تجارب ومواقف غريبة

الدور التاسع

بقلم : حمدي عماد – القاهرة
للتواصل : [email protected]

الدور التاسع
كان المصعد يتوقف فجاة عند الدور الناسع !

بدايةً أنا من القاهرة و لي عمتي ( أخت أبي ) كانت تعمل نادلة في مطعم الفندق ، و هي التي حكت لي القصة التي سأخبرها لكم الآن ..

كانت عمتي ذاهبة أول يوم إلى الفندق ، و كان يوماً جميلاً حيث تعرفت على أصدقاء جدد ، و مر أسبوع على هذا الحال ، و في صباح أول يوم من الأسبوع التالي كانت ذاهبة إلى العمل ، و عندما دخلت المصعد ضغطت على زر الدور الحادي عشر ، لأن موقع مطعم الفندق في الدور الحادي عشر حيث كان الفندق مكون من اثني عشر دوراً .

و بينما هي تضغط على الزر الحادي عشر شعرت أنه يوجد أحد بجانبها في المصعد ، لكن المصعد كان خالي !! و أثناء صعود المصعد إلى الدور الحادي عشر توقف عند الدور التاسع و فتح بابه و سمعت صراخ رهيب وصوت حجارة كأنه ترمى على المصعد الذي كانت فيه .. و فجأة و بيما عمتي في شدة ذهولها و خوفها رأت في آخر الممر امرأة ذات شعر طويل تصرخ و تنظر إليها و ما كان بيد عمتي إلا أن قرأت بعض من آيات القرآن الكريمو هي داخل المصعد حتى أغلق بابه من تلقاء نفسه و صعد إلى الدور الحادي عشر ..

هرولت إلى أصدقائها تخبرهم بما حدث لها ، لكن أصدقائها خافوا من أن تعرف سر الدور التاسع بالفندق فقالوا لها أن هذا من وحي خيالها و عليها بقراءة القرآن الكريم .. فقالت لهم عمتى إذاً لماذا الدور التاسع مغلق و لا يسكنه أحد ؟ فقالوا لها بسبب أعطال الكهرباء فقط .
و بعد عدة ساعات أنهت عمتي عملها و كانت ذاهبة إلى المصعد ، لكن رآها أحد الرجال العاملين معها في مطعم الفندق ، فخشي أن يحدث لها شيء فقال لها سآتي معك أوصلك إلى مدخل الفندق ( أي الدور الأرضي ) و فعلاً أوصلها إلى المدخل .

و أثناء صعوده إلى الدور الحادي عشر توقف المصعد عند الدور التاسع و لم يفتح الباب ، و سمع صوت صراخ شديد و أيضاً صوت كصوت الحجارة يرمى على المصعد ، و ظل على هذا الحال بضع دقائق ثم أكمل المصعد إلى الدور الحادى عشر و جرى الى اصدقائه فى مطعم الفندق جلس بينهم يلتقط أنفاسه يخبرهم بما حدث ..

و في صباح اليوم التالي أتت عمتي إلى العمل و أثناء دخولها مطعم الفندق كان أصدقاءها يتهامسون ، و ما إن رؤوها حتى توقفوا عن الكلام ، لكن عمتي قالت لهم : (سأترك لكم المكان إذن لكي تتكلموا ) لكنهم أخبروها ألا تذهب و قالوا لها سنخبرك الحقيقة و قالوا لها:

كان هناك راقصة تعمل هنا في الفندق و وقعت في غرام شاب ، لكن الشاب كان يحبها من أجل هدف آخر و هو المال ، و في أحد الأيام ذهب معها الشاب إلى غرفتها و حصل بينهما شجار من أجل المال ، فقام الشاب بقتلها عن طريق خنقها من رقبتها و هرب ، لكن الشرطة قبضت عليه .. و من ذلك الحين تم إخلاء الدور التاسع بسبب شكاوى العمال و السكان بالفندق ، حيث كانوا يشتكون من سماعهم لصراخ امرأة و صوت حجارة يرمي باب غرفتهم و في النهاية بعد تلك الحوادث تم إخلاء الدور تبعاً لشهادة آخر السكان الذي قال : و بينما أنا أخرج من غرفتي على صراخ امرأة وجدت في ممر الدور التاسع امرأة ذات شعر طويل يغطى وجهها و كانت تصرخ بشدة إلى أن اغشي عليه و وجدوه عمال الفندق ..

و ما إن سممعت عمتي هذا الكلام احمر وجها و بكت و قالت لهم : لماذا لم تخبرونى من قبل ؟ فقالوا لها : خفنا أن تتركي العمل ، و لكن عمتى قالت لهم حسناً سأسامحكم فقط لأنكم رأيتم في ذلك مصلحتي فقط …

و مضت الأيام و بينما هم يعملون فجأة ( انطفأت جميع أنوار الفندق ) و ظل الأمر على ذلك الحال .. و تأخرت عمتي في عملها إلى أن قلق خطيبها و ذهب إلى هناك ، و كان منظر الفندق من الخارج مخيف جداً ، و أسرع بإحضار رجل لكي يرى العطل ، لكن ما رآه الرجل زاد حيرته قال الرجل : ( كل شيء سليم و ما من أخطاء )

و كان للفندق سلالم غير المصعد فصعد عليها خطيب عمتي و هو و بعض من أقارب الفتيات العاملات بمطعم الفندق مع عمتي ، و ما إن صعدوا وجدوا باب المطعم الخلفي مغلق فقرروا كسر الباب ، و هنا وجدوا عمال المطعم جالسين في غرفة إعداد الطعام على ضوء أحد الكشافات القديمة
و أحضروا جميع العاملين هناك و عمتي أيضاً كانت منهم ، و نزلت هي و خطيبها و العمال من على السلالم ، و هم ينزلون كانوا يسمعون صراخ تلك المرأة و صوت كصوت الزجاج الذي يرمى على الأرض و صوت الحجارة حتى وصلوا إلى خارج الفندق ، و عرفوا أن شبح تلك المرأة هو السبب وراء هذا كله …

لكن و الحمد لله تم إغلاق هذا الفندق نظراً لشكاوى الأشخاص الساكنين بجانبه ، و عمتي الآن تركت عملها و تعيش هي و زوجها في شبرا الخيمة ، و قد رزقهما الله بولدين و هم يعيشون حياة سعيدة الآن .

تاريخ النشر : 2017-02-19
guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى