تجارب من واقع الحياة

مصير مر

بقلم : ضي مصطفى – مصر

مصير مر
أمسكت المقص و أخذت أقص شعري

منذ ثلاثة أعوام سجن أبي ، بذلك الوقت كنت عند جدتي بمدينة أخرى و لم أعلم أنه سجن إلا بعدها بأسبوع بالصدفة .. المهم بعد أن عدت للبيت كنت أساعد أمي و أذهب معها للزيارات ، كان الأمر صعب و لكن أخي الأكبر لم يكن يهتم بنا ، عندما كنا نعود من الزيارة كان الوقت يكون ليلاً و نحن نذهب للزيارة الساعة 6 صباحاً أمي كانت حالتها النفسية سيئة فأخي كان يعاملنا بطريقة سيئة جداً ، نعود للمنزل فنجد كل شيء مكسور و بالطبع الشتم و الضرب لدرجة أنه بيوم تركنا البيت أنا و أمي و إخوتي الأصغر سناً ، و كانت الساعة 12 مساءً لم نحتمل في ذلك الوقت كل هذا الكم من الإهانة و ذهبنا لعمي و قضينا اليوم هناك .

انقضى الوقت و مضى عام و نصف و خرج أبي بعد أن أخذ البراءة حتى أن أخي لم يرحمني تلك الليلة التي كان أبي سيخرج بها و ضربت لدرجة تورم كتفي ، لم أكن أقول لأمي شيئاً ، آخر مرة حكيت لها قالت لي أن أنتحر إن لم أكن راضية بهذه الحياة ، أعرف أنها متعبة جداً لكني تأثرت كثيراً و تغيرت ، أصبحت منغلقة و كئيبة و لا أثق بأحد أبداً و لا أجيد التعبير عن أي شيء ، حتى أحلامي أصبحت لا تهمني ..

بعد ذلك بفترة أبي عاد للعمل كمحامي ، و أخي كف عن ضربي بدون سبب و لكن أصبحت باردة و أصبحوا ينادوني بالمعقدة ، و منذ سبعة شهور أمرنا أخي بالدخول لغرفتنا لأنه سيدخل صديق له ، و في ذلك الوقت أبي و أمي كانوا مسافرين ، دخلت المطبخ و أختي ذهبت للغرفة و بعد ساعة دخلت أختي إلي و أخبرتني بأمر صدمني ، و هو أمر ربما يكون عادياً لأي أحد لكن بالنسبة لي كان أمراً لم يمر على عقلي الذي كان مازال صغيراً و الذي لم يخرج تفكيره عن حدود مشاكله و أحلامه فقط ..

ما عرفته أن أخي أدخل فتاةً لغرفته و ليس صديق كما قال ، تجمدت بمكاني لا أعرف بما أرد ، ثم دخلت غرفتي و أقفلت عل نفسي ، أبي و أمي عادوا و نادت أمي علي لأساعدها في تحضير العشاء لكني لم أرد عليها و هذا كفيل بأن تخاصمني لمدة لا أعرف أجلها ، قمت من غرفتي و ذهبت لها لأعتذر لكنها أمسكتني و شدت شعري و سحلتني على الأرض ، لا أستطيع يومها أن أصف انكساري و ألمي و لن أستطيع ..

دخلت غرفتي و أنا لا أكاد أرى شيئاً من دموعي ، كنت أفكر بأن أرمي نفسي لكن بما سيفيدني الانتحار ، أمسكت المقص و أخذت أقص شعري .. أحاول أن أهدأ لكن كل ألمي خرج ساعتها حتي أمسكت أختي المقص من يدي و جعلتني أنام ..

بعدها أختي أخبرت أمي بما حدث بغيابها هي و أبي ، و ماما انهارت بذلك اليوم و منذ بدء العام الدراسي علمت بأن تلك الفتاة التي دخلت غرفة أخي بنفس مدرستي لكنها أصغر مني بسنة ، فأنا بالصف الثاني الثانوي .. كانت تبتسم لي كلما أراها لكني كنت لا أهتم ، و من شهر تقريباً جدتي جاءت لزيارتنا ، أنا أحب جدتي كثيراً أتمنى لو أستطيع أن أعيش معها لكن هذا مستحيل بالنسبة لأبي ، المهم … منذ وقت و أخي كان يتخانق مع أبي بسبب أنه دائماً ما يهين أمي و أيضاً أخي كان يسرق أبي ، لكن ما لم أتوقعه ما حدث ذاك اليوم و الذي أعاد كثيراً من الذكريات السيئة التي كنت قد نسيتها …

أبي تخانق مع أخي في ذلك اليوم و أخي كان يقول لأبي كلام قبيح يهدده بأمور سيكشفها عنه أمام جدتي و أمامنا ، أنا كنت أعرف لكني أتناسى حتى تمشي الحياة ، لكن الحياة تأبى أن تتحرك .. أبي كان من متابعي المواقع الإباحية ، أنا لم أعد أعرف ماذا أقول أنا بين فضيحة يريد أخي أن يفصح عنها ، و بين إهانة و فوق هذا تلك الفتاة لا تتركني و شأني تأتي لفصلي تريد التقرب مني ، أنا لم أعد أعرف ماذا أفعل ، لماذا الجميع يكذب لماذا ؟!

لو لدى أحدكم ما يفيدني به فأتمنى منكم أن تخبروني ، أنا خائفة كثيراً فأنا محطمة نفسياً من كل شيء ، و العام القادم هو عام تحديد مصيري الدراسي ..

تاريخ النشر : 2016-11-21
guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى