أدب الرعب والعام

سيدة النور 2 – مذكرات حمدان

بقلم : محمد الكسار – مصر
للتواصل : [email protected]

سيدة النور 2 - مذكرات حمدان
عثرت على كتب كثيرة أحدها كان غريبا !

كيف يُستدعى النور أو الظلام ؟
إن استدعائهم يتطلب عدة أشياء على حسب نوع الشيء ، كأن تستدعي النور بمجرد الضغط على مفتاح التشغيل في حجرة نومك ، كذلك يُستدعى الظلام عندما تغلق نفس الزر ، كيف إذاً تستدعي المخلوقات ؟
الأمر بسيط ،، وفر لهم من المكان والمناخ المناسب ، إذاً فهم حاضرون !
دائماً ما تشع ولو نقطة نور واحدة من بين الظلام لتبدد معها العتمة التي تولد الخوف و الغموض ..

***

بعدما أنهيت أنا وذلك الرجل الأخرس الغريب توقيع عقد شراء ذلك المكان الأكثر غرابة منه ، تفقدته قليلاً ، لكن ذلك الغريب ظل سائراً ببطء ثم نظر نظرة تخطت النصف دقيقة متأملاً المكان ، ومازالت عيناي المرهقة تتابع ذاك الغريب حتى أدار رأسه نحو الشارع وبقى ثابتاً ، حاولت أن اتجاهله و وضعت تركيزي في كيفية ترتيب وتنظيم هذا المكان الذي ربما لن يُرتب أبداً ، فيبدو المبنى في غاية القذارة ، لا يهم فقد كسبته بسعر منخفض جداً ، كان يحتاج إلى التنظيف وتغيير أساسهِ .

خرجت بعد قليل من التنظيف لآخذ قسطاً من الراحة ، على يميني محطة بنزين يعمل بها شخصان وقد كانا منشغلين بسيارة أحد الزبائن ، لاح أحدهما لي فقلت له :
– صباح الخير
فردا علي هما الاثنان في آنٍ واحد :
– صباح الخير

بعد قليل دخلت المحل لأكمل التنظيف ، بعض الأدوات والخردة التي ليست لها أهمية ، تلفاز قديم ، ومكتبة قد اسود خشبها ، لكن لمن الرائع هو أن تلك المكتبة تحتوي على قطع ثمينة ، ثعباناً ذهبياً ، بعض الكريستالات السليمة و دباً فضي ، بالإضافة إلى أنها تضم كماً هائلاً من الكتب المثيرة .. سأتفقدها لاحقاً ، بالداخل غرفتين راحة ، غرفة للسيدات وبالطبع غرفة للرجال ، لكن غرفة السيدات بابها لا يفتح ..

– يا حج

انتفض قلبي ثم نظرت خلفي لأجده أحد عمال المحطة ..

– نعم ؟
– هل تريد أياً من المساعدة في ترتيب هذا المكان القذر ؟
– هههه سأكون ممتن ، وأيضاً سأعطي لكم نقوداً إذا ساعدتموني .
– ماذا تقول يا هذا ، نحن الآن نعمل في شارعٍ واحدٍ ، و هذا لا يصح .
ابتسمت له وشكرته ثم قام بالنداء على صديقه العامل الآخر ودخلا وبدأنا في التنظيف ثم تحدث أحدهما :
– ماذا تريد أن تفعل بهذا المكان ؟
ثم تحدثت
– سوبر ماركت ، ربما مقهى ، مطعم .
– أنا اسمي “سعيد”
كان هذا من تحدث سابقاً ثم تحدث العامل الآخر :
– وأنا أدعى “حمادة” ، لكن من الآن فصاعداً لا تناديني إلا بـ”حمو”
– وأنا “حمدان”

بعد قليل من العمل سألتهم :
– ألا تعرفان كيف كان هذا المكان سابقاً ؟
– انظر يا عم “حمدان” ، ذلك الرجل الأخرس كان يأتي كل يوم ليلاً يدخله ، ولا يضيئه حتى.
– وماذا يفعل ؟
– بعض الأحيان يقرأ كتاب ، و أغلب الأحيان يبقى صامتاً وينظر داخل المكان ، لقد كان غريب وحتماً هناك شيء ما.

كنت أتحدث مع “سعيد” ثم قاطعه “حمادة” أو “حمو” :
– اصمت يا “سعيد” ، لا تخف يا عم “حمدان” لقد كان ذلك الأخرس يأتي ليبيت في المكان فلم يكن له منزل.
ثم جادله “سعيد” :
– كيف ؟ ، حسناً ، ذات يوم عندما تركت العمل باكراً يا “حمو” لأن زوجتك كانت تولد في المستشفى وبقيت أنا في المحطة وحدي ، وجدت ذلك الأخرس قد خرج من المكان فجأة مع انه منذ دقيقة كان المكان مغلقاً ولم يدخله مطلقاً ، وكان يمشي مسرعاً ثم توقف ونظر لي نظرة خبيثة وشاور بأصبعه على الشارع المقابل ، نظرت الي هذا الشارع وبدأت أشعر بالخوف ثم عاودت نظري ، ولكني لم أجد ذلك الأخرس .. 

قلت :
– رائع جداً ، أنا الآن لا أشعر بأطراف قدمي ، فتدخل “حمو” قائلاً :
– يا أخ “سعيد” اصمت قليلاً ، لا تخف يا “عم حمدان” ، ماذا كنا نقول ؟ نعم إذا كنت ستجعل هذا المكان مطعماً أو مقهى فحتماً ستحتاج إلى طباخ أو منظف أو نادل .

نعم لقد قال لي شيئاً جديداً ، ربما كان من الأفضل لو أنني رفضت طلب المساعدة منهم ، على كل حال شكرتهم و أقفلت المبنى و سأكمل العمل صباح الغد بينما عاد “سعيد” و”حمو” إلى محطة البنزين ..

فتحت باب منزلي و استقبلتني زوجتي ، كانت امرأةً جميلةً في الخامسة و الثلاثين ، سلمت عليها واحتضنتها ثم دخلت الحمام وبدلت ملابسي ، تحدثنا كثيراً حديثاً ممتعاً انتهي نهاية سيئة حيث تحول إلى نفس الموضوع القاسي ، قالت زوجتي : 
– ماذا فعلت عند الطبيب ؟
صمت وتضايقت من السؤال ..
– هل هناك أمل أم لا ؟
– إن شاء الله يكون هناك أمل.
– “حمدان” أنا لا أقدر أن أتحمل ، أريد الطفل الذي كنت دائماً أحلم به .

نعم ، أنا غير قابل للإنجاب ، ومع ذلك أحبتني وأعطتني الأمل أنه من الممكن ذلك ، هي الآن ملت ومعها كل الحق ، لكن ماذا أفعل ؟ إنه القدر…

لم أجبها ودخلت إلي الفراش لأنام ..

استيقظت في اليوم التالي من النوم المميت لأجد زوجتي نائمة بجانبي ، نهضت بحذر كي لا أوقظها ولبست ملابسي وخرجت متجهاً إلى المكتبة التي تقع بجانب المنزل .
إن صاحبها ابن صديق لي ، سلمت عليه وأخبرته أنني أريد أن أضع إعلاناً على الإنترنت أو الفيسبوك أياً كان ما يسمونه الشباب ، فطلب بعض المعلومات الأساسية ووعدني أنه سيتكفل بهذا الأمر ، شكرته وقلت له أن يسلم على والده ثم ذهبت في طريقي إلي المحطة و عندما وصلت بالطبع سلمت على العاملين الظرفين وفتحت المبنى ،، ماتزال غرفة راحة السيدات لا تفتح ، تجاهلتها على أن أحاول فتحها لاحقاً ، وبقيت على هذا الروتين اليومي …

لقد أصبح هذا المطعم جاهزاً ، أنتظر فقط أن يأتي أحد أمين ليعمل معي ، لا لا وأيضاً أقوم بفتح باب غرفة الراحة للسيدات ، حسناً ..

خرجت متجهاً غرباً ، لدي صديق قريب من هنا ، في الشارع المقابل ، لديه كشكاً خشبياً ، إنه يصلح عجلات السيارات و يغيرها ، وحتماً سيكون لديه المعدات والأدوات اللازمة .

وصلت إلى الكشك الغير ملون ، مصباحين الجاز من اليمين واليسار المعلقين ، عجلات السيارات بالدخال ، بالخارج كرسي خشبي يجلس عليه رجل صالح ، يده اليسرى مشبكة مع كوع يده اليمنى ، في كفه اليمين القرآن الكريم الذي يقوم بقراءته.
تحدثت بسخرية :
– “عم فرج” العجوز
نظر لي بغضب ثم تحولت النظرة إلى ابتسامة ثم تحدث ضاحكاً :
– أنت العجوز يا “حمدان”
صمتنا مبتسمين ثم قام من كرسيه وسلم علي ثم أحضر كرسياً ووضعه لي لأجلس عليه فجلسنا وتحدثنا قليلاً.
– ألف مبروك على المطعم الجديد.
– شكراً يا “فرج”
– هل تتذكر أيام المدرسة يا هذا ؟
– هههه نعم ، لقد كانت أيام رائعة ، لم تذكرتها الآن ؟
– لا أعلم لكنها أتت بداخل رأسي للحظات.

ثم تحدثت :
– لقد رحلت أيام شبابنا يا “فرج” وقد تعبت و أشعر وكأنني تعبت على اللاشيء.
– ليس المهم أن تتعب يا “حمدان” المهم هو أن تصبح راضياً عن نفسك وعما فعلت.
سكتنا ثم سألني :
– ألن تقدم لي وجبة مجانية من مطعمك الجديد ؟
– بالطبع إنه مطعمك ومكانك ، لكن عندي باب مغلق ولم أقدر على فتحه.
– انتظر سأًحضر مفكاً وزرادية(بنز) وآتي معك.

أقفل كشكه وسرنا باتجاه المحطة حتى وصلنا الساعة الرابعة عصراً
وأخيراً ، “فرج” فتح الباب المغلق ولكن….

يحتوي حمام السيدات على الآتي :
جثث حيوانات متعفنة ، لم أتعرف على نوع الحيوانات فتبدو غير مألوفة نوعاً ما ، ولكن الغريب أن الحمام نظيف تماماً وكأنه جديد عدا الأرضية المليئة بجثث الحيوانات ،، قام “فرج” و دون أن يتكلم بإخراج الجثث خارج المطعم ، وأنا على وجهي الذهول لكني قمت بإخراجها معه وفعلاً أخرجناها وأحرقناها ثم قلت لـ”فرج” أن يدخل ليستريح لكنه قال :
– لا لن أدخل .
– لماذا ؟
وتغيرت ملامحه تماماً !
– لقد تأخرت على العمل
ثم سار لكن قبل أن يذهب نظر لي ثم عاد وتحدث :
– “حمدان” .. هل عثرت على شيء آخر في هذا المكان ؟
– شيء مثل ماذا ؟
– شيئاً غريباً مثل الذي رأيناه منذ قليل.
– لا
– هل هناك ورقاً ، كتاباً أو دفتراً ؟
– هناك كم هائل من الكتب بالداخل.
– احذرك من قراءة أي كتب غريبة.
– لا تخيفني يا “فرج” أكثر من هذا.
– انظر ، سأتحدث معك بصراحة تامة ، أعتقد أن ما كان يحدث في هذا المكان هو أمر من أمور الشعوذة ..
– يا إلهي ، ما العمل الآن ؟
– من الأفضل أن تتخلص من جميع مستلزمات المطعم القديمة بأن تحرقه ، لا تخف وأكمل عملك.
– حسناً
– سوف أرحل الآن ، لا تخف
– بالطبع .

بعد أن قتلني من الخوف يتركني داخلت المطعم وجلست أفكر ، ثم نظرت إلى المكتبة وقد بدأت تعلو دقات قلبي لأجد الكثير من الكتب ، جرس المطعم رن عندما فُتح الباب من قبل شابتين رقيقتين ، قالت واحدة منهما :
– السلام عليكم
أجبتها :
– وعليكم السلام ورحمة الله.
– لقد رأينا إعلان حضرتك على الإنترنت.
– أجل أجل.
– هل ما زلت تحتاج…
– أجل بالطبع أنتم تريدون العمل هُنا ؟
ردت الفتاة الأخرى :
– نعم .
– طبعاً ولكن أليس المكان بعيداً بعض الشيء عن وسط المدينة ؟
– ليست مشكلة فأنه أقرب مكان وصلته من بيتي بالإضافة إلى أننا نملك سيارة.

تشاورنا في بعض الأمور وقمت بتعيينهما بالطبع ، فيبدو عليهما الأمل لا أعلم لمَ ، فهذا مجرد مطعم حقير كان مبني للشعوذة سابقاً، إحداهما اسمها “ملك” والأخرى “ميرنا” الأولى تبدو الأعقل لكن الثانية – والتي هي “ميرنا” – تبدو الأذكى ، ثم اتفقت معهما أن العمل سيبدأ من الغد ثم ودعاني وخرجتا سعيدتين .

أعدت انتباهي إلى الكتب وكنت أقرأ عناوينهما ، منها “مثلث الشيطان/مثلث برمودا” و “مدام سان جين” و”الجنة والنار” والمزيد….
عثرت على ما قاله “فرج” كتاباً أو شيئاً غريب وعنوانه كان بلغة غريبة ، ليس هذا فقط ، لقد كان الكتاب ملفوف بقطعة من القماش ، لا لا لن أفتحه ، يجب أن أتقي شره مثلما قال “فرج” وأكمل عملي ، تركته مكانه لكن عيني لا تهدأ ، فدائماً أنظر إليه ، أشعر بالرغبة الشديدة في فتحه ،، لا بأس مجرد نظرة خاطفة ، لن أقرأ بصوت ولن أكمله ، سوف أعرف موضوعه فقط..

أمسكت الكتاب وكأنه طعام يمسكه شخص لم يأكل منذ شهرين ، أزلت اللفافة وفتحته ، لا مقدمة ، قلبت الصفحة ، بعض الجمل بلغة غريبة ، ما لفت نظري هو أن هناك أرقام به ، انها 1963 ،، ههه إنه العام الذي ولدت فيه ، قلبت الصفحة ، لا شيء ، الكتاب يتخطى الخمسمائة صفحة جميعها بيضاء عد الصفحة الثانية !
لا أعرف لم بقيت أتأمل وانظر إلى الورق الأبيض والصفحات بتمعن ، بقيت لساعات على هذا الحال ! حل الليل وأنا مازلت أتأمل الكتاب ، رحل “سعيد” و”حمو” وأنا مازلت أتأمله أيضاً !  سمعت همسات خلفي ، نظرت خلفي لأجد شيئاً جالس في جزء مظلم من المطعم ، انطفأت الأنوار بالكامل وضوء القمر كان النور الوحيد الذي جعلني أرى هيئة ذلك الشيء ، لكني لم أرَ ملامح وجهه ، تشجعت وتحدثت بصوت مرتفع .

– من أنت ؟

اهتز الكتاب الذي كنت أحمله بقوة وفتح على صفحة بها كلام مفهوم
” لعنة الشمس السوداء”

تحدثت :

– من انت ؟ ما هذا ؟ أنا لا أفهم شيئاً !

فُتح الكتاب على صفحة أخرى وبه الآتي
” إذا أمرت بشيء سينفذ”

فنظرت لذلك الكائن وقلت له بدون تفكير أو تردد :
– أريد أن أنجب ولداً

اهتز الكتاب وفتح على صفحة أخرى وبها كلمة واحدة

“تمت”

ضرب نور شديد عيني ثم عاد نور المطعم باختفاء الكائن الذي كان أمامي ، بما في ذلك اختفاء الكتاب تماماً ، أنا الآن خائف ،، هرعت خارج المطعم واتصلت بـ”فرج” وقلت له أن يقابلني عند ناصية الشارع بأسرع وقت وافق والتقينا.
– عثرت على شيء غريب مثلما قلت لك يا “حمدان” أليس كذلك ؟
– لم أكن أقصد .
– لم يكن من الجيد أن تفتح ذلك الكتاب .
– لقد قلت لك لم أكن أقصد
– أين هو فلتحرقه .
– لقد اختفى فجأة .
– يجب أن تعثر عليه يا “حمدان” وتحرقه
– حسناً حسناً ، انتظر لحظة سأدخل المطعم و أحضر شيئاً.

دخلت المطعم لأحضر سكيناً ، إن ذلك العجوز يريد قتلي ، نظراته تقول ذلك ، يجب أن أتخلص منه وأنتهي من هذا الحقير .
خرجت من المطعم ومعي السكين ، وقمت بإدخالها في قلب “فرج” العجوز ، أخرجتها وغرزتها مراراً وتكراراً ، أجل إن هذا ممتع ، أخرجتها واقتلعت عينيه ثم أحضرت طوبة و ظللت أهشم جمجمته بعد موته ….

26 يناير 2014 بعد منتصف الليل 

من الآن فصاعداً سأكتب التواريخ في مذكرتي ، فأني أعشقها ..
بعد شراء العديد من ابر التنويم ، غرزتها في العديد من الحيوانات التي تعيش في الشوارع ، ثم قمت بإدخالها في المطعم ووضعتها في حمام النساء ، وبدأت أذبحها واحداً تلو الآخر ، وعندما أنتهي تصبح تلك الحيوانات غريبة الشكل ، إن جسد و أنياب القطط والكلاب وغيرها قد ازدادت حجماً والشعر أصبح كثيفاً ..

27 يناير 2014 بعد منتصف الليل 

ظهر لي الكتاب والكائن مجدداً وفتحت صفحات الكتاب على

” من العبد ؟ “

– لا أعلم .

“اعثر عليه من النساء”

– هل ملك أو ميرنا تفيان بالغرض ؟

كُتم فمي ولم أقدر على الكلام أو الحركة وفتحت صفحة في الكتاب تكتب كلاماً ..

“فرج ، حمدان ، ميرنا ، ملك”

ثم كتابة تواريخ تحت أسامي المذكورين ، إن هذا الكتاب ،، إن ذلك الكتاب
إنه الكتاب الجميل ، إنه الكتاب الرائع ، إنني أحبه بشدة ، أشعر بالراحة بمجرد النظر اليه….

28 يناير 2014 بعد منتصف الليل

بدأت أتذوق لحم تلك الحيوانات التي ذبحتها ، إنه الطعام المفضل لي ، لكن المشكلة في تلك الحكة المزعجة في كل منطقة من جسدي.

1 فبراير 2014

زوجتي تبكي وتنزف الدماء وهي خائفة مني ، إني أقوم بتعذيبها الآن على ما فعلته بي ، فقد كانت تكره أني غير قابل للإنجاب وأنا الآن أقدم لها هدية بمناسبة أننا ذهبنا للطبيب واكتشفت بأنها حامل ، إنني مستمتع بذلك للغاية ، لقد قمت بحرق بعض المناطق الحساسة في جسدها ، أجرحها بالسكين وأربط جسدها قوياً وأقوم بإدخال الحقن الحادة في جسدها ، إن ذلك ممتع ، لكن ما أفسده هو تلك الحكة المزعجة التي ازدادت سوءاً…

2 فبراير 2014

ذهبت لأشتري هاتف جديد بسعر ثمانية آلاف جنيه ، فقد ربحت عشرة آلاف جنيه من ذلك المطعم ، اشتريت خطاً جديداً وجعلته خاص وسيصبح فعال بعد يوم أو يومين .
ذهبت إلى المطعم وأخفيت عن تلكم الحقيرتين “ملك” و”ميرنا” وكذلك البُلَهاء في الخارج عاملي المحطة أني اشتريت هاتفاً جديداً باهظ الثمن ، فهم محتالون ، مخادعون وقذرون وسوف أتخلص منهم جميعاً قريباً.

3 فبراير 2014 ليلاً في المطعم

ازدادت الحكة سوءاً ، فقد بدأت أجرح نفسي بالمقص في صدري وظهري ، لا ألم إنه ممتع ، خلعت حذائي و أمسكت خنصر قدمي اليسرى وقطعته بالمقص ثم تذوقته وبدأت بعضه ، أكلته ومضغته جيداً.

4 فبراير 2014

تحدثت “ميرنا”
– آسفة يا “عم حمدان” إنه ميعاد الطبيب.
– لا تفضلي يا ابنتي بالطبع خذي وقتك.
أرسلت لتلك الفتاة المثيرة بعض حراس الظل لكي يتتبعوها ، ومن الجيد أن الخط اصبح فعالاً ، انظر لـ”ملك” تلك الفتاة الجذابة ، أرجلها ووسطها….
– لا لا ، لقد أصبحت غريباً
– أهناك مشكلة يا “عم حمدان” ؟
– لا.
كانت المتحدثة “ملك”

بعد رحيل “ملك و ميرنا” بقيت في المطعم أنتظر قدوم الكائن ، وحدث مثلما حدث كل مرة وظل الكتاب يقول لي ماذا أفعل وقمت بإرسال رسائل تواريخ الاستحواذ على “ملك وميرنا” ، لقد انتهى بهم الحال ، ولكن أرسلت لي رسالة على الهاتف الجديد باهظ الثمن وهي تحتوي على تاريخ الاستحواذ علي وهما

3 6 9 1 5 2  –  1 7 9 1 3 7   و تاريخ آخر هو 4 1 0 2 2 5

5 فبراير 2014

أتت البلهاء “ميرنا” باكراً عن “ملك” ، ذلك ليس من عادتها ، إنها تراقبني جيداً ، أعتقد بأنها علمت بشيء ، بالطبع فهي الأذكى ولكنه سوف ينتهي بها الحال ، أتت “ملك” وبدأتا بالهمس سوياً ، الكائن خلفهما ولكن تشكل مظهره في الرجل الأخرس الذي اشتريت منه المطعم !! ولكن أسنانه أصبحت حادة وطويلة وأصبح شكله مخيف ، انه قادم إلي…………………….

*****

– ماذا بالمذكرة يا حضرة الضابط ؟
– كما قلت يا ضابط “علي” إن التحقيق إلى حد ما يشبه ملف التحقيق في قضية القتل الجماعي لأفراد عائلة “الجمالي” صاحبي ذلك المكان الملعون التي أغلقت على أنها عملية انتحار جماعية.
– نعم ، إنه أمر خارج أيدينا ، إنها شعوذة وسحر وتشبه تماماً ما حدث في قضية حمدان وميرنا وملك وأحمد وطارق.
– إذا كانت مجرد عملية قتل فلماذا لم يقتل “ميرنا” وقد اُتيحت له الفرصة ؟
– كيف حالها ؟
– إنها الأكثر حظاً فهي الناجية الوحيدة في هذا الحدث المظلم ، إنها النور الوحيد فيه ، إنها سيدة النور…..

رن الهاتف ..
– مرحباً ؟
– أنا الطبيب الخاص المشرف على “ميرنا” ، أريد أن أخبرك يا حضرة الضابط أنها استفاقت ولكنها في حالة غريبة أرجوك أن تأتي حالاً 

– أنا قادم فوراً…

يتبــــــع ..

 

تاريخ النشر : 2017-06-05

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى