في البيت الجديد
ن ذاك الولد الذي كان يقف أمام الحمام ؟! . |
لم يسبق لي أن قصصت هذه الحكاية لأحد , لا لشيء , فقط تفاديا لردود الأفعال السلبية , المشككة , وسيئة الظن .
على العموم .. قبل مدة من الزمن انتقلت مع أسرتي الصغيرة لسكن جديدة هو عبارة عن شقة كبيرة نوعا ما , وكانت هذه الشقة شبه خالية لسنوات عدة .
بعد تجديد الشقة وإعدادها كما يجب كان كل شيء على ما يرام , سوى أنني كنت أشعر ببعض الغرابة , والوحشة أحيانا , وخاصة في المساء .
وفي ذات مرة , كنت أصطحب طفلي للنوم , وكان حينها يلعب بالممر ، قبالة المطبخ والحمام ..
فجأة سألني .. من ذاك الولد الذي كان يقف أمام الحمام ؟! .
فأخبرته بأن لا أحد هناك , أنا لم أر أحدا .
لكنه قال مرة أخرى بنبرة مؤكدة : بلى .. كان يقف هناك وينظر إلينا .. من يكون ؟ .
فقلت له : لا عليك ، هيا لننام . وقمت بتغيير الموضوع .
وفي مناسبة أخرى ، حضر بعض الأقارب لزيارتنا ذات مساء , وكان لديهم أولاد صغار فأخذ أبني يلعب معهم , وقبل ذهاب الضيوف لاحظت بأن أولادهم أغلقوا على أبني باب حجرة النوم . فقمت وفتحت الباب , ولم يكن قد مضى عليه وحيدا في الحجرة سوى بضعة دقائق .
وبعد أن غادر الضيوف فوجئت بابني يسألني قائلا : من تلك البنت التي كانت معي في حجرة النوم حين أغلقوا الباب ؟
فقلت باستغراب : أي بنت ؟ .
فأجاب أبني : تلك البنت البشعة .. كانت تدور وتنظر إلي وتضحك .. وحاولت أن تمسك يدي .
فزاد استغرابي لأنه لم يكن بين الضيوف أي بنت , وكان أبني لوحده حين أخرجته من الحجرة .
طبعا قد تقولون بأنه تخيل الأمر في المرتين , وبأنه طفل لا يعرف ما يقول .
لكنني أعرف ابني جيدا ، وأعرف أنه يعي تماماً ما يقول .
كان ذلك قبل عدة سنوات ، وقد سافرنا بعدها وغادرنا الشقة . لكني لا زلت أذكر الحادثتين جيدا .
وأذكر أيضا إنني عندما تفقدت تلك الشقة للمرة الأولى قبل أن نسكن فيها , رأيت امرأة متقدمة في السن تشغل حجرة واحدة من الشقة , وكان أبناؤها يأتون لرعايتها .
وفي ذلك اليوم الذي زرت فيه الشقة ، كانت ابنة المرأة تخبرني بأن والدتها ليست على ما يرام , وبأنها لا تفتأ تسألها عن ولد صغير يلعب في الغرفة الأخرى أمامنا . على الرغم من أنهم لم يكن لديهم أولاد .. ولا أحد سواهما في الشقة ! .
تاريخ النشر 06 / 01 /2014