أدب الرعب والعام

جنة ورد

بقلم : بنوتة سفروتة “ظل” – مصر

جنة ورد
مرت الأيام ببطء شديد وكأنها تأبي التحرك والملل يقتلني شيئا فشيئاً

هل تعلمون أين نحن ؟
نحن بمكان يمزج ما بين ذرات هوائه الحنان والحكمة ، الدموع والفرحة ، التجاعيد التي تروي حكايات مر عليها زمن والابتسامات التي اشتاق أغلبنا لرؤيتها مثلي ، كإبتسامة جدتك وجدتي وروايات جدك وجدي ، نعم نحن بدار المسنين ، تعالوا لنري أين تكمن قصة يومنا .

من سأختار ؟ هذا العجوز الجالس وحده ؟ أم تلك العجوز التي تضحك مع صديقتها ؟ حسناً ، مارأيكم بذلك الشاب ، ماذا يفعل شاب وسيم حسن المظهر جميل الابتسامة بمكان كهذا ؟ لا يبدو أنه يزور أحد بل يعمل هنا .. إنه يعطي الدواء لتلك ويساعد ذاك ويضحك تارة مع هذا وتارة مع هذه وهكذا .

هناك فتاة تراقبه وهو يلعب الكرة مع ذلك الطفل الصغير يبدو أنها معجبة به ، لكن يبدو أن ذلك الإعجاب لم يدم طويلاً عندما اكتشفت أن ساقاه اصطناعيتان يا للأسف ، ازداد فضولي أكثر لأعرف قصته ، انسحبت تلك الفتاة بينما انتظرت صديقتها التي لا يبدو أنها تعلم شيئاً عن الموضة على عكس تلك التي غادرت .

عيناها الواسعة تلك التي تشبه بلونها كمن سكب كوب قهوة بها فصارت بنية بلمعة طفولية لكنها تخفيها بنظارتها ، بشرتها البيضاء وشعرها الأسود الذي ربطته بعقدة وملابسها وكأنها أمينة مكتبة لكنها جميلة رغم ذلك .

كانت تختبئ خلف صديقتها تراقبه وبعينيها لمعة عشق ، لكنها تعلم أنها ليست المنشودة ، فكيف لشاب وسيم مثله أن ينظر لها ، أتعلمون ذلك النوع الذي لا يري قيمه نفسه ؟ بطلتنا هذه من ذلك النوع وكأنها من بدعته كما يقولون ، وهذا أيضاً كان رأي صديقتها بها التي أرادت الاحتفاظ به لنفسها بالرغم من أنها أتت فقط بطلب من صديقتها لرؤية فارس أحلام أمينة المكتبة عذراً ” بطلتنا ” .

اقتربت منه وهي تمد يدها بقنينة ماء متابعة بخجل : 
– تفضل .

– شكراً .

شرب قليلاً من الماء وهو ينظر إليها ، لازالت مكانها شاردة به .

– شكراً على الماء ، أنا أدعى عادل وأنتِ ؟

– أنا ياسمين .

– هل أنتِ هنا لزيارة شخصٍ ما ؟

تلعثمت متابعة :
– لا لا ، أنا أعمل هنا ، منذ سنة تقريباً فلقد تطوعت بالعمل هنا .

– غريب، كيف لم أركِ من قبل ؟

سكتت قليلاً فياله من سؤال ، فتلك السنة كانت تقضيها بالنظر إليه من بعيد متجنبة الظهور أمامه حتى واتتها الشجاعة للحديث معه ، غيرت مجرى الحديث متابعة :

– لقد سمعت أنك تعمل بمجال الهندسة ، فما سر عملك هنا ؟ هل هو تطوع أيضاً ؟

– شيء كهذا .
– …..

– لا تتعجبي فوراء ذلك قصة طويلة .

ابتسمت ياسمين و قالت :
– هل يمكنك أن تقصها علي … إن لم يكن لديك مانع بالطبع ( قالتها وهي تحجب خصلة شعرها دلالة على الخجل ) .

طال الصمت قليلاً وكأن عادل يفكر بذلك العرض ؛ فلم يطرح أحد عليه من قبل أي سؤال عن حياته وكأنه انتظر تلك الفرصة كي يخرج ما في قلبه حتى لو كان لفتاة لا يعرفها سوى من خمسة دقائق فقط ، اعتدل بجلسته ووضع يديه أمامه على الطاولة الصغيرة استعداداً لبدء القصة :

منذ ثلاث سنوات تقريباً كنت ببداية عملي بمجال الهندسة , أمكث بمنزلي المتواضع مع زوجتي التي لطالما عشقتها ومع أمي , بالرغم من أن زوجتي لا تحب أمي وتقول دائماً عنها أنها عجوز خرفة ، لكن هذا لم يزعجني بيوم من الأيام بل كنت بداخلي أؤيدها … هكذا كنت أنا.

– زوجتك ؟ … قالتها بأسى 
– نعم ، لقد كانت جارة لي أحببتها كثيراً .

حسناً سأعود لحديثنا ، راودتني الكثير من الذكريات لا أدري أهي مؤلمة ام سعيدة لوجود أمي بها ، كذكرياتي عندما كانت تلح علي أن أجتهد أكثر وأكثر بدراستي وعملي   وكيف كانت توبخني وكأني طفل صغير إن أهملتهما بحجة أنه مستقبلي , أتذكر كيف كنت أرتدي تلك الملابس العصرية لكن أمي كانت تريد مني أن أرتدي تلك الملابس الثقيلة التي لاتمت للموضة بصلة بحجة أن الجو بارد ، وبسببها كان أصدقائي يسخرون مني فقد كنت أرافق ذوات الطبقات العالية حتى أصبح مثلهم ، كنت أنزعج كثيراً مما تفعله .

ضغطت ياسمين على حقيبتها بقوة وهي تتابع بنظرة سخرية قائلة :

– وهل مايصدر منها هذا إزعاجاً أم مشاعر أمومة ؟

– أعلم ماذا تحدثك نفسك عني, انا بالفعل لا أستحق لكني كنت أراها إزعاجاً بذلك الوقت , كنت مغروراً لأقصي حد وقد نلت جزائي .

ضحك بسخرية قائلاً :

أتعلمين ؟
بيوم من الأيام ذهبت لعملي فقد كنت أعمل بشركة يملؤها ذوي الطبقة العليا ، ولهذا كنت أدعي أمامهم أنه لدي من المال ما يكفيني لأعيش ملكاً ، ومن السيارات الكثير وهكذا .. وأن العمل ما هو إلا هواية فقط ، فلم أكن أقبل أن أشعر بأني أقل منهم بشيء أو يشعرني أحد منهم بذلك , وحدث مالم أكن أتوقعه , هنا سالت الدموع من عينيه عندما تابع قائلاً :

قبل أن أدخل الاجتماع تذكرت أني نسيت أوراق العمل بالمنزل ، وبالصدفة وجدت الساعي بالشركة يبلغني أن امرأة تنتظرني بالخارج أسفل الشركة , عندما نزلت وجدتها أمي تقابلني بتلك الابتسامة الحنونة وتضم الأوراق وكأنها تخاف فقدانها عن غير قصد ..

نظرت ياسمين إلي عينيه اللتين امتلأت بالدموع حتى نزلت علي خديه , مدت إليه يدها بمنديل شكرها ثم تابع قائلاً :

وقتها سألني زملائي بالشركة من هذه ؟ حينها ابتسمت بسخرية متابعاً هذه خادمتنا ، ثم نظرت لها قائلاً بعنف … هيا اذهبي, لم تنظرين هكذا ؟ آااه كم تألمت عندما سخر ذلك الشخص المتعجرف منها ، وتابع قائلاً :
خادمات آخر زمن , وبالرغم من هذا قتلت ذلك الجزء الذي يؤنبني من ضميري وضحكت معهم أو بالأحرى ادعيت ذلك .

عدت بيوم من الأيام الي منزلي لأجد أمي وقد أهلكها التعب من كثرة الاشغال بالمنزل ، بينما زوجتي كانت تتحدث إلى صديقتها على الهاتف وهي تقلم أظافرها , لم أبالي كثيراً بالمشهد وذهبت للنوم لكني استيقظت علي صوت زوجتي تناديني بصراخ .

أسرعت لأرى ما حدث .. فوجدت أمي على الأرض لا تتحرك ، تفقدتها فوجدتها لازالت علي قيد الحياة فأسرعت بها إلى المشفى وانتظرت , سألت ذلك الطبيب الذي خرج وهو ينظر إلي ببغض عندما سألت عن حالتها والذي تابع قائلاً.:

– انها أزمة قلبية ( تحدث عندما يتعرض القلب لكثير من الضغوط) وهذا ما كان يحدث لها طوال عمرها فقد كانت تتحمل من أجلي حتلإ صارت تتحملني أيضاً .

انتظرت حتى استعادت عافيتها ثم عدنا للمنزل, تخيلت أن ضميري سيعود معها لكنه لم يفعل ، لا هو و لا ذلك الذي يسمي بالإحساس .. لم يمر كثيرا من الوقت حتى عادت ريمة لعادتها القديمة كما يقولون, عدت كما أنا ذلك الشخص الأناني الذي لا يبالي سوى بنفسه و للأسف زوجتي كنت أعتبرها نفسي بالرغم من انها لا تستحق .

لم تراعي تعب أمي وكانت ترغمها على العمل بالمنزل ، ففي النهاية أنا من سمحت لها أن تفعل بها ذلك عندما تغافلت عن أفعالها , عندما لم أقدر أمي حق التقدير ولم أوفيها حقوقها, لكن كما يقولون الحب أعمى .

حتى أتى ذلك اليوم المشؤوم الذي اقترحت فيه زوجتي أن أنقل إقامة والدتي إلى دار المسنين ، فهناك سيعتنون بها أكثر و ستشعر بالراحة .. وقليل من هذا الكلام وقليل من ذاك حتى اقتنعت , جعلت والدتي تتنازل عن ملكيتها للمنزل لي فقد كان هذا منزلها التي تزوجت به هي وأبي وتركتني أتزوج فيه عندما كبرت .

ابتسم بسخرية مخفضاً رأسه, لم تدري ياسمين ما هو الشيء الذي كان يسخر منه , و لم تلبث كثيراً حتى رأت أنها سخرية من نفسه, ياله من ابن عاق ( هكذا حدثت ياسمين نفسها ) .

– أعلم ماذا تعني تلك النظرة على وجهك

– عفواً ؟!
اعتدل بجلسته متابعاً

– تشبه كثيراً نظرة والدتي لي عندما حملت أغراضها لأوصلها لدار المسنين , ظللت أنظر لها طول الطريق وشعرت بألم غريب لا أدري ما هو ؟ أهو تأنيب الضمير أم حزني على نفسي أم ماذا !! كانت تنظر بثبات إلى الطريق و دموعها تنساب بهدوء على خديها ، لو نطقت تلك الدموع لقالت ( ياخسارة تربيتي فيك) .

تركتها هناك وعدت وأنا طول الطريق أتأمل ذلك المقعد الذي كانت تجلس عليه ، صار الآن فارغاً تماماً كما هي غرفتها بالمنزل ..

مرت الأيام ببطء شديد وكأنها تأبي التحرك والملل يقتلني شيئا فشيئاً ، لم يعد لشيء مذاق وكأن أمي كانت حبات السكر التي أضافت طعماً حلواً لحياتي .

بعد مرور شهر كامل مر علي كسنوات بل كقرون وجدت دموعي تنساب على خدي بحرارة وقلبي يتقطع للقائها ، لم أدري بنفسي إلا وأنا أسرع بسيارتي في طريقي إليها لا يشغلني شيء سواها ، أريد فقط أن أضمها أريد أن أقبل يداها أن أعيدها معي إلى منزلي ، لا لا بل منزلها نعم منزلها هي وسيظل دائماً هكذا .

حتي أني لم أبه كيف تعدت سرعتي المسموح به ولم أبه لتلك الشاحنة التي اخترقت صفارتها أذناي وكأنها باخرة تستعد للإقلاع إلا أنها الآن تتجه نحوي ، ولا لذلك النور الذي كان آخر شيء رأيته .

مسح دموعه متابعاً :

– استيقظت بالمشفى والأصوات من حولي تتزاحم بعقلي ، لم أستطع تمييز من هم أو ماذا يقولون ، فقد شغل تركيزي صوت واحد فقط ، كان صوت أمي .. فتحت عيني ببطء وأنا أراها أمامي تمسح برفق على شعري وكأني مازلت طفلها المدلل ولم أكبر ، وكأن ما فعلته بها لم يكن سوى كابوس رأيته فقط ولا يمت للواقع بصلة .

خانتني عيناي وعم الظلام لا أدري هل غفوت أم ماذا ؟  استيقظت بعدها لا أدري كم من الوقت استغرقت بالنوم ساعات أم أيام ؟ حتى أبلغت الممرضة الطبيب باستيقاظي ، لم تمر الكثير من الدقائق حتى افتقدت الشعور بحركة قدامي و تعجبت من ذلك ورفعت الغطاء من عليها و يا ليتني لم أفعل .

لقد كانت قدماي مبتورتان بسبب تلك الحادثة ، لم أجن وأصرخ لكني صرخاتي كانت ترتد بداخلي و يسمع لصداها صوت يمزق قلبي ، واكتفت عيناي بالدموع وندرس مثبت علي قدماي أقصد باقي قدماي ( قالها والدموع تنهمر من عينيه ) .

رضيت بالواقع الأليم ، ورضيت بقضاء الله ، فهذا جزائي وقد استحققت ما حدث لي ، غافلتني الصدمة عن الشعور بالوحدة فلم يأتِ أحد لزيارتي بعد ، لا زوجتي ولا أمي فليس لدي غيرهما من بعد الله ، حتى سألت الممرضة ألم يأتي أحد لزيارتي؟ فأجابت بالنفي لكن تابعت قائلة أن امرأة تركت لي رسالة فهممت بفتحها لأقرأ ما كتب كالآتي :

سامحني لقد ذهبت لمنزل أهلي وأنا أنتظر ورقة طلاقي ، فلن أستطيع أن أكمل حياتي معك بحالتك هذه .. وداعاً
التوقيع / زوجتك

أمسكت الورقة وأنا كمن ضربه شخص على رأسه ، لم فعلت ذلك ؟ هل أنا السبب فعلاً أم أنها ناكرة للجميل ، ناكرة لكل ما فعلته لها وحبي الذي وهبته لها من دون انتظار مقابل !!
ابتسمت بألم وقلت … الله أعطى والله أخذ ، الحمد لله على كل حال .

انتظرت كثيراً بالمشفي حتى وضعت أرجل اصطناعية ، وما إن غادرت رأيت النور بعينيي أخيراً واستنشقت الهواء النقي بعيداً عن رائحة الدواء والمرضى ، حتى استقليت سيارة أجرة وذهبت للدار التي تمكث بها أمي فوجدت غرفتها تجلس بها امرأة أخرى ، سألت عنها فأخبروني أنها ماتت ، لقد ماتت بسكتة قلبية ..

عم الصمت قليلاً و عادل يجهش بالبكاء وياسمين تحاول تهدئته و هي تغالب دموعها التي تساقطت رغماً عنها .

رفع رأسه ثم نظر إليها بعيون تتلألأ بها الدموع متابعاً : 
– أتعلمين أنهم عندما أخبروني بتاريخ وفاتها صدمت ، فقد كان نفسه التاريخ الذي يلي يوم الحادثة ، كيف إذاً رأيتها عندما استيقظت ؟ هل كان يخيل لي أم أنها روحها ، لازالت تغمرني بحنانها حتى بعد موتها ، ما إن هممت بالمغادرة حتى استوقفني صوت .. لقد كانت المرأة التي تعتني بأمي ..

– مهندس / عادل .

– نعم .

– أريد أن أخبرك شيئاً بشأن والدتك رحمها الله .

– تفضلي

جلسنا على مقعد كان بالحديقة وأخذت تقص علي ما حدث ليلة موت والدتي ، وكيف أنها قلقت علي ، و عندما اتصلت بهاتفي من هاتف تلك المرأة وجدته مغلقاً ، فاتصلت بزوجتي وصدمت عندما صاحت بها زوجتي وكذبت عليها بإخبارها أني مت بذلك الحادث وأنها السبب ، حتى لا تزعجها مرة أخرى ، فلم تحتمل والدتي الصدمة .

لكن لم تكن كصدمتي مما يحدث لي ، فبين ليلة وضحاها خسرت كل شيء ، أمي و زوجتي وساقاي ، لكن بقي معي ربي ، كان درساً قاسياً جداً لي كي أصحو من سباتي .. كي أتغير وأتوقف عن غروري وأنانيتي التي كلفتني الكثير والكثير .

عدت هنا كي أتذكر أمي بكل وجه أراه وبكل يد أقبلها ، لتحكي لي تجاعيدها كيف ذاقت الآلام من أجل أشخاص مثلي لا فرق بيني وبينهم ، نتشارك ذات الغرور وذات القلوب القاسية … تلك هي قصتي التي لن أنساها ، فساقاي تذكراني بها وتذكراني كيف كنت وكيف أكون الآن ، بعد أن كانت لعنة لي صارت نعمة .

– و زوجتك ؟ قالتها بتوتر .

– طلقتها بالطبع ، فكيف لي أن أتمسك بحية كهذه .

ابتسمت ياسمين وبدا السرور على ملامحها ، وهذا ما رآه عادل كما رآى لمعة العشق تلك بعينيها والتي لم يمانع بوجودها ، بل يبدو أن هناك قصة عشق ستبدأ الآن وقلب سيدق من جديد بعد أن كان توقف عن العمل ….

بعد مرور سنتين ….

انظر إليها كم هي جميلة ؟
– بالطبع فهي تشبه والدتها ، تابع قائلاً بضحك  .. ينقصها فقط النظارة .

– توقف ، حسناً ماذا ستسميها ؟

– سأسميها ” ورد ” على إسم والدتي.

– رحمها الله .

لقد انتهت قصة عادل أو بالأحرى بدأت ، هناك الكثير والكثير ممن يشبهون قصته لكن مازلوا مغرورين ، ربما يمهلهم الله لكنه أبداً لا يهمل .. تذكروا ذلك .. وتذكروا أيضاً قوله تعالي :

بسم الله الرحمن الرحيم ..

(( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))

صدق الله العظيم

 

تاريخ النشر : 2017-05-18

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى