تجارب ومواقف غريبة

الجحيم قدري في منزل مسكون

بقلم : عازف على أرواح الشياطين – الأرض السفلى

الجحيم قدري في منزل مسكون
لم أرتح لذلك المنزل أبدا

أعرفكم بنفسي ، اسمي بيتر عمري 16 عاماً ، من عائلة مسيحية .. أسكن مع أمي بمفردنا بعد وفاة والدي و لي خالة ، سأدخل في صلب الموضوع لكي لا أطيل عليكم ..

فمنذ حوالي شهر يوليو 2014 أمي قد اشترت لنا منزلاً جميلاً وهذا المنزل فيه غرفتي نوم من التي كانت موجودة منذ أواخر عام 1800 ، فهو منزل قديم أمي أصرت على شرائه و لكني عندما أراه أشعر برعشة أسفل عمودي الفقري .
أتذكر اليوم الذي أرتني أمي فيه ذلك المنزل ، أجل فهو منزل غاية في الجمال لا أنكر ذلك ، لقد كان بيتاً أبيضاً بباب أحمر ما أروعه ، و شبابيك زرقاء ، وأمامه حديقة واسعة 

المشكلة هي أني وقفت على أعشاب الحديقة و لم أدخل المنزل ، فكأن عقلي يخبرني بأن أتراجع إلى الوراء ولذلك بقيت واقفاً لا أتحرك ، وأمي تقولي لي , “هيا يا عزيزي ادخل”! ولكني بقيت كما أنا لا أتحرك ، ثم جاءت إلي وهزت كتفي قليلاً فسقطت على الأرض ، ثم ركعت أمي أمامي و سألتني إذا كنت على ما يرام فأومأت رأسي بنعم و أخبرتها بأني غير مطمئن لذلك المنزل ، فقلبي يقولي لي بأن ثمة شيئاً ما خلف الأبواب ، وأنا لم أخطو خطوة واحدة إليه ، وأنا أعرف أن هذا المنزل مكون من شر ..

حاولت أن أخبر أمي بشعوري تجاه المنزل ولنرى منزلاً آخر ولكنها مصرة على ذلك ، ظللت أقول لها فكانت إجابتها ,لا و ليس, لا و ليس , و تجاهلتني ثم أخبرتني بأني فقط أصبحت فتي سخيف لأني أجعل مخيلتي وأوهامي تتمكن مني واشترت المنزل و ياليتها لم تفعل .. بمجرد شرائها له أحسست أن قلبي قد غرق كلية في دمائي ، و انتقلنا إليه و بمجرد أن قامت أمي بركن السيارة في الممر شعرت بإحساس في معدتي ، ذلك الإحساس الذي ينتابك عندما تركب سفينة دوارة ولكن بدلاً من جزء الإثارة شعرت بالخوف ، سارت أمي إلى الباب الأمامي للمنزل ومعها المفتاح في يدها فهي غير قادرة أن تنتظر لكي تدخل المنزل 

وصلنا إلى الباب ، سحبت أمي يدها من جيبها وها هو ذا المفتاح يذهب إلى القفل ، ثم دفعت نفسها نحو الباب وانتهت للتو من فتحه ، دخلت المنزل مسرعة لتراه من الداخل وقالت , “هذا مضحك” أنا فقط تجاهلتها و كأني لم أسمع شيئا وفجأة سمعنا صرير الباب ورأيناه يفتح من تلقاء نفسه نظرت إلي عيني أمي فرأيتها كبيرة نسبياً ثم هزت رأسها برفق و قالت , “إنها الرياح فقط.” أتذكر عندما دخلناه أول مرة شعرت بنسيم بارد يضرب وجهي و ارتعشت أمي وقالت شيئاً ما عن برودة هذا المنزل ، ولكن لم أنتبه واكتفيت بالوقوف في الحديقة حاملاً حقائبي في يدي

المهم نعود إلى ما حدث بعد صرير الباب ، سارت أمي إلى الرواق(مدخل) الذي يوجد بين جانبين حيث يكمن الحمام على جانب واحد ، وغرفتي تكمن من جهة أخرى ، أمسكت أمي مقبض الباب وفتحته وبصراحة أخبرتها بأني لا أريد أن أكون في غرفة بمفردي ، فنظرت في جميع أنحاء الغرفة ، أنا الآن واقف أمام الباب قلت لها ,”الجو أكثر برودة في هذه الغرفة.” فابتسمت وقالت , “إنها غرفة لطيفة و جميلة مثالية لأصدقائك عندما يأتون وتمضون وقتكم فيها !” حينها تنهدت وأعتقد أنني قلت شيئاً مثل , “إذا كان لي أصدقاء من الأساس,” أو شيء من هذا القبيل ، فنظرت إلي وأعطتني أمتعتي قلت في نفسي سأحاول أن أعتاد على هذه الغرفة و على جوها البارد 

أنظر أيها القارئ العزيز ، لقد نظرت أنا بعيداً وأغلقت أمي الباب وتركتني وحيداً ، وأنا أكتب لكم الآن لأن هذه الغرفة رأيت فيها كوابيس لقرابة عامين ، تلك الأشهر الكثيرة تمر مرور الطيور في حقل الورود ، ولم أكون صداقات ، أعمالي المدرسية لم تنته وبدأت أتعثر في نفسي و أتحسر ، أتذكر أنني كنت أبكي كل ليلة تقريباً و علي هذا الروتين اليومي أسير ، لقد كان كالجحيم بالنسبة لي .. كل ليلة أذهب إلي أمي وأخبرها بأمور رائعة في المدرسة و أخفي في نفسي عقبات و زلات لا يعلم بها إلا الله ، كنت قد عشت في ذلك المنزل لمدة عامين أو نحو ذلك وشعرت بالفعل بالاكتئاب ، ظللت أشكو لأمي على ما كان المنزل يفعله و لكنها كانت لا تبالي لي و كأنها لم ترَ أي تغيير في المنزل فشعرت بأنه لا يوجد شيء يمكنني القيام به لكي أقنعها 

أتذكر تلك الليلة بشكل واضح ..كنت جالساً في غرفتي أستمع إلى الموسيقى ، ثم سمعت خدش طفيف من مكان ما ، نظرت في جميع أنحاء الغرفة وواصلت ما كنت أفعله من سماع الموسيقى ولم أبالي ، فلربما كان وهم .. ثم سمعت الصوت مرة أخرى لذا قمت برفع صوت الموسيقى إلى أعلى حد ، جلست علي سريري وفجأة وجدت صندوق الإسعافات الأولية يصطدم بمشغل الموسيقى من تلقاء نفسه ليرتطما بالأرض !! لا أخفي عليكم أحسست ببرودة في جسمي و قشعريرة لم أشعر بها من قبل ، فصرخت و دعوت أمي و لكنها حينما كانت تحاول الدخول علي كان الباب عالقاً ولا يوجد أي وسيلة لكي تدخل ، و يبدو أنها بدأت في الصراخ و كأنها رأت شيئاً ولكن لم أستطع سماعها كنت مشغولاً جداً بالصراخ و البكاء ، و كأن هذا الشيطان نفسه يفعل هذا لكي تروق نفسه و يتسلي بذلك .

فتح الباب و دخلت أمي تنظر إلي بعيون واسعة من شدة الفزع ، كنت ساقطاً على الأرضية و ظهري مواجه لسريري فساعدتني علي النهوض و ظللت أكرر , ” لابد أن نغادر هذا المنزل!” أقولها مراراً وتكراراً ، فأخذتني بين ذراعيها و أخبرتني بأن كل شيء على ما يرام ، ثم نظرت إلى مشغل الموسيقى الذي تحطم على الأرض بعين غاضبة ثم قالت صارخة , “ما الذي حدث ؟” 

ظللت واقفاً بدون حراك ، ثم جلسنا أنا و أمي في هذه الغرفة الباردة لمدة ساعة .. 

في وقت لاحق من تلك الليلة كنت على وشك الاستحمام عندما رأيت علامة حمراء على جانب ذراعي ، استدرت ونظرت في ظهري إلى المرآة وجدت خدوش كثيرة ، كانت هناك ستة أو سبعة خدوش كبيرة لم تكن موجودة ، دعوت أمي و أتت ، فلما رأت تلك الجروح وضعت يدها على فمها من الصدمة فأخبرتني أن أرتدي ملابسي و أجلب أشيائي ، فعلت كما قيل لي وحزمت أغراضي بسرعة ، أخذت فقط بعض الأشياء ثم فتحت أمي الباب الأمامي وغادرنا المنزل ، بقينا مع خالتي بقية أيام الأسبوع … و لكن منذ ذلك اليوم كلما أفكر في المنزل(المسكون) أشعر بالرعشة أسفل العمود الفقري !

لا أريد أبداً أن تطأ أقدامي ذلك المنزل من جديد ، وبعد بضعة أشهر من انتقالنا علمنا أن هناك عائلة من عبدة الشيطان الذين عاشوا هناك قبل سنوات ، كانت هناك فتاة صغيرة قد جاءت إلى المنزل ذات يوم فأخذتها العائلة التي في المنزل و شنقوها ثم علقوها في غرفة المعيشة ، ثم وضعوا الشموع حول جثتها المشنوقة ، ثم غادرت هذه العائلة البلد بعد ذلك .. بصراحة بعدما سمعت قصة هذا المنزل وجدتها شيقة جداً وأتساءل عما إذا كانت روح الفتاة الصغيرة تطاردني طيلة تلك الأشهر الماضية ؟!

 

تاريخ النشر : 2017-06-15

guest
10 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى