تجارب ومواقف غريبة

معاناتي مع المرض

بقلم : نسيمة – الجزائر

معاناتي مع المرض
حياتي تدمرت و مازلت أعاني

أنا فتاة من الجزائر في عام 2002 جرت معي أحداث غريبة غيرت مجرى حياتي كلياً دون سابق إندار ، كنت حينها أدرس بحب وسعادة تامة ، كانت أموري جيدة لا شيء يعكر مزاجي سوى مدرسة لا غير ، إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم .. كنت للأسف ضحية جهل والدي الذي دفعني لذلك .

كنت صغيرة غير مدركة للأمور التي تحصل معي ، تغيرت حياتي من الأحسن للأسوأ ، وقع معي شيء بغيض أفسد علي حياتي كلها .. سمعت أمي عن راقي جاء لزيارة عائلة لكي يعالجهم بشرط أن يكون معهم واحد تكون له رؤية أشياء عن بعد ، فأخبروه عني بأن لي رؤية صحيحة صادقة عن بعد ، رحب بالأمر كثيراً و ذهب لمنزلنا ، أسرتي رحبت به بهدف أن يعالجنا بحجة أن لنا مس من الجن والعين ..

عندما حضر إلى منزلنا كنت مستلقية على سريري ، وعندما سمعت بمجيئه أحسست بضيق في صدري كأن كارثة ستحصل معي ، جاءت أمي مسرعة لكي تطلب مني الحضور لكي أرقي معه لأن هذا طلبه الوحيد فأنا الوحيدة التى أرى ، مع العلم أن هذه الرؤية هبة من الله تعالى أكرمني بها ، هي مائة بالمائة حقيقية ، كنت أرى و أحس بحدس ما ، لي حدس قوي جداً إذا رأيت أشياء وتكلمت عنها تحصل إما بأسبوع أو بشهر أو بيوم ، سبحان لله.. أتنبأ بأشياء قبل حدوثها ..

المهم .. ألحت علي أمي كثيراً فقبلت بشرط أن أعالج معه أسرتي ، أنا فقط أرى أشياء وأخبره بها و هو يعالج بالرقية و بالماء المرقي و يطلب من مرضاه الاغتسال بالماء هذه الأشياء التي كان يعالج مرضاه بها ، وكان يتقاضى أجراً على ذلك ، كنت أعالج أسرتي معه بشرط حينما أنتهي من العلاج يذهب كل إلى حال سبيله .. 
طك

ومرت أيام وهو يأتي لمنزلنا و كنت أسمح له بذلك للعلاج ، بقي الأمر على حاله إلى أن جاء موعد دخول المدرسة ، وهناك حصل الكثير ، زاولت دراستي و كنت حينها أجتاز امتحان التعليم المتوسط ، كنا في الاختبارات النهائية فأخبرت الراقي أن أترك كل شيء وأبتعد ، لكنه أصر علي وهددني أن يسلط علي الجن ، لم أعره اهتماماً و بسبه رسبت ..

كنت أتخيل وأسمع أشياء وأصوات غريبة ، كنت أغيب دوماً بسبب الظروف .. لا أدرى ما يحصل معي ، ذهبت للمعلمات لكي أشتكى لهن ظروفي فلم يسمعني أحد ، الكل وقف ضدي ظنوا بأني مجنونة ، رسبت وتوقفت عن الدراسة نهائياً وعدت للمنزل كباقي الفتيات الفاشلات ، مكثت في المنزل محطمة ويائسة  لولا مساعدة أهلي وإخراجي من محنتي ، لحصل لي الأسوأ ، و هم فعلاً فعلوا المستحيل لأجلي و الحمد لله شفيت من محنتي وأنأ شاكرة لهم ذلك .

مرت الأيام بسرعة كبيرة إلى أن تحسنت حالتي وعزمت على نسيان ما حدث ، لكن لسوء الحظ أحياناً تضطرنا الأمور إلى فعل أشياء لا نحبها رغماً عنا .. 
عاد الراقي المخادع المشؤوم إلى بيتنا كأن شيئاً لم يكن ، جاء كعادته ليطلب مني العمل معه ، لم أرحب بالفكرة ورفضت رفضاً قاطعاً فلم يقل شيئاً لي وذهب ، فرحت وتنفست الصعداء ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .. حدث ما لم يكن في الحسبان و لا يخطر على بالي ..

فبينما كان يهم في الخروج من المنزل أوقفه والدي لكي يقنعه بالبقاء حتى يعالج صديقه الذي لم يخرج من محله مدة سبعة سنوات رغم محاولة الجميع في إخرجه من محله ، كل الجهود ذهبت سدى فتعاطف أبي معه كثيراً واستغل فكرة الراقي عندنا وقرر أن يعالجه على حسابي .. 

لا أدري إن كان ما فعله عن نية أو بدون قصد ، فقط ما أعرفه أن الشيء الذي قرر أن يفعله دمر حياتي للأبد .. المهم ألح علي أبي فوافقت و يا ليتني لم أوافق ،  لم أكن أدري أن الموافقة ستجلب لي مشاكل في حياتى كلها ، ذهبت مع الراقي وبصحبتنا أبي إلى محله ، ودخلت إلى محله و طلب مني الراقي أن أنظر له وإلى محله ، وباشرنا في علاجه أنا و الراقي ..

هناك حدث الكثير .. رأيت امرأة شريرة كانت أمامي وهددتني بأن أترك علاجه ، أخبرت الراقي بما رأيت فطمأني وأخبرني أن كل شيء بخير ، وأكمل ما بدأت به ، لم أعرها اهتماماً بالغاً ما أغضبها كثيراً مني ، أحياناً أذهب كعادتي إليه ودائماً أرى تلك المرأة تهددني بأنها ستتركه وتأتي إلي لمعاقبتي .. لم أصدقها وظننت أنها تكذب لكي تخيفني .

مرت أيام وذهب الراقي إلى حال سبيله وكل أنشغل بنفسه .. فجأة أخبرني أبي أن صديقه شفي تماماً وذهب إلى منزل أسرته التي تقطن في البلد ، فرحت لسماع ذلك .. أما أنا تغيرت حياتي تماماً ، أصبحت أرى أشياء غريبة ، تارةً أضواء أو حبيسة بيت ، لا يعجبني شيء ، أصرخ لأتفه الأسباب ، لا أعمل شيء سوى النوم .. كل الأعمال المنزلية تعملها أمي وأختي ، لم أفهم ما يحدث معي ، بعد أن كنت نشيطة أصبحت كسولة .

في الأول ظننت أنه مشكل نفسي وسيزول مع مرور وقت ، لكن لا .. كنت مخطئة تماماً ، حتى في المنام أرى نفسي سجينة في القفص ، أناس لا أعرفهم ، هم غريبو الأطوار ، أجد نفسي حبيسة عندهم في سجن أي في عالمهم ، والغريب أني متهمة لأنني تدخلت وأفسدت عليهم عملهم ، أي تدخلت في أمور لا تعنيني ، وأني حبيسة كما كان هو محبوس .. انقلبت الأمور علي وصارت للأسوأ ، هو تحرر منهم وأنا أخذت مكانه ، عقابي هو السجن لأجل مسمى .. هذه النتيجة لأنني قررت أن أشفي جراح الآخرين !

كنت أظنه مجرد منام لا أساس له من الصحة ، لكنه لم يكن مجرد منام بل واقع مازلت أعيشه لحد الآن … لم أعد أود الخروج ، مضت شهور وأنا لم أخرج كأنني مسجونة حقاً في الواقع و ليس بالخيال ، هذا ما أقلق أسرتي فأحضروا لي رقاة من مختلف جهات الوطن ، أحياناً يحضرون لبيتنا للعلاج وأحيانا أذهب مع أسرتى إليهم ..

لن أخبركم عن العذاب الشديد الذي كنت أعاني منه من ضرب مبرح وأشياء أخرى ، جربت كل شيء لكي أشفى بدون فائدة ، معاناة .. معاناة ، حياتي كلها معاناة ، إلى حد ذلك اليوم الذي سمعت عن راقي شرعي ذهبت إليه و تحسنت على دوائه الذي كنت أشربه و الحمد لله ، شكرت ربي على ذلك و عاد إلي النشاط مع مرور الوقت ، وقررت أن أدخل التكوين المهني ودرست هناك ونجحت ونلت شهادة ، وهذا كان بفضل الله وأسرتي التي سهرت لأجلي ..

هنا كل شيء على ما يرام إلا أن هناك مثل يقول أن الرصاصة التي لم تقتل تخلف معها جروح ومآسي دامية أي تترك جراح للأسف لم تلتئم بعد ، يعني أن نتيجة مافعله أبي لكي يخلص صديقه منهم للأسف ضحى بي دون أن يدرك ان الشيء الذي فعله بي هو سبب تعاستي لليوم .. لأني مازلت بسبهه ضحية جهله جراء مافعله بي ، خلفت لي آثار هي أنني أصبحت أصيح وأعوي كالذئاب دون سابق إندار ، ما يحصل معي كثير لا أستطيع التحكم في نفسي ، أعوي تلقائياً تارة قي الصباح وأحياناً كل يوم .. يحصل معي للحظات وأرجع طبيعية ، حيث لا يمضي علي نهار إلا و أعوي .

في البداية فزعت وخفت تماماً أنا وأسرتي و استغربنا ما يحصل معي ، لكن مع مرور الوقت اعتدنا على ذلك وأصبح شيء عادي بالنسبة لي ولأسرتي .. الكل حاول بما يكفي لإنقاذي ، بقيت سنوات عديدة حتى مللت ، أدركت أنني مسحورة و يجب علي أن أرقّى لكي أشفى ، جربت كل شيء ، منهم من يقول أني مسحورة أو أني أدعي ذلك ، لحد الآن مازلت أعاني المرض بصمت ، لا أعرف ربما قدر أو صدفة ، لا أعرف ما عساي أن أقول .. اعتدت على ذلك !

أردت أن أشارككم قصتي الحزينة و أود أن أسمع رأيكم و شكراً لكم .

 

تاريخ النشر : 2017-05-13

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى