تجارب من واقع الحياة

ملاك بجناح مكسور

بقلم : شذى – الجزائر

ملاك بجناح مكسور
أريد أن أصرخ و أصرخ حتى تتقطع حبالي الصوتية ..

كم أتمنى أن أصعد لقمة أيفرست و أصرخ بكل قوتي أصرخ و أصرخ و أخرج كل مكبوتاتي .. كل خبايا نفسي و كل أحزاني و آهاتي .. أود أن أصرخ حتى أمزق حبالي الصوتية و يغمى علي لأجد نفسي في سبات عميق مثل الأميرة النائمة و تكون آخر أمنياتي النوم بلا رجعة و تبقى الأمنيات أمنيات . 

عندما كنت صغيرة كنت دائماً أجلس وحيدة و أفكر بهدوء .. لماذا خلقت و لماذا أنا موجودة ، لكن بعدما أصبح عقلي قادر على الاستعاب أول شيء أدركته أنني خلقت لأعيش تعيسة !!
يقال أن الضربة التي لا تقتلك تقويك لكن أنا تأتيني في اليوم ألف ضربة ، أصد و أقاوم البعض منها لكن ما يؤلمني تلك التي تأتيني من الذين اعتبرتهم سبب وجودي و سعادتي ..

و عندما أجلس مع نفسي جلسة مصالحة أسالها ما الذي يؤذيك و أعدك أن أتجنبه و سأبتعد عنه لأجلك فأجدها تتهم أعز الناس على قلبي .. أحبائي .
أفكر ملياً و أغوص في أعماقي لأجد أن من كانوا سبب سعادتي يوماً ما صاروا سبب تعاستي و أعدائي الأمر مؤلم لكنها الحقيقة ..

لا أم لا أب لا أخ لا أخت لا صديق لا صديقة لا حبيب و لا رفيقة بحقكم هل هذه تسمى حياة ؟؟
أعيش وحيدة بين أربعة جدران حتى الأوكسجين يكاد ينفد من غرفتي الباردة الكئيبة ، و كم أتمنى أن ينفذ ربما أجد السعادة بعالم غير عالمنا هذا .

تحملت كفاية أقسم أنني تعبت و أصبحت مرهقة .. مرهقة حتى من دقات قلبي ، معلقة بين و بين .. بين الحياة و الموت ، جسد بلا روح ، يتيمة وحيدة مرهقة و حزينة .

أعيش عند إنسانة غريبة رأفت بي في الأول و أحبتني و عطفت علي ، تعلقت بها و حسبتها أمي لكن سرعان ما جعلتني خادمة عندها ، و لمَ لا ؟ فأنا اليتيمة الفقيرة الوحيدة لا أحد يرغب بي .. حتى أنها رفضت تزويجي و ابنها الوحيد يريد استغلالي ، و لولا إيماني لقتلته و قتلتها .. و هل سأعتبر مذنبة ؟ و هل سيحكم علي بالإعدام أو أتعفن بالسجن ؟ و كم أتمنى السجن لعلني أجد فيه أحد أقاربي و أجد ضالتي ..

بسيطة هذه الدنيا ، لم أعش حياتي كما ينبغي لكني أعلم بأن هناك من يراني و سيرحمني .. بعد ساعات سأبلغ من العمر 20 و لأنني لم أجد أحد يهنئني سأحتفل مع قطتي فهي رفيقة دربي و ملجئي .

أود سؤالكم .. هل حقيقة أن العائلة دافئة ؟
 

تاريخ النشر : 2017-03-15

guest
50 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى