي و استخدام أقوى أسلحتهم الا وهي الأقمار الصناعية فبإمكانها تدمير اي روبوت ممكن بأطلاق الليزر ,فقد طورها الفضائيون لردع اي تهديد يهدد الامبراطورية الزوروسية ولكنها قد تدمر كوكب الارض وهذا سبب عدم استخدامها منذ البداية, ولكن الروبوتات استولت على مركبات الفضائيين وهاجمتهم في الفضاء قبل تفعيل الأقمار الصناعية…

كانت حرب طاحنة جداً بين الطرفين فقد تفوق الفضائيين على الروبوتات في البداية ولكن الروبوتات استطاعت الاستيلاء على الأقمار الصناعية وهاجمت الفضائيين حيث تمكنت من تدمير أغلبية سفنهم, وهكذا تمكن الآليين من التقدم في الحرب ولكن الفضائيين اخترقوا أنظمة الأقمار الصناعية واستعادوها لهم واستعملوها ضد الروبوتات, تمكنوا من تدمير سفن الروبوتات ولكن لم يستطيعوا تدمير الروبوتات نفسهم فقد استولى عدد من الروبوتات على سفن الفضائيين ومهاجمتهم…

وهكذا فازت الروبوتات في الحرب ولم يبقَ للفضائيين سوى خيار واحد ألا وهو الانسحاب…

و بعد أن انتصرت الروبوتات في الحرب خاضت حروب مع كواكب عدة وانتصرت واصبحت قوى يخافها الجميع في الكون…

النهاية.

تاريخ النشر : 2016-10-18

فارس الليل

السعودية
guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى